التوحد
تعريف التوحد
هو إعاقة نمائية معقدة تظهر قبل أن يصل عمر الطفل ثلاثين شهراً.
تؤثر على وظائف الدماغ , وتصاحب باضطراب في السلوك الاجتماعي , والتواصل , واللغة , وتطور مهارات اللعب.
تؤدي إلى:
- انغلاق الطفل على نفسه , واستغراقه في التفكير.
- ضعف في قدرته على الانتباه , والتواصل , وإقامة علاقات اجتماعية.
- مع وجود نشاط حركي غير طبيعي.
مدى انتشار التوحد
- تصل نسبة التوحد إلى إحدى وثلاثين حالة لكل عشرة آلاف.
- يوجد ما بين خمس مائة ألف إلى مليون ونصف فرد يعانون من التوحد بدرجاته المختلفة في أمريكا , وأكثر من خمس مائة ألف حالة في بريطانيا ؛ أي تسع حالات لكل ألف.
- تشير آخر الدراسات أن نسبة التوحد في المجتمعات الإنسانية قد تصل إلى 1%.
- نسبة حدوث التوحد عند الذكور تصل من ثلاثة إلى أربعة أضعاف الإناث.
- 75% من الأطفال التو حديين ذكاؤهم متدن , وأن 10% ذكاؤهم عالٍ في موضوعات محدده مثل القدرة الحسابية.
أسباب التوحد
- لا يوجد سبب محدد و قطعي لظهور التوحد حتى الآن.
- تشير بعض البحوث في هذا المجال إلى وجود خلل حيوي أو عصبي يؤثر على نمو الدماغ , وتعزو بعض البحوث الأخرى السبب إلى عوامل وراثية.
- وقد ثبت مؤخراً فشل الكثير من النظريات السابقة التي حاولت تفسير سبب التوحد على أنه ناتج من مرض عقلي , أو سوء التربية , أو مرض نفسي.
أعراض التوحد
يعاني مرضى التوحد من نصف الأعراض التالية والتي تختلف في شدتها وحدوثها من مريض إلى آخر وتكون غير ملائمة لعمره:
1. صعوبة الاختلاط مع الآخرين , مع ضعف في التواصل , والعلاقات الاجتماعية.
2. الإصرار على بقاء الأشياء في مكانها , والروتين , ومقاومة التغيير.
3. الضحك غير الملائم.
4. الخوف غير الطبيعي.
5. الاتصال البصري الضعيف أو القليل.
6. عدم نضوج مفهوم اللعب.
7. عدم الإحساس بالألم.
8. الإفراط بالإحساس في حواسه الخمس , مع اضطراب في استجاباته الحسيه ؛ وذلك حسب شدة فرط الإحساس لديهم. فجرس المدرسة وإنذار الحريق والأضواء البيضاء ؛ قد يعبر عن ذلك بوضع يديه على أذنيه , أو عينيه , مع الانزعاج.
10. عدم قدرته على تعديل سلوكه بنفسه.
11. ترديد ببغائي للكلمات أو الجمل , وضعف في استخدام , وتوظيف اللغة , مع قصور في القدرات الدلالية على مستوى الكلمة أو الجملة و النبرة الصوتية.
12. يفضل البقاء لوحده.
13. لا يرغب في احتضانه , أو ضمه , أو القيام بذلك الدور.
14. يقوم ببرم الأشياء.
15. لا يستجيب لكلام الآخرين وكأنه أصم , مع عدم فهم التعبيرات الانفعالية.
16. ارتباط غريب مع الأشياء.
17. صعوبة التعبير عن رغباته , مع عدم استخدام الوسائل المساعدة في الحديث مثل: الإشارات والإيماءات. فالبعض يتكلم عن شيء لا قيمة له أثناء الحديث مثل العد من واحد إلى خمسة , أو الترديد الببغائي لما سمع , أو استخدام جملة بشكل متكرر لا صلة لها بالموقف.
18. الإفراط أو الخمول الحركي بشكل غير طبيعي.
19. يظهر عدم الارتياح الشديد لسبب غير واضح.
20. اضطراب النوم والأكل , ونوبات مزاج عصبية , وإيذاء للنفس , وفزع وخوف.
21. ضعف في قدرات التخيل.
22. عدم الاستجابة لأساليب التعليم العامة.
23. أداء غير ثابت للنشاطات الحركية الدقيقة والعامة.
