أني أولي اهتماماً خاصاً لجانبين معينين من الصحة هما:
البنية والحالة الراهنة.
البنية = السمات الشكلية التي ولدت بها والتي تشير أساساً إلى تكوينك البدني. إن الصفات الوراثية التي ورثتها عن والديك والفصل الذي ولدت به والأحوال الجغرافية والبيئية التي أحاطت بك أثناء الحمل وكذلك التطور البدني الذي مررت به اعتماداً على الغذاء الذي حصلت عليه من دم الأم خلال فترة الحمل تعتبر جميعاً من العناصر الأساسية التي أثرت في بنيتك.
لقد استمددت غذاؤك من دم الأم الذي يعتمد بدوره على نوعية الأطعمة والمشروبات التي سبق لها تناولها. إن العناصر الغذائية وأنواع الأطعمة المختلفة بمثابة حجر البناء الذي قام عليه نموك منذ أن كنت خلية واحدة مخصبة حتى أصبحت رضيعاً مكتمل النمو. لقد تضاعف حجمك خلال هذه الفترة ثلاثة مليار مرة. فضلاً عن ذلك فإن نوعية العلاقة التي ربطت بين والديك بعد حدوث الحمل مباشرة وخلال فترة الحمل بأكملها وكذلك الصحة العقلية والعاطفية لوالديك في هذه الفترة كان لها أبلغ الأثر في تطور بنيتك.
حالتك الراهنة
تذكر دائماً أن البنية كالبناء لا يمكن تغييره جذرياً إذا ما أقيم بالفعل، بالرغم من تعاقب المستأجرون عليه أو تغيير لون الطلاء أو النوافذ... وما إلى ذلك عدة مرات، ألا أن هيكل البناء ونقاط ضعفه وقوته ثابتة لا تتغير. إن الأمر يشبه بنيتك إلى حد كبير. فبنيتك المادية التي ولدت بها لا يمكن أن تتغير تغيراً جذرياً طوال حياتك. وعلى النقيض من ذلك، نجد أن حالتك تتغير من يوم لآخر. حيث يتعاقب عليك المرض والصحة والإرهاق والنشاط كما قد يميل لونك إلى الشحوب في بعض الأيام فيما تستعيد لونك الطبيعي في أيام أخرى، كذلك قد تشعر أحياناً بالنشاط وأحياناً أخرى بالتعب. حيث أن الإنسان في حالة تغير مستمرة.
تكشف البنية عن نفسها على المظهر الخارجي في عدة صور بدنية وغير بدنية تتضمن الآتي:
1- الصور البدنية
2- تركيب العظام
3- مدى كثافة العظام أو هشاشتها
4- تركيب الوجه
5-النسب بين ملامح الوجه
6- شكل الأذنين وحجمهما
7- شكل الأسنان وحجمها
8-التكوين العضلي العام
تنقسم البنية بشكل عام إلى نوعين: بنية قوية وبنية ضعيفة، وذلك لا يعني "جيد"أو"سيئ"، إذ قد يصاب العديد من الأشخاص ذوى البنية القوية بالوهن أو المرض في مرحلة متأخرة من العمر ما لم يحرصوا على الاهتمام بصحتهم في أوائل حياتهم. فيما قد يتمتع أصحاب البنية الضعيفة بصحة جيدة طوال حياتهم إذا داوموا على الاعتناء بصحتهم.
تكمن فائدة البنية القوية في احتفاظها عادة بمخزون داخلي احتياطي من الطاقة يمكن الاستعانة به على الشفاء في أوقات الإصابة بالمرض ومواجهة الصعوبات. إن حجر العثرة في طريق ذوي البنية القوية هو تميزهم بالإقدام والعناد وعدم توقفهم قط للحصول على فترات من الراحة بصورة منتظمة أو للإصغاء للرسالة التي يحاول الجسم والحياة أن يبعثوا بها إليهم، ألا وهي أنه ينبغي عليهم الاسترخاء أحياناً. عادة ما يواجه ذوو البنية القوية صعوبة كبيرة في قبول التحديات التي تفرضها الإصابة بالمرض أو تغيير النظام الغذائي لأنهم اعتادوا التمتع بالقوة والاجتهاد في العمل والحياة رافعين شعار" لننطلق إلى الأمام بأقصى سرعة" إن قوة البنية أمراً رائعاً، إلا أنه قد يصاحبها نوع من الغطرسة العلنية والخفية من منطلق"أنني قويٌ كالثور"، أستطيع أن آكل وأشرب وأفعل كل ما يحلو لي. أما العقبة التي تعترض طريق أصحاب البنية الضعيفة فتتمثل في احتمالية عدم وجود مخزون من الطاقة البدنية يمكن للشخص أن يستعين به وقت الحاجة. أما الجانب الإيجابي لذلك فهو زيادة متوسط عمر أصحاب البنية الضعيفة عن متوسط عمر أقرانهم من ذوي البنية القوية، ويرجع السبب في ذلك إلى أن أصحاب البنية الضعيفة عادة ما يعيشون حياتهم في الحدود التي تتفق مع حالتهم البدنية، ويبدأ ذلك في مرحلة مبكرة من العمر ومن ثم يتعلمون المحافظة على صحتهم بمرور الوقت. كما أن هؤلاء الأشخاص عادة ما يكون لديهم مخزوناً روحانياً داخلياً أعمق من غيرهم. وحيث أنهم قد اضطروا إلى مواجهة الأمراض وحالات الضعف البدني فقد تمكنوا من اكتساب إرادة أقوى ونظرة أشمل تجاه الحياة في بعض الأحيان مقارنة بأصحاب البنية القوية الذين لم يضطروا إلى مواجهة مرض أو ضعف بدني مزمن أو تم ذلك بشكل محدود للغاية.
ماذا يعني كل ذلك ؟
بشكل عام إذا كنت من أصحاب البنية القوية فسيسهل عليك الوصول إلى حالة صحية جيدة أو الشفاء والحفاظ على صحتك. مع ذلك، وكما هو معتاد بالنسبة لذوي البنية القوية فربما تكون من الأشخاص الذين يتسمون بالعناد أو يجدون صعوبة في اتباع نصائح الآخرين أو انتهاج أسلوب حياة صحي. وقد يكون موقفك في الحياة من منطلق"أنني قوي كالثور" وقد لا تستطيع رؤية الحاجة الحقيقية أو القيمة الحقيقية لاستقطاع بعض الوقت وبذل الجهد لتغيير نظام حياتك واختياراتك الخاصة بأنواع الأطعمة التي تتناولها. في حين أنه بمقدورك أن تصبح من الأشخاص القادرين على تسخير صفاتهم القوية لإحداث تغيير سريع والقيام بعملية اختيار الأشياء النافعة لهم بطرق مختلفة. إنني أدعوك أن تتعلم كيفية استخدام صفاتك الجسمية القوية من أجل تحسين صحتك.
إذا كنت من ذوي البنية الضعيفة فربما تعين عليك مواجهة المزيد من التحديات لتأسيس صحتك البدنية والحفاظ عليها ولربما وجب عليك توخي الحرص وتشديد الانتباه فيما يتعلق بنظامك الغذائي وأسلوب حياتك. كن جسوراً واعلم أن تحقيق التغيير يستغرق وقتاً ، ولا داعي للقلق إذ سترى بمرور الوقت أنك قد استطعت التوصل إلى حالة صحية سليمة إلى الأبد.
إن ضعف البنية لا يعنى بالضرورة ضعف الشخصية. فربما اكتشفت بنفسك ينابيع روحانية عميقة لم تتخيل وجودها من قبل. والتي قد تمكنك من البقاء على قيد الحياة لوقت أطول من أولئك الأشخاص الذين يفوقونك جسمانياً.
