الجزء الثاني من حكايتي ...رحيل الى السماء ...بشرى من السماء ...شكرا رب السماء

الملتقى العام

..قبل وفاة ابني الكبير كان لدي بنت وولد من الله بهم علي ...فله مني الحمد والثناء ..

الان تابعوا معي ماكان :

لم يكن دخول غرفة العمليات لأول مرة امرا سهلا ولكن في بعض امورنا لا نجد طريقا اخر غير الاستسلام لما تسير عليه الاقدار الالهية ...نعم الحمد لله الذي هيأ لنا تلك الغرفه الموحشه لتخلص الروح من الروح حين يصعب خلاصهما بالطرق الطبيعيه ...ظل بصري محدقا بالسقف ولم استطع ولو لبرهه محاولة استكشاف الغرفه رغم دخولي لها لأول مره ولكن كان الخوف والالم قد سلبا مني كل جوارحي ولم يبقى مني سوى روح منهكه ترجو الخلاص …

تمت الامور بسلام ورحمة من الله وفتحت عيني اسأل نفسي اين انا ومالذي حدث وبعد برهه تذكرت اني هنا في المشفى وعلمت انني خرجت من تلك الغرفه بسلاام فبكيت فرحة بذلك وسألت رغم الالم عن ذلك الذي كان بين أحشائي فطمئنوني عنه وانه بصحه جيده ..احضروه لي في المساء لقد كان جميلا ويملك فم صغير يكاد يقطر عسلا من جماله ...كانت ضحكته تعبر بي العالم ولقد سعدت به وغدوت ألقمه صدري ليرتوي من قطرات الحليب لعلها تدفىء جسمه الصغير فقد انجبته في وقت يشوبه شيء من البرد ..

كان طفلي هذا غريب نوعا ما ..كان هادي جدا فلم يكن يصرخ في الليل كالاطفال وكان يبتسم كثيرا رغم صغر سنه وما زاد عجبي واستغرابي انه حين اقرأ عليه القران ينصت كأنه رجلا كبير يفهم ما اقول ..في الحقيقه أني اولت الأمر إلى اني عندما كنت حاملا به كنت اكثر من قرأت القران الكريم خاصة في الليل وطوال شهور حملي وهذا استناد للمعلومه التي تقول ان الطفل يعتاد على ما يسمعه وهو في بطن امه ….لم اكن اعتقد انه من اطفال الجنه اتى سريعا وسيرحل سريعا

مرت ثلاثه اشهر كان فيها هذا الضيف الجديد محط فرحنا وتسليتنا وخاصة لأبنتي وولدي فلقد كانوا يمرحون معه كثيرا ويهتمون بكل اغراضه ..يجتمعون حولي عندما احممه وأغير ملابسه ...يستبقظون من النوم ليوقظوه هو الاخر فقط من اجل ان يلعبوا معه ...تعلقت قلوبهم البريئة به فأصبح شغلهم الشاغل ….وتقام المعارك في المنزل من اجله فكل منهم يريد ان يكسب رضاه رغم انه لم يكن يفهم مايدور ولكن هي الطفوله العذبه وما تفعل ….كل منهم يريد حمله والاهتمام باللعابه وترتيب دولابه …

في صبيحة ذات يوم كنا نتناول طعام الافطار عند الساعه العاشره تقريبا وكان قريبا منا يوزع ابتساماته الصباحيه لم يدر في خلدي انها ابتسامات الوداع لقد كان هادى وديع وكان والده يصوره بكاميرة جواله الخاص مستمتعا بجمال ابتسامته …ثم غادر والده متجها لعمله .
اخذته واودعته سريره لينام قليلا ..وذهبت لأنهي بعض اعمالي طلبت من اخوته الابتعاد عنه حتى لا يزعجونه او يؤذونه ووعدتهم ان يلعبوا معه اذا استيقظ

بعد مايقارب الساعه او يزيد قليلا بدأت قطرات الحليب تنسكب من صدري فهرعت لغرفته لعلي ايقضه ليرضع شيء منه ...لم اكن اعلم ...ان ملك الموت عليه السلام قد سبقني اليه ...لم اكن اعلم ان روحه بدت ترفرف في السماء ...لقد ترك حليبي وصعد ليشرب حليب ألذ منه .