24. قد تظهر بعض القدرات الإبداعية عند بعضهم في الرسم , أو الموسيقا , أو الميكانيكا..الخ.
تشخيص التوحد
يتم تشخيصهم عن طريق:
- دراسة تاريخ حالتهم مع الحصول على معلومات من الوالدين عن الحالة.
- الملاحظة الدقيقة لقدرات التخاطب , والسلوك , ومستوى التطور لديهم.
- قد يتطلب التشخيص إجراء بعض الاختبارات الطبية ؛ للتأكد من عدم وجود إعاقات , أو أمراض أخرى ؛ وذلك لتشابه الأعراض مع العديد من الاضطرابات الأخرى.
- يتطلب التشخيص الجيد اشتراك فريق عمل متكامل من طبيب الأعصاب , والأخصائي النفسي , وطبيب الأطفال , وأخصائي أمراض التخاطب , والمعلم المختص , وغيرهم من أصحاب العلاقة ؛ وذلك لتداخل وتعدد خصائص التوحد.
علاج التوحد
لا يوجد إلى اليوم علاج شاف للتوحد ؛ ولكن يمكن تأهيل هؤلاء الأطفال من خلال برامج تهتم بالنواحي السلوكية , والاجتماعية , والنفسية , واللغوية , والحمية الغذائية المهمة , والطبية , والتعليمية الخاصة.
وتساهم هذه البرامج في تطور حالة هذه الفئة كثيراً ؛ لأنها تغطي أهم المشكلات لديهم. ويتم الحصول على أفضل النتائج للمريض في عمر ما قبل الثالثة.
أولاً: العلاج السلوكي
يقوم العلاج النفسي الناجح بتدريب الطفل المتوحد على أسلوب وتصرفات مألوفة لدى المجتمع, وتجنيبه أساليب وتصرفات غير مرغوب بها في المجتمع, مثل: كيفية استعمال الحمام, وتنظيف نفسه, والأكل والجلوس بهدوء نسبي.
ولا شك أن هذا العلاج السلوكي يشكل قيمة عملية كبيرة ؛ للتخلص من الأعمال الشاذة.
ثانياً: التدريب على المهارات الاجتماعية
ويتم من خلال تشجيعهم وتدريبهم على اكتشاف البيئة المحيطة بهم , وتكوين صورة عن العالم من حولهم , خطوة خطوة.
يساعدهم ذلك على أن يكون في مقدورهم أن يتنبئوا على الأقل بالأمور المرتبطة ببعضها ؛ وهذا يساعدهم على التكيف والاندماج في المجتمع.
لا شك أن تعليم هؤلاء الأطفال وتدريبهم على المهارات الاجتماعية لها قواعد وطرق, وسوف يجدون المشقة الكبيرة , ولكن لا بد أن يتدربوا على هذه المهارات لأنها جزء مهم للاعتماد على أنفسهم.
لا يفهم الطفل التوحدي السبب وراء الأحداث في محيطه وبيئته ؛ إلا إذا قمنا بتفسير وشرح ذلك لـه بصورة مبسطة بقدر المستطاع , مع أهمية تكرار الشرح والتفسير له كلما سنحت الفرصة لذلك. ويتضح ذلك في الأمثلة:
1. كيف يستعملون الهاتف ويتصلون بالآخرين.
2. كيف يذهبون إلى السوق, سواء أسواق الملابس أو الأكل أو غير ذلك, ويحصل على ما يحتاج, ويستطيع الاتصال مع البائعين في الأسواق.
3. كيف يذهب إلى المطاعم , وكيف ينتظم في الصفوف.
4.كيف نجعله يتصرف نحو موقف معين يعترضه.
5.كيف يعمل على حماية نفسه من خطر السيارات والطرق وتجنب الناس الذين يسببون له المشاكل.
6.كيف يصبح قادراً على تكوين أحاسيس ومشاعر نحو الناس الذين يمنحونهم هذه المشاعر.
ثالثاً: العلاج النفسي
يعد العلاج النفسي ضرورياً ؛من أجل تقديم المشورة إلى أولياء أمور الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد , وكيف يتعاملون مع أبنائهم الذين يعانون من طيف التوحد ؛ حيث أنهم يجدون صعوبة في فهمهم.
