الجهاد في سبيل الله (37)

ملتقى الإيمان

( 37 )
الملائكة في أسواق الجهاد !
قال تعالى : ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلةٌ، فاتقوا الله لعلكم تشكرون. إذ تقول للمؤمنين ألن يَكفيكم أن يمدَّكم ربُّكم بثلاثة آلاف من الملائكة مُنْزَلين، بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مُسَوِّمين. وما جعله الله إلا بشرى لكم، ولتطمئن قلوبكم به، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم. ليقطع طرفاً من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبون فينقلوا خائبين ) .
وقال تعالى : ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني مُمدُّكم بألف من الملائكة مُردِفين، وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم، وما النصر إلا من عند الله، إن الله عزيزٌ حكيم ) .
وقال : ( إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا، سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب، فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنانٍ ) .
وقال : ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حُنَين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تُغْنِ عنكم شيئاً، وضاقت عليكم الأرض بما رَحُبَتْ ثم وَلِّيهم مُدْبرين، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين، وأنزل جنوداً لم تروها وعذَّب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ) .
وقال : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنودٌ فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها، وكان الله بما تعملون بصيراً ) .
المجاهد في سبيل الله الذي هو بشر يأكل ويشرب ويجوع ويعطش ويتعب ويطيع ويعصي ويتوب، يلتقي في أرض المعركة أخوانا له جاءوا من الملأ الأعلى لا يعصون الله ما أمرهم، ولا يأكلون ولا يشربون ولا يعطشون ولا يجوعون، وما جعلت هذه الأرض مأوى لهم، وما كانوا في حاجة إلى أن يحيط بهم غبار المعارك الجهادية، ولكنهم علموا أن لهذا المجاهد سوقاً رابحاً وأراد ربُّه أن يريه هذا الإنسان الذي يشترك معه في الإيمان وقد جعله الله خليفة في الأرض ، يصارع الباطل وأهله في سبيل الله، وشرع لأهل الملأ الأعلى أن يتعاونوا مع إخوانهم المؤمنين في الأرض على إحقاق الحق وإبطال الباطل بالقوة والبذل والتضحية، وأي فضل مثل هذا الفضل، يلتقي البشر وهم من سكان الأرض بالملائكة وهم من سكان السماء ، في هذه الأرض متعاونين على طاعة الله مجاهدين في سبيله ؟
ألا ما أربحها من سوق لا يتخلّف عنها ملائكة السماء !
0
399

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️