شجرة*الدر
شجرة*الدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من المعلوم أن الاختلاط بين الرجال الأجانب والنساء محرم شرعا

وكذا الخلوة بين الرجال والنساء ولو كان ذا قرابة كأخ الزوج أو زوج الاخت ..
ولكن السؤال حول الجلسات العائلية التي اعتاد عليها الناس
كأن تجلس المرأة وزوجها بحضرة إخوته , أو يجلس الزوج مع زوجته بحضرة أخواتها
وكان يجتمع الإخوة عند أختهم مع زوجاتهم جميعا وكذا زوجها ...
مع العلم بأنهن جميعا ممن يرتدين الحجاب ويلتزمن الادب في الحديث
فمع وجود الضوابط هل يجوز الجلوس في مكان واحد في مثل هذه الحالات ؟
فهل وجب أن يجلس إخوة الزوجة مع الزوج وقد أتوا لزيارتها ؟
وتجلس الزوجات مع الزوجة في مكان آخر ؟
وهل ما تفعله إحداهن صوابا: حيث لا تكلم إخوة زوجها ولا أزواج أخواتها بتاتا إلا قول السلام عليكم ورحمة الله أحيانا ؟
نفعنا الله بعلمكم ونفع المسلمين وجزاكم الله خيرا


الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

يجوز في مثل هذه الضوابط بشرط أن لا يترتّب على ذلك محاذير ، مثل : النظر وتكرار النظر ، ولو كانت المرأة مُحجبة ، فإنها قد تنظر إلى الرجل الأجنبي عنها ، وربما ينظُر إليها نَظَر إعجاب ، إذا كانت ذات جِسم يُلفت النظر .
ومثل : قِلّة الاهتمام بهذا الأمر ، فإنه يُقال : كثرة الإمساس تُذِهِب الإحساس .

ومع ذلك فلا يكون دائما ، ولا يجوز التساهل فيه ؛ لأن كثرة المجالسة قد تحمِل على التساهل في الحجاب والكلام وغير ذلك.

وقد سُئل شيخنا العثيمين رحمه الله : يقول السائل : أنا متزوج والحمد لله ولكن في بعض الأحيان تكون زوجتي خارج المنزل وعندما أحضر من السوق تناولني الطعام زوجة أخي التي معنا في حوش واحد هل هذا صحيح ؟

فأجاب رحمه الله تعالى :
أما إن كنت خاليا بزوجة أخيك ولم يكن في البيت سواكما فإن هذا حرام ولا يحل لك أن تخلو بها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والدخول على النساء " قالوا : يا رسول الله أرأيت الحمو ؟ قال : الْحَمو الموت " ، وهذا غاية التحذير من الخلوة بالحمو، والحمو هو قريب الزوج وإنما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالموت لشدة التحذير منه لأن كل أحد يَفرّ مِن الموت ، فكأنه قال فرَّ مِن الحمو كَفِرارك مِن الموت ، ونظير هذا قوله : " فُرّ مِن الْمَجْذوم فِرارك مِن الأسد " ، والحاصل أن نقول :
إن كان هذا الذي تناوله زوجة أخيه القهوة والشاي أو الطعام في خلوة ، فإن ذلك حرام ، ولا يَحِلّ له أن يدخل البيت إلاَّ ومعه أخوه إذا كان ليس في البيت إلاَّ زوجة أخيه ، وأما إذا كان أخوه معه وقَدَّمت القهوة أو الشاي أو الطعام لهما جميعا ، فهذا لا بأس به ، وقد جَرَت العادة بذلك ، ولا يحصل فيه شرّ ، اللهم إلاَّ في قضية معينة بأن تكون امرأة الأخ شابة جميلة أو متجملة ، فهذه قد تُحْدِث شهوة عند أخي زوجها ، وحينئذ يكون هذا حراما . اهـ .

وأما التي لا تكلم إخوة زوجها ولا أزواج أخواتها بتاتا إلاَّ إلْقَاء السلام ؛ فهذه قد احتاطَتْ لِدِينها .

وإذا مَنَع الزوج زوجته مِن الكلام مع الرجال الأجانب ، فيجب عليها أن تمنع ؛ لأنه مِن الطاعة بالمعروف ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : إنما الطاعة في المعروف . رواه البخاري ومسلم .
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم نَهى عن تكليم النساء بِغير إذن أزواجهنّ . كما عند الطبراني ، وصححه الألباني .

وسبق :
مَا حكم إلقاء السَلام عَلى الرجال الأجاَنِبْ في العَمل ؟

ولا يُقال – كما يقول الْمُبْطِلون - : ما الفَرْق بين هذه الصورة الواردة في السؤال وبين الاختلاط الحاصل في الدراسة وفي العمل ؟
فالفَرْق بينهما كبير ، والبَون شاسِع ، واختلاط العمل أو الدراسة شَرّ مُسْتَطِير ، شَهِد بذلك الكفار قبل المسلمين ! وسَعَوا في كثير مِن أرْوِقة التعليم إلى فصْل الجنسين !

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


حكم جلوس المرأة مع إخوة زوجها السؤالس: هل رؤيتي لإخوان زوجي بالحجاب الشرعي جائزة، بالرغم أن الكلام بيني وبينهم محدود جدًا ربما لا يتعدى الكلمتين أو الثلاثة، أم أني لا أراهم مُطلقًا؟ الاجابـــة
هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ

س: هل يجوز لي الجلوس مع إخوة زوجي وأنا محتشمة وفي حضور والد زوجي؟
يُفضل للمرأة الابتعاد عن مُجالسة الرجال الأجانب ولو كانوا أقارب لها؛ كأبناء العم وأبناء الخال وإخوة الزوج وأزواج الأخوات، وذلك لأن جلوسها معهم يُسبب جرأتها على الرجال، وعلى المخاطبة والانبساط في الكلام، وقد يحدث أثناء الكلام شيء من ذكر العورات وما يستحيا من ذكره عند النساء أو عند الرجال، ولكن إذا دعت الحاجة إلى الجلوس في بعض المناسبات كما لو كانوا في رحلة أو استراحة أو سيارة أو منزل صغير فلا بأس بقدر الحاجة، ولا بد مع ذلك من التستر والاحتشام وتغطية جميع البدن بما في ذلك اليدان والقدمان والوجه والنحر ويكون ذلك مع وجود محرم كوالد الزوج أو ابنه، وبذلك تحفظ المرأة كرامتها وعفتها وعرضها، والله أعلم.

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين