سنبل @snbl_1
عضو
الجمال بين الرنميبي والدولار
بسم الله الرحمن الرحيم
الجمال معنى من المعاني السامية التي تلتذ بها المُـقـل وتسعد لمشاهدتها القلوب والأفئدة
وكم من صريع نظرة وأسير رمقه وكم من قلب انفطر وفؤاد انصهر بسبب الجمال !!
ولكن الجمال بالنسبة لي يختلف عنه بالنسبة لغيري فالذي أراه بعيني جميل قد يراه غيري قبيح
ولذا يكثر الشعراء من لوم الناصحين لهم عن أحبابهم !! كما يلوم العذال بعض العشاق على سوء اختيارهم !!
لقد شبه الشعراء جمال المرأة بالبدر ليلة التمام فقال قائلهم :
هي البدرُ في حسنها والنساءُ كواكبٌ ... فشتانَ ما بينَ الكواكبِ والبدر ِ
إن المرأة رمز الجمال بالنسبة للرجل وذروة سنامه , وكذا الرجل بالنسبة للمرأة
وومهما بحثنا فلن نجد أجمل من البشر
لأن الله يقول : (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ))
*
*
*
إن حسن هذا الإنسان لا يعني حقران المخلوقات الأخرى , فكما أن الإنسان جميل فإن الحيوان أيضا كذلك .. لكنه جمال من نوع ولغرض آخر
(( ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ))
ومع هذا فلا يلتفت البعض إلا لجمال الإنسان , فتجده يسارق النظر كلما سنحت له الفرصة ليخطف مشهدا لامرأة مدبرة في السوق , أو مقبلة عبر شاشات الفضائيات وكأن الله سبحانه وتعالى لم يجعل للعين متعة سوى النظر إلى الحرام ...!!
إن في ذلك تعطيل لأنواع الجمال الأخرى التي بثها الله في الكون لنتدبرها , وإن فيه أيضا تفريط في فرص إسعاد البصر ..
فكم نمُر على الجبال الشاهقة , والمروج الخضراء ,والتلال الحمراء
والبحار الواسعة , والأودية السحقية , ثم لا نلتفت لجمالها !!
هل تأملت بعيرا يوما ؟
إن به من آيات الجمال ما يعجز عن وصفها أشعر الشعراء كما يعجز عن محاكاتها أمهر فنان
هل رأيت عنقه المعقوفه ؟ وهل تأملت ركبتيه المقلوبه !!
أحب التأمل في الابل كلما سنحت لي الفرصه وكلما تذكرت قوله تعالى :
أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت !
إن فيها جمال في وقفتها وتمخطر مشيتها وغرور نظرتها
إنها مع ذلك تبدوا للرائي و كأنها جبال متحركة
فسبحان الله
هذه بعض آيات الجمال في الطبيعية التي لا دخل للإنسان فيها
ولكن للإنسان مع ذلك بصمته فقد قطع شوطا كبيرا في صناعة الجمال
ابتداء من الزخارف التي تزين الكهوف والمخطوطات , فالكتب والبيوت والملابس
والأثاث وغيرها من الأشياء المعدة والمصنوعه (((( للإنسان ))) حتى وصلنا اليوم وفيما يسمى بالعصر الحديث إلى استخدام (((الإنسان ))) لتزيين تلك الأشياء
فأصبح يزين المجلات والجدران بل والأماكن وحتى الأثاث !!
*
*
*
هل سمعتم بمسابقات الجمال !!
فما هو مضمار السباق ؟
أهو مائة متر حواجز ؟
لا .. إنه سباق الأحجام والمقاسات !!
وعلى المتسابقين أن يخضعوا للرياضيات
بل واللغات والثقافات المختلفة
وفي النهاية تتوج أقبح المتسابقات
لأنها تعرف عاصمة النرويج وأين يصب نهر الإمفلونزا
(( يبدوا أن هذا ليس نهرا إنما جبل :41: !!))
*
*
*
أنتحدث عن إبداع الفنانين التشكيليين ومعاناتهم مع مقيمي الجمال ؟
آه .. ليت شعري كيف يعلم المتلقي لعبة الفن هذه
وما هو دور تجار وسماسرة اللوحات التشكيلية
فكم من قيمة سخيفة بذيئة أدخلوها في الجمال
حتى أصبح القبح يساوي الملايين والجمال الحقيقي لا يساوي شيئا
لأنه لم يثر على العادات والتقاليد والأخلاق ولا الدين
إن لوحة لا تكلف صاحبها أكثر من رصاصة أو طعنة في قماش تصبح لوحة نادرة
مع العلم أن كل الأطفال يستطيعون أن يمزقوا جميع الأقمشة
وإن لوحة لا تعني إلا الخربشة تصبح بقدرة قادر من أعظم اللوحات قيمة فنية وثمنا ماديا
وتكسب شهرة عالمية لأن صاحبها استطاع بزعمهم أن يغوص في عقلة الباطن
وينتشل منه .. تلك المعاني التي لا يفهمها حتى هو !!
ثم ترصد الملايين لتلك اللوحات الفارغة الكئيبة
وفي المقابل فإن بعض اللوحات ذات القيمة الجمالية ولن أقول ذات القيمة الفنية تباع بأثمان بخسة
لا تصل إلى قيمة تكلفة الألوان التي رُسمت بها فضلا عن الإطار الذي يدور عليها
وإذا عرف السبب بطل العجب
فسماسرة النموذج الأول قد تأثروا بثقافة البلدان التي تتعامل بالدولار واليورو
أما تجار النموذج الثاني فقد تخرجوا من دولة الرنميبى !!
وكأن الفئة الثانية تقول للأولى :
إن هذا الفن المزعوم لا يساوي شيئا , ونحن نستخدمه لنبيع خاماتنا من ألوان وأقمشة وأخشاب !!
أما أنتم فتستخدمون الألوان والأخشاب والقماش لتبيعوا الكذب !!
كتبه : فيصل سعد
29/6/2003
1
514
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
أعتذر إن كان مكانه غير مناسبا
فقد حسبت هذا المكان هو منتدى الفن والأشغال اليدوية
عذرا