الجزء الثالث ,,,,,,,تفسير سورة الكهف

ملتقى الإيمان

السلام عليكم بنات


بعد غياب ثلاثة أو أربع اسابيع عن تكملة تفسير سورة الكهف بنزل الجزء الثالث ،،،،،،

رغم إني حاسه ما حد فقد هالشيء لكن كما وعدت وطلب الاجر إن شاء الله


)ويوم نسير الجبال وترى الأرضبارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا &وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتمألن نجعل لكم موعدا &ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلنا مالهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلمربك أحدا &(

يخبرتعالى عن اهوال يوم القيامة ما يكون فيه من الأمور العظام ، كما قال تعالى )يوم تمور السماء مورا & وتسير الجبال سيرا ((الطور : 9: 10) و في سورة أخرى ) وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب( ( النمل : 88) وقوله تعالى فيسورة أخرى أيضا ) وتكون الجبال كالعهنالمنفوش (( القارعة :5) وقال ) ويسألونك عن الجبال قل ينسفها ربي نسفا & فيذرها قاعا صفصفا& لا ترى فيها جرما ولا أمتا(( طه : 105-107) وتفسير هذه الأيات أي أن الجبال تذهب من أماكنهاوتزول وتتساوى المهاد وتبقى الأرض ) قاعا صفصفا ( أي باديةظاهرة ليس فيها معلم لأحد و لا مكان يوارى أحداً بل الخلق لكهن ضاحون لربهم لاتخفى عليه خافيه .

قالمجاهد وقتادة )وترى الأرض بارزة (لا خَمَرَ فيها ولا غَيابه، قال قتادة: لا بناء ولا شجر

وقوله: )وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا أي وجمعناهم الأولين والآخرين فلم نترك منهم أحدا ولا صغيرا ولا كبيرا،كما قال )قل إن الأولين والآخرين & لمجموعون لميقات يوم معلوم (( الواقعة: 49،50)

وقوله )وعرضوا على ربك صفا ( يحتمل أنيكون المراد: أن جميع الخلائق يقومون بين يدي الله صفا واحدا ً كما قال تعالى )يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن لهالرحمن وقال صوابا ( ( النبأ: 38) يحتمل أنهم يقومون صفوفاً صفوفاً

وقوله ) لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة ( هذاتقريع للمنكرين للمعاد، وتوبيخ لهم على رؤوس الأشهاد ولهذا قال مخاطباً لهم ) بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا( أي ماكان ظنكم أن هذا واقع بكم، ولا أن هذا كائن.

وقوله )ووضع الكتاب ( أي كتابالأعمال الذي فيه الجليل والحقير والفتيل والقطمير والصغير والكبير ) فترى المجرمين مشفقين مما فيه ( أي : منأعمالهم السيئة وأفعالهم القبيحة )ويقولون يا ويلنا (أي ياحسرتنا وويلنا على ما فرطنا في أعمارنا)ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ( أي لايترك ذنباً صغيرا ولا كبيرا ولا عملاً وإن صغر ) إلا أحصاها ( أي ضبطهاوحفظها.

وروىالطبراني بإسناده إلى سعد بن جنادة قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم منغزوة حنين نزلنا قفراً من الأرض، ليس فيه شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

وقوله )وجدوا ما عملوا حاضراً ( أي منخير أو شر كما قال تعالى ) يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود او أن بينها وبينه أمدا بعيدا ( (آل عمران:30) وقال تعالى ) يوم تبلى السرائر ((الطارق: 9) أي تظهر المخبآت والضمائر

قالالإمام أحمد: حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:].

أخرجاهفي الصحيحين وفي لفظ: ] عند أسته بقدر غدرته،يقال هذه غدرة فلان بن فلان].

وقوله: ) ولا يظلم ربك أحدا (أي يحكم بين عباده في أعمالهم جميعاً، و لا يظلم أحدا من خلقه، بليغفر ويصفح ويرحم من يشاء ويعذب من يشاء، بقدرته وحكمته وعدله ، ويملأ النار منالكفار وأصحاب المعاصي ، ويخلد فيها الكافرون وهوالحاكم الذي لا يجور ولا يظلم.

وقالالإمام أحمد : حدثنا يزيد ، أخبرنا همام بسند متصل عن عبد الله بن محمد بن عقيل ،أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى اللهعليه وسلم : فاشتريت بعيرا ثم شددت عليه رحلي فسرت به شهراً حتى قدمت عليه الشام ،فإذا عبد الله بن أنيس فقلت للبواب : قل له : جابر على الباب فقال : ابن عبد الله؟ فقلت : نعم ، فخرج يطأ ثوبه فأعتنقني وأعتنقته ، فقلت : حدثت بلغني عنك أنكسمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص ، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أنأسمعه فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فقلت : وما بهما ً؟ قال : قال : قلنا : كيف ، وإنما نأتي الله عز وجل عُراة غرلاًبهما ً ؟ قال : .

وفي حديثعن شعبة عن العوام بن مُزاحم ، عن أبي عثمان ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، أنرسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

)وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربهأفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا(

يقومتعالى منبهاً بني آدم على عداوة إبليس لهم ولأبيهم من قبلهم ، ومقرعا ً لمن اتبعهمنهم وخالف خالقه و مولاه ، الذي أنشأه و أبتداه ، وبألطاف رزقه غذاه ، ثم بعد هذاكله وإلى إبليس وعادى الله ، فقال تعالى )وإذ قلنا للملائكة ( أي لجميعالملائكة

)اسجدوا لآدم ( أي سجودتشريف وتكريم وتعظيم ، وقوله تعالى )فسجدوا إلا إبليس كان من الجن (أي خانه أصله ، فإنه خلق من مارج من نار وأصل خلق الملائكة مننور ، كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فعند الحاجة نضح كل وعاء بما فيه ، وخانه الطبع عند الحاجة وذلك أنه كان قد توسمبأفعال الملائكة وتشبه بهم وتعبد وتنسك ، فلهذا دخل في خطابهم ، وعصى بالمخالفة.

ونبهتعالى ههنا على أنه ) من الجن ( أي إنهخُلِق من نار ، كما قال :) أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ((الأعراف : 12 و ص : 76)

وقالالضحاك ، عن ابن عباس : كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم : الجن ،خلقوا من نار السموم من بين الملائكة قال وكان أسمه الحارث ،وكان خازناً من خزانالجنة ، وخُلقت الملائكة من نور غير هذا الحي ، قال : وخلقت الجن الذين ذُكروا فيالقرآن من مارج من نار وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا انتهيت.

وقوله : )ففسق عن أمر ربه ( أي فخرجعن طاعة الله ، فإنه الفسق هو الخروج، يقال فسقت الرطبة إذا خرجت من أكمامها

ثم قالتعالى مقرعا ً وموبخا ً لمن أتبعه وأطاعه : ) أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني ( أي بدلاً عني لهذا قال : )بئس للظالمين بدلا ً (

وهذا المقام كقوله بعد ذكر القيامة وأهوالها ومصير كل من الفريقينالسعداء والأشقياء في سورة يس : ) وامتاروااليوم أيها المجرمون & ألم أعهدإليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين &وأن اعبدوني هذا صراطمستقيم & ( (يس : 59-26)

)ماأشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا & (

يقول تعالى : هؤلاء الذين اتخذتموهم أولياء من دوني عبيد أمثالكم ،لا يملكون شيئا ً ، لا أشهدتهم خلقي للسموات والأرض ، ولا كانوا إذ ذاك موجودين ، يقول تعالى : أنا المستقل بخلقالأشياء كلها ، ومدبرها ومقدرها وحدي ، ليس معي في ذلك شريك ولا وزير ولا مشير ولانظير

)ويوميقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم جعلنا بينهم موبقا & ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا & (

)نادوا شركائي الذينزعمتم( أي في دار الدنيا ، ادعوهم اليومينقذونكم مما أنتم فيه ، كما قال تعالى )ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أولمرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتهم انهم فيكمشركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون (( الأنعام : 94)

وقوله : ) وجعلنا بينهم موبقا ( قال إبن عباس و غيره ك مهلكا

وقال قتادة : ذكر لنا أن عمر البكالي حدث عن عبدالله بن عمرو : قال :هو واد عميق فُرق به يوم القيامة بين أهل الهدى وأهل الضلالة

وقال قتادة : ) موبقا ( وادياً في جهنم

وقال الحسن البصري ) موبقا ( عداوة

والظاهر من السياق ههنا أنه المهلك ويجوز أن يكون واديا ً أو غيرهإلا أن الله تعالى أخبر أنه لا سبيل لهؤلاء المشركين ، ولا وصول لهم إلى آلهتهمالتي كانوا يزعمون في الدنيا ، وأنه يفرق بينهم وبينها في الآخرة ، فلا خلاص لأحدمن الفريقين إلى الآخر ، بل بينهما مهلك وهو عظيم وأمر كبير.

