الجهاد في سبيل الله (45)

ملتقى الإيمان

( 45 )
====== فضل المجاهد في أي موقع من ساحات المعركة ====
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( طوبى لعبدٍ آخذٍ بعِنان فرسه في سبيل الله، أشعثَ رأسهُ، مغبَّرةٍ قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شُفِّع له يُشفَّع ) .
أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على المجاهد في سبيل الله الذي لزم سلاحه وأعدَّ نفسه لذلك، حتى اغبرَّ جسمه، وانتفش شَعره، لبعده عن الترف والتنعم والراحة، ومظهره الذي لا وجاهة فيه، أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم أينما كان عمله ما دام في سبيل الله، حارساً أم في مؤخرة الجيش، وطوبى اسم للجنة ونعيمها .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم سَهِر، فلما قدم المدينة، قال: ( ليت رجلاً من أصحابي صالحاً يحرسني الليلة ) إذْ سمع صوت سلاح، فقال: ( من هذا؟ ) فقال: أنا سعد بن أبي وقاص جئت لأحرسك، ونام النبي صلى الله عليه وسلم .
أثنى صلى الله عليه وسلم على من يحرسه من أصحابه بصفة الصلاح، وذو الصلاح في اصطلاح الشرع من نماذج القدوة الحسنة التي أثنى الله على من رافقها في صراطه المستقيم: ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء، والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ) .
قال الحافظ: ( ورد في فضل الحراسة عدة أحاديث ليست على شرط البخاري منها حديث عثمان مرفوعاً: ( حرس الليلة في سبيل الله خير من ألف ليلة يُقام ليلها ويصام نهارها ) أخرجه ابن ماجة والحاكم ، وحديث سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعاً: ( من حرس وراء المسلمين متطوعاً لم يَرَ النار بعينه إلا تَحلّة القسم ) أخرجه أحمد .
وحديث أبي ريحانة مرفوعاً: ( حُرِّمت النار على عين سهرت في سبيل الله ) أخرجه النسائي ، ونحوه للترمذي عن ابن عباس ، وللطبراني في حديث معاوية،ولأبي يَعْلَى من حديث أنس، وإسنادها حسن، وللحاكم عن أبي هريرة نحوه .
والمراد من الحديث أن الحارس في الجهاد لا تمسه النار ، وإنما خص العين لأن يمنعها عن الإغماض بنوم أو سِنَة ، فنالت شرف الذكر .
0
347

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️