الجهاد في سبيل الله (49)

ملتقى الإيمان

( 49 )
وقال ابن تيمية مشيراً إلى بعض فضائل الجهاد – في سياق دعوته الناس إلى قتال التتار - : ( ولهذا كان الجهاد موجباً للهداية التي هي محيطة بأبواب العلم ، كما دل عليه قوله تعالى: ( والذين جاهدوا فينا لنهديَّنهم سبلنا ) فجعل لمن جاهد فيه هداية جميع سبله تعالى ، ولهذا قال الإمامان عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما : إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغر ، فإن الحق معهم ، لأن الله يقول : (والذين جاهدوا فينا لنهديَّنهم سبلنا) .
وفي الجهاد أيضاً حقيقة الزهد في الحياة الدنيا وفي الدار الدنيا ، وفيه أيضاً حقيقة الإخلاص ، فإن الكلام فيمن جاهد في سبيل الله ، لا في سبيل الرياسة ولا في سبيل المال ، ولا في سبيل الحميِّة ، وهذا لا يكون إلا لمن قاتل ليكون الدين كله لله ولتكون كلمة الله هي العليا .
وأعظم مراتب الإخلاص تسليم النفس والمال للمعبود كما قال تعالى: ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيَقتُلون ويُقتَلون ) . والجنة اسم للدار التي حوت كل نعيم أعلاه النظر إلى الله ، إلى ما دون ذلك ممَّا تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين مما قد تعرفه وقد لا تعرفه ، كما قال تعالى: فيما رواه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم: ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ) .
0
362

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️