♥️Morjana @morjana_3
عضوة مثابرة
الثَّبَاتُ عَلَى الطَّاعَات بَعْدَ رَمضَان ღ فعالية وَتَزَوَّدُوا ღ
لقد كان لنا في هذا الشهر المبارك غايات و أمنيات
و كم جمل أيامنا بالبركات و الخيرات و أبعد عن القلوب هوى الشيطان و الشهوات
و قربنا من الحق قربى النفوس الطاهرات ...فعل الرب يجمعنا به السنوات القادمات
و إني أخشى أن يلبسنا الفتور و التعليل فنتركه خلفنا ....كان هنا و همَّ بالرحيل
و كأننا عشناه حلما ليس له مثيل , كانت روعته فخامة وتبجيل و إن قمنا من رقدتنا
بحثنا له عن التأويل متناسين أنه الشهر الفضيل
و الذي قال فيه ﷺ: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن
إذا اجتنب الكبائر وفي اللفظ الآخر: مالم تغش الكبائر رواه مسلم.
بالأمس القريب كنا نرتقب وصوله و لما ولج الدار استقبلناه و زيننا له القلوب و العتب و تجهزنا له أيما تجهز
و اليوم و هو يريد الرحيل كيف سنتركه على أمل أن نلقاه بالعام المقبل إن كان لنا عمر باق ؟
أسال الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لإتمامه و أن يتقبل منا و منكم صيامنا ، وقيامنا ، وسائر أعمالنا .
وهكذا كل مستقبل للمرء يرتقبه ، جاء ثم يمر به ويخلفه وراءه إلى أن ينتهي به الأجل ،
وليت شعري ماذا يكون عليه الموت ، إن الإنسان ينبغي له :
أن يهتم لما يكون عليه موته لا متى يكون موته ، وأين يكون موته ؟
سيفارقنا هذا الشهر سريعًا شاهدًا لنا أو علينا ، فمِنَ الناس مَنْ سيفرحوا بفراقه ؛ لأنهم تخلصوا منه ،
تخلصوا من الصيام والعبادات التي كانت ثقيلة عليهم ،
وإن من الناس من سيفرح بتمامه ؛ لأنهم تخلصوا به من الذنوب والآثام بما قاموا به فيه من الأعمال الصالحة
التي استحقوا بها وعد الله بالمغفرة ؛و نرجو أن نكون منهم
كما جاء بقوله ﷺ:
( من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا : غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
( ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا : غفر له ما تقدم من ذنبه ) .رواية أخرى
( ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .رواية أخرى
و الذي يخشى هو أن يعاود الإنسان المعاصي بعده ، فيتهاون بالواجبات ، ويتجرأ على المحرمات ،
وتظهر آثار ذلك في المجتمع فيقل المصلون في المساجد وينقصون نقصًا عظيمًا ملحوظًا ،
ومن ضيع صلاته فهو لما سواها أضيع ؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ،
وإن المعاصي بعد الطاعات ربما تحيط بها وتكون أكثر منها وأعظم فلا يكون للعامل سوى التعب ،
قال بعض السلف : ( ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة
كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى ؛
كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة على رد الحسنة وعدم قبولها ) .
يقول الله - عز وجل - : ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ﴾ . .
للأسف يظن الكثير أن إذا انتهى شهر رمضان فقد انقضى عمل المؤمن ؟
إن هذا الظن ظن لا أساس له من الصحة ، فعمل المؤمن لا ينقضي بانقضاء مواسم العمل ،
لأن عمله عمل دائب دائم لا ينقضي إلا بالموت ؛ كما قال الله - تبارك وتعالى - :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ . ،
وقال تعالى : ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ . ، أي : حتى يأتيك الموت .
و إن إنتهى الصيام بهذا الشهر المبارك ففرص الصيام بعده مشروعة من الكتاب و السنة في قوله ﷺ:
( فمن صام رمضان وأتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر ) ،
وقد سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صيام الاثنين والخميس ، فقال :
( إن الأعمال تعرض فيهما على الله فأحب : أن يعرض عملي وأنا صائم ) ،
وأوصى -ﷺ - ثلاثة من أصحابه - ووصيته لواحد من أصحابه وصية لأمته - ﷺ - كلها - :
( أوصى أبا هريرة وأبا ذر وأبا الدرداء - رضي الله عنهم - : أن يصوموا ثلاثة أيام من كل شهر ) ،
وقال - ﷺ - : ( صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ) .
