بسم الله الرحمن الرحيم
رواية الحب المستحيل
لقد أن الأوان لأموت مطمئنا عليك يا بني فمع أنك وحيدا بلا أخ أو أخت بلا أم أو أقارب إلا أن لك عم لم أره منذ زمن بعيد ولا أعلم أين باتت أراضيه الآن إذ افترقنا في زمن حرب. وانقطعت أخباره بعد أسبوع من ولادتك, فأن جمعك به الله أو بأحد أبنائه عدني أن تبلغهم عني السلام وتتزوج إحدى بناته أن كان له بنات فهذا عهدي معه منذ يوم ولادتك لأنه يحبك كثيرا , يابني لقد ماتت أمك دون أن أجد لها طبيبا يوافق على علاجها بسبب فقر ذات الحال ذالك الحين ماتت وهي تبتسم قائلة لاعليك يا أبا خالد سيكبر ولدنا ليصبح طبيبا يوما ما ويعالج الناس دون أن يأخذ من فقيرهم أو يجرح مشاعر محتاجهم ثم أسلمت الروح لبارئها على تلك الإبتسامه وأقسمت حينها أن أعمل ليل نهار كي تعيش حياة كريمة وتحقق أمنيتها الوحيدة عملت ليل نهار في الجو البارد والحار في الشارع والمنجم والصحراء فوق الماء وتحت النار الى أن وصلت لما ترى وملكت ما فوق الأرض وتحت الثرى من أموال فهاأنذا أنقله إليك الأن فأحذره كل الحذر يا بني أذ ستكون الملك بلا منازع في عالم المال والأعمال ستملك أموالا لا تأكلها النيران الا بقدرة قادر وممتلكات لم في كل أنحاء العالم لم تطرقها أبدا يد ديان ستملك شركات ومستشفيات ودور أيتام بنيت جميعها بالحلال يا بني والله يشهد على ذلك .. فعدني ألا الا تغلق بابك يوما في وجه أنسان أو مريض معدوم الحال أنت يا بني الأن كامل من كل الجهات والكمال لله وحده فعدني الا تهتك عرضا ماحييت أو تؤذي بشرا حتى ولو آذاك .لا ترفع صوتك في وجه شيخ عجوز فقد رفع الصوت في وجهي كثيرا يا بني وأنا فقير وعرفت معنى الذل حينها أرحم عمالك ورعاياك وكن لين الجانب كما عهدتك وأوصيك بعمك للمرة الأخيره يا خالد يجب أن تجده أو تجد أحد أبنائه ولو كلفك ذالك حياتك ولتبق أمير أحاسيس العذارى من الرجال فأنه فخر لك حتى ولو مت في سبيل هذا اللقب أفاق خالد من ذكرياته التي مضى عليها أكثر من ثلاثة أعوام بعد أن سمعها من والده الذي كان على فراش الموت حين قالها له بكل مرارة الدنيا لفراق أغلى الناس بالنسبة له ولده الوحيد خالد والذي عانا من أجله أقسى أنواع العذاب وياله من عذاب لذيذ في سبيل من أحببنا ؟؟؟؟؟؟؟؟
أفاق على صوت مديرة أعماله حين قالت: أن سيادة المقدم حسام يطلب الحديث معك على الهاتف يا سيدي ويقول أن الجميع بانتظارك فماذا أقول له.
مسح دمعته بسرعة وهو يقول بهدوء : أخبريه بأنني لن أتأخر عليه أكثر من عشرون دقيقه يا كارين , ثم لقد طلبت منك أكثر من ألف مره بالا تنطقين كلمة سيدي هذه يا كارين ابتسمت باعتذار وهي تقول عفوا يا خالد أنا أسفه وخرجت بصمت لتخبر حسام بينما أقفل خالد الكتاب الذي كان يقرا به وقام ليرتدي ملابسه استعدادا للخروج إلى حفل عيد ميلاد سلام شقيقة صديقه العزيز والذي نشأ معه منذ الصغر ..
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نزل خالد إلى حيث يقف سائقه الخاص أمام مدخل الفيلا ووجد أن نذير(رفيق روحه الثاني) بانتظاره أيضا هناك فقال مبتسما وهو يصعد بجانبه في السيارة لولا تيقني بأن منزلك بجانب منزلي لأدركت فعلا أنك هبطت علي من السماء يا سيد التايكوندوا ضحك نذير بقوه وهو يقول لا مفك لك عني يا صديقي فأنا قدرك المحتوم وسيعلن حسام هدر دمائنا بعد قليل لتأخرنا عليه.
قال خالد غير متمالكا نفسه من شدة الضحك بل سلام من ستفعل ذالك وليس هو فقد وعدتها أن أكون أول المتواجدين يا عزيزي . أبتسم نذير وهو يقول: أتمنى ذالك كي أنفذ بجلدي على الأقل.........
وصل الاثنان إلى الفيلا التي يقطنها حسام مع شقيقته والتي كانت قد امتلأت بالمدعوين ونزل خالد مع نذير يتقدمهم رجال الحراسة الشخصية مع اعتراض خالد لذالك اذ دفعه نذير برفق وهو يقول ألا الإجراءات الأمنية يا صديقي لا أسمح لك باعتراضها فلست تعلم حجم المنافسين اللذين يرغبون بإزاحتك من طريقهم ..هيا .ولا تكن عنيدا قال خالد عن مضض حسننا ولكن سأردها لك عن قريب أن شاء الله ......
دخل خالد ونذير إلى الفيلا بهدوء محاولين التسلل قبل أن تلمحهم سلام ألا أنهم وجدوها تقف أمامهم بغضب طفولي وهي تقول المشكلة أنك وعدت يا خالد وتأخرت فماذا أفعل بك الآن أبتسم خالد بخجل وهو يقول : أنا آسف يا أختي المدللة ورهن أشارتك نظرت اليه بحنان وهي تقول : ما رأيك يا نذير .... قاطعها صوت حسام من الخلف وهو يصيح معانقا خالد وبصوت عال وهو يبتسم ابتسامته المشرقة قائلا : لقد وصل أخيرا ملك الأورجن أيها السادة فأعيروني إنصاتكم بعض الوقت لنسمع أروع أغانيه الليلة بعد غيابه الطويل عنا في واشنطن للدراسة , فتابعت سلام عندها بخفوت وهي تلاحظ نظرات الاعتراض منه أرجوك يا خالد من أجلي غني هذه الليلة ..قال خالد بعد أن أسلم الأمر: حسنا ولكن للمرة الأخيرة . قالت برجاء : نعم للمرة الأخيرة أرجوك . فنظر إلى حسام بغيض حين لمح ابتسامة الانتصار في عينيه وأدرك أنه سقط بأحد مقالبه وقال مبتسما : سأغني من أجلها يا صديقي فلا تضحك كثيرا . قال نذير ضاحكا المهم أنك وقعت يا صديقي .فتأبط خالد ذراعي سلام وهو يتوجه للمنصة قائلا بسيطة سأنتقم منكم يا أعزائي فلا تقلقوا ....
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
وقف خالد فوق منصة الكونسيرت قائلا بحياء : لقد أحرجني صراحة طلب سيادة المقدم حسام لأنني بالفعل لست مستعدا لذلك ولكن بما أن الحفل على شرف عيد ميلاد الأنسه سلام فيسرني أن أهديها الأغنيه التي احبها كثيرا أغنية (قولي أحبك) من كلمات ....وألحان الأستاذ المرحوم نزار قباني والتي أتمنى من أعماق قلبي أن تعجبكم جميعا ثم تنحنح وهو يبدأ بأسطورته التي اسرت الجميع ألحان بدايتها حين قال :
آه آه آه
قولي احبك كي تزيد وسامتي فبغير حبك لا أكون وسيما
قولي احبك كي تصير أصابعي ذهبا وتصبح جبهتي قنديلا
الآن قوليها ولا تترددي بعض الهـــوى لا يقبل التأجـيل
سأغير التقويم لو أحببتني أمحو فصولا أو أزيد فصــولا
وسينتهي العصر القديم على يدي وأقيم عاصمة النساء بديلا
ملك أنا لو تصبحين حبيبتي أوج الشموس مراكبا وخيـولا
لا تخجلي مني فهذه فرصتي لأكون بين العاشقين رســولا
قولي احبك كي تزيد وسامتي فبغير حبك لا أكــون وسيما
**********************************
أرتفع تصفيق الحضور في ذلك الحفل الكبير والذي حضره ما لا يقل عن مائتي شخص وتعالت هتافات الإعجاب لخالد وتلك الأغنيه التي بدا لحنها بصوت يأسر اعتى قلوب النساء قسوة وتجبرا واستكبارا فأخذ الورود بالتساقط عليه من كل جانب مع بطاقات الإعجــاب وكلمات الغزل المتناثرة من حوله وهو يبتسم لهن ابتسامته المعهودة و الخجولة دون أن يلتفت إلى أيا منهن ثم جلس بمكانه بجانب نذير وهو يقول أذن فهل أعجبتكم الأغنيه؟؟؟ رد نذير بإعجاب واضح لقد كانت مدمرة يا صديقي فلماذا تخفي مواهبك … قال خالد مبتسما بحياء مغيرا الموضوع : دع عنك هذا الحديث وأخبرني هل تعرف تلك الفتاة التي تجلس على الكرسي المتحرك . نظر نذير إلى حيث أشار خالد فوجدها فتاة آية بالحسن والجمال عينها مرسومة بيد رسام أبدعها فسبحان الخلاق رقتها واضحة كرقة الورود فقال بانبهار: ما شاء الله يالها من جميلة قال خالد بضيق: لم أسألك عن جمالها يا أخي بل أسألك أن كنت تعرفها لأنها كانت تنظر ألي نظرات غريبة طيلة وقوفي على المنصة قال نذير وهو ينظر أليها بتأمل: بصراحة لم أرها من قبل ولكن لنسأل سلام عنها لأنها على ما أعتقد تعرفهن جميعا .قال خالد بسرعة: لا. لا داعي لذلك فالأمر لا يعد كونه مجرد استفسار. قال نذير بهدوء : هل أعجبتك . قال خالد بدهشه : وهل عهدت عني ذلك يا نذير من قبل قال نذير مبتسما بإعجاب : لا أبدا يا صديقي ولكن أخبرني لماذا لم تتزوج الي لآن مع أنك تملك كل مقومات الحياة ولله الحمد المال الجمال حسن الخلق طيبة المعشر والكثير الكثير من الفتيات للآتي يتمنين نظرة منك .... قاطعه خالد بهدوء وقد شردت نظراته الى عالم اللاوعي وهو يقول بهمس من يحلم بالفعل أن يكون حلمه واقعيا : تمهل يا صديقي فليست الحياة ملكا لأحد منا لأنها بيد الخالق عز وجل والحب لا يشترى بالمال, لأننا بالحب نستطيع خلق المال أما الجمال فهو جمال النفس والروح أما الفتيات اللاتي يتمنين نظرة من بشر كما تقول فهن ينظرن الى ما خفي عليهن من ذلك الشخص ولا ينظرن ابدا لما هو واضح . وعموما لن أشغل نفسي بالتفكير بحواء كثيرا فالفتاة التي أحلم بها مستحيلة الوجود يا صديقي كما هو الحب المستحيل تماما وأن حدث و وجدتها فسيكون زفافي معها على حصان أبيض كما في الأحلام تماما لأنقلها الى عالم وردي بعيد عن عالمنا الكئيب وأعيش به معها كأي رجل شرقي بلا حدود أو حواجز أو مقدمات لأنني أكون حينها قد ضحيت بكل شيء من أجلها ... قال نذير : كم أنت صعب الفهم يا صديقي ولكني أتمنى ان تجدها بأسرع وقت لأنك صديقي وأحبك أيضا . أجاب خالد بشرود : شكرا يا نذير ولكنك لن تفهم أبدا ما أريد لأنني نفسي لا أفهم من أكون في هذا العالم الغريب ... قال نذير :هو عالم ابتدعته بيديك يا خالد . قال خالد أيا كان فهو الآن عالمي وحدي يا نذير.... فأخبرني أنت ماذا عن سعاد ألا تنوي الرجوع لها ؟.. قال نذير بحزن عميق : لقد طلبت مني الطلاق.
نظر أليه خالد بدهشة وهو يقول: لماذا؟ ولين أبنتك ماذا بشأنها؟
قال نذير بألم: لا أدري … قال خالد بحده :أذن من يدري يا نذير. سالت دمعة صامتة من عينيه وهو يجيب بألم أحبها يا خالد ولا أدري ماذا أفعل . وقف خالد بهدوء وهو يقول هيا أذن وسأفعل ما تعجز عن الاعتراف لها به يا نذير. قال نذير بحذر ما الذي تنوي فعله يا خالد . قال ستفهم بعد قليل .توجهت إليه سلام صائحة باعتراض حين رأته يعزم على الانصراف قبل انتهاء الحفل وهي تقول: الى أين ؟؟؟ لا تقل لي بأنك ستذهب ؟؟
أبتسم لها قائلا بحنان وهو يربت على كتفيها: أعذريني يا صغيرتي فلدي عمل مهم قبل موعد السفر بالغد .
قالت بدهشة :وهل تنوي السفر أيضا؟؟
التفت إلي نذير وهو يقول : نعم وسترافقنا سعاد زوجة نذير وأبنته لين الغاليه أيضا . لم يتكلم نذير بل حاول الخروج بسرعة إلا أن حسام أستوقفه وربت على كتفيه قائلا لخالد بكلمة ذات مغزى: وسألحق بكم مع سلام يا خالد لحضور حفل تخرجك و تسلم رسالة الدكتوراه .أبتسم خالد وهو يخرج من الفيلا بهدوء أمام صيحات الاستنكار من سلام التي اعترضت على مغادرته الحفل دون تهنئتها أمام زميلاتها وهو يقول عند: صعوده السيارة لا تغضبي مني فهذه فرصتي لأكون بين العاشقين رسولا يا سلام .. إلي اللقاء في أميركا. وأنطلق السائق بأمره الى الفيلا التي تقطنها سعاد زوجة نذير..
وهنا قال خالد لنذير دون أي أنفعالات:هل تغيرت يا نذير أم أنك ستعود لسابق عهدك؟؟
قال نذير بندم: بل تغيرت يا صديقي ولكنني أعلم بأنها لن تغفر لي نزوتي.
قال خالد أنها تحبك ومن يحب لا يجرح أبدا يا صديقي مع أنك جرحتها .ولا تنسى أن لك ابنة في عمر الزهور تأسر العقول بذكائها ورقتها فحرام عليك حرمانها معنى الأبوة في أحلى مراحل حياتها وأهمها أنها البرائه في حد ذاتها فلا تحكم عليها بالضياع وبالتالي الفناء بعالم لا يعرف معنى الحنان عالم وقح جعل من الأمل ألما ومن الحب حربا ومن الطيبة ضعفا راجع نفسك يا نذير فهي أبنتك الوحيدة . لم يجبه نذير بل سالت دمعته كالمهل تكوي عينيه. وعم الصمت أرجاء المكان ولم يقطعه سوى صوت رنين الهاتف النقال الخاص بخالد والذي تجاهله تماما ولم ينظر حتى بالرقم المتصل والذي أنقطع رنينه بعد فترة طويلة دون أن بجيبه أحد ..
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طرق خالد باب الفيلا بهدوء وكان نذير لا يزال جالسا في السيارة بصمت وفتحت له مدبرة المنزل بدهشة مستغربة هذه الزيارة المفاجأة وبمثل هذا الوقت من الليل فقال باعتذار عفوا يا آنسه أرغب بمقابلة السيدة سعاد لأمر مهم . دعته المدبرة إلي الدخول لغرفة الاستقبال ريثما تخبر سيدتها بالأمر إلا أن انتظاره لم يدم طويلا فقد نزلت مع أبنتها لين بسرعة وقلق وقد نسيت حتى إلقاء التحية وهي تسأله عن زوجها .فأستقبلها بابتسامة واسعه وسعادة لا حدود لها وهو يقول :لا تقلقي يا سيدتي فهو بصحة جيده وينتظرك بالخارج . فأخرجي اليه يالين أنه يتشوق لرؤيتك . نظرت اليه بدهشه ثم قالت بغظب لا أريد أن أراه ولا أريد للين كذلك أيضا .
نظر خالد الى لين بحزن حين سالت دمعتها ببراءة ثم قال :عفوا يا سيدتي أود لو تهدئين قليلا لأنني أرغب بالتحدث معك على انفراد فأنتي بمرتبة اخت لي فهل تسمحين لي بذالك نظرت أليه نظرة تأمل ثم قالت عفوا يا دكتور خالد ولكن أرجوك ألا يكون الموضوع بخصوص رجوعي له ..لم يجبها خالد بل قال للين أذهبي الى والدك يا أبنتي بالخارج فهو يرغب برؤيتك وقد يكون هذا هو اللقاء الأخير بينكما .. نظرت الفتاة الى والدتها التي سالت دمعتها بألم ثم ركضت بسرعة الى الخارج بينما جلس خالد في مقعده وهو يقول بحزن عميق وبغضب مكبوت : هي زيارة ودية يا سيدتي وتتعلق أيضا بمستقبل لين . أبنتك الذي ضاع بالفعل ما بين كبريائك الفاشل وأبوة والدها التافهة ازدادت حدته وهو يتابع نعم يا سيده سعاد وأنتم السبب وستندمون كثيرا لو تماديتم أكثر من ذالك ..
أي سخف ذالك الذي تفكرين به أنه يحبك يا سعاد بل ويعشق الأرض التي تمشين عليها فأي غباء ذالك أنا آسف ولكنه بالفعل غباء فطري حين تطلبين الطلاق من رجل تحبينه ويحبك وليس ذالك فقط بل وتتسببين أيضا بضياع أبنتك وا حسرتاه أنا يا سيدتي نشأت يتيما بلا أم تعطف علي أو تستمع لهمومي و تحمل عني أعبائي لم أجد أما تسهر على صحتي أو تتأثر بخوفي من العالم من حولي لقد كان ذلك صعبا يا سيدتي والأصعب حين كنت أرى زملائي يتحدثون عن حنان أمهاتهم الذي افتقدته . لقد كان إحساس داخلي مني بالنقص والعذاب وعتاب الدنيا التي حرمتني حنانها مات والدي منذ فترة قصيرة وازدادت المأساة مع أنني رجل يا سيدتي فكيف بك أنت تحرمينها عطف الأبوة كيف ترضين لنفسك بتدمير زهرة لم تعرف ريح الحياة بعد .ومن أجل ماذا من أجل غلطة ليس له بها ذنب وندم عليها أيضا مع أن ليس له يد فيها . أجيبي سؤال واحد فقط يا سعاد بختام حديثي ماذا سترد لين حين تسألها زميلاتها عن والدها أو والدتها وعن سبب الافتراق ياله سؤال تافه و بيدك تحديد أجابته قبل أن تستمعين بأذنيك التعليق السخيف الذي ستنعتها به زميلاتها .... الى اللقاء وسأعيد لك لين بعد ساعة كي تودع والدها الذي سيسافر إلى أميركا بعد ساعتين...فقالت باكية وهو يستدير للخلف مستعدا للخروج :دكتور خالد لقد أخطأ في حقي قال بحزن:كل البشر يخطئون يا سيدتي وخير الخطاءين التوابين وليتك تعرفين كم يحبك .
قالت :وأنا كذالك لا أقوى على فراقه ولكنه ..
قاطعها خالد: لا تنطقيها يا سيدتي لأن لين ستكون الضحية بينكم أن تجاهلتها ففكري بالأمر لأن موعد سفرنا بعد ساعتين من الآن وقد أعددت العدة لسفرك معنا أنت ولين... وخرج من البوابة لا يلوي على شيء لتستوقفه سعاد وهي تقول سأجهز أغراضي للسفر معكم ولكن هل تغير نذير بالفعل؟؟؟ قال خالد بسعادة لا توصف وكأنما ملك الدنيا كلها : ثقي بي يا سيدتي ........
ونزل الى حيث ينتظره نذير ثم طلب منه الخروج إليها وتركهم منصرفا مع لين الى المطار بعد أن اتفق معه بانتظارهم هناك استعدادا للسفر وفي الطريق وأثناء حديث لين مع صديقها العزيز خالد بطفولة بريئة عن مستواها الدراسي ومقالبها مع معلماتها وزميلاتها بالمدرسة وفي تمام الساعة الثانية صباحا رن الهاتف النقال الخاص بخالد فرفع سماعته بهدوء ليجيبه من الطرف الأخر صوت رقيق أنثوي ساحر. صوت قريب الى قلبه بعيد عن أذنه يسمعه للمرة الأولى في حياته كلها. أراد رؤية الرقم المتصل فوجده مخفيا وعلم أن هذا الأتصال غريب من نوعه فريد بكل المقاييس اتصال البداية لهذه الحكاية ويالها من حكاية ..كلها ألم. وفاء. خوف . ضياع .حكاية هم . وهم . حكاية فتاه وشاب ليسوا من عالمنا الحقير فلنتابعها لنتعلم من مأساتها ... ولست مسؤولا أنا كاتبها عن أي معلم من معالم الحب في طياتها لأنني متأكد باستحالة أيجاد هذا الحب بيننا لأنني الحب بل وأنا المستحيل ذاته مع أنني لم أكتشف ذالك الا حينما تفتق عن ذهني إخراجها.. إليكم مع تحياتي ………
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
قالت بشوق :هل أنت خالد؟؟؟
أجاب بدهشة : نعم تفضلي يا أنسه أنا هو... من تكونين .
قالت :لا تغلق السماعة أرجوك .. فأنا لا أستطيع أخبارك باسمي ..
ضحك خالد بهدوء وهو يقول :ولماذا أنت خائفة هكذا أنا بالطبع لن أغلق السماعة فلا تقلقي. قالت: آسفه ولكنني أبحث عنك منذ مدة طويلة ..وأخاف أن تضيع مني مرة ثانيه .
قال بدهشة :عفوا يا آنسه هل تعرفينني من قبل .. قالت تستطيع قول ذالك يا حبيبي .
ما أن سمع هذه الكلمة حتى ضحك بصوت مسموع ثم قال:ماذا !!! حبيبك؟؟؟؟؟؟ أسمعي يا عزيزتي لست أحد أولئك الذين تقصدينهم للأسف. لذا فأرجو منك عدم الأتصال على هذا الرقم مرة ثانيه...... ما أن أنتهى من كلمته هذه حتى سمع صوت بكائها الشديد على السماعة فصمت بدهشة حين قالت بألم :أرجوك يا خالد كن كتلك الصورة التي رسمتها لك في خيالي منذ الأزل فأنا بالفعل أحبك بجنون ومنذ ميلادي فصدقني ... ولو عرفتني ما أنكرت ذالك عني ... قال هل أستطيع معرفتك ..قالت : لا للأسف. لا أستطيع .
قال :وماذا يمنعك .. أهلك مثلا ..قاطعته قائلة : ليس لي أهل. أنا. وحيده سوى مربية لي تعيش معي أحبها كأمي. رق له قلبها فقال بحنان : وماذا تريدين مني يا عزيزتي ..قالت :صوتك الحنون هو مبتغاي فقط لا غير يا خالد . قال:لا أفهم .قالت: قد يكون عدم فهمك رحمة لي يا من ملك القلب والفؤاد معا .لأن الأوان لم يئن بعد . قال لم أعتد استقبال المكالمات من أي فتاة يا سيدتي .
ضحكت ولأول مرة منذ سمع صوتها بمرح طفولي ثم قالت : أذن فأنا أول من تفوز بسماع صوتك ... ثم أنني لست سيده أنا فتاة بالعشرين من العمر يا كل العمر..
قال : أذن فقد وقعت بغرام مراهقة يا عزيزتي أليس كذالك ..
قالت بعد زفرة قويه : بل غرام عاقلة من القلب يا خالد فلست أعرفك منذ هذه الليلة فقط .
قال منذ متى تعرفينني ؟ قالت : لقد تلقنت حبك منذ ميلادي يا أمير العذارى .
قال: لا أفهم . قالت : ليتني أستطيع أخبارك ولكنه هو الزمن الذي حكم علي إيجادك بعد فوات الأوان ...قال باستغراب : لا أدري يا عزيزتي من تكونين ولكن قلبي تعلق بك فأخبريني عن أي شيء يشفي غليلي. أي شيء....
قالت :أنا أقرب الناس إليك قلبا وقالبا يا كوكبي المنير ولكن الزمن قسا علي كثيرا ليمنعني من أخبارك بمن أكون. قال: بحزن وهل قسا على الورود أيضا.. قالت المهم انه لم يصب حبيبي بأذى. قال: فأخبريني من تكوني أذن.. قالت بألم وصوت باك :لا أستطيع يا حبيبي صدقني لا أستطيع بالفعل. أرجوك سامحني فأنا ناقصة لست كغيري من الفتيات فأرجو أ لا تحاول معرفة أي شيء عني ... قال بأسى :حسنا يا ذات الثانية بعد منتصف الليل لن أحاول الآن على الأقل .استطردت محاولة تغيير دفة الحديث أخبرني عنك كيف تعيش . وكيف تنام من يطعمك فأنا أعرف بأنك لا تحب سوى أكل الخضراوات .لقد اشتقت لتقصي أخبارك كثيرا لدرجة أنني عندما سمعت أغنيتك الليلة حاولت ألا أبكي لسماع أنغامها .. قال بدهشة: وهل كنت من بين المدعوات الليلة ؟ قالت: نعم ولكنني استطعت المجيء بصعوبة لدرجة أني تعرفت على سلام بزمن قياسي لتدعوني للحفل وأستطيع رؤيتك عن قرب مع أنني لا أحب الصداقات وليس لي صديقات . ضحك خالد بهدوء وقال : يا للفتيات أتشتاقين لرؤياي لهذه الدرجة.
قالت: نعم وأكثر من ذالك أيضا. وقد لا حضت الليلة أن كل نساء العالم يعبدنك عبادة يا حبيبي. قال :ماهمني يا ذات الثانية بعد منتصف الليل أنت فقط ما يهمني . قالت: لماذا ؟ أجاب : لأنك الوحيدة التي استطاعت الحصول على ما لم أبح به لأقرب أصدقائي .. قالت بلهفة: وما هو. قال : لا أستطيع أخبارك . قالت: من أي عصر أتيت ؟؟ قال: من النسيان. قالت :النسيان صعب.!!!
قال وهذا ما يؤرقني يا عزيزتي .قالت: أنت أغرب أنسان عرفته مع أنك أول حب نشأت فيه وعليه منذ الصغر. قال وأنت من بحثت عنها أيضا يا عزيزتي .. قالت: كيف وأنت لم تعرفني الى الآن ؟؟ قال : هكذا قلبي يحدثني.. قالت بشوق : لقد سمعت بأنك أمير العذارى من الرجال مع أني سمعت أيضا بأنك متكبر …ضحك بدهشة وهو يقول : أنا ؟؟؟ قالت نعم هذا ما سمعته من الناس .. قال :أعتقد بأن من أخبرك بذالك هو حواء .قالت وما الفارق يا خالد ؟؟قال: الفرق شاسع يا عزيزتي إذ أنني لن أكون متواضعا سوى بعد أن أتخلى عن أهم مبادئي التي عشت عليها طيلة حياتي .. ثم أخبريني أنت عن رأيك بشخص في مثل حالي ملك من المال مالا يعد ولا يحصى ولم يفكر يوما في حياته أن يؤذي بشرا أو يجرح مشاعره فهل من التواضع أن يحاول خداعه بكلمات معسولة يوهمه فيها بالحب ثم يسلبه وبكل سهوله أغلى ما يملك وخصوصا أنت كفتاه من اعنيها .. صمتت قليلا ثم قالت :لا .ولكنك حين تفكر بالزواج ستشتري بمالك أجمل جميلات الدنيا وأكملهن لياقة . قال بهدوء : و هل سيشتري لي المال قلبها والإخلاص معا . قالت : أنا أعرف بأنك لن تفكر بخيانة من أحببت . فكيف بها تخونك .... قال : أخبريني من تكوني إذن . قالت بأسى :ما لذي تريد معرفته أكثر من أنني أنسانة محطمه قال : بل أنت قويه جدا يا عزيزتي .. قالت تستطيع قول هذه الكلمات دون أن تعرف مأساتها بالنسبة لي . قال لم أجرب أن أكون ضعيفا في حياتي .قالت : الأنك تملك كل مقومات الحياة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال بشرود :المال والمنصب والشهرة متع مؤقتة وهي لا تعني بالضرورة سعادة إنسان أيا كانت مقومات حياته .. قالت بألم لقد كنت غير ذلك حين رأيتك تغني لها .. قال : ليتك تعرفين ما أعانيه .. قالت: أغنيتك كانت رائعة ... قال : هي مجرد أحاسيس ..
قالت : أحاسيس موجهة أليها . قال: أتقصدين سلام . أنها مثال للأخت الرائعة والمدللة التي حظيت باهتمامي . قالت أتعرف يا خالد أن الزمن لا يخون ألا الضعفاء ..
قال: أذن فلك قصة حب سابقه يا عزيزتي أليس كذالك .... قالت : صدقني أنني لم أعرف شخصا في حياتي كلها ... ولكنني تعلقت بوالديً كثيرا ولكنهم ماتوا رحمهما الله في يوم واحد للأسف مخلفين ورائهم مأساتي التي تعلقت بي مدى الحياة ....
قال بحزن : أنا آسف لتذكيرك بالماضي ..ولكن المأساة مشتركة يا صغيرتي .. قالت هل
بارتياع :ووالدك هل توفي ... سالت دمعته بحزن وهو يقول: نعم ... فشهقت شهقة قويه ثم انفجرت بالبكاء وسط دهشته وهي تقول : ألم أقل لك بأن الزمن لا يخون ألا الضعفاء.
ثم أغلقت السماعة دون أن يصحوا من ذهوله...وسالت منه دمعة صغيره وهو يقول بصوت مسموع :ترى من تكونين يا ذات الثانية بعد منتصف الليل ..هنا تكلمت لين ولأول مرة منذ رن الهاتف أنها تحبك يا عماه ..فهل صحيح أنها أول فتاة تتحدث معها في حياتك
قال بأسى: نعم يا أبنتي .. ولكني مع عدم معرفتها تعلقت بها .. قالت ببراءة طفولية : لماذا لا تتزوجها .. قال : مع أنها تخطت كل الحواجز الأمنية حول أسوار قلبي الشائكة إلا إنني أعجز عن أبرز حبي لها أو تحديد مكانها حتى من هذا الكون....... نظرت أليه لين باستفهام علامة عدم الفهم ثم قالت مبتسمة : لماذا تقول لها بأنك ضعيفا.. قال بحنان لأنني كذالك يا أبنتي ..فالقوة لله وحده . قالت: أنك قوي يا عماه فقد أجبرت والدتي على العودة لوالدي .أولا وكذالك أن مكالمتك طالت أكثر من ساعة وهم ينتظروننا في المطار بالداخل...
التفت خالد حوله فوجد أنهم بالفعل على أرض المطار بعد أن أستغرق في حديثه معها ونسي نذير تماما فضحك وهو يظم لين اليه بقوه ويحملها متخطيا مدخل المطار. وفي أثناء ذالك همس بأذنها قائلا بحنان لا تخبري أحدا بأمر الفتاة يا لين فالأمر سر بيننا .أجابت مبتسمة :لن أخبر أحدا يا خالد فلا تقلق ..فقبل خالد جبينها وهو يقول: يكفيني وعدك يا أبنة أعز أصدقائي ودخل الى المدرج حاملا لها يتبعه رجال الحراسة الشخصية . وما أن صعد سلم طائرته الخاصة_ والتي يقودها أحد أعز المقربين الى والده والذي يمرنه على قيادتها في كل رحلة يقومون بها_ حتى رن الهاتف النقال وسمع صوتها حين قالت له : في أمان الله يا مالك القلب والروح .. وأغلقتها..قبل أن تسمع رده عليها .فأبتسم بهيام وهو يغلق الهاتف بعد تنهيدة طويلة وهو يردد بخفوت في أمان الله يا حبيبتي فقاطعه نذير حين أستقبله عند مدخل الطائرة وهو يقول مازحا :لقد طال انتظارنا يا رجل المتاعب . أجابه خالد ضاحكا بعد أن أفاق من شروده قائلا: بل اتفقت مع لين على ألا نتحدث معكم إلا بعد احتفالنا بمناسبة الصلح.. أجاب نذير بحنان يجب عليكم نقض الاتفاقية إذن .. لأن الاحتفال سيكون بثلاث مناسبات غير الصلح يا دكتور خالد ..أولا :مناسبة تخرج أعز صديق .والثاني عيد ميلاد أغلى حبيبه (لين).. أما الثالثة فهي رجوع الغالية أم لين.. فما رأيك يا صديقي .. عانقه خالد لين بقوه وهو يقول : مادام حفل عيد ميلاد لين من بينها فسيكون احتفالا فريدا من نوعه أذن يا صديقي ... ثم دخل الطائرة لتبدأ رحلة جديدة في عالم المستحيل...........
******************************
أعلن الكابتين غسان عن وصول الرحلة الخاصة إلى مطار العاصمة الأمريكية واشنطن وطلب من الجميع ربط أحزمتهم استعدادا للهبوط لينبض قلب خالد بقوه من شدة القلق والترقب لرحلة أنتظرها منذ زمن بعيد.. رحلة حصوله على درجة الدكتوراه في علم الجراحة العامة والمخ والأعصاب والعلوم السياسية في أن معا ومضت الساعات ثقيلة بانتظار أن يحين موعد مقابلة العمر بالنسبة له مع عشر بروفيسيرات متخصصين فيهذين المجالين والنادر جدا تواجد من يدرسهما معا . وعند دخوله الى القاعة تعلقت أعين جميع من يهمه أمر نجاحه ببابها الذي لم يفتح سوى بعد ثلاث ساعات كاملة ليخرج خالد عندها وقد سالت دموع السعادة من عينيه والأرض لا تكاد تحمله ثم ضم صديقه الذي ما ان رأه حتى قال : لقد فعلتها أخيرا يا رجل وانتصرت أليس كذلك؟ . أجابه خالد بصوت باك: نعم يا نذير لقد تحققت أمنية والدي ونجحت نجاحا ساحقا و منحت شهادتي الدرجة الفخرية .
** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** **
وهكذا نال خالد حلم حياته الأول بعد جهد كبير ودراسة لا تنقطع فقط ليحقق أمنية والده الأخيرة وتبرع عند تلك اللحظات بمبلغ كبير يتعدى السبعة أصفار لدور الأيتام في وطنه .
وقد عرضت عليه الحكومة الأمريكية في نفس اليوم ترأس وفدها للمؤتمر الخاص بأصول السياسات الدولية والتعامل مع دول العالم الثالث تجاه مآسي الحرب والدمار الشامل الذي سيقام في باريس بعد عشرة أيام الا أنه رفض ذالك الترشيح حين قال بأنه سيشارك مع وفد وطنه الأم _ مع أن هناك شيء أهم من هذا المؤتمر بالنسبة له كما قال ولكنه لم يصرح بهذا الشيء_ المهم أنه خرج من عمادة الجامعة براحة لا توصف وسعادة لا مثيل لها لدرجة ان هاتفه النقال رن اكثر من عشر مرات دون أن يرفعه أو حتى يطلع على الرقم المتصل بل أغلق الجميع أجهزتهم أيضا كي لا يقطع عليهم أي شخص لحظات السعادة والاحتفال وأخطئوا بذالك كثيرا ....
دعا خالد الرفاق الى سهرة في ديزني لا ند مدينة الألعاب الأكبر في العالم لأنه وعد لين بزيارتها بمجرد هبوطهم من الطائرة دون أن يعلم بأن حياته ستكون مستهدفة من قبل الحكومة التي قضى بها معظم حياته.. ليس لشيء سوى لأنه رفض عرضهم عليه ولأن أميريكا دولة عظمى قد مولها بالأموال شخص كخالد تخاف أن يخرج منها بأمواله التي تزيد عن ميزانيتها بالأضعاف وقد استكثرت أن يكون للوطن العربي شخص مخلص لوطنه كهذا الشخص الذي حن الى خدمة وطنه عن أرض لا يمت اليها بصلة .فبلغ حسام هذا الأمر عن طريق سيدة كبيرة بالسن أتصلت عليه ليحذر صديقه بعد أن فشلت هي بذالك . ولكن حظه لم يكن بأفضل من حظها لأن أي هاتف من هواتفهم لم يجبه فأستقل سيارته مسرعا الى المطار عل وعسى أن يستطيع اللحاق بأعز أصحابه أيضا قبل أن ينتهي كل شيء .. ولكنه وصل متأخرا مع سلام للأسف إذ وصل و خالد يرقد في غرفة العمليات بالمستشفى إثر أصابته برصاصتين في كتفه الأيمن .. كانت الحراسة بالمستشفى أقل ما يقال عنها بأنها مشددة جدا حين صرخت تلك المرأة العجوز تريد رؤية خالد أو أحد رفاقه , فدخل الحارس لإبلاغ حسام ونذير بالأمر ,فدعاه نذير لإدخالها اليه بعد تفتيشها جيدا فدخلت امرأة في أواخر الخمسينات لا تكاد تسيطر على دموعها لتقف أمام حسام ونذير .وحين سألها الأول عمن تكون تجاهلت سؤاله بألم وهي تقول :يجب أن يخرج خالد من المستشفى بأسرع وقت ممكن لأن حياته لا تزال بخطر .. صاح حسام بدهشة :أ أنت من تحدثت معي هاتفيا وأبلغتني بهذا الأمر ؟؟؟
قالت بدموع القهر : نعم يا بني أنا هي .نظر اليها نذير بريبه وهو يقول : عفوا يا سيدتي .. أن صحة خالد جيده ولله الحمد ولكن أخبريني من اين لك بهذه المعلومات .. أو بمعنى أصح كيف عرفت بمحاولة الاغتيال هذه .. قالت السيدة بصوت باك :لا يهم يا بني . المهم أن الحكومة الأميريكيه لا تريد أن يخرج خالد من هنا حيا ومهما كلفها الأمر ولتعلم بأنني أقرب الناس الى خالد من نفسه .نظر اليها الاثنان بدهشه . في حين تابعت . لقد حاولت الأتصال به لتحذيره إلا أنني لم استطع ذالك. وأسمي لن يغير مجريات الخطر المحيط بكم جميعا . قال حسام بألم : هل أنت متأكدة يا سيدتي ..قالت وهي تستدير مستعدة للخروج وقد سالت دمعة القهر من عينيها على حبيب ربته مذ كان عمره عاما واحدا فقط : نعم متأكدة يا بني فأبلغه تحيات مربيته وقل له أن فتاة الثانية بعد منتصف الليل هي من يبحث عنها منذ عشرة أعوام مضت وأنها لقريبة منه الآن وتحبه بصدق.نظر اليها نذير وحسام بدهشه وحاولا أستيقافها الا أنها لم تجبهم بل خرجت تركض بسرعة في ممرات المستشفى لتغيب عن الأنظار وحين حاول نذير اللحاق بها استوقفه حسام وهو يرفع هاتفه النقال ثم ضغط رقم سفارتهم هناك و قال بعد أن اجابه صوت أحدهم بحزن عميق أريد التحدث مع السيد السفير لأمر خطير أنا المقدم حسام من المخابرات العامة لأمن الدوله.
إجتمع كلا من السيد الملحق الثقافي والملحق العسكري التابعين للسفارة مع بعض أعضاء الحكومة الأميريكيه بتساؤل لطلب حسام في مقابلتهم بالمستشفى الى أن قطع الأخير حبل الصمت قائلا : أنني أيها السادة اتهم الحكومة الأمريكيه بمحاولة اغتيال الدكتور خالد الحداد .. كان لوقع هذه الكلمات وقع قنبلة من الذهول عمت أرجاء المكان وخصوصا حين أكمل حسام قائلا : وأنا أطلب أن يتم التحقيق مع كل المتورطين في هذه القضيه بحضور موفدين من وزارة الخارجية لكلا الدولتين بصفتي صديق لخالد الذي يحمل الحصانه الديبلوماسية .. قال السيد الملحق العسكري بذهول أن هذا أتهام خطير قد يتسبب بأزمة ديبلوماسيه بين الدولتين أيها المقدم حسام . قال حسام أعلم يا سيدي ولكن للأسف هو الواقع …. قال مندوب وزارة الخارجية الاميركي بغضب شديد أنك تتهمنا بأتهام مشين يا سيد حسام . قال حسام ببرود شديد مقاطعا له : عفوا أيها الساده أننا مصرون على اتهامنا لكم وبصفتي مساعد خالد الخاص.. وصديقه.. والرجل المكلف بحمايته .. أطالب بتحقيق مباشر وعاجل مع الساده المتورطون في هذه القضيه وأطلب أيضا نقل الدكتور خالد عبد الكريم الى دولتنا .قال السيد الملحق العسكري بغضب سيد حسام لا تنسى انك ضابط عسكري ولا يحق لك قول هذه الكلمات دع لنا التصرف في هذه القضيه .
قال حسام بسخريه : عفوا يا سيدي أولا أنا أقدم لكم أستقالـــــ … قاطعه صوت خالد بقوه عند هذه اللحظه حين دخل مع نذير قائلا :عفوا يا حسام .. أنني أسحب أدعاء صديقي أيها الساده الأعزاء و أتتنازل عن كافة حقوقي أمام السيد الملحق العسكري . نظر اليه حسام ونذير بدهشه في حين صاح حسام بغضب :لا يحق لك هذا يا خالد. ربت خالد على كتفيه بحزن وإخلاص وهو يقول: لا عليك يا صديقي أنني لا ازال حيا وهذا ما أحمد الله عليه .نظر اليه الجميع بإستفهام في حين تابع وهو ينظر الى عيون الأمريكيين بقوه متابعا : وسأشارك في المؤتمر بأذن الله لأرد لهم الكيل كيلين.فهيا أن عمي الكابتن غسان بانتظارنا في المطار …..وخرج الثلاثة من الغرفه يحيطهم رجال الحراسة الشخصية .. وما أن تعدى الجميع البوابه تبعهم السيد الملحق العسكري ليستوقفهم قائلا لخالد .. أنا آسف يا بني وأنت يا حسام سامحني فالواجب هو الواجب ونحن لم نزل بعد كدولة نعاني
من آثار الحرب والحظر الدولي علينا … قاطعه خالد قائلا : لا يا سيدي أن الوطن أبدا لن يحتاج إليهم مادام فيه شعب يناضل لأجل هدف سامي أساسه الحرية التي ستأتي بأذن الله ما دام الحق قائما والعدل الإلهي أقوى من الدنيا وما عليها ..أما شبح أميريكا فلن يبقى كما هو عليه لأننا سنصحو ذات يوم كعرب من سباتنا لنطرد عنا الخوف ونحارب عدو شتت شبابنا وأغرق البلاد بدماء احرارنا …. تحت شعار كلمة السلام وأيما سلام
هو به ترتوي أجسادنا من الألم يا سيدي!!!!!!!!!!
هيا يا حسام و أنت يا نذير أن الفتيات بانتظارنا في الخارج..
عانقت لين خالد بقوه وقد سالت دمعتها بطفوله حين حملها خالد ليظمها اليه بقوه ويصعد بها على سلم الطائرة وقد بانت آثار الإعياء واضحة عليه ..ثم قالت باكية : لقد خفت عليك كثيرا يا خالد ولكنهم منعوني من الدخول إليك ….. أبتسم خالد بحنان وهو يقبل رأسها ويقول : لقد عاقبتهم يا أبنتي لفعلهم ذلك لأنني اشتقت لك أيضا .. قالت أنا أشتقت لك أكثر يا خالد . قال : كل يشتاق لمن أحب يا أبنتي … حاول نذير أخفاء دمعته بصعوبة وهو يستحثهم على الدخول الى الطائرة التي تستعد للإقلاع في حين دخلت سلام وسعاد بسرعة ليبكين بألم لهذا الموقف المؤثر أما حسام فقد كان يقف مع الكابتن غسان عن بعد منهم يراقبون ما يحدث بتأثر وحزن عميق …. فدخل الجميع الى الطائرة التي أقلعت بعد أن تم فحصها أربع مرات للتأكد من خلوها من أي خلل أو متفجرات تمت زراعتها بالخفاء .. بعد أن تم إرقاد خالد في الكابينيت الخاص به ليرتاح قليلا . وجلس الجميع حوله بعد أن استقرت الطائرة بالجو وأخذوا بتبادل الأحاديث حين رن الهاتف الجوي وكانت فتاة ترغب بالحديث معه … فأخذ خالد السماعة بشوق بعد أن أخبره حسام بحكاية تلك السيدة التي أنقذت حياته وفتاة الثانيه بعد منتصف الليل .. فكان صوتها الهادئ يقول حينها بحنان :حمدا لله على سلامتك يا حبيبي .
أجاب بشوق وأمام الجميع : لقد أشتقت لمن أنقذت حياتي يا سيدتي , فهل لي بمعرفتها؟ قالت :بحزن عميق وألم ليتني أستطعت فدائك بدمي يا أمير العذارى فقد جاء تحذيري متأخرا جدا وأصيب سيد قلبي برصاصة تمنيت أن تكون بصدري على ألا تجرحك .
قال : بل أنت من تجرحين بكلماتك هذه لأن ما أصابني مقدر من الله يا فتاة الثانيه بعد منتصف الليل ….
قالت بصوت باك : أحبك جدا يا خالد وأتمنى لو أن تكون لي بغير هذا الزمن ؟؟؟؟
قال خالد بحنان : ولم غيره يا حبيبتي ثم لا تكوني قاسية كذالك يا سيدتي …. أنفجرت بالبكاء في حين قال خالد مهدئا من روعها : لماذا البكاء أذن .. قالت بلوعه : لأنني يا حبيبي أبحث عن حنانك منذ زمن بعيد وأتمنى لو أنك كنت موجود لتقف بجانبي في محنتي الأخيره لأسمع تلك الكلمات من سندي وتاج رأسي ……. قال سأكون بجانبك منذ هذه اللحظه مهما حصل يا سيدتي فأخبريني عنك … قالت لقد فات الأوان الآن ولم يعد ذلك ذي فائده … حاول قول أي شيء الا أنها قاطعته مغيرة لدفة الموضوع وهي تقول : لقد أعددت العدة لحفل عيد ميلاد لين وحفل خروجك بالسلامه من المستشفى في الغد ولكن الحفل سيكون على شرف لين وبأسمها أيضا وتكاليفه مدفوعة من قبلي …. نظر خالد الى لين بدهشه وهو يقول : ومن أخبرك بموعد عيد ميلادها .. قالت: لقد عرفت بطريقتي هيا الى اللقاء يا امير العذارى من الرجال.. قال بلهفه: هل ستكونين موجودة به . قالت: كيف لا. وأنت نجم تلك الليلة.
ثم أغلقت السماعة بهدوء وأمام دهشة الجميع الذين لم يتوقعوا أن يتولد الحب في صدر خالد لفتاة مجهولة أبت أن تعطيه هويتها آو حتى أسمها .. فقطع عليهم خالد افكارهم وهو يقول بشرود مخاطبا لين بحنان : لماذا لم تخبرينني بأنك تعرفينها يا لين ثم كيف أخبرتها بأن عيد ميلادك سيكون في الغد … قالت لين لقد أحببت أن أجعلها مفاجأة لك يا خالد … قال بحنان : وكيف أخبرتها
أجابت لين بارتباك وبرائه طفوليه : لقد أتصلت البارحه وأنتم بالمستشفى .. ثم صمتت فجاه حين لمحت ابتسامة حانية في عينيه .. فقال نذير ضاحكا : أصبحت بينكم أسرار تخفونها عنا … وضحك الجميع لعبارته في حين قال خالد بخجل : لا يا صديقي هو مجرد موضوع عادي .. قاطعه حسام قائلا بهدوء : لا تخجل يا صديقي فقد عرفنا بكل شيء .. ضحك خالد وكان يريد أن يقول شيئا حين قاطعه صوت الكابتن غسان عبر مكبرات الصوت وهو يقول : عفوا أرجو من الدكتور خالد التوجه الى كبينة القيادة فورا لأمر طارئ نظر الجميع الى خالد بدهشه حين قام خالد بسرعه وقال حسام ماذا جرى ألا يعلم بأنك مصاب ؟؟
ثم وقف هو الأخر لمرافقته الا انهم وما أن وصلو الى باب الكبينيت أستوقفهم أحد رجال الأمن قائلا : عفوا يا سيادة المقدم : أن السيد خالد فقط هو المسموح له بالدخول … قال حسام بدهشه: لماذا يجري هنا ك قال الضابط بارتباك شديد حاول أخفائه: لا شيء ولكن هي أو أمر الكابتن غسان يا سيدي المقدم …..
دخل خالد وحده بعد ان طلب من حسام العودة للبقيه بهدوء و بمجرد دخوله وجد أن الكابتن غسان بحالة يرثى لها نتيجة مغص شديد وقد أحاط به الفريق الطبي للطائره وحين كشف عليه وجد أنه مصاب بتسمم كيميائي غذائي بسبب وجبة تناولها في مطعم المطار كانت مطعمة بسم بطيء فنادى سلام بسرعه عبر المايك بصوت حاول أن يجعله هادئا كي لا تحس سعاد أو ابنتها أو أحد أصدقائه بشي يخص هذا الأمر فخرجت بسرعه متجاهلة نظرات الدهشة من الجميع الذين حاول خالد أقناعهم عبر المايكريفون بأن الكابتن غسان ينوي إعطائهم درس جوي في فن القياده … وما أن دخلت طلب منها خالد الجلوس خلف الطيار الآلي متلقيه التعليمات منه ريثما يقوم هو بأجراء عمليه غسيل معده بدائية جدا ( لعدم توفر تلك الأمكانات على ظهر الطائره والتي لا تحوي سوى طبيب أسعاف واحد وممرضتين ) للكابتن غسان الذي أرقدوه في القسم الطبي فاقدا الوعي بسبب المغص الشديد وبعد ساعة كامله خرج خالد من الغرفه والعرق الغزير يسيل على جبينه ليجد أن سلام تجلس خلف الأوتوكاب بخوف شديد وقد سالت دمعتها لا تدري ما ذا تفعل بعد أن فشلت محاولاتها في بث النداء الى أقرب نقطه مراقبه جوية وذلك لجهلها الإحداثيات الجوية بعد أن أنتشر الرعب بين المضيفين والمضيفات الذين تعلقت آمالهم على الله ثم خالد الوحيد الذي يستطيع التصرف بعد أن علمه الكابتن غسان أصول القياده في مثل هذه الأوضاع . فجلس خلف المقود بثبات بعد أن أخذ نفسا طويلا وبدأ بالبحث عن أقرب نقطة لديه على الشاشة فوجد أن أوكرانيا الدوله التي كانت تتبع الأتحاد السوفييتي السابق هي أمثل نقطه فطلب منها البث وأخذ جهاز الإرسال.بعد أن حددت له هي المرصد الجوي عبر الأثير…
أجابهم صوت موظف القاعده بدهشه وهو يقول : أنتبه أنت على وشك الدخول في مجال جوي غير آمن حدد هويتك أو نسقط الطائره .. أجابه صوت خالد هادئا وهو يقول : أنا خالد الحداد . مالك الطائره الكون كورد الخاصة رقم 51 .. أجاب الموظف : غير مسار طائرتك . قاطعه خالد بلغة روسية مكسره :لا أستطيع أن الطيار معي مصاب و لا أدري كيفية توجيهها قال الموظف بذهول شديد هل تعني بأن الطائرة بلا قائد الأن .. قال خالد بأعصاب حاول ان يجعلها هادئة رغما عنه : نعم .. وأنا أحاول الأن السيطرة عليها مع فتاة تملك بعض الخبرة في هذا المضمار …. أنتشر الرعب في مركز المراقبة الجوية وأستنفر الجيش الأوكراني لأن الطائرة تقترب من مجالهم الجوي ولا يستطيعون أي شيء تجاهها .. قال الموظف بعد أن أخذ الأذن من قواده بقلق شديد : عفوا يا سيدي حاول عدم الارتباك وحدد هويتك وموقعك والرقم الكودي لك بالإضافة لسبب الرحلة ومكان وجهتها لأني سأقوم بتوجيه ندائك الى مطار بارس بيل الدولي بكييف حيث سيقوم الطاقم بإعطائك كافة التعليمات … وماهي الا دقائق حتى تم إيصالهم به بالفعل وبعد التأكد من هويتهم تم توجيههم إلكترونيا للهبوط بسلام وكان ذالك الشيء صعبا جدا ليتم دون أن يحس بقية الركاب بذالك التغيير الجذري الخطير الذي لم يعاشره سوى سلام وطاقم التمريض بالإضافة لحارس الكابينيت والذين عاشوا معنى الرعب الحقيقي وخصوصا ان قائد الطائرة الان يتحكم فيها بيد واحده لأن الدماء بدأت بالنزيف من جرح كتفه المصاب ..
