الحب الافلاطوني ..

الأدب النبطي والفصيح

احبك و بعد تلك .. القصيده الخالده التي لا تفنى على مر الزمان ..فهي تحاكي الروح و تلاعب القلوب و بين هذا و ذاك تحير العقول ..

أقرأها لاول مره و انا احس بأن كلماتها حقيقيه قريبه مني .. لم اعلم و ربما كان خيراً لي الا اعلم كم في الحب اغوار و اطوار .. في الحب يتخلى الانسان عن نفسه و يبحر في عالم مجهول و يستمتع في ذلك الابحار ..
الابحار الذي هو اشبه بالانتحار او الموت البطيء .. لا ادري كيف يمكن للحب ان يبعد المرء عن نفسه و يجعله مهاجراً منها مبتعداً عنها كأنما هي عدواً مبين عليه ان يخافه و يتقيه ؟!

فتحت الباب و خرجت مسرعه عندما ايقنت بأن هذا الحب مستحيل .. لم تخطئ يوما و لم تسعى لأن تخطئ او تسيء لاحد .. كرهت نفسها كثيرا عندما احبته .. لذا قررت الرحيل هناك حيث تطهر روحها من حبه و تنقي قلبها من التعلق به .. احبت حبه كثيراً و تجد في البعد الم شديد لكن لا بأس من الالم ان كان سيعيد اليها توازنها النفسي و رضاها عن نفسها اللذان فقدتهم منذ ان احبته .. كان لابد من السير و عدم الالتفات للوراء او السماح للذكريات بأن تعيدها الي المكان الذي هجرته بملئ ارادتها ..

يقال ان المرء لا يحاسب على مشاعره لكن يحاسب عليها اذا ترجمت تلك المشاعر لافعال .. لذا الابتعاد كان خيراً من الوقوع في الخطأ .. عندما غادرت المكان في ذلك اليوم الخريفي احست بأنها تشبه الطبيعه تماماً او انها على الاقل قريبه منها .. فتلك الاشجار التي تساقطت اوراقها كأنها قواها التي بدأت تضعف .. و تلك الازهار التي ذبلت و فقدت رونقها تشبه الى حد كبير روحها التي بدأت تنطفئ ..
عجيب هو امر الحب يغزو القلب على حين غفله من صاحبه و يتركه في الم و حسره ..


رحلت و ابتعدت عن ذلك المكان و كذا هو قد فعل ايضاً .. عندما لا تتوج تلك المشاعر بتاج الحشمه و الوقار تصبح تصرفات حيوانيه بعيده كل البعد عن الرقي الانساني .. لذا اتخذ كلاً منهما طريقه بصمت دون وداع او حديث .. تمر السنين و تؤمن هي بالحب الافلاطوني الخالي من اي فكر قد يخدش الحياء او يقلل من قدر الحب الانساني النقي .. امنت بذلك الحب الاسطوري و جعلته دستورها في الحياه .. كثيراً ما كانت تردد في نفسها : يكفي ان يكون بخير و انه لم يسئ لي او لنفسه يوماً ما .. ليحفظه الله و يهديه للحق .. دعت كثيراً في صلاتها كي تنسى حبه لكن المشكله تكمن عندما يتحول ذلك الحب لملحمه تتصارع فيها المبادئ و القيم و الافكار و حينها تصطدم بالمشاعر التي لا تلبث الا ان تنتظر المجهول ..

تذكرها نسمات الهواء البارد بنقاء حبها الخجول الصامت التي لم تبوح به يوماً لاحد حتى لمن توجته على عرش قلبها .. الحياء اذا انتفى ينتفي معه كل شيء .. تذكرها كم كانت بريئه و طفله صادقه في ذلك الحب النقي .. هناك في فكر كل عاشق يعيش وهم و حقيقه يصطدم كلاً منهما بالاخر و يصبحان في معترك من الخيال الذي اما ان يوقف هذا الاصطدام ليعيد صاحبه للحقيقه او يتركه الى ان يتخبط في الظلام ..

الحب فلسفه صعبه في قلوب الانقياء الاتقياء الذين يخشون الله و يخافونه .. لذا تجدهم في صراع مستمر لا يتوقف الا بالقرب من الله .. الذي هو اسمى ايات الحب على الاطلاق ..

قال احدهم :.

عرفت الهوى مذ عرفت هواك.... وأغلقت قلبي عن من سواك
وبت أناديك يامن ترى .... خفاياالقلوب ولسنا نراك
أحبك حبين حب الهوى....وحــبــــا لأنـك أهل لـذاك
فأماالذى هو حب الهوى .... فشغلي بذكرك عمن سواك
وأما الذى أنت أهل له .... فكشفك لي الحجب حتي أراك
فلا الحمد في ذا ولاذاك لي ....ولكنلك الحمد في ذا وذاك
وأشتاق إليك شوق النوى .... وشوقا لقرب الخطا من حماك
فأما الذى هو شوق النوى....فنار حياتي غدت في ضياك
وأما اشتياقي لقرب الحما....فما ترى الدموع لطول نواك
فلاالحمد في ذا ولاذاك لي .... ولكن لك الحمد في ذا وذاك




1
624

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حنين المصرى
حنين المصرى
احسنت وابدعت كعادتك يا سما تحياتي غاليتي
ولك مني كل الود والحب