خلق ابن آدم , بدنه من الأرض وروحه من ملكوت السماء , وقرن بينهما , فإذا أجاع بدنه وأسهره وأقامه في الخدمة وجدت روحه خفة وراحة , فتاقت الى الموضع الذي خلقت منه واشتاقت إلى عالمها العلوي ,واذا اشبعه ونعمه ونومه واشتغل بخدمته وراحته ,أخلد البدن إلى الموضع الذي خلق منه.
وبالجملة... فكلما خف البدن لطفت الروح وخفت وطلبت عالمها العلوي , وكلما ثقل وأخلد الى الشهوات والراحة ... ثقلت الروح وهبطت من عالمها وصارت أرضية سفلية . فترى الرجل روحه في الرفيق الأعلى وبدنه عندك , فيكون نائما على فراشه وروحه عند سدرة المنتهى تجول حول العرش , وآخر واقف في الخدمة ببدنه , وروحه في السفل تجول حول السفليات .
فإذا فارقت الروح البدن التحقت برفيقها الأعلى أو الأدنى فعند الرفيق الأعلى كل قرة عين وكل نعيم وسرور ولذة وبهجة وحياة طيبة , وعند الرفيق الأسفل كل هم وغم وضيق وحزن وحياة نكدة ومعيشة ضنك .
قال تعالى (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )) . من كتاب الفوئد لابن القيم
محبة الوفاء @mhb_alofaaa
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️