الجهاد في سبيل الله حقيقته وغايته الحلقة (66)
اجتماع القائد بالجيش للتشاور في الأمور المهمة قبل خوض المعركة:
ومن الآداب التي يجب مراعاتها قبل لقاء العدو اجتماع القائدة بالمجاهدين للتشاور في الأمور التي تهمهم قبل لقاء العدو، كتعيين ميدان المعركة، والموضع الذي يصلح مركزاً للقيادة، والوسائل التي يجب اتخاذها للقضاء على العدو أو ردّ عدوانه كما حصل ذلك في غزوة بدر وأحد والخندق وغيرها من الغزوات. .
وسيأتي مزيد بيان لهذا الأدب العظيم في فصل: صفات المجاهدين إنشاء الله، إذ المقصود هنا التذكير به قبل خوض المعركة مع الإعداد.
تشييع الغزاة عند خروجهم للجهاد في سبيل الله:
ومن آداب الجهاد:
تشييع المقيمين – وعلى رأسهم الأمير إن كان مقيماً – الغزاة في سبيل الله، وتشجيعهم بذكر فضل الجهاد والمجاهدين وإظهار إكرامهم لحفز هممهم وهمم المقيمين على الاستعداد لقتال العدو عاجلاً أم آجلاً .
وفي ترتيب المسند: (باب تشييع الغازي، واستقباله، ووصية الإمام له) عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لأن أشيع مجاهداً في سبيل الله، فأكفه على راحلة غدوة أو روحة أحب إلي من الدنيا وما فيها) .
وفي الموطأ عن مالك عن يحيى بن سعيد أنّ أبا بكر الصديق بعث جيوشاً إلى الشام، فخرج يمشي مع زيد بن أبي سفيان، وكان أمير ربع في تلك الأرباع، فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر، إما أن تركب وإما أن أنزل، فقال أبو بكر: (ما أنت بنازل وما أنا براكب إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله …) .
مبايعة الجيش على الثبات وعدم الفرار:
ومن آداب الجهاد أن يبايع أمير الجيش جنده على الثبات قببل الشروع في القتال، تذكيراً لهم بحق الله تعالى عليهم من بذل النفس في سبيله، وحضاً لهم على عدوه بعزم وتصميم وعدم تردد أو تهيّب.
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع أصحابه على أمور كثيرة من أمور الإسلام، ومن ذلك البيعة على عدم الفرار من العدو:
كما في حديث جابر رضي الله عنه قال:
"كنّا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة، وهي سمرة)، وقال: (بايعناه على ألاّ نفر، ولم نبايعه على الموت" .
قال النووي رحمه الله:
"وفي رواية سلمة أنهم بايعوه يومئذ على الموت". وهو معنى رواية عبد الله بن زيد بن عاصم..
وفي رواية مجاشع بن مسعود:
"البيعة على الهجرة، والبيعة على الإسلام والجهاد" ، وفي حديث ابن عمر وعبادة: (بايعناه على السمع والطاعة وألاّ ننازع الأمر أهله – كل هذه الروايات في صحيح مسلم –
قال:
"وفي رواية عن ابن عمر في صحيح مسلم البيعة على الصبر"
قال العلماء:
"هذه الرواية تجمع بين المعاني كلها وتبين مقصود كل الروايات: فالبيعة على الموت على ألا نفر معناه الصبر حتى نظفر بعدونا أو نقتل، وهو معنى البيعة على الموت، أي الصبر وإن آل بنا ذلك إلى الموت، لا أن الموت مقصود في نفسه، وكذلك البيعة على الجهاد، أي والصبر فيه". .
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️