على أولياء أمور الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد أن يعملوا بكل جد على تطوير النواحي العاطفية لدى ابنهما أو ابنتهما. ويتم ذلك بتوظيف التعليم , والمهارات الاجتماعية ؛ من أجل بناء الذات لدى أطفالهم الذين يعانون من طيف التوحد.
ويتم تحقيق ذلك باتباع الأسرة للخطوات التالية:
1. افهم تصرفات طفلك , وابحث عن معنى لهذا التصرف قبل الإجابة عليها.
2. عامل طفلك الذي يعاني من التوحد على أنه شخص عادي, مع عدم السخرية منه كالضحك أو الشعور بالتذمر.
3. كون روابط بينه , وبين إخوانه , أو أخواته , واجعله يشاركهم باللعب حسب مستوى خياله, والنزول إلى مستوى خياله وعدم الازدراء.
4. لا تفاضل بينه وبين أخواته أو إخوانه, أي التعامل بالعدل.
5. تلافى المواقف التي تثير غضبه, وذلك بتحقيق بعض أو كل رغباته.
6. تساعد بعض البرامج التدريبية السلوكية على الاندماج في المجتمع, وتخفيف حدة الغضب لديه التي سببها الضغوط النفسية ؛ لأن الطفل الذي يعاني من طيف التوحد يتعرض إلى ضغوط نفسية, فهو يلجأ إلى البكاء بدون سبب, لذا يجب أن نتصرف نحو هذا الموقف بما يلي: أ. التقرب منه. ب. يجب إشعاره بأننا معه في الحالة التي تنتابه. ج. يجب عدم الحديث والتحدث إليه وإنما فقط نستخدم الاتصال الجسدي معه.
رابعاً: العلاج بالقرآن الكريم
الطفل المتوحد الذي يواجه صعوبة في اللغة قد لا يستجيب للعلاج النفسي, خاصة في المهارات السلوكية التي تحتاج إلى تواصل ؛ ولكن يمكن استخدام أسلوب اللعب البديل ؛ كأسلوب للتواصل بين الطفل المتوحد مع الآخرين.
وجد أن العلاج بالموسيقى لها تأثير قوي على الأشخاص المصابين بحالة التوحد ؛ حيث أن لها تأثير واضح في تغيير بعض السلوكيات. يساعد صوت الموسيقا الطفل الذي يعاني من ثورة نفسية قوية تتمثل في إظهار المزيد من الحركات النمطية على أن يبدأ بالهدوء شيئاً فشيئا ً, حتى يستحوذ صوت الموسيقا على تركيزه, فيتخلص من تلك الحركات أو الانفعالات المختلفة.
وجدت بعض الأسر المسلمة من خلال تجاربها الشخصية مع أطفالهم ؛ والتي لجأت إلى استخدام القراءات المختلفة للقرآن الكريم بدلاً من الموسيقى , أن القراءة ذات الصوت الجهوري والمؤثرات الصوتية المرافقة للآيات الكريمة مع رفع الصوت عالياً بعض الشيء, لشد الانتباه والتركيز ؛ لها مفعول مؤثر في نفس هذا الطفل الذي يعاني من التوحد.
نجد الشخص أو الطفل الذي يعاني من طيف التوحد ينصت وبشدة لقارئ القرآن الكريم, مع تحريك جسمه للأمام والخلف ؛ ومعنى هذا أنه ممكن للأشخاص الذين يعانون من طيف التوحد سماع قراءة القرآن الكريم بدلاً من الموسيقى.
خامساً: العلاج التخاطبي
تعد اللغة والكلام والتواصل مهمة جداً للأسباب التالية:
1.يتعلم بها هذا الطفل المتوحد حرفة أو مهنة, ليجد عملاً عندما يكبر ويرغب بالاستقلال.
2. اللغة مهارة اجتماعية مهمة جداً, يستطيع بها الشخص الذي يعاني التوحد الحصول على ما يريد.
3. يستطيع هذا الطفل تطوير سلوكه الاجتماعي الذي يؤهله بأن يكون مقبولاً لدى الناس الآخرين.
يعد علاج التخاطب من أهم البرامج العلاجية ؛ حيث يركز على تحسين القدرة على التواصل , واستخدام اللغة والكلام , وتعديل السلوكيات ؛ والتي يعيق عدم النضج فيها القدرة على التواصل الطبيعي , وتكوين المهارة الاجتماعية لديهم.
