ما أسعد المرأة التي تشعر بأن جمالها برىء لم يقترف إثما ولم يؤذ أحدا , ولم يسبب حسرة , ولم يثر شهوة , ولم تلتهم لحمها الأنظار , ولم تلُك عرضها الأفواه
فجمالك إذا صنته كان سعادة ونعمة , وإذا ابتذلته حولته شقاوة ونقمة
فكم من جميلة أغراها الشيطان بالانغماس في التبرج والتزين المحرم , والافراط في الخروج والتجول , تهيم على وجهها مستعرضة لزينتها في كل سوق وتجول مستلفتة إليها الأنظار في كل مكان , فذهب شبابها وخسرت مستقبلها في الدارين ورغب الرجال عن الزواج منها , ونفروا منها مستنكرين ولم يتزوجها واحد ممن كان يحوم حولها متملقا , وكان ينظر إلى ذلك الجمال العاري معجبا محملقا , بل كان يتزلف إليها ويغريها بمعسول الكلام وزخرف القول , وهي ربما لم تفرط في عرضها ولكنها عملت ما يوجب الشك وكانت مستهترة فخسرت بجهلها وطيشها الدنيا والآخرة .
أيتها الأخت الحبيبة .. أي قناعة نريدها حتى نتبع ما أمر الله به !!!! أعندما نفاجأ بنزع الروح وسكرات الموت
لتقول الواحدة منا : إني تبت الآن وما يغنيها ذلك حينئذ .
إن الواحدة منا لو تذكرت مآلها ومصيرها لما أقدمت على كثير من أخطائها فكيف بك يوم تنظرين إلى هذه الدنيا نظرة الفراق والوداع وعيون أهلك ترمقك ويتحسرون ألا يستطيعوا رد القضاء عنك , وقلبك يتقطع حسرة وندامة على أخطاء أسرفت بها على نفسك , وعلى أعمال خير وبر فرطت بها .
هل تصورت نفسك وأنت تنازعين الموت ثم فارقت هذه الدنيا بحلوها ومرها , فأحب أهلك إليك من يبادر إلى شراء كفنك الذي خلا من كل حلي وزينة تلبسينها الآن , وجسدك الذي طالما عنيت به وربما تسببت في فتنة الرجال به , هذا الجسد الغض الذي كسوتيه بما حرم الله , سيسكن بلا حراك إلا عندما تقلبك المُغسلة , أو حينما ترفعين على نعش فوق أكتاف الرجال لتودعي في قبرك , أو حينما يتقدم أحد أقاربك أو غيرهم ليجعلك في القبر على جنبك الأيمن موجهة إلى القبلة , فإذا برأسك يميل إلى الأرض فيجعل حثوة من تراب تحته لترفده , أو حينما ينقطع تعلق الأحياء بك مباشرة مع آخر عقدة يحلها من كفنك من تولى دفنك وانزالك القبر
* هل تأملت اللحظات التي يتقدم فيها أبوك أو أخوك أو زوجك أو قريبك ليصف اللبنات على اللحد ويجتهد في سد الثغرات بينها بالطين رحمة بك .
وبعد أن يهال عليك التراب ويتم دفنك فإذا بك تبدئين أولى مراحل البرزخية , ثم تواجهين مصيرك الذي أعددت له بأعمالك في هذه الدنيا , فتتوالى عليك الكربات بدءا بفتنة القبر وسؤال منكر ونكير ……
أتريدين القناعة في ذلك الموقف لتلتزمي أوامر الله !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فتقولي ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) ؟
* أيتها الأخت الحبيبة : إن هذا الجسد الناعم لا يطيق عذاب الله وعقابه , وإن من ورائنا أهوال لا يعلم عظمها إلا الله تعالى
قال تعالى ( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون )
وقال تعالى ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )
:41:
ام^علي @amaaly
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
اللهم أرحمنا وأغفر لنا في الدنيا والأخره