كان قد تحرك وهو نائم وجمع البطانية على رأسه الصغير فأختنق بها وغادر ...حملته بين يدي وكان جسمه باردا ولونه يميل للزرقه ضممته على صدري لعلي ادفيه وألقمته صدري ليشرب الحليب فلعلي اكون واهمه او انه كابوس سيمر او وسوسة ستنتهي ...ولكن لم يلتقم الثدي ولم يمص الحليب لست احمل بين يدي سوى بقايا طفل كنت العب معه قبل ساعه ..
يا الهي لقد زارنا ملك الموت هنا ولقد دخل هذه الغرفه زاصطحب معه فلذة كبدي طاعة لأمر العزيز الحكيم …
وضعته في حجري وبقيت صامته ..لا اتكلم ولم اذرف دمعة واحده من هول الصدمه زرحمة بقلوب من جلسوا حولي يطلبون مني ان ايقظه ليلعبوا معه ...لا يعلمون انه يلعب الان مع اطفال الجنه وان ما يشاهدونه في حجري ليس سوى جسد هامد سيوارا بعد قليلا تحت التراب ..

اتصلت بوالده ..ولكنه لايرد فكررت ولكن لا مجيب فلقد كان يصلي الظهر ...وجلست افكر ماذا اقول له وكيف اخبره لقد كان يقبله ويصوره قبل لحظات ...اتصل بي بعد صلاته وكان ينشد بصوت فرح مما زاد الامر تعقيدا ...قلت له عد للبيت نريدك حالا فسأل ماذا هناك ..حاولت الضغط على نبرة صوتي وتعديلها ولكن هيهات هيهات ..سوف نخبرك حين تعود ...هكذا قلت لها ولكنه رفض العوده حتى يعلم مالامر واصر ان اخبره ..لم اشاء اخباره وهو في الطريق خوفا عليه ولكن صوت البكاء سبقني فقلت له لقد رحل ضيفنا ..صرخ بصوت عالي ماذا ؟كيف ؟ ثم اقفل الخط .حملت صغيري بين يدي وخرجت به في الفناء لكي لايرا اخوته حالة والدهم حين يدخل لأخذه وطلبت منه المكوث في غرفتهم حتى اعود لهم ..جاء زوجي وقد اغرقت الدموع وجهه انتشله من بين يدي وضمه الى اعلى صدره وغطاه بطرف شماغه وغادر ..كانت النظرات هي لغتنا في ذلك الموقف فلم يفتح فمه بكلمه ولم انطق انا بشيء ...عدت لصغاري وسألوني اين هو فقلت لهم انه متعب قليلا وذهب به والدكم للمستشفى ...بعدها حينما رأوا المعزين يتوافدون كان لابد أن اخبرهم بالحقيقه ..اخبرتهم فسبقت دموعهم كلماتهم ولكننا نريده فلماذا يذهب ؟ لماذا لم يأخذ ألعابه وملابسه لقد نساها هنا ...ماما انظري لقد ترك بطانيته وسريره ..متى سيعود مره اخرى ...؟ اسأله تمزق قلبي الممزق اصلا وفي كل مره كان لابد ان اشرح لهم الامر حتى لا تتعذب قلوبهم الصغيرة بالحزن على فراق صديقهم الصغير ..
الحمد لله رب العالميييين

ترقبوا معي البشرى والمفاجأه السماويه الجميله في الجزء القادم بعون الله
54
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خوخه المصريه
خوخه المصريه
ياه ياه ياخوخه انتي عظه لكل من يعتبر انت ام مثاليه
مدام شانتيل
مدام شانتيل
:(
الله يجعله شفيع لكم ويجمعكم معه في جنات الخلود
اللهم آمين
لاحول ولاقوة الا بالله
منتظرين الجزء القادم على احر من الجمر..
هدوء---
هدوء---
عظم الله اجرك حبيبتى وتذكرى ربي اذا احب عبدآ ابتﻻه
.....
عندى سوال...
يعنى عندك ولدين اتوفو
....
يالله كيف راح يكون اجرك عند رب العالمين .....ربي يعوضك بالجنه وتشوفيهم

البارح من قريت ..موضوعك وانا اى شي يصير ..ع طول دمعتى ع خدى ....
فراشة من صفد
فراشة من صفد
سبقك الى الجنة بآذن الله
(نوووشه)
(نوووشه)
الله يربط على قلبك :(
ويجعله شفيعاً لك ولوالده