إن مشكلة أطفال التوحد الرئيسة هي اللغة والكلام وضعف الرابط الاجتماعي والتفاعل. ويقوم برنامج التخاطب على تهيئة أي نشاط تفاعلي ، بمعنى إيجاد فرصة للتبادل بين الطفل والكبير. ويهدف هذا البرنامج على تحقيق ما يلي:
تشمل الأهداف الخاصة للتدريب النقاط التالية:
1ـ تطوير مهارات التقليد.
2ـ زيادة مهارات معرفة معاني الكلمات والجمل.
3ـ تطوير أشكال الإشارات والنظرات.
4ـ استعمال السلوكيات التفاعلية لتطوير الاتصال .
5ـ تعميم سلوكيات الاتصال.
سادساًً: الحمية الغذائية
بينت بعض الدراسات الحديثة أن سبب توحد بعض هؤلاء أن بعض الأطعمة التي تحتوي على مادة الكاسين Casein والجلوتين Gluten. ويؤدي بالتالي إلى زيادة هذا المخدر, وهو عبارة عن أفيون يصيب المخ لدى المصاب.
يؤدي زيادة هذا المخدر إلى حدوث تصرفات غير مرغوب فيها لدى المصاب مثل: نوع من الاضطراب المعوي ؛ والذي جعلهم يصابون بالنشاط الزائد , حتى أنهم يتصرفون كالمعتوهين, ويظهر عليهم بعض الإعياء والتعب والحكة الجلدية, واضطراب في الهضم والإسهال والتبول, وضيق في التنفس. لذا كان من الواجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على هذه المواد.
تجنب المواد التي تزيد من حركة الطفل وتشتته مثل المواد الحافظة , والملونات , والشوكولاته , والكولا ..الخ.
وهذا المخدر الأفيوني عندما يصل إلى المخ ينتج عنه نوع من المخدر, والذي يسمى بالكازومورفين , والجلوتمورفين.
وتعد منتجات الحبوب مثل الحنطة والشعير والشوفان , من مجموعة الببتيد , وتسمى الجلوتومورفين. وهذه المواد عبارة عن بروتينات تنتج عند هضم المعدة للكاسين والجلوتين لدى المصاب بالتوحد ؛ وبذلك تصبح ذات مفعول مخدر مثل الأفيون, حيث يكتشف عند تحليل البول لدى المصاب بالتوحد. كما أنه يوجد في مركبات الدم وهذا ناتج عن مرورها من القناة الهضمية للمصاب, وبذلك تزداد مادة الأفيون المخدر في المعدة, نتيجة لعدم قدرة المصاب على هضم مادة الكاسين والجلوتين, وهذا ينتج عنه عدة أعراض تظهر على المصاب بحالة التوحد, وهي:
1. عدم شعور المصاب بالألم.
2. حركة زائدة ثم خمول.
3. تظهر على المصاب سلوكيات شاذة , وغير مقبولة اجتماعياً.
4. عدم التركيز وشرود الذهن.
5. اضطراب في النوم.
الأطعمة غير المناسبة ؛ والتي يجب الحذر منها:
1. المنتوجات التي تحتوي على الكاسين مثل الحليب, الكريمة, الجبن بجميع أنواعه, لبن الروب.
2. المواد التي تحتوي على الجلوتين مثل القمح, والحنطة القاسية, الشوفان, الجاودار, السميد, فطرية القمح, الخميرة, فول الصويا, الأرز المصنع, البهارات, الأطعمة ذات الألوان وذات النكهة الصناعة.
3. الأطعمة المصنعة من القمح وهي: الخبز, البسكويت, الفطيرة, البيتزا, الكيك. كما أن هناك حساسية عند بعض المصابين بالتوحد من بعض الفواكه مثل البرتقال, التفاح, الطماطم, العنب الأحمر.
لذا , فإذا أردنا تخفيف حدة حالة التوحد لدى المصاب, لنحصل على نتائج إيجابية لتعديل بعض السلوكيات ونوم جيد, وتخفيف الحركة, وتخفيف الألم عند المصاب, علينا الاهتمام بالحمية والعمل على نجاحها, وذلك باستخدام حمية صارمة, لكن إذا مضى على هذه الحمية ثلاثة أشهر ولم تحقق النتائج الإيجابية ؛فإن هناك بعض الأخطاء يجب إعادة النظر في طريقة العمل بالحمية.
الأطعمة المناسبة:
تتمثل الأطعمة التي تناسب من يعاني من التوحد فيما يلي: الفواكه الطازجة, وإن كان بعضها يسبب حساسية, لكن جميعها تناسبهم , والخضار الطازجة , والفواكه المجففة , وجوز الهند , وشرائح البطاطس , والفشار (حبات الذرة المشوية) , والذرة , والرز , والبطاطس الحلوة , وجوز البندق , والفاصوليا , ومن اللحوم مثل لحم الضأن, والدجاج, والسمك.
سابعاً: العلاج الدوائي
- لا يوجد حتى الآن علاج يشفي من التوحد. فالتوحد يستمر مدى الحياة, ولكن هناك بعض العقاقير التي تستخدم لتقليل بعض الأعراض غير المرغوب فيها ؛ لتحقيق الشفاء الجزئي.
- تساعد الأدوية على تعديل بعض السلوكيات , وعلاج بعض المشكلات المصاحبة للتوحد مثل: اضطراب النوم , و الصرع و الحساسية , وسوء الهضم ، ولكن هذه الأدوية لا تعالج التوحد.
- يظهر هذا الشفاء أو التحسن في حالة شخص يبدأ بالتحدث, أو يبتسم أو تقوي العاطفة لديه, أو يتعلم بعض المهارات المهنية أو السلوكية.
إرشاد الوالدين:
1. لا يعرف سبب التوحد بعد بصورة قاطعة ؛لذا كان على الوالدين ألا يلوما أنفسهما.
2. يحتاج الولدان اللذان طفلها الأول لديه توحد إلى التفكير والبحث قبل أن يفكرا في إنجاب طفل ثانٍ ؛ لأن فرصة حدوث التوحد لديه واردة. والتفكير في إنجاب طفل آخر يحتاج إلى استشارة المختص في علم الجينات والطب الوراثي, فقد يرشده إلى حل يخفف عليه قلقه, مع العلم أن بعض الأسر قد أنجبت طفلاً آخر سليماً.
3. لا يوجد علاقة بين التوحد والخلفية الاجتماعية, والثقافية, والاقتصادية, والتعليمية , فهم يأتون من كل هذه الشرائح والطبقات, ولا يوجد فرق بينهم وتظهر بينهم بنسب متساوية.
4. إن ذكاء الأطفال الذين لديهم توحد بسيط , وربما متوسط قد يكون طبيعياً ؛ ولكن مشكلتهم أنهم غير قادرين على الاتصال مع الآخرين والتفاعل معهم.
5. يعد علاج التخاطب ممثلاً باللغة والكلام والتواصل مهماً جداً لأطفال التوحد. ويرجع السبب إلى أن اللغة هي أكبر العوائق التي تواجههم ؛ فبها يتعلمون مهنة تجعلهم يستقلون بأنفسهم.
6. تعد اللغة مهارة اجتماعية مهمة للتواصل مع الآخرين. ويتم من خلالها حصول الطفل على ما يريد ؛ وبذلك يطور سلوكه الاجتماعي الذي يجعله مقبولاً اجتماعياً.
7. يحتاج الطفل حتى يتعلم اللغة والتواصل , أن تتطور قدرته على الانتباه. ويتم ذلك بوساطة ضبطه على الجلوس الجيد والاستماع.
8. لا بد من رفع مستوى الإدراك لدى الطفل نحو الأطفال الآخرين. ويتم ذلك بوساطة تبادل الحركات معهم ؛ باستخدام اللغة غير اللفظية مثل: إلقاء التحية , والأخذ والعطاء مع الناس الآخرين. هذه الحركات والنشاطات تساعده على زيادة فهمه للأشياء والأحداث والأشخاص من حوله.
9. يستلزم تعلم مهارات الانتباه والإدراك والتواصل غير اللفظي وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً ؛ لتحقيق إنجاز لا يتجاوز 50% من المشكلة ؛ ولكنه يعد مهماً لحياته , ودمجه في المجتمع ؛ وإن كان الطفل ليس طبيعياً.
10. يحتاج هؤلاء الأطفال إلى تعليم خاص يتناسب مع حالتهم التي يعانون منها, خصوصاً التوحد الشديد. هؤلاء الأطفال يستطيعون التعلم ؛ إذا أعدت لهم مدارس نموذجية وبرامج تدريبية ملائمة ومناهج معدة من قبل خبراء في التربية والتخاطب في هذا المجال بالذات. كما أن هؤلاء الأطفال يستطيعون أن يستوعبوا المناهج. وتساهم هذه البرامج النموذجية في التطوير اللغوي والسلوكي والمهارات الاجتماعية, وكما أن بعضهم قد يصل إلى الجامعة.
