يروى مالك بن دينار وقائع قصة رأها فيقول:كنت اسير فى البادية قاصدا حج بيت الله الحرام فاذا بى اجد غرابا وفى فمه رغيف من الخبز فقلت فى نفسى ان لهذا الغراب لشأنا فتبعته ببصرى حتى نزل عند فم غار فذهبت اليه فاذا برجل موثوق بالحبال والقيود وهو مشدود لا يستطيع حركة ولا فكاكا وقد ألقى الغراب رغيف الخبز بين يدى الرجل فسألته من انت ومن اى البلاد فقال:انا ممن يقصدون حج بيت الله الحرام وقد اخذ اللصوص مالى وجردونى من متاعى واوثقونى بالحبال كما ترى فصبرت على الجوع والعطش اياما فلما اشتد بى الحال لم يكن امامى من ملجأ الا الله فأخلصت نيتى وتوجهت الى ربى بقلبى وقلت:يامن قلت فى كتابك العزيز(أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء)أنا مضطر فارحمنى . فأرسل الله الى هذا الغراب بطعامى كما ترى قال مالك:فحللته من وثاقه ثم مضينا قاصدين الحج فلما أخذنا فى الطريق اذا بنا وقد نفد منا الماء واستبد بنا العطش فنظرنا فى البادية من حولنا فرأينا بئرا عليه مجموعة من الظباء وهو منا غير بعيد فدنونا منه فنفرت الظباء ووقفت غير بعيد فلما وصلنا البئر اذا بنا نجد الماء وقد انخفض مستواه الى قعره فاحتلنا لذلك حتى استقينا وشربنا وعزمت ألا نبرح هذا المكان حتى نسقى تلك الظباء التى نالها من العطش مثل الذى نالنا ولولا وجودها بجوار البئر لما اهتدينا اليه فحفرت وصاحبى حفرة وملأناها بالماء ثم تنحينا عنها فأقبلت الظباء فشربت حتى رويت فاذا هاتف نسمع صوته ولا نرى شخصه يقول:يا مالك ابن دينار دعانا صاحبك (اى الذى اوثقه قطاع الطريق)وتوجه الينا بقلبه ونفسه فأجبناه وأطعمناه وحللنا وثاقه وسقيناه وتوكلت علينا الظباء فسقيناها.
وبهذا يتضح لنا أهمية الأخذ بأسباب الدعاء والطمع فى الرجاء عندما تنقطع بنا الأسباب المادية وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ يقول:(لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ؛ تغدو خماصا وتروح بطانا).

سمر الرقيقة @smr_alrkyk
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
اللهم من عليها بالعفو والمغفرة واجعل السعي لطاعتك
غايتها والجنة مسكنها واكفلها برحمتك
وجميع المسلمين
اللهم آمين