التوحد لدى الاظفال

ذوي الاحتياجات الخاصة

الــتــوحــد ( الذاتوية ) لدى الأطفال
أماني الزامل - معلمة رياض الأطفال
يعد مرض التوحد من الأمراض الأكثر شيوعاً في وقتنا الحاضر فهو ثالث إعاقة تطويرية شائعة بعد التخلف العقلي وإصابات الصرع،ولقد أظهرت الأبحاث احتمال إصابة الأطفال الذكور بالتوحد اكبر من الإناث بأربعة أضعاف،وهو في ازدياد طردي سنويا، ورغم انتشاره في الآونة الأخيرة محلياً وعالمياً إلا أنه لا يوجد إحصائية دقيقة للتعرف على نسبة انتشاره في المملكة.
فالتوحد يعرف بأنه : اضطراب عصبي تطوري ينتج عن خلل في وظائف الدماغ ويظهر كإعاقة تطويرية أو نمائية عند الطفل خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر.
وتظهر أعراض التوحد على شكل أنماط كثيرة متداخلة تتراوح بين الخفيف والحاد. ويتم التعرف عليه من السلوكيات وفقاً لأي درجه من الحدة، فقد يوجد طفلان مصابان بالتوحد ألا أنهما مختلفان تماماً في السلوك لذا يجمع غالبيه المختصين على عدم وجود نمط واحد للطفل التوحدي .
كما أن جميع اضطرابات التوحد تؤثر في قدره الطفل على الاتصال مع المحيطين به فهو يواجه صعوبات في ثلاثة مجالات تطورية أساسية هي العلاقات الاجتماعية المتبادلة واللغة والسلوك.
فعندما يلاحظ الأبوين تأخراً في النمو اللغوي أو التفاعل الاجتماعي لدى طفلهم أو أياً من مظاهر التأخر في المجالات السابقة لا يمكن الاستناد عليها أو الحكم على أصابه الطفل بالتوحد، فتشخيص هذا المرض يحدد من قبل فريق متكامل من المختصين يتكون من: أخصائي أعصاب,أخصائي نفسي أو طبيب نفسي,طبيب أطفال متخصص في النمو, أخصائي علاج لغة وإمراض النطق, أخصائي علاج مهني,وأخصائي تعليمي وآخرين ممن لهم معرفه بالتوحد.

فيما يلي بعض التصرفات التي تعرف القارئ والمهتم بالطفل التوحدي:
1) من خلال المهارات الاجتماعية : ويتمثل بأنه :
• يحب العزلة ويصعب عليه الاختلاط بالآخرين.
• لا يحب أن يحتضنه أحد.
• لا ينظر في عين من يكلمه إلا حينما يريد شيئاً ما.
• غالباً ما يبدو انه لا يسمع محدثه.
• غالباً لا يهتم بمن حوله، ولا يدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين.
• غالباً لا يدرك الخطر الحقيقي.
• يحب اللعب الانفرادي ولا يشارك بالألعاب الجماعية.
2) من خلال المهارات اللغوية ويتمثل بأنه :
• غير قادر على البدء في الحوار أو تكملته.
• يتحدث بنبرات أو إيقاعات مختلفة كإستعمال صوت غنائي أو صوت الإنسان الآلي.
• متأخر في تحصيله اللغوي مقارنة بالأطفال الآخرين.
• لا يجيد استعمال اللغة التي يملكها بشكل مناسب.
3) من خلال الســلوك ويتمثل بأنه :
• روتيني لا يحب تغيير نمط سلوكه حتى لو كان بسيطاً.
• يقوم بنشاط زائد عن الحد أو حالة عكسية من الخمول.
• يقوم بحركات متكررة مثل الاهتزاز أو الدوران أو تلويح باليدين.
• يصاب بالذهول والانبهار من أجزاء معينه مثل دوران عجلة سيارة اللعبة.
• شديد الحساسية بشكل مبالغ للضوء أو للصوت أو للمس.
• لا يظهر الألم وقت الإصابة.