أخيتي في الله إن عبادة الله و الإمتثال لطاعته لا تتعلق بموسم أو فصل و ليس لها حد معين ولا قيد
و إنما هي عبر العمر كله فمن الصيام إلى الصلاة إلى سائر أعمال الخير التي تجلب السعادة بالدارين
لهذا قال ﷺ -كما في الصّحيحين-: (أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ)
و إن كان رمضان لك و لاهلك فرصة للطاعات فاجعلي منه جسرا للعبور إلى الدار الآخرة بأمان و أعيني زوجك و اثبتي عليها
فقد يسر الله لنا سبل الخيرات و فتح لنا أبوابها و دعانا لدخولها و وضح و فصل لنا ثوابها و صاعفه بالميزان
و هو الرؤوف الرحيم بالعبد يقبل توبته و غن بلغت ذنوبه عنان السماء
فنجد يترك للعبد فرصة للرجوع و محاسبة النفس قبل فوات الأوان ومن تاب تاب الله عليه وغفر له
فاجعلي من رمضان مطية للضفة الأخرى مع جزيل الزاد حتى يحق فيك قوله تعالى :
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُ(97) النحل
و إن طرق الخيرات كثيرة فأين السالكون ؟ وإن أبوابها لمفتوحة فأين الداخلون ؟ وإن الحق لواضح لا يزيغ عنه إلا الهالكون !
فخذوا - عباد الله - من كل طاعة بنصيب ، فقد قال الله - عز وجل - :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ .
واعلمي أخيتي أننا مفتقرون لعبادة الله أشد من افتقاركنا إلى الطعام والشراب والهواء والنوم ،
فإنه سيأتي اليوم الذي يتمنى الواحد فيه زيادة ركعة أو تسبيحة في حسناته ،
ويتمنى نقص سيئة أو خطيئة من سيئاته ،و يرجو من الله أن يزيد بعمره و لو لحظات حتى يفعل ما أمر و كان يغض الطرف عنه
تأملي قوله تعالى : ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ .
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ .
، إنه لا يقول : ارجعون لعلي أتمتع قليلاً في أهلي ومالي ، ولكنه يقول الله - عز وجل - عنه : ﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ .
ولكن ذلك بعد فوات الأوان ؛ ولهذا قال الله - عز وجل - : ﴿ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ . .
حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا و زنوا اعمالكم قبل أن توزن عليكم
فالفائز من خرج من رمضان و هو بثوب جديد لا يدنسه بما فات من الزلات
و ألا يجده ربه حيث نهاه، وألّا يفقدك حيث أمره، وهذا يقتضي ممّن حفظ جوارحه في رمضان من الذّنوب والآثام،
ومن اللّغو والرّفث وفضول الكلام؛ أن يحفظ تلك الجوارح من ذلك في سائر شهور العام،
كما يقتضي ممّن تعوّد في رمضان على الصّيام والقيام؛
أن يداوم عليهما في غيره من اللّيالي والأيّام؛ وذلك لأنّ ربّ الشّهور واحد، وهو على أعمالنا مطّلع وشاهد،
وهذه الشّهور وتلك الأيّام؛ هي مواقيتُ للأعمال، ومقادير للآجال، وهي تمضي جميعاً، وتنقضي سريعاً،
والّذي أوجدها وابتدعها، وخصّها بالفضائل وأودعها؛ باق لا يزول، ودائم لا يحول،
وهو يدعونا إلى عبادته صباح مساء؛ فلنكن من عباده الطّائعين الأتقياء، لا من العصاة الأشقياء؛
فإنّ طاعة الله سبحانه وترك معصيته واجبةٌ على الدّوام؛ حتّى نلقى ربّنا بسلام؛
كما قال تعالى حكاية عن عيسى عليه السّلام: )وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا( .
وقال تعالى: )وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ( ، واليقين هو الموت
فأسعد اللحظات هي أن تلق ربك و هو راض عنك
اللهم أمتنا على أحسن الأعمال ،
وابعثنا على خير الخلال يا ذا الجلال والإكرام ،
وفقني الله وإياكم لاغتنام الأوقات ، وعمارتها بالأعمال الصالحات ،
ورزقنا اجتناب الخطايا والسيئات ، وطهرنا منها بمنه وكرمه إنه واسع الهبات ،
و أبدل حسناتكم سيئات إنه كريم و كرمه لا تسع ذكره الصفحات
10
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حلومة مجنونة
•
الله يسعدك في الدارين على هذا الموضوع القيم
حلومة مجنونة :الله يسعدك في الدارين على هذا الموضوع القيمالله يسعدك في الدارين على هذا الموضوع القيم
اللهم آمين و لك بالمثل و اكثر
و بارك لك اهتمامك و بلغك أجره و كثير ثوابه
و بارك لك اهتمامك و بلغك أجره و كثير ثوابه
الصفحة الأخيرة