11.في الواقع لا نستطيع أن نقول أن الأطفال أو الكبار الذين يصابون بالتوحد سوف تلازمهم مشكلة التوحد إلى نهاية حياتهم ؛ ولكن قد يساهم أسلوب التعامل والتدريب في إحداث نوع من التطور في تقدمهم وتخفيف هذه الحالة, خصوصاً إذا كانت هناك برامج متطورة ويقوم بها مختصون في التخاطب والمهارات الاجتماعية ؛ لأن اللغة والتواصل الاجتماعي هي العقبة الوحيدة أمام أطفال التوحد للتفاعل مع المجتمع.
12.قد يعود ترديد الكلام بشكل ببغائي عند الطفل المتوحد إلى محاولته فهم معنى الكلمة التي يرددها ؛لذا بادر إلى إيضاح الكلمة له بأقرب صورة بصرية عملية تسهل فهم المعنى. أو لأن بعض الأصوات يصعب على المتوحد سماعها فيكررها ليتأكد مما سمع مثل صوت الدال والباء لذا فإن إطالة بعض الأصوات قد تساعدهم على سماعها بشكل أوضح.
13. يعاني هؤلاء الأطفال من فرط الإحساس بالأصوات التي تصدر من بعض الأطعمة ؛ لذا اجعل صوتها يختفي بطريقة ما, كوضع مادة تطريها أو بطريقة الطبخ أو وضع الطعام الذي يحبه إلى جوار الطعام الذي يكرهه و لكي يعطى الطعام المفضل لا بد أن يأخذ قطعة من الطعام البغيض.
14. لا يستطيع المصاب بحالة التوحد أن يدافع عن نفسه ؛ فهو مسالم, ولديه الخوف من خطر الأشرار والشاذين. كما أنه ليس باستطاعته الدفاع عن نفسه وأخذ حقوقه ؛ لأن عملية الإدراك معدومة عنده _ خصوصاً من يعاني من حالة توحد شديد_ فهو يعيش في عالمه ولا يعنيه من حولـه. كما أن ليس لديه مفهوم الملكية , ولكن الحالات الأقل شدة ومجموعة اسبيرجر التوحديين يمكنهم الاعتماد على أنفسهم, ويدافعون عن أنفسهم.
15. لا يوجد سبب محدد لماذا يصر بعض هؤلاء الأطفال المصابين بالتوحد على استعمال الملابس القديمة , ولكن يمكن أن يكون السبب ناتج عن تحسس جلدهم من الملابس الجديدة . و ينصح الباحثون باستخدام الملابس القطنية فهي عادة لا تسبب هذا النوع من التحسس ، و الغسل المتكرر للملابس الجديدة يقلل إلى حد كبير من هذه المشكلة, واستعمال بعض المواد مثل النشا أو المواد المعطرة أو الملطفة قد يثير هذه الإشكالية.
16. قد يتأخر هؤلاء الأطفال في ذهابهم للحمام لسببين: إما الخوف وفرط الإحساس من الأصوات التي في الحمام , أو عدم إدراك ما يجب عليهم أن يفعلوه. وعلى ذلك لا بد من تدريبهم بعمل عرض حقيقي لما يجب أن يحدث في الحمام، ولهذا لا بد من تحديد سبب انزعاجهم من الحمام ، مع محافظتك على جعل الطفل هادئاً.
17. عندما يحاول هذا الإنسان الذي يعاني من طيف التوحد الاستفزاز فهذا يعني أنه يريد شيئاً, فمثلاً: ربما يرغب في الأكل أو الشرب أو ربما يرغب أن يلعب معك ولكن بطريقته هو وليس بطريقتك أنت. وهنا يجب استخدام أسلوب المحاكاة أو التقليد لكل حركاته وأصواته التي يصدرها, فإن ذلك سوف يجعله يتخلى عن ذلك, لأنه لا يريد أن يكون أحد مثله.