أسباب التوحد :

لا يوجد ارتباط بين التوحد وأصل الطفل أو قوميته، وليس هنالك عاملاً واحد معروفاً تؤكده الدراسات بشكل قاطع، بل هناك أسباب عدة منها:
 إعتلالات وراثية : اكتشف الباحثون وجود عدة جينات يرجح أن لها دوراً في التسبب بالتوحد أو الذاتوية .
 عوامل بيئية : حيث أن جزء كبير من المشاكل الصحية هي نتيجة لعوامل وراثية وعوامل بيئية مجتمعة معاً.
 عوامل أخر تخضع للبحث والدراسة تشمل مثلاً : مشاكل أثناء مخاض الولادة أو خلال الولادة نفسها ودور الجهاز المناعي في الجسم.
كما إن هناك عوامل تزيد من احتمال الإصابة بالتوحد منها:
 جنس الطفل: فالأطفال الذكور احتمال إصابتهم أربعه إضعاف من أصابة الإناث.
 التاريخ العائلي : العائلات التي لديها طفل واحد مصاب بالتوحد احتمال ولادة طفل آخر مصاب بالتوحد.
 سن الوالد : يميل الباحثون إلى الاعتماد بأن الأبوة في سن متأخر قد تزيد من احتمال إصابه الطفل بالتوحد.
 اضطرابات أخرى : فالأطفال الذين يعانون من مشاكل طبية معينة كالمتلازمة الموروثة تؤدي كذلك إلى خلل ذهني.

وأخيراً ماذا عن العلاج :
ليس هنالك علاجاً شافياً ودائماً من التوحد في الوقت الحاضر، إلا أنه يمكن للعلاج المبكر والمكثف دور كبير في تطوير وتحسين حالة الطفل التوحدي بصورة ملحوظة في حياته، حيث أن التشخيص الصحيح في البداية ومن ثم حسن الرعاية يسهم بشكل مؤثر في العلاج ، وأهمية دور الأبوين في العلاج حيث يجب عليهم:
أولاً : تقبل ابنهم التوحدي من منطلق الرضا بما قسم الله سبحانه وتعالى، والصبر على قدر الله ، قال الله تعالى: { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } سورة البقرة:216، وقال النبي  : (( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)) رواه مسلم.
ثانياً: أهمية إظهار الاهتمام والحنان من قبل الوالدين لطفلهم ومحاولة تعزيز الثقة بنفسه، فهل تعلم أن نسبة 25% من أطفال التوحد مبدعين يمتلكون مهارات علمية أو رياضية،ومنهم على سبيل المثال : إسحاق نيوتن وأنشتاين، لذا يجب أن لا نغفل دور الأبوين.
ثالثاً : العلاج ويشمل على :
 العلاج السلوكي (كطريقه لوفاس ).
 العلاج التربوي التعليمي.
 العلاج الدوائي.
 العلاج بالنظام الغذائي : حيث يلجأ بعض الأهالي إلى الطب البديل والحمية الغذائية الخالية من الكازبين الموجود في الحليب ومشتقاته والجلوتين الذي يوجد في الشوفان والشعير حيث استفادت بعض العائلات ممن لديهم طفل توحدي في تحقيق نتائج ايجابيه بعد العلاج بواسطة هذا النظام الغذائي الخاص.
وختاماً لأطفال التوحد حق علينا، فهم شريحة من شرائح المجتمع يجب الاعتراف بهم على مستوى الأسر، وأن نتعرف على كيفية التعامل معهم بطريقة سليمة ونوفر لهم العلاج المتكامل المتوازن الصحيح ، مع الاستمرار بتوعية المجتمع وتثقيفه عن أطفال التوحد وأفضل الطرق للتعامل معهم وذلك من خلال تقديم دورات تدريبية متخصصة للمعلمين والمربين وندوات عامة ونشرات ومحاضرات ولقاءات تلفزيونية وإذاعية لأولياء الأمور خاصة وأفراد المجتمع عامة. أ.هـ
0
710

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️