( التوكل والأخذ بالأسباب )

ملتقى الإيمان

( التوكل والأخذ بالأسباب )
‏-------------------------------------------
يقول السائل: حصل نقاش حول مسألة التوكل والأخذ بالأسباب، وتوكل بعض الصالحين كتوكل مريم والتي تأتيها فاكهة الصيف في الشتاء والعكس، ولم تتخذ الأسباب بل انقطعت للعبادة. فأيدونا في ذلك بارك الله فيكم.


التوكل يجمع الأمرين، فالتوكل يجمع شيئين:
أحدهما: الاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب، وأن قدره نافذ وأنه قدر الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى.
الشيء الثاني: تعاطي الأسباب فليس من التوكل تعطيل الأسباب بل من التوكل الأخذ بالأسباب والعمل بالأسباب، ومن عطلها فقد خالف شرع الله وقدره، فالله أمر بالأسباب وحث عليها سبحانه وتعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك.
فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب، بل لا يكون متوكلاً على الحقيقة إلا بتعاطي الأسباب، ولهذا شرع النكاح لحصول الولد، وأمر بالجماع، فلو قال أحد من الناس: أنا لا أتزوج وأنتظر ولداً من دون زواج، لعُدَّ من المجانين، فليس هذا من أمر العقلاء، وكذلك لا يجلس في البيت أو في المسجد يتحرى الصدقات ويتحرَّى الأرزاق تأتيه، بل يجب عليه أن يسعى ويعمل ويجتهد في طلب الرزق الحلال.
ومريم رحمة الله عليها لم تدع الأسباب؛ فقد قال الله لها: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا، هزت النخلة وتعاطت الأسباب حتى وقع الرطب، فليس من عملها ترك الأسباب، ووجود الرزق عندها وكون الله أكرمها وأتاح لها بعض الأرزاق وأكرمها ببعض الأرزاق لا يدل على أنها معطلة الأسباب، بل هي تتعبد وتأخذ بالأسباب وتعمل بالأسباب.

إذا ساق الله سبحانه وتعالى لبعض أوليائه من أهل الإيمان شيئاً من الكرامات فهذا من فضله سبحانه وتعالى، لكن لا يدل ذلك على تعطيل الأسباب.

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

" احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ "
رواه مسلم
وقال الله سبحانه وتعالى:

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
الفاتحة (5)
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب"(1/364)

‏-------------------------------------------
( تـوضـيـح )



التوكل يجمع شـيـئـيـن :

أحـدهـمـا :

الاعتماد على الله، والإيمان بأنه مسبب الأسباب، وأن قَـدَره نافذ، وأنه قَـدَّرَ الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى.

الـشـيء الـثـانـي : تـعـاطـي الأسـبـاب.

فليس من التوكل تعطيل الأسباب، بل من التوكل الأخذ بالأسباب، والعمل بالأسباب، ومن عـطَّـلها فقد خالف شرع الله وقَـدَرَه، فالله أمر بالأسباب وحث عليها سبحانه وتعالى، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك.

فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب، بل لا يكون متوكلاً على الحقيقة إلا بتعاطي الأسباب، ولهذا ششُرِعَ النكاح لحصول الولد، وأمر بالجماع، فلو قال أحد من الناس: أنا لا أتزوج وأنتظر ولداً من دون زواج، لَـعُـدَّ من المجانين، فليس هذا أمر العقلاء، وكذلك لا يجلس في البيت أو في المسجد يتحرى الصدقات ويتحرى الأرزاق تأتيه، بل يجب عليه أن يسعى ويعمل ويجتهد في طلب الرزق الحلال.

الإسلام سؤال وجواب
14
734

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شيهانه®
شيهانه®
جزاك الله خيرا
L‏ ‏لــــــورا ‏L
سبحان الله
جزيتي خيرا
الامــيــرة01
الامــيــرة01
الله يكتب لك الاجر وجزاك الله خير
أسأل الله تعالى لك راحة تملأ نفسك


ورضا يغمر قلبك وعملا يرضي ربك
وذكراً يشغل وقتك وعفوا يغسل ذنبك
وفرحا يمحو همك ورزقا يقضي دينك
وصفاء يعلو وجهك
رفع الله قدرك وغفرلك ولى ولوالدينا
ولجميع المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
آآآآآآآآمين


ربي اجعلني مقيم للصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل الدعاء
الـمـتـفـائـلـه
بورك فيك ونفع بك
محبوبة رنودة
محبوبة رنودة
بورك فيك ونفع بك
بورك فيك ونفع بك
:26:شرفني مروركم وردودكم وبارك الله فيكم يالغلا:26: