( 30 )
الفرع الخامس التطبيق العملي يدل على أبدية الجهاد
ولم يقف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان من المسلمين عن الجهاد في سبيل الله يوماً من الأيام ، فقد وجَّه أبو بكر الصحابة بعد القضاء على فتنة الردة إلى بلاد فارس ، واستمر بعده الجهاد والفتوحات الإسلامية إلى أن ضعف المسلمون في إيمانهم وعلمهم وتطبيقهم العملي للإسلام ، فأذلهم الله عندما توقفوا عن رفع راية الجهاد ، قال ابن كثير : ( لما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة بعث إليه الصديق أن يسير إلى العراق … وأن يتألف الناس ويدعوهم إلى الله عز وجل ، فإن أجابوا وإلا أخذ منهم الجزية ، فإن امتنعوا عن ذلك قاتلهم ) .
ونص الفقهاء أنه يجب على الإمام أن يقوم بالغزو مرة كل عام – إذا لم تدع الحاجة لأكثر من ذلك - قال ابن قُدامة : ( وأقل ما يُفعل مرة في كل عام لأن الجزية تجب على أهل الذمة في كل عام ، وهي بدل عن النصرة ، فكذلك مُبدَلُها وهو الجهاد ، فيجب في كل عام مرة إلا من عذر ، وإن دعت الحاجة إلى القتال في عام أكثر من مرة وجب ذلك ، لأنه فرض كفاية فوجب منه ما دعت الحاجة إليه ) .
فالجهاد لا يخلو منه عام من الأعوام من أول ما شرع إلى أن تقوم الساعة .
والذي يراجع تاريخ المسلمين يرى أنهم لم يتركوا الجهاد في أي زمن من الأزمان ، إلا عندما يبتعدون عن الإسلام ، ويخلدون إلى الأرض ، ويصبحون نَهْباً لأعداء الإسلام .
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️