الجدل القرآني ،، والجدل البيزنطي ..!

بسم الله الرحمن الرحيم ،،


لم اشاهد في مجتمعنا عشقاً لشيء أكثر من عشق ” الجدال ”
فما ان يطرح أحدهم فكرة ما ،، حتى يسارع كل المحيط بالإعتراض ،، والاستفاضة في النقض ..!
والتقليل من رأي الطرف الأخر ،، فيتحول الموضوع لمسألة شخصيه ؟ ويخرج عن مساره ،،
ويحاول كل فرد ان يثبت وبشكل مستميت ،، أنه هو الصواب والأخر على خطاء ، ، وبطبيعة الحال يحاول الطرف الأخر،،
ان يدافع عن رأيه ويثبت للأخر انه هو المخطيء ،، ولاتستغرب ان كان الجدال على امر لايكاد ،، يذكر..!
ولايستحق كل هذا الجدال في الاساس..




وبالحقيقه أكثر مانرى هالظاهره منتشره ومتفشيّه في المنتديات ..!

ياما شفنا مواضيع تستحق النقاش والنقد البناء وتصحيح الأخطاء في مجتمعنا ،،

لكن بعض الأخوات هداهن الله يبدأون يحوّلون مسار الموضوع ويصير من نقاس إلى جدل ..!

بدون أي فائده وينتهي بالموضوع الحذف ..!

والجدل البنّاء السليم مذكور في القرآن الكريم قال تعالى :

{ ادع الى سبيل ربك بالحكمه والموعظة الحسنه وجا دلهم بالتي هي احسن }


يعني لونتجادل في أمور تنفعنا في دنيانا وتحل بعض الظواهر المنتشره بكثره يكون أفضل ،،

ونبتعد عن الجدل العقيم الذي لايسمن ولايغني من جوع ..!

بالعكس الجدل يترك أثره في النفوس ويسبب حزازيات ،، وبالذات إذا طااااال الكلام وبدأ التشكيك بالنوايا ،،

وبالعادات وبالأصل وبالنهاية التشكيك بالعقيده ،..!

وياما شفنا هالكلام بمنتدانا ،، :22:


تأملوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :

” أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لم ترك المراء وإن كان محقاً “

والمراء هو الجدل تخيلوا وحتى إن كان مُحقاً ..!

يعني حتى لو معاك الحق إتركي الجدل وهالنقاش العقيم ،، وفكري بالآثام اللي ممكن تحصلين عليها

من نقاش عادي إلى جدل إلى جدل بيزنطي ..!



ويــــاما سمعنا بــ مصطلح الجدل البيزنطي ؟

بس لو نعرف قصته راح نتأكد إن الجدل ماوراه إلا الخساره فعلاً ،،

والنقاش البيزنطي :

هو أن يتناقش الطرفان دون أن يُقنع أحدهما الآخر، ،، أو دون أن يتنازل الآخر عن وجهة نظره،،
سلبية كانت أم إيجايبة، ،،

أما السند التاريخي لهذا المثل فهو حينما حاصر السلطان العثماني الكبير محمد الثاني (المشهور بمحمد الفاتح) القسطنطينية
هذه المدينة الأسطورية التي صمدت في وجه كل أعداءها على مدى 11 قرن أي 1100 سنة تقريبا،،،
ها هي على وشك الوقوع في يد السلطان العثماني،،،
ماذا فعل البيزنطيون ازاء هذا الحصار القوي على مدينتهم وعاصمة مملكتهم ؟..

لقد استمروا في مناقشة خلافاتهم الدينية ،، وبينما كانت قذائف محمد الفاتح تدك اسوار القسطنطينية،،،

كان البيزنطيين يكفرون بعضهم البعض !.. وكان الامبراطور قسطنطين الحادي عشر يحاول تهدئتهم ،،
وتوحيدهم،، للتصدي للسلطان ولكن بلاجدوى !..

حتى أن الامبراطور قد بكى وهو يرجو كلا الطرفين للكف عن نقاشاتهم التي أودت بالقسطنطينية،،،

ومن ضمن نقاشاتهم العقيمه ،،

أيهما وجِــــد أولاً ،، الدجاجه ام البيضه :16:





واستمروا بنقاشاتهم العقيمه حتى سقطت إمبراطوريتهم العظيمه ..!


وهَدْيُ السلَفِ كان الكَفَّ عن كَثرةِ الخِصامِ والْجِدالِ ، وأنَّ التوَسُّعَ فيه من قِلَّةِ الوَرَعِ ؛ كما قالَ الحسَنُ إذ سَمِعَ قَوْمًا يَتجادلونَ :

( هؤلاءِ مَلُّوا العِبادةَ وخَفَّ عليهم القولُ ، وقَلَّ وَرَعُهم فتَكَلَّموا ) . رواه أحمدُ في ( الزهْدِ ) وأبو نُعَيْمٍ في ( الْحِلْيَةِ ).







أما الجدل الحقيقي الذي يقصد به الوصول إلى الحق، ويكون جدل مبني على السماحة، وعدم التنطع. فهذا أمر مأمور به. قال الله تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (سورة النحل: 125)...

وهذي قصة حصلت للشيخ محمد العريفي يقول :

أنه ذهب لأحد القرى كي يلقي محاضرة ،، وذكر كلمة فسرت على غير معناها ،،
فقام احد الحضور بمحاولة مجادلة الشيخ وساندته مجموعة اخرى ،،، وهنا قرر الشيخ ان يصمت ،،

حتى تهداء الفوضى ، فإذا بالأهالي يتعاطفون مع صمت الشيخ ،، وهدوءه ، وعدم اندراجه في الجدال ،،

فمال الناس للشيخ العريفي رغم انه لم يناقش بل حرص على الصمت ،،

حتى لايدخل في جدال حين لاحظ ان الموضوع تحول لجدال لا نقاش ..!
بل وتعاطف بقية الحاضرين مع الشيخ لصمته ،، وطلبوا من المجادلين ان يصمتوا ،،
حتى يعطوا الشيخ فرصة لإيضاح مقصده ، ، فقام الشيخ بإيضاح قصده بهدوء ،، ومر الموضوع بسلام ، ،
في حين كان يمكن ان يتحول للمشاحنة ، فكان الصمت ابلغ حكمة !

ولنا بهذه القصه أفضل قدوه ،،

،



يتبع ،،