قال الله عز و جل:
لوْأنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ َ
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ
نعم انها الجبال اية من الايات الكونية التي عندما نراها نلهج بالتسبيح من جمالها و عظمتها حيث نرى فيها قدرة الخالق سبحانه ومن المعجزات ان هذه الجبال تحس و تخشع و اكثر من ذلك في اية اخري فهي تسبح الخالق عز و جل كما ورد في القران الكريم انها كانت تسبح مع النبي داود عليه السلام قال الله عز و جل: يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ ...سبا فبعد هذه الاية التي تبين خشوع الجبال هل نستمر في تشبيه قسوة القلب بها وكما ان الجبال لها مشاعر فهي تحب الم يقل
صلى الله عليه و سلم عن جبل احد يحبنا و نحبه .
فى الصحيحن من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه وسلم أقبل من سفر
فلما رأى النبى عليه الصلاة والسلام المدينة
قال للصحابة هذه طابة
فلما وقعت عينه على جبل أحد
قال هذا أحد جبل يحبنا ونحبه
كما ان الجبال هي اوتاد جعلها الله كالوتد بالنسبة للارض و ذلك لتثبتها فلا تتحرك
. أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا قال الله تعالى : "
و الوتد هو عبارة عن قطعة معدنية تغرس في الأرض ويكون جزئها الأعظم تحت سطح الأرض وجزء بسيط منه فوق سطح الأرض وذلك لكي يقوم بعملية التثبيت التي من أجلها وجد والجبال تشبه الوتد في الوظيفة
وَالْجِبَالَ أَوْتَادا
وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ النحل: 15
وكأن الجبل عبارة عن أداة ترسو على الأرض فتثبت القشرة الأرضية فلا تسمح لها بالاهتزاز أو الاضطراب
كما ان للجبال انواعا كثيرةو الوانا مختلفة قال عز و جل: اَلَمْ تَرَ اَنَّ اللَّـهَ اَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَاَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا اَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ اَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ}
طبعاً هاتين الآيتين تتحدثان عن تأثير الماء على لون الصخور والجبال، وأن هناك اختلافاً في ألوان البشر وكذلك في ألوان الجبال
تبين حديثاً أن هناك تغير مستمر في ألوان الصخور بنتيجة الماء النازل عليها، حتى إن بعض العلماء يقولون إن تغير لون الصخور في الجبال يتبع نوع المياه النازل عليها، وتفاعلها مع هذه المياه.
وتتأثر ألوان الجبال كذلك بالبيئة المحيطة ودرجات الحرارة والظروف الجوية المحيطة بالجبل، وهذه التغيرات لا نراها مباشرة بل تحدث على فترات تتراوح من آلاف السنين إلى ملايين السنين.
ومن الاعجاز ايضا في القران الكريم انه حدثنا عن الاقوام السابقة و نحتها للجبال للسكن فيها قال الله عز و جل:" وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" لأعراف:
وقال في سورة الشعراء:"وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ
وفي العصر الحديث ايضا هناك من نحت الجبال و اتخذها مسكنا
مهما قلت في هذه المعجزة الالاهية التي تبهر كل من راها بكل ما فيها من الجمال و الجلال فلن اوفيها حقها من الوصف و خير ما انهي به حديثي عن الجبال قول الله عز و جل:
ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار
ما كان من كمال فهو من عند الله و ما كان من نقصان فمن نفسي و الشيطان و صل اللهم على محمد و على اله و صحبه اجمعين