وبعد مضي ساعتين على دخول خالد الى حجرة القياده أرتفع صوت هذا الأخير وهو يقول بصوت حاول أن يخفي معه الوهن الأ أنه فشل بذالك حينها بعد أن قال : سنضطر ايها الساده للهبوط في مطار باريس بيل بأ وكرانيا بسبب خلل فني بسيط وطاريء لذا فأرجو منكم ربط احزمة الامان والتحسب لحالات الطوارئ وذلك عبر أجهزة التنفس الاصطناعية الموجودة فوق مقاعدكم وفي حال حدوث أي شيء لا سمح الله نرجو منكم أيضا عدم الهلع أذ أننا نمر بظروف جوية سيئه وقد تهتز الطائره … وشكرا ..
نظر نذير الى حسام بذهول وهو يهمس بأذنيه قائلا : ما الذي يحدث بالداخل ؟؟؟؟؟؟
أجاب حسام بقلق شديد : أظن أن بالأمر سرا يا صديقي لأن أوكرانيا لا تقع في خط سيرنا وهذا لا يعني سوى شيء واحد فقط ثم وقف بسرعه وهو يتابع : أننا جميعا في خطر ……
أستوقفهم رجل الأمن الذي يقف بباب حجرة القياده بتردد وهو يقول : عفوا يا سيدي يجب عليكم ربط الأحزمه والجلوس بهدوء لأنني لا أستطيع السماح لكم بالدخول بأمر من الدكتور خالد . قال حسام بغظب : ما الذي يجري بالداخل أيها الملازم هل الطائرة مختطفه .. أجاب الملازم بحزن ليتها كانت كذلك يا سيد .. ثم صمت وقد سالت دمعته وتابع بعد لحظات بألم : ان الكابتن غسان مصاب يا سيادة المقدم والدكتور خالد هو من يقود الطائرة الان لذا فسنمر بمرحلة حرج لا يعلمها الا الله لو أنه أخطأ خطأ واحدا.. نظر اليه نذير وحسام بذهول في حين تابع الملازم قائلا وقد سالت دمعته : وخصوصا أن جرح الدكتور خالد لا يزال ينزف وهو يقاوم بقوه كي يستطيع الثبات وليس لنا سوى أن ندعو الله أن يرحمنا ….
عاد حسام ونذير الى أماكنهم بذهول وقد عجز كلا منهم عن استيعاب حجم هذه المصيبة التي حملها خالد منذ ساعتين كاملتين دون أن يحس أيا منهم بشيء ..وهنا أنطفئت جميع أضواء الطائره لتضيء محلها أنوار حمراء معلنة الهبوط قرب الاضطراري وأرتفع نفيرها العالي حين احتكت في الأرض بقوه بعد أن أضطر خالد للهبوط في منطقة الطوارئ_ المعدة مسبقا لمثل هذه الحوادث في معظم المطارات الدولية على الغالب _ وأهتزت الطائره بقوة عند احتكاك عجلاتها بالأرض ليهتز جسد خالد بقوه ويسقط رأسه على عجلة القياده مابين الوعي اللاوعي يحاول السيطرة عليها بعد أن فقد الكثير من الدماء وحين رأت سلام ما يحدث أمامها جن جنونها ولم تدر ماذا تفعل حين اخذ يهمس ببضع كلمات غير مفهومه يحاول بها إرشادها ففعلت ما طلب منها بصعوبة الى أن استقرت بهم الطائره و انتشرت سيارات الإسعاف والإطفاء و الشرطة في كل مكان وتم فتح بابها عنوه لاقتحامها هنا قفز كلا من حسام ونذير الى الكابينيت ليجدوها وقد احتضنت خالدا وهي تبكي بشده بعد أن أستنفذ كمية كبيرة من الدماء وفقد كل إحساس بالزمن من حوله وبعد أسبوع كامل أقاموه بمدينة كييف مع خالد والكابتن غسان في المستشفى بحالة يرثى لها كانت أحاديث الصحف والقنوات الأذاعيه لا تنقطع به عن هذه الحادثة وجاء موعد خروجهم ليطلب خالد السفر مباشرة الى أرض الوطن وقد رفض العديد من الدعوات التي تمت دعوته اليها من قبل كبار الشخصيات الأوكرانية و رجال الأعمال والعرب . وكأنما يناديه قدره المحتوم ليبدأ قصة حبه المستحيل مع حواء متناسيا كل ما تعارف عليه الجنس البشري من قوانين ليحب بلا حدود ويحب أيضا ثم يحب ثم يحب ثم يحب ويكون بعدها شهيدا للحب ويالها قصة بدأت تدق عقارب الساعة فيها معلنة بداية النهاية لأسطورة أكبر عشيقين لشآ على وجه البسيطة ….. ولنترك أحداثها لتبدأ ما دمت أملك شجاعتي الأن قبل أن أنسحب من كلماتي وتغدوا البداية بلا نهاية لتلك المأساة….
********** ************ ********** ******** ****
هبطت الطائرة أخيرا بعد رحلة طويلة من المتاعب وبنشوة لا حدود لها نزل الجميع من سلم الطائره وأستقبلهم العديد من المهنئين بسلامة الوصول من ديبلوماسيين سياسيين وعسكريين ورجال أعمال وكانت من بينهم تلك الفتاة الشقراء ذات الكرسي المتحرك والتي لفتت انتباه خالد في حفل ميلاد سلام ولكنها _أعني الفتاة _ ما أن رأته وأطمئنت على صحته من بعيد استدارت لتعود أدراجها وتخرج من المدرج دون أن تهنئه كغيرها من الفتيات الآتي حظرن استقباله . تعلقت عينيه بها مذ رأى نظراتها وسأل سلام عنها فأخبرته بأنها صديقة جديدة لها تعرفت عليها في المملكة المتحدة منذ ثلاثة اشهر . وحين سألته عن سبب سؤاله قال بلهفه: ما أسمها ؟؟ أجابت بدهشه :أنها تدعى شروق وهي إحدى الأميرات العربيات هناك كما قيل لي عنها فهل تعرفها .. لم يجب خالد سؤالها بل شردت نظراته وهو يتابعها الى إن اختفت عن الأعين مع خادمتها وقال بهمس وكأنما يحادث نفسه : ترى من تكونين يا ست النساء.. ومضى بصمت يرد التهاني من المستقبلين ….
وفي صباح اليوم التالي … كان خالد متعبا بعض الشيء حين دخلت كارين لتخبره بأن فتاة ترغب بالتحدث معه على الهاتف فقام بسرعه مخفيا آلامه وحين رفع السماعة قالت بحنان كيف أصبح أمير أحاسيس العذارى اليوم ؟ . أجاب بلهفة : يتحرق شوقا لرؤية الأميرة التي تربعت على عرش قلبه.. قالت بحزن أنك لن تراها يا سيدي . قال: لماذا ؟؟ أجابت : سأقول لك فيما بعد .. ولكن الحفل قد تم إعداده للين الليلة فأبلغ نذير بذالك .. قال : أخبريني من تكونين على الأقل ؟؟ قالت متجاهلة سؤاله : فندق …… والحجز باسمك أنت يا حبيبي مدفوع التكاليف .. قال : ما الفارق لو أعطيتني أسم أنده لك به قالت :
لا تنتقد خجلي الشديد فإنني بسيطة جدا وأنت خبير
يا سيد الكلمات هب لي فرصة حتى يذاكر درسه العصفور
خذني بكل بساطتي وطفولتي أنا لم أزل أخطو وأنت قدير
من أين تأتي بالفصاحة كلها وأنا يتوه على فمي التعبير
أنا بالهوى لا حول لي او قوة إن المحب بطبعه مكسور
يا هادئ الأعصاب إنك ثابت وأنا على ذاتي أدور أدور
الأرض تحتي دائما مسحوقة والأرض تحتك مخمل وحرير
من أين تأتي بالفصاحة كلها وأنا يتوه على فمي التعبير
يا هادئ الأعصاب أنك ثابت وأنا على ذاتي أدور أدور…..
فرق كبير بيننا يا سيدي فأنا محافظة وأنت جسور
وأنا مقـيدة مقـــيدة وأنت تطير
وأنا مجهولة جدا مجهولة جدا وأنت شهير
ثم انفجرت بالبكاء لتغلق السماعه دون أن تجيب ندائه ويحترق قلبه مع تلك الكلمات ليعلم ما تقاسيه تلك الفتاة من آلام ثم اغلق السماعه لتسيل دمعته ولأول مرة في حياته ليس من آلام رأسه وجسده بل من أجل آلام محبوبته الوحيدة ثم صاح بصوته الباكي والذي سمعه كل الخدم :
أحبك جدا وجدا وجـدا …….. واعرف أن الطريق الى المستحيل طويل
أخبرت كارين نذير ما حصل من أمر خالد في الصباح وقرر هو أن يعرف تلك الفتاة التي سلبت كل تفكير صديقه ليخطبها له مهما كلفه الأمر ثم بدأ بلين أبنته والتي تعرفها جيدا لتكون الخيط الوحيد لمعرفتها… وفي المساء مع قدوم موعد الحفل وبينما الجميع في انشغالهم بتقسيم المقاعد والطلبات مع عمال الفندق للمدعوين رن هاتف خالد النقال ورفعه خالد بلهفة وكأنما ينتظره منذ عام كامل ثم قال بعد إن سمع صوتها :أحبك جدا يا سيدتي وليس لدي بديل . قالت: ذلك هو المستحيل يا من ملكت قلبي . قال : أف هكذا تردين شوقي أيتها الغالية . أجابت لأنني أحبك ولا أريد أن يكون حبي جرحا لك يا حبيب القلب والروح والجسد فحمدا لله على سلامتك .قال لقد علمت بأنك حاولت إنذاري فكيف علمت بالأمر؟. قالت: من يحب يتابع أخبار محبوبة وأنا أعشقك قال بألم : كيف تعشقين من ترفضين البوح أمامه باسمك يا حبيبتي قالت بحنان : قد يكون أسمي مجهول لك يا خالد وقد يكون حبي أيضا مجهول ولكنك معروف لدي من تاريخ ميلادي الذي يوافق يوم ميلادك بعد 10 أعوام .. قال أ أكبرك بعشرة أعوام .. قالت وعمري كله خسارة لأني لم أعرفك قبل هذه الظروف . قال بمرارة : أخبريني أرجوك من تكونين يا حبيبتي ..؟؟ قالت بألم : أميرة تخرج لتبدد غياهب الظلام . قال : لما الكتمان .. قالت : لم يأن الأوان بعد لتعرفني يا أمير أحاسيس العذارى .. قال: ومتى سيحين اللقاء . قالت : أنا معك في كل لحظة من لحظات حياتك . ولكن اللقاء سيكون صعبا جدا عليك وعلي أيضا . قال :لماذا يا أميره قلبي ؟ قالت لأنني كالحلم المحطم في بقية هذا العمر . وقد قررت الحضور فقط لأملأ عيني منك ولأخر مرة في حياتي . قال : أرجوك يا زهرة أحببتها دون أن أشتم عبيرها ورسمت لها صورة ملاك تربع على عرش عمري ليأمر قلبي وينهاه لا تعيدي تلك الكلمات أن كنت تحبينني كما تقولين .
قالت بشوق وحب وهيام مع كلماته : أتتغزل بي يا أمير أحاسيس العذارى ..