حالتك الراهنة
تذكر دائماً أن البنية كالبناء لا يمكن تغييره جذرياً إذا ما أقيم بالفعل، بالرغم من تعاقب المستأجرون عليه أو تغيير لون الطلاء أو النوافذ... وما إلى ذلك عدة مرات، ألا أن هيكل البناء ونقاط ضعفه وقوته ثابتة لا تتغير. إن الأمر يشبه بنيتك إلى حد كبير. فبنيتك المادية التي ولدت بها لا يمكن أن تتغير تغيراً جذرياً طوال حياتك.
وعلى النقيض من ذلك، نجد أن حالتك تتغير من يوم لآخر. حيث يتعاقب عليك المرض والصحة والإرهاق والنشاط كما قد يميل لونك إلى الشحوب في بعض الأيام فيما تستعيد لونك الطبيعي في أيام أخرى، كذلك قد تشعر أحياناً بالنشاط وأحياناً أخرى بالتعب. حيث أن الإنسان في حالة تغير مستمرة. وإليك العوامل التي تؤثر في تغير حالتك من يوم لآخر:
- نوعية الدم.
- حمضية أو قلوية السوائل الموجودة بالجسم.
- أحوال الطقس.
- المناخ أو الفصل.
- الموقع الجغرافي.
- الظواهر الجوية.
- العوامل البيئية.
- دورة الطاقة الداخلية.
- البيئة الاجتماعية المحيطة.
- محل السكن الحالي.
- أسلوب التنفس.
- أنواع الأغذية والمشروبات السابقة والحالية.
- التعليم والأسرة والوالدين.
- العمل والمستقبل المهني.
- الأنشطة البدنية والعقلية.
- السعادة الذاتية.
تعتبر نوعية الدم هي العامل الرئيسي الذي يؤثر في طاقتك من يوم لآخر وكذلك في حالتك البدنية الداخلية. ولحسن الحظ تعد نوعية الدم من الأمور التي يمكن لأي شخص التحكم فيها من خلال إدراك كيفية اختيار وإعداد الأطعمة والمشروبات التي نتناولها. لقد أسهم الدم في عملية تكوينك بالكامل. حيث تكونت كافة خلايا جسمك من الدم. تتحد هذه الخلايا فيما بينها لتكون النسيج الذي يتحد بدوره مع الأنسجة الأخرى ليشكل الأعضاء.
إن حالتك البدنية العامة تتكون من دماء وخلايا وانسجه وأعضاء. ومن حالتك البدنية العامة تنشأ حالتك المزاجية وعواطفك وطريقة تفكيرك وقدرتك على الحكم على الأمور وحالتك العقلية وسلوكياتك.
أني أرى أنه لكي تتمكن من تغيير خلاياك وأنسجتك وأعضاءك وحالتك البدنية العامة..... إلى آخره. عليك بالرجوع إلى المصدر أي إلى الدم وتغييره ، الأمر الذي يتطلب بدوره الرجوع إلى مصدر الدم وهو الغذاء اليومي الذي تتناوله.
الغذاء اليومي = نوعية الدم
تعتمد عملية تغيير نوعية الدم على تغيير النظام الغذائي اليومي بشكل أكبر من أي عوامل أخرى تصل فترة حياة خلية الدم الحمراء إلى 120 يوماً. لذا فإن نوعية الأطعمة والمشروبات التي تتناولها اليوم سوف تؤثر في نوعية دمك لمدة 120 يوماً قادمة. مؤثرة على صحة وظائف خلاياك وأنسجتك وأعضاءك وحالتك العقلية. وبالطبع فإنك إذا تناولت طعاماً ذا نوعية سيئة ولو حتى لمرة واحدة فقط خلال 120 يوماً فإن تأثير ذلك الطعام سيتلاشى بمرور الوقت وسيستعيد الدم خواصه الجيدة. أما إذا تناولت طعاماً ، يوماً بعد يوم أو حتى عدة مرات أسبوعياً ، فسيتسمر تأثيره السلبي وستظل نوعية الدم ضعيفة دون إتاحة الفرصة لاستعادة الخواص الجيدة للدم. وبالتالي تتدهور الخلايا والأنسجة والأعضاء والعظام والأعصاب والهرمونات والجهاز المناعي والغدد الصماء والوظائف الداخلية للأعضاء والحالة المزاجية وطريقة التفكير والعواطف والسلوكيات وموقف الإنسان تجاه الحياة. تنقسم العناصر الرئيسية المحددة لنوعية الدم إلى الآتي:
- أس الهيدروجين (pH) يحدد هل الدم حمضي أم قلوي ؟
- معدل التوازن بين عنصري الصوديوم (Na) والبوتاسيوم (K).