18. يجب عدم الخجل من خروجه خارج المنزل مع الأسرة ومحادثته أمام الناس, ويجب تشجيعه على إلقاء التحية عليهم, ويجب أن يتعرف على أفراد العائلة, كما يجب تشجيع أطفال الأسرة عندما يحسنون التعامل معه, ويجب اشراكه باللعب مع أطفال الأسرة ومن هم في سنه بالطبع.
19. إذا كان يرفض الحضن أو الضم من قبل الأم أو الأب من الأمام فليكن الحضن أو الضم من الخلف, إلى أن يتقبل الحضن أو الضم من الأمام بعد التدريب, ثم يجب منحه الدفء والحنان من هذا الحضن أو الضم, فإنه سوف يأتي ليعاود مرة أخرى بعد فترة من الزمن, طالباً إعادة الحضن أو الضم, وعندئذ يجب الامتثال لطلبه, ومنحه القبلات الدائمة المرفقة بكلمات التشجيع, كذلك يجب على أفراد الأسرة كلها أن تكرر معه هذا السلوك باستمرار.
20. إبعده عن السلوك السيء منذ اللحظة الأولى التي يظهر فيها السلوك غير المقبول , وأن نتجنب العنف ؛ فالعنف لا يولد إلا العنف.
21. يجب عدم استخدام كلمة (لا) لكل تصرف يصدر من هذا الطفل التوحدي. كما يجب أن نحاول تجاهل بعض التصرفات التي لا ضرر منها.
- إعاقة اسبيرقر: وهي إعاقة تتميز بضعف في التفاعلات الاجتماعية ونجد أن المريض ذكاءه متوسط أو فوق المتوسط ولا تصاحب بتأخر في اكتساب اللغة.
. تطوير تفاعل الطفل مع الآخرين , مع تعليمه سلوكيات الاتصال , ولأشكال اللغوية المختلفة , خاصة التي تظهر مبكراً في لغة الطفل ؛ مما يسمح بتطوير الدور المتبادل للعلاقة بين الطفل والكبير.
2. تقديم السياق التعليمي من خلال نماذج محددة , مع تطوير المشاركة والمتابعة , مع التركيز على ما يفضله الطفل ليسهل التفاعل والاتصال.
3. تطوير نواة قاموس داخل كل سياق تعليمي لتعزيز اللغة , والاتصال مع الكبار. ويتم ذلك بعرض النشاطات بصورة محدودة التعقيد , على أن تكون عملية , وترتبط بشكل جيد بالسياق , ودلالات الألفاظ المتعلقة بسلوك الطفل الصوتية والتعبيرية.
4. التركيز على التفاعل الاتصالي أكثر من اللغة التعبيرية.
6. تدريب الطفل على المشاركة والتفاعل ، وتوظيف سلوك التقليد لتطوير اللغة , ولاحقاً يدرب على إصدار الكلام.
. بينت بعض الدراسات الحديثة أن سبب توحد بعض هؤلاء أن بعض الأطعمة التي تحتوي على مادة الكاسين Casein والجلوتين Gluten أحدثت لديهم نوعاً من الاضطراب المعوي ؛ والذي جعلهم يصابون بالنشاط الزائد, حتى أنهم يتصرفون كالمعتوهين, ويظهر عليهم بعض الإعياء والتعب والحكة الجلدية, واضطراب في الهضم والإسهال والتبول, وضيق في التنفس. لذا كان من الواجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على هذه المواد. علاوة على ذلك المواد التي تزيد من حركة الطفل وتشتته مثل المواد الحافظة , والملونات , والشوكولاته , والكولا ..الخ.
تؤدي الحمية الغذائية الخالية من الكاسين , والجلوتين , دوراً فعالاً في تخفيف حدة التوحدعند المصاب به ؛ لأن المواد الغذائية التي تحوي على الكاسين والجلوتين تسبب اضطراباً داخل المعدة , وتنتقل إلى الدماغ عن طريق الدم, ومن ثم يتحول أوبيدز Opioids إلى سموم مخدرة, وهو الببتيدز Peptides الذي يتسرب إلى المعدة. ويؤدي بالتالي إلى زيادة هذا المخدر, وهو عبارة عن أفيون يصيب المخ لدى المصاب ؛ مما يؤدي إلى حدوث تصرفات غير مرغوب فيها لدى المصاب.
ام احمد @am_ahmd_1
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
habebat_majid
•
مشكوره حبيبتي وجزاك الله ألف خير عالمعلومات القيمه جدا ..
الصفحة الأخيرة