قال : بل صدقيني أن نبضي ما ينطق بكلماتي وليس لساني ..
قالت : لقد دعيت بأمير العذارى من الرجال الذين لم يعرفون غدر حواء أو يعاشرونها طيلة حياتهم فكيف أحببت من أبت أن تبلغك مطلبك وقد تكون غادره ..
قال : أن من حملت إحساسك يا أميرتي لا تعرف طريق الغدر حتى لو تحطم قلبها .
قالت : أنا أول حب لك فما أدراك . قال : لأنك ستظلين أول وآخر حب لي يا حبيبتي
قالت: قد لا أكون ثرية أو جميلة أو صحيحة كغيري من الفتيات ..
قال : الجمال زائل أما الغنى والثراء فلن يكونا بمال أو ممتلكات لأن الغنى غنى النفس والثراء كمال المروءة أما المرض والحياة والموت فبيد الخالق عز وجل وحدة والذي أن أراد لشيء أن يقول له كن فيكون والحياة أمل فلم لا تعيشين معي هذا الأمل . قالت : كما سمعت عنك تماما يا حبيبي الملك بلا منازع . أيها الأمل يا أبن أغلى الناس .. قال : أفتعرفين والدي .. وكيف لا أعرفه وهو أملي قبل أن يوجد حبي لك .. قال بمرارة : وكيف كان ذلــــــــك ما لم تعرفيه أو على الأقل تعاشريه؟؟؟ قالت بصوت باك : لا يا سيد قلبي لا يذهبن ذهنك بعيدا فقد أوصاني والدي رحمه الله أن أبلغه السلام عنه لأنه يعرفه تمام المعرفة ولكن الزمن خاننــــــــي قال : أذن لماذا ترفضين الزواج مني . قالت : لأنني أحبك .. قال : وأنا كذلك .. قالت : لذا لن اهدم حبك لي . قال : بل سنبنيه معا . قالت بصوت باك : أرجوك لا تجبرني على الانسحاب من حياتك . قال : وهل سيطاوعك قلبك على تدميري . قالت : لا ولكنك ستحزن قليلا ثم تنساني . قال : مستحيل . مستحيل . مستحيل .يا حبيبتي . قالت : بلى يا حبيب القلب ستنساني . قال : أرجوك أذن لا تنسحبي وأعدك ألا أحاول معرفتك إن كان هذا يرضيك ولكن عدي الا تتركينني وحيدا فقد أعرفك بل وأحس في قلبي . قالت بحزن وألم : ومن بين جميع هذه الخلائق ستعرفني يا خالد ؟؟ . أجاب بلهفه : بل ومن بين جميع مخلوقات الكون يا حبيبتي . قالت بألم : أذن لا تخبرني حينها بأنك عرفتني أرجوك .. قال : بل سأخبرك وأتزوجك رغما عنك .. يا حبيبتي وأغنيتي لك الليله هي أحبك جداا .. قالت : هو حب مستحيل يا حبيبي . رد بحسرة : ولكنه صادر من القلب وسأجمع حبنا لي في أغنية أهديها لمن ملكت القلب . قالت : الى اللقاء يا سيد الكلمات وهب لي فرصة حتى يذاكر درسه العصفور .. قال : متى ستعاودين الأتصال بي . قالت : بحيره صدقني لا أدري يا حبيبي ولكن لتعلم أني أحبك أكثر مما تحبني أنت فإلى اللقاء .. وأغلقت السماعه ثم اغلقها هو بعد أن شردت عيناه وذهب تفكيره أليها وبكل كلمة سمعها منها لدرجة أنه أصطدم بالخدم عدة مرات وكاد أن يسقط أرضا حين تعثر بكرسي أمامه فأخذه نذير الى الخارج يريد سؤاله عما ألم به .. فأجابه خالد بألم وحيره وحزن عميق : أحبها يا نذير من كل جوارحي …. وهي الوحيدة التي أحببتها ومع ذلك لا أستطيع مجرد معرفتها و أنا والله لم أطلب منها غير أن تكون حليلة لي . قال نذير : أهي فتاة الثانيه ما بعد منتصف الليل . قال خالد بأسى : نعم يا صديقي .. أنها هي …. قال نذير وهو يربت على كتفي خالد بحنان : أعدك بأن تعرفها بل وستركع أمام قدميك يا صديق العمر حين تراك .. قال خالد بذعر : بل أنا من سيركع أمام قدميها يا نذير . نظر اليه نذير بدهشة قائلا : ماذا تقول يا خالد هل أصابك مس من الجنون . أجاب خالد : بل سأكون مجنونا حين تضيع هي مني يا نذير فأرجوك لا تحاول أن تعرفني بها لأنها ستنسحب من حياتي لو حدث وعرفتها . قال نذير : سأجعل فتيات الأرض حينها بين يديك .. قال خالد بجنون : هي أول حب وستكون آخره في حياتي يا نذير فلا تحاول تدميره .
قال نذير بهدوء : لا يا صديقي أعدك ولكن هدئ من روعك قليلا لقد بدأ المدعوون بالتوافد .
هيا معي الى الداخل لاستقبالهم مع انني لا أعرف من مضيفنا في هذه الليلة الغريبة لم يجبه خالد حين تاهت نظراته بين المدعوين بحثا عن فتاة أحلامه التي تأكد تماما بوجودها كما أخبره قلبه الذي لم يكذب عليه أبدا في حياته ..
أكتمل عدد المدعوون لذلك الحفل الكبير بل وأزداد عددهم على غير المتوقع مما جعلهم يزيدون بعدد المقاعد الى الضعفين ارتفعت أصوات الموسيقى الهادئة معلنة بداية الحفل ثم أعطى نذير المايكريفون لخالد طالبا منه تقديم لين للحضور فأخذه منه خالد بهدوء وقد بانت عليه آثار الحزن العميق وقال : سيداتي آنساتي وسادتي .. لا أدري كيف أبدأ معكم كلمتي هذه .. لأنها ستكون غريبة بالنسبة لي ولكم ولأصدقائي أيضا .. لذا لا تؤاخذوني لأن حفلة الليله هي مفتاح الغد والأمل لفتاة بلغت هذه البارحه الحادية عشره من عمرها وأكون سعيدا جدا أيضا حين أخبركم بأن ليلتها هذه هدية من فتاة أحبها مع أني لا أعرفها فتاة ملكت كل جوارحي وأحاسيسي ورفضت أن يكون والد لين هو الراعي لهذا الحفل لأنها أبت الا أن تكون عروسنا ليدي نذير الحداد صديقة مميزة لها و قد يكون السبب أيضا أنها ترغب بليلة من ألف ليلة وليلة للين التي ستبدأ مرحلة جديدة من حياتها مبنية على الأمل بعد نهاية هذا الحفل الذي كانت بدايته نمو جسدها لتصبح فتاة يانعة حفظها الله ورعاها وأبقى والديها ذخرا لها .. ايها الساده يسرني أن أبدأ هذه الليله بإهداء أغنية عزيزة علي لشخص أعيشه بكل أحاسيسي . شخص أسهرني كثيرا بعد أن عرف نقطة ضعفي الوحيدة شخص أحبه الحب المستحيل دون أن أراه أو أعرفه سوى أنني أحس بوجوده هنا قريبا مني .. شخص أحببت ولأول مرة في حياتي عتق العزوبية وفكرت جادا بالزواج منه ليكون نصفي الثاني ولن أستحي منكم لأنكم أهلي جميعا وتعرفونني جيدا ذلك الشخص الذي أحببت ولأول مرة في ذاتي من اجل سماع صوته على الأقل وسيكون آخر من أحببت ما دام في صدري نفس يتردد وحين تعرفون أن للحب أنواع هي حب ينتهي وحب بلا نهاية كحبي للين ولأصدقائي ولكم.. وحب يموت أما النوع الأخير فهو الحب الذي يكون أقوى من الموت كحبي لتلك الأميرة التي تربعت على عرش قلبي وروحي دون مقدمات .. أهديها حبي الأخير الحب المستحيل وهو مستحيل بالفعل حين يرفض حبيبي إستأصال جذور الضياع التي يعيشها قلبي وحيدا هذه الأيام مع كثرة آلام الحياة …………….
ثم تقدم الى الأورج وجلس يعزف عليه ببساطه لتبدأ موسيقاً هادئة حزينه تعزف على أوتار الجرح فتزيده ألما ويزداد الألم مع كل نغمة تصل الى وجدان الحاضرين مع كلمات كالسهم تمزق نياط قلبها حين تصل اليه ……
أحبك جدا وأعرف أن الطريق الى المستحيل طويل
وأعرف أنك ست النساء وليس لدي بديل
وأعرف أن زمان الحنين انتهى ومات الكلام الجميل
لست النساء ما ذا تقول ؟؟؟؟؟ أحبك جدا. ماذا تقول ؟؟؟؟ أحبك جدا
وأعرف أني أعيش بمنفى وأنت بمنفى وبيني وبينك ريح وغيم وبرق ورعد وثلج ونار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهم .. وأعرف أن الوصول إليك. إليك انتحار
ويسعدني أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغاليه ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانيه
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر . ويا من حميتك بالصدر من زخات المطر
أحبك جدا . أحبك . أحبك . أحبك . ( صمت بأسى وقد سالت دمعته بشدة ثم تابع:)
أحبك جدا وأعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقيني
وأترك عقلي ورائي وأركض أركض . أركض خلف جنوني
(وأشار بيديه بحركة مبهمة الى الحضور ثم الى الفتاة المقعدة والتي تدعى أميرة الشروق وهو يتابع ) :أيا امرأة تمسك القلب بين يديها سألتك بالله لا تتركيني لا .لا. لا . تتركيني
فماذا أكون أنا أذا لم تكوني . أحبك جدا وجدا .وجدا وأرفض من نار حبك أن استقيلا
وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا
وماهمني إن خرجت من الحب حيا… وماهمني إن خرجت قتيلا
آه. آه .آه قتيلا
انتهت الأغنيه وسالت دموع نذير على كلماتها .بينما أرتفع تصفيق الحاضرين وهتافاتهم بحرارة ولاحظ نذير أن دموع تلك الفتاة قد انهمرت من عينيها بألم فكتم ذلك بصدره حين ركضت لين الى عمها وصديقها متأبطة إياه فحملها بيده السليمة وهو يقول بألم : شكرا لكم جميعا على هذا الشعور النبيل أيها الساده .. ثم نزل من على المنصة . ولا تزال لين متعلقة به بفستانها الأبيض البراق والذي جعلها بين ذراعيه أشبه بأميرة أسطورية صغيره تتمنى لتكبر فجأة بين ذراعي هذا الفارس الوسيم والذي بدا بزيه الأسود كسواد الليل مع قميص أبيض زاد من وسامته كفارس من عالم وردي ظهر فجأة ليبحث عن محبوبته ثم يغيب … قال : لقد قرعت في هذه الليلة أجراس من الوفاء والمحبة لأرض الوطن الغالي .. قرعت لتملأ صدور من عانا الحرمان والمرارة في صغره.. تفاؤلا وأمل لبناء مستقبل زاهر بالحب والحنان لمن كان في مثل سنهم يوما ما . لقد عاش ذلك الشخص يتيما لحنان الأم في صغره أيها الساده لأنها ماتت وعمره لا يتجاوز الخمسة أشهر حين بحث والده لها عمن يرضى بعلاجها .. ليس لشيء بل لفقر ذات الحال .. وهاهو ذا قد كبر وليس مهما أن يكون هو متألما المهم ألا يعيش طفل كالحياة التي عاشها هو . لذا فأعلن الأن كما أعلنت سابقا بأن بابي مفتوح لكل من طرقه في حاجه ثم أعلن مرة أخرى الى أن أموت بأن هذا الباب لن يغلق في وجه أحد أبدا مادام يستحق .. وسيتم بالغد أفتتاح مجموعة من المستشفيات ومراكز رعاية الطفولة
أسميتها مجموعة الأمل في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي وقد تم التركيز على دول العالم الثالث بالذات لما يعيشه أهله من معانات . ولأن هذه المستشفيات خيرية بحتة ولن تقبل قرشا واحدا من أي مريض مهما كانت حالته الصحية .. سيتم مراقبتها بسرية تامة مني شخصيا أو بواسطة أشخاص مفوضين للكشف عن أي تلاعب قد يقوم به ضعاف النفوس مع المرضى .. وقد تم أعلان ذلك للتنويه ليس إلا .. أما من جهتي يا أعزائي فقد قررت أن أقاتل بكل شراسة من يحاول أن يخدش حلم الوطن ولو بكلمة واحده الى آخر رمق
الحلم العربي الخالد . حلم الأجداد لمستقبل الأجيال القادمة . حلم من هم في مثل سن لين . الحلم المفقود منذ زمن الحب والوحدة والإخاء . وقد لا يتحقق حلمي هذا في عهد لين أو عهد أبناء لين أو أحفادها . ولكنه سيتحقق بإذن الله في ذات يوم .. وسيذكر التاريخ أبطالنا وشهداؤنا ورموز الوفاء في سابق عهدنا .. أرتفع صوته وهو يتابع .. سيذكر التاريخ هذه الثورة في عالم الحرب والدمار عالم المال والأعمال وسوق البورصة وتقنية العصر نعم وموت الضمير أيضا ياله من عالم وردي ستحياه الليدي ليدي أن بقي في حاله متناسيا قيمنا العربية وطن معطاء ورجال مستقبل تائهون مالم نتدارك أنفسنا أيها الساده أن لم أعش لأتم أنا هذا المشوار سيظهر من ينهيه عني بالتأكيد .. وآسف جدا لأن حديثي هذا جاء في غير وقته وأعذروني لأنني نسيت بأن الوطن لا يتمثل بشخص معين أو جهة معينه لأنه شعب والشعب وطن ولين وكل من في مثل سنها مستقبل هذا الوطن لذا يجب أن أقول هذا الكلام للين وحدها كي تخبر به زملائها وليس لكم لأننا جميعا سنكون ماضي بالنسبة لهم وياله من ماضي مؤلم …. فأرجو المعذرة لقد آن الأوان لإطفاء شموع مستقبل الوطن ….