- نسبة السكر في الدم.
- نسبة الماء.
- سلامة وظائف الأمعاء الدقيقة.
- سلامة وظائف الكبد.
- سلامة وظائف الهضم.
تعبر الحالة الراهنة عن نفسها في الصور التالية:
من الناحية المادية:
العلامات البدنية الحالية المتكررة الحدوث، مثل:
حدوث تغير بعملية التبول.
حدوث تغير في وظيفة الإخراج
حدوث التهابات
إصابة الجهاز المناعي بالضعف
الإصابة بالحمى
الإصابة بالصداع
زيادة الوزن
تذبذب مستوى الحيوية
زيادة أو ضعف الشهية
الإرهاق
إصابة الجلد
الاحتقان
اعتلال الإبصار
ظهور ثآليل أو شامات
الطفح الجلدي
من الناحية غير البدنية:
تغير الحالة المزاجية
تغير المواقف
نوعية العلاقات
المهارات الاجتماعية
التفكير
التعبير العاطفي
الهواجس والرهاب
أسلوب التعامل مع الآخرين
ذكرنا آنفاً بضعة طرق من تلك الطرق التي تستخدمها الحالة الراهنة في التعبير عن نفسها بشكل مادى ومعنوي. وستكشف الحالة المتفردة لكل شخص على حدة عن نفسها بأساليب محددة ينفرد بها هذا الشخص عن غيره من البشر.
إن الحالة الراهنة ما هي إلا تعبير عن حالة التناغم أو عدم التناغم التي تسيطر على حياة الشخص في الوقت الحاضر سواء أكان ذلك من الناحية المادية أو المعنوية. إنها تعبير عن زيادة الطاقة أو نقصها أو ركودها. تكشف حالة الإنسان عن البيئة الداخلية الحالية للدم وغيره من سوائل الجسم الأخرى وكذلك الخلايا والجهاز العصبي والأنسجة والأعضاء والعقل.
ومن خلال فهم الحالة الراهنة للفرد نستطيع تحديد الأفعال والاختيارات اللازمة لممارسة أسلوب حياة تقوم على النظام الغذائي الشمولي (الماكروبيوتك) بشكل صحيح، وذلك من أجل إعادة التوازن لحالة هذا الشخص.
تختلف عملية تحديد الحالة الراهنة للفرد عن التشخيص الطبي. إذ يتطلب الأمر لأجراء تشخيصاً طبياً التوجه للطبيب وهو ما يختلف عن التقييم الذي أضعه لك كمستشار للتغذية والطب البديل وأخصائي الماكروبيوتيك
عند إجراء استشارة بأسلوب النظام الغذائي الشمولي (الماكروبيوتك) نقوم بفحص الحالة الراهنة للشخص لتحديد أنسب الطرق له لممارسة أسلوب حياة تعتمد على نظام (الماكروبيوتك). وهناك عدة طرق لتحقيق ذلك، ومن ثم فإن فهم بنية الشخص وحالته الراهنة تساعدنا في معاونته على تحديد أنسب الطرق له لتطبيق مبادئ النظام الغذائي الشمولي (الماكروبيوتك).
عن موقع الدكتور يوسف البدر

سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️