وأما إن جعل الضمير في قوله )بينهم (عائدا ً إلى المؤمنين والكافرين كماقال عبد الله بن عمرو : إنه يفرق بين أهل الهدى والضلالة به فهو كقوله تعالى )ويوم تقوم الساعة يومئذيتفرقون (

وقوله )ورأى المجرمون النارفظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا ( أي إنهم لما عاينوا جهنم حين جئ بهاتقاد بسبعين ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك فإذا رأى المجرمون النار ، تحققوا لا محالة أنهممواقعوها ، ليكون ذلك من باب تعجيل الهم والحزن لهم فإنه توقع العذاب والخوف منهقبل وقوعه ، عذاب ناجز

) ولم يجدواعنها مصرفا (أي : ليس لهم طريق يعدل بهم عنها ولابد لهم منها

)ولقدصرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ً(&

يقول تعالى : ولقد بينا للناس في هذا القرآن ووضحنا لهم الأموروفصلناها كيلا يضلوا عن الحق ، ويخرجوا عن طريق الهدى ، ومع هذا البيان وهذا الفرقان، الإنسان كثير المجادلة والمخاصمة والمعارضة للحق بالباطل إلا من هدى الله وبصرهلطريق النجاة .

قال الإمام أحمد : حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب عن الزهري ،أخبرني علي بن الحسين ان الحسين بن علي أخبره ، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنهأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلمطرقه وفاطمة ليلة ، فقال: قلت : يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا ،فانصرف حين قلت ذلك ، ولم يرجع إلي شيئا ً ، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه ])وكان الإنسان أكثر شيءجدلا( ، أخرجاه في الصحيحين .

)ومامنع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدىويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا& وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطلليد حضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا(&

بخبر تعالى عن تمرد الكفرة في قديم الزمان وحديثه ، وتكذيبهم بالحقالبين الظاهر ع ما يشاهدون من الأيات والآثار و الدلالات الواضحات ، وأنه ما معنهممن اتباع ذلك إلا طلبهم أن يشاهدوا العذاب الذي وعدوا به عيانا ً ، كما قال أولئكلنبيهم )فاسقط علينا كسفا منالسماء إن كنت من الصادقين(

ثم قال : )إلا أن تأتيهم سنةالأولين ( عن غشيانهم بالعذاب وأخذهم عن آخرهم ، )أو يأتيهم العذاب قبلا( أي يرونه عيانا ًمواجهه ومقابلة ، ثمقال :)وما نرسل المرسلين إلامبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وماأنذروا هزوا( أي قبل العذاب مبشرين عن صدقهم وآمنبهم ، ومنذرين عن كذبهم وخالفهم

ثم أخبر عن الكفار يأتهم يجادلون بالباطل )ليدحضوا به ( أي ليضعفوا به )الحق ( الذي جاءتهم به الرسل ،وليس ذلك بحاصل لهم ) واتخذواآياتي وما انذروا هزوا( أي اتخذوا الحجج والبراهين وخوارقالعادات التي بعث بها الرسل وما أنذروهم وخوفوهم به من العذاب )هزوا( أي سخروا منهم في ذلك ، وهو أشدالتكذيب.

)ومنأظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنهأن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم للهدى فلن يهتدوا إذا أبدا & وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بللهم موعدا لن يجدوا من دونه موئلا&وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا (&

يقول تعالى : و أي عباد الله أظلم ممن ذكر بآيات الله فأعرض عنها ،أي تناساها وأعرض عنها ولم يصغ لها ولا ألقى إليها بالا ً )ونسي ما قدمت يداه ( أي من الأعمال السيئة والأفعال القبيحة، )إنا جعلنا على قلوبهم ( أي قلوب هؤلاء )أكنه( أي أغطية وعشاوة )أن يفقهوه( أي لئلا يفهموا هذا القرآن والبيان ، )وفي أذانهم وقرا( أي صمم معنوي عن الرشاد، )وإن تدعهم إلى الهدى فلنيهتدوا إذا أبدا( .






0
383

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️