وأعطى المايك لحسام بعد ان أحس بألم خفيف أخفاه عنهم جميعا وهو يقبل رأس لين بحنان ويهمس في أذنيها ببضع كلمات أحن من الورود على جذورها .. وأخذ منه نذير المايك بدهشة ثم قال لا أدري لم أعطاني خالد المايك ولكنني أعتقد بأن رسالته قد وصلت أيها الساده .. فالوطن بحاجة لمن يبذل معه كي يستعيد لنا أحلامنا العربية وحقوقنا المفقودة لذا فلتتقدم الآنسة الصغيره لين مع عمها خالد لإطفاء الشموع مع أن وجود راعية الحفل معهم سيكون أفضل مع أغنية الحلم العربي بدلا من أغنية مللنا سماعها كثيرا من الغرب …….
أرتفع صوت أغنية الحلم العربي عند هذه اللحظه ووقف الجميع بصمت و شموخ حين تقدم خالد وهو يمسك يدي لين بصعوبة الى حيث وضعت الكعكة مزدانة بمائة شمعه بدلا من العشر وكلمة الوطن تزين أرجائها لتطفأ تلك الشمعات ويسود الصمت المكان حين حضنت لين عمها ووالدها ووالدتها أمام تصفيق الحاضرين لهذا المشهد الرائع والذي انطلقت عدة طلقات نارية مضيئة لتشكل نفس الكلمة الغاليه . ومع انتهاء الأغنيه حانت من خالد التفاته قصيرة الى تلك الفتاة فوجدها تبتسم بسعادة بالغة وقد سالت دمعة صغيرة على خديها فأسرته ابتسامتها التي تسلب الألباب من شدة روعتها وجمالها وكانت تلك الابتسامة حنونة جدا تأسر أعتى قلوب الرجال قسوة واستهتارا يعجز أبرع فنان عن تصوير معالمها لحسنها وجمال صاحبتها الأخاذ . فأخذ ينظر اليها بلهفه من بعيد وتمنى لو أن يحملها على ظهر حصان أبيض و يطير بها لأخر الدنيا بعيدا عن الآلام ولاحظ نذير وحسام ذلك فغمزا لسلام التي خرجت قليلا ثم عادت تحمل صندوقا صغيرا..
ثم قال حسام حينها عبر المايك : وهو ينظر الى خالد نظرة ذات مغزى : والآن أيها السيدات والسادة يسرني أن أقدم لكم مفاجأة الحفل الغير متوقعه والتي ستقدمها لين كهدية امتنان لأعز شخص عرفته وأحبته عمها العزيز خالد .. فلتتقدم مني … جاءت اليه لين مبتسمة بسعادة وهي تعرف دورها جيدا من هذه المفاجأة ثم قال حسام متابعا : حبيبتي لين ستكونين أنت الأن المنظمة الوحيدة لحفل اختيار أجمل جميلات القصر و أشجعهن ثم أعطاها عشر زهرات من الكريستال الأبيض الأخاذ والمرصعة بالماس والأحجار الكريمة وغرس الحادية عشره في طيات شعرها وهو يتابع ستتقدم عشر فتيات تختارهن لين بعشوائية ليقفن أمام المايك وتسأل كلا منهن الدكتور خالد أي سؤال يخطر في بالها عن حياته سواء كانت الخاصة أو العامة .. ثم نظر الى خالد متابعا : والفتاة الوحيدة التي تستطيع إحراجه أمام الجميع أو يمتنع عن أجابة سؤالها ستكون وبكل جداره هي حاملة لقب ست النساء التي غنى لها خالد أغنية الحب المستحيل والتي سيختارها الحضور بدلا منا بعد أن يحكي لنا الأستاذ المهندس نذير قصة بطلته التي أسهرت صديقنا و آرقته كثيرا ليعرفها ولم يعرفها للآن ومن ثم سيتم تتويج هذا الحفل برواية حب الدكتور خالد الأول والأخير مع العلم بأن هذا الحدث سيبث على الهواء مباشرة في معظم القنوات العالميه الخاصة والتي يساهم خالد برأس مالها .. ثم تابع مبتسما وهو ينظر الى خالد نظرة اعتذار : عفوا يا صديقي العزيز
ولكنه ليس مقلبا .. بل رسالة حب و امتنان نوجهها لك جميعا عبر الأثير… والآن فلتتفضل الآنسة لفعل ما طلب منها ثم همس بأذنها ببضع كلمات ونزلت بعدها مبتسمة بهدوء وسعادة لتختار من يقع عليها البصر ……….
اختارت الفتاة الأولى ووضعت الزهرة في الأولى طيات شعرها لتتلألأ ويزداد جمال الفتاة من جمال الزهرة تحت أنوار الصالة فصرخت تلك الفتاة بسعادة بالغة وهي تعانق لين وتقبلها بقوه اتجهت مسرعة لتقف على المنصة وكذلك الثانيه ثم الثالثة فالرابعة والخامسة الى العاشرة الى ان أنتهت لين من اختيار جميلاتنا ثم وقفت لين في مكانها بحزن وهي تبحث عن فتاة تعرفها جيدا وأخذت تنظر حولها يمنة ويسره بكل حيره الى ان وقع بصرها وقع بصرها فجأة على الفتاة ذات الكرسي المتحرك فتوجهت اليها بسعادة وهي تبتسم ابتسامة واسعة ووقفت أمامها لتسحب الزهرة الوحيده التي بقيت معها وفي شعرها لتضعها في شعر تلك الفتاة التي أزداد جمال الزهرة من شدة جمالها الطبيعي وليس العكس كما الباقيات . ثم قالت الصغيرة ببرائه : أما هذه الزهره فهي تستحق أن تكون في شعرك يا أميرة الشروق .. لم تبتسم هذه الفتاه أو تضحك أو تصرخ من شدة السعادة كما صرخت زميلاتها .. بل على العكس سالت دمعة حارة من عينيها وهي تقول للين : شكرا يا حبيبتي ولكنني لا أستطيع قبول زهرتك لأنني كما ترين لا أستطيع القيام . قالت لين برجاء : أرجوك يا سمو الأميرة من أجلي فقط وافقي على أن تكوني أميرة السعادة في حفل ميلادي . نظرت اليها شروق بصمت نظرة عميقة . ثم قالت بحنان ألم تعديني بألا تخبري أحدا عن شخصيتي . قالت شروق بسرعه: أنني لم اخبرهم صدقيني ولكنني أحبك وأحب عمي خالد أيضا، فلا ترفضي طلبي أرجوك . قالت شروق بألم : وأنا أيضا أحبكم ولكن . .. قاطعتها لين بخفوت أمام نظرات الجمهور التي توجهت إليهم بفضول لمعرفة ما يتكلمون به .. أرجوك .. قالت شروق باستسلام حسنا يا حبيبتي ادفعيني . وبالفعل دفعتها لين أمامها بسعادة دون أن تعرف ما سيخبأه لهم القدر . وبدأت أغرب قصة عرفها التاريخ البشري أجمع . قصة سيرويها الزمن على مر العصور … ويالها من قصة لن تعرف أبدا نهاية أحزانها منذ الأزل …
**** **** ***** **** ****** ****** ****** ***** *** ****
سألته الأولى : د. خالد . لقد قيل عنك اصغر ملياردير في العالم وأيضا أصغر أستاذ دكتور يحمل هذه الدرجة العلمية وتملك أيضا قلب كل من رآك .. فحدثنا عن ذلك ..
قال مبتسما بخجل : آنسه؟؟… ابتسمت قائلة : ليان . قال بجاذبية سحرتها : آنسه ليان يقال أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوه.. وقد كان مشواري كذلك .. ولكن خطوتي كانت أسرع من الزمن فوصلت لما أنا عليه الأن من درجة علميه مميزه بسبب إصراري على ذلك .. أما مشواري مع المليار فلم أرسمه بيدي يا آنستي لأنه كان موجودا منذ صغري بتعب والدي رحمه الله وجده واجتهاده ليؤمن لي مستقبلا أوجده من فراغ .. وشكرا ليان أنتهت إجابتي .. فابتسمت بإعجاب وهي تنسحب مع تصفيق الحاضرين لتتقدم المتسابقة الثانيه التي سألته : لقد سمعنا يا دكتور بأن الحب بداية لكل حياة يليه الزواج ثم الأمل في إنجاب أبناء يحملون ذاتنا ويتمون عنا المشوار .. و السؤال هو لماذا يا دكتور لم تفكر جديا بالحب ثم الزواج لبناء أسرة صغيره تحمل عنك همومك و أعباء الحياة وستجد حينها على الأقل من يقول لك كلمة أبي ……. أجاب بتأثر وبعد تفكير عميق : ليس الحب يا آنستي رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال ، وليس هو أيضا شعارات مؤقتة يرددها العشاق تحت ضوء القمر . وإنه ليس قصة قديمة رواها لنا الأجداد لتطبق قواعدها على أرض الواقع دون حساب لمشاعر الآخرين .. الحب سيدتي إبحار دون باخرة في بحر من الصمت ، الحب مشاعر حيه وأحاسيس تلهمنا بأن الوصول اليه محــــال .. محــــال يا سيدتي ولن أصل الى هذا المحال الممتنع سوى مع من أختارها قلبي وعقلي وإحساسي معا ، لأحطم المستحيل وأضحي من أجلها بكل شيء لأنها ستكون مستحقة لحبي لها مهما قست على قلبي .. . صفق له الحاضرون بحرارة على هذا الرد القوي وتمنت كل فتاة بهذا الحفل لأن تفوز بقلبه الكبير هذا والذي يندر أيجاد من يحمله بتلك البساطة . تقدمت الثالثة بثقة وغرور قائلة : أسمي ميس . وسؤالي هو ما معنى أن يكون قلب المرأة يا سيدي قويا في أضعف لحظات حياتها بالرغم من استكانتها ؟؟؟؟ أجاب بسرعة : إن قلب المرأة لا يتغير مع الزمان ، ولا يتحول مع الفصول . لأنه ببساطه ينازع طويلا ويحتضر الا أنه لا يموت . وكما قيل أن الكلمات التي تقولها المرأة بعينها تحتاج لعدة قواميس لتفسر وهذه هي نقطة ضعفها يا أنسه ميس . صفق له الجميع بحرارة على هذا الرد القوي جدا والصادر عن تجربة عظيمة في عالم اللا واقع وتقدمت الرابعة ثم الخامسة تلتها السادسة وهكذا الى العاشرة وكانت إجاباته على كل الأسئلة الدقيقة التي تفننت بطرحها الفتيات مقنعة وقويه بنفس الوقت لدرجة أن البعض منهن لجأن إلى سؤاله أسئلة محرجه كي يفزن بلفت انتباهه إليهن الا أنه كان يجيبهن بهدوء وخجل وبطريقة لا تخدش الحياء كما كن يفعلن هن . إذ تعامل معهن كطالبات يناقشن بأمر علمي وليس كمتباريات يبحثن عن قلبه الكبير هكذا وجاء دور المتبارية الأخيره والتي تشوق كثيرا لسماع سؤالها وبالتالي صوتها .. تلك المتبارية الحسناء التي نظر اليها بلهفة وشوق حين ارتقت مع لين درجات السلم الصغير .. تلك الفاتنة التي نظرت اليه بعمق ثم قالت بصوت هادئ راقي تفوق نعومته نعومة الحرير ملمسا ومصدرا .. قالت بحنان وابتسامة هادئة عفوا: يا دكتور خالد . هل أستطيع مناداتك باسمك مجردا من الألقاب . قال بهدوء لا ينم عما يعتمل بخاطره من الشوق والنشوة والسعادة حين عرف بأن هذا الصوت لم يكن غريبا عليه بل أنه سكن في قلبه وروحه وعمره ليل نهار .. قال : يسعدني أن يكون كذلك يا آنستي .. قالت مبتسمة بهدوء : أسمي شروق وأدعى بأميرة الشروق . قاطعها بلهفة: أميرة بدد نورها عمق الظلام نعم أعرفك يا ست النساء . نظر اليه جميع من في الحفل بذهول وسالت دمعة نذير و سلام وحسام بألم في حين خرجت سعاد باكية من القاعة ليس لشيء سوى لأن من أحبها خالد كانت أقرب الناس اليه بالفعل كما عرفوا مؤخرا ولم يخبرونه بذلك . بينما تابعت شروق بضعف متجاهلة ما قال : تخرجت من جامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة حيث أقيم..العام الماضي بتخصص العلوم السياسية .وأنا يا خالد أود بسؤالك ثلاثة اسأله وليس سؤال واحد تستطيع رفض الأجابه لأحدهما أو أثنين بينما ستجيب على الثالث وهذا طبعا أن سمحت لي زميلاتي والجمهور أيضا بذلك . قال بلهفه اسألي يا ست النساء ما بدا لك فلن يرفض الجمهور أبدا . وارتفعت هتافات الجمهور مؤيدة لما قال فابتسمت شروق عندها بنشوة وهي تشكرهم ثم قالت برجاء وضعف وألم : عفوا يا سيد الكلمات أن أسئلتي حساسة ومحرجة جدا وخاصة فسامحني وأعذرني فهي قاسية جدا مع جديتها .
