الحبيبه (المدينه المنوره )

لا تشتكي وصباً مادمت تهواها تجري رياح الهوى والآهِ مرساها
في حبها سكنتْ للناس أفئِدةٌ لا لوم أن فعلتْ فالحسن إياها
في صوتها شجنٌ في صمتها سكنٌ حمرٌ جدائلها بيضٌ ثناياها
لو أسدلت طرفاً تخفي محاسنها شمس الوجودِ إذا ما الليل يغشاها
نورٌ علاه سنا .. جلّت فضائلها تلك ( المدينة ) لا تخفى سجاياها
دارٌ تلاقى بها الإيمانُ والقلمُ الوجدُ حاضرها والمجدُ بشراها
دارٌ دعتك .. أيا من كنت زائرها بشراك روح وريحان وريَّاها
في ( مسجد ) أرست التقوى دعائمه صلِّي وكن خاشعاً ولتشكر الله
وادعوه في ( الروضة ) الغناء مبتهلاً فهو المجيب مغيث الرُّوح مولاها
سلِّم على المصطفى في حُلَّة الأدبِ سلِّم على الرفقة الأبرار عقباها
نحو ( البقيع ) إذا ما سرت مرتجلاً ألق السَّلام ومنِّ النفس مثواها
عرِّج على ( أُحدٍ ) وافخر كما فخِروا فكم تباهوا به .. بل كم بهم باها
وإذ ( قباء ) رنا فادنوا على عجلٍ واقطف زهوراً سقى أغصانُها طَهَ
هي ( الحبيبةُ ) ( دار الفتح ) و ( الحرمُ ) و ( طابةٌ ) و ( قُبَّةُ الإسلام ) سَمَاها
أقبل على سبعةٍ من تمر عجوتها فتلك للسُّمِ والأسحارِ رُقياها
في صاعها بُورِكَت والمُدُّ والثَّمَرُ دعاء سيدنا بالخيرِ ثَنَّاها
تأبى بأن يطأ الدَّجَّالُ تربتها والخَبَثُ الغَيُّ والطَّاعون تأباها
من بين أقطارها قد افترى حدثاً تترى عليه ضُرُوب اللعن أشقاها
فاختر لنفسِكَ يا ذا اللب أمنيةً في ريعها موطناً .. أو لا تناساها