قال بهدوء : تفضلي يا شروق أنا بانتظار تلك الأسئلة .
قالت وقد سالت دمعة جرحت قلبها مع ابتسامة ظهرت على شفتيها : هناك امرأة يا سيدي كانت في حياتك تركتك فجأة واختفت عن الأنظار امرأة ذات مركز اجتماعي مرموق جدا وسيدة أعمال معروفة لا يعرف قصتها سوى كابتن طائراتك الخاص وقد كنت لا تنام إلا في حجرها فمن هي ولماذا غابت عنك فجأة دون سابق إنذار ولماذا أخفيت أنت حكايتها مع أن تلك الحكاية لم تكن لتعيبك لو كنت قلتها ولماذا طلبت هي أن يبقى الأمر سرا حتى عن أقرب أصدقائك إليك لولا الرابط القوي بينك وبينها .. ساد الصمت المكان بعد هذا السؤال الذي كان له وقع القنبلة على الجميع بلا استثناء فكانت نظرات الذهول تحيطه من كل مكان ليدخل الكابتن غسان عند هذه اللحظه تتبعه امرأة كبيرة بالسن غطت وجهها وأراد مقاطعة الحديث يريد الإجابة حين منعه خالد وهو يقول بأسى : والسؤال الثاني يا ست النساء .. قالت بمرارة : سؤالي الثاني أيها الساده هو أن الدكتور خالد تعرض لمحاولة الاغتيال في أميريكا برحلته الأخيره الى هناك مرتين المرة الأولى حين تم إطلاق الرصاص عليه بمكان عام والمرة الثانيه وهم في طريقهم للعودة الى أرض الوطن وكان الثاني اغتيال جماعي وليس فردي وذلك بمحاولة إسقاط الطائره التي أقلتهم من هناك بدس السم لكابتنها .. فلماذا يا سيد الكلمات لم تقف أمام الحكومة الأميريكيه والتي تعادل ثروتك 10 أضعاف ميزانيتها كدوله بل و انسحبت أمامهم وكأن شيئا لم يكن .. لماذا أهو شبح أميريكا يطاردك أيضا كما يطارد العديد من قواد الدول .. لماذا يا خالد لم تقف أمام الدولة الوحيده والتي تهيمن على العالم أجمع وبكل جشع لمص دماء أبنائهم العرب . لماذا رددت الشخص الذي جاء لتحذيرك منهم ببساطه وأنت تقول : أنا لا أتهم أحد بهذه الحادثة .. مع العلم يا سيدي بأن أميريكا هي سبب جلوسي على هذا الكرسي المتحرك حين قتلت جميع أفراد عائلتي بطريقة فنية بارعة كطريقة محاولة اغتيالك. هي أميركا التي انسحبت من أمامها خوفا على مشاعرها يا صديقي
نظر اليها خالد بكل أسى في حين تابعت هي بمرارة : أما سؤالي الثالث فهو ذو شقين يا خالد فأعذرني لتدخلي بحياتك الخاصة .. قاطعتها تلك المرأة المحجبة وهي تصرخ رافعة الحجاب عن وجهها كفى يا شروق نظر اليها خالد وجميع من في الحفل بذهول في حين تجاهلت شروق صراخها وهي تتابع : لقد قيل يا خالد بأنك أمير تحمل أحاسيس العذارى فأخبرني أذن من هي التي حملت شرف إهدائها أغنية الحب المستحيل . ولماذا هي بالذات هل لأنك سمعت صوتها على الهاتف أم لأنك تعرف تماما كم هي قريبة منك . سالت دمعة خالد بصمت وهو ينظر للمرأة العجوز بألم ثم ذهول ورأى الجميع دمعته حين قالت شروق بمرارة ولن أتم الشق الثاني فكفى أنني أعرفه شكرا أنتهت الأسئلة عم السكون المكان لتتجه الأنظار الى حيث وقف خالد والى تلك المرأه التي أخذت في البكاء أيضا لحاله .. وبعد صمت طويل كان رد خالد مباغتا ومخالفا لكل التوقعات إذ قال بلهجة حزينه وألم لا حدود له ..لقد كانت تلك الأسئلة يا شروق تعزف على الوتر المجروح وهي ما يزيد تمسكي بعدم أجابتها فأرجو لو تحاولين شطبها من ذاكرة الزمن والحضور .. وقد تعيدين حينها الي كرامة لم تمس سوى بحروف تائهة لا تعرفين معناها . ارتفعت صيحات الحضور ومن بينهم لين التي قالت ببرائه أهزمها يا عماه .. قال بألم صدقوني لا أستطيع .. بل ولا يحق لي ذلك لأن هذه الأسئلة تخص أناس ابتعدوا عني في أمس حاجتي لهم أزداد بكاء تلك السيدة العجوز التي تسلطت عليها أضواء الكاميرات في حين تابعت شروق بألم قد يكون السؤال الأول والأخير أما الثاني فلا يا خالد .. أنه يخصك أنت شخصيا ويخص الكابتن غسان ..
قال بألم : ليس في كل الحالات يحق لنا الحديث عن هموم وطن يا شروق . حاولي فهم ذلك . قالت : الهم همي وهمك وهم كل من يجلس معنا يا عزيزي .. قال : بل هي هموم شعب عانا الأمرين يا شروق لأنك وأنا وجميع من يجلس معنا الأن نعيش برفاهية وأقلنا رجل أعمال يملك أساطيل من السفن والبواخر والطائرات بل والمطارات أيضا ، أما غيرنا فلا يملك قوت يومه. قالت : ما دام هذا ردك يا خالد فما دخل الشعب بمحاولة اغتيالك .
قال : كيف وهم وطني الذي الجأ اليه حين تضيق بي السبل يا شروق . كيف ؟؟ كيف يا شروق وفيه دفنت أبي وماتت أمي وسأموت أنا فيه أيضا .. الا تعلمين حال العرب يا شروق . أنهم لا يستغنون عن أميريكا أبدا فقد بات شبحها يطاردهم في كل مكان حتى في سباتهم .. قالت بألم : وماذا عن هذه المرأه . ثم أشارت الى مربيتها التي كانت هي نفس المرأه التي حذرت حسام ونذير في حادثة اميريكا من أجل خالد .. فقال وهو ينظر اليها بألم . لا يحق لك التدخل بحياتي يا شروق . قالت صارخة: بل يحق لي ذلك يا خالد لأنك تخصني وكذلك هي . صاح بقوه وحسره : أنت أذن لا تعرفين شيئا يا شروق ..
قاطعه حسام عند هذه اللحظه وهو يقول بدهشه : عفوا أيها الساده .. أعتقد أن الدكتور خالد قد فقد أعصابه وخرج ولأول مرة في حياته عن طبيعته .. لقد نسي أنه الأن ليس الا في مباراة هو الفائز بها من كل الاتجاهات فأعترف بهزيمتك يا صديقي أو أجب على الأسئلة ليقوم الحضور بالحكم ..
قال بقهر وقد سالت دمعته :أذن فأنا أعلن هزيمتي أيها الساده ولكنني قبل ذلك أود بتوجيه سؤال لشروق قبل تسليمك المايك يا حسام . فهل يحق لي ذلك يا شروق ؟؟ ردت بهدوء ومرارة يقطران ألما : تفضل يا خالد كلي آذان صاغية … قال : سألتني ثلاث أسئلة وكلها تعرفين إجابتها على ما أعتقد ومع ذلك فهو عزيز علي ذكرها فأجيبيني على سؤال واحد فقط .. لماذا وجد الأسى والألم بوجود الأمل والحياة مع أنهم ضد . لماذا لم يحمل أحدنا هم الأخر ما دام لهمه حاملا . لماذا يا سـت النساء يرفض أحدنا التصريح بمأساة العمر من أجل أناس أحبهم كثيرا ؟؟ لذا سأعاتب أنا مربيتي والتي تركتني دون أن تودعني منذ تسعة عشر عاما ريثما تجدين الإجابة على سؤالي يا شروق .. لقد انتهى سؤالي .. فتفضل يا حسام ومد اليه المايك وهو يتجه الى حيث وقفت مربيته العجوز ثم قبل يدها ورأسها معاتبا لها حين تركته دون أن تودعه أو يعلم بسفرها فضمته الى صدرها لتبكي على بكائه بينما تتابعهم شروق بذهول وأسى وألم.. فقال حسام عبر المايك مبتسما بتأثر : عفوا يا لين .. لا أدري ماهي الحكاية ولكنني اعتقد بأن بداية هذه المسابقة كانت عبارة عن هدية حب أهديتها لخالد امتنانا له الا أنني أجدها قد تحولت الى هديتين كشفتا لنا عن الخبايا في حياة الفردين سيداتي وسادتي .. لقد خرج الدكتور خالد ولأول مرة في حياته عن طبيعته التي عرفناه بها منذ الصغر .. وهو معذور لأن من ملك أحاسيسه لا يعرف الكذب فهنيئا له . لقد فشل في أجابة سؤال ولكنه ربح أعز قلبين الى نفسه . نعم كان بالإمكان رد تلك الأسئلة بوضوح أو رفض ذالك بابتسامه عهدناها منه . ولكنني أرى غير ذلك الأن .وعلى فكره بالين لقد تعلق لقب فتاة الثانيه بعد منتصف الليل و التي هي ست النـساء منذ هذه اللحظه الى أن يحكي لنا نذير عن بطلته وحكاية هذا اللقب ثم سنسمع كلمة خالد بعد تتويج الفائزة به ..
أخذ نذير المايك بحزن عميق وهو يقول : عفوا أيها الأحبه أنه عيد ميلاد لين وسيكون لها فخر كبير حين تتذكره لأنه وبكل بساطه هدية لها من شخص بات معروفا لدينا الأن بأميرة بدد نورها عمق الظلام وهي أيضا حب خالد الوحيد .. لذا أرجو العفو مرة أخرى لأن الحكاية حكاية خالد وبطلتها أقرب الناس اليه .. هذا ما تبين لي منذ لحظات فياله من زمن . آسف يا صديقي . فلتجلس مع غريمتك الآن لأنني لا أستطيع أن أعبر للحضور عن مدى سعادتي وفخري بك سوى أن أنسحب من بينكما في هذه اللحظه وأسمع مع البقية حكاية حبك الأول الأخير…. ثم توجه الي حيث جلس خالد مع مربيته التي احتضنته بقوه وألم . و انثنى نذير مقبلا رأسها ثم أعطى المايك لخالد ليتعانق الصديقان ثم توجه خالد مع مربيته الى حيث جلست شروق وقد سالت دمعتها فجلس بأسى قبالتها قائلا : لم فعلت ذلك يا شروق.. فقالت وهي تمسح دموعها بألم : أعد الجاذبية الى ابتسامتك يا سيد الكلمات .. لأنني عرفت تماما من تكون وسامحني أرجوك لأنك اقرب الناس الى نفسي وقصتك تشبه تماما قصتي ابتسم لها خالد ابتسامة حزينه وهو يقول : من تكونين لتفعلي بي كل ذلك .. قالت بحنان : أنا من دعاني أصدقائي بأميرة الشروق وآلهة الشمس منذ الصغر يا حبيبي في أبعد منفى عن ارض الوطن فأبتسم أرجوك .. رفع خالد كلتا كفيها بحنان وهو يقبلهما بابتسامته المشرقة التي أسرت قلب كل من رأتها من نساء العالم والحفل دون أن يعرفن ما يدور بينهما من أحاديث . ثم قال برقة عبر المايكريفون : لتتقدم الي لين كي تساعدني على هزيمة غريمتي التي اختارتها لي من بين كل نساء الدنيا لأحبها وأعشق حبها من حبي لها … ركضت اليه لين مسرعة بسعادة ليستقبلها خالد محتضنا بقوه مع ألم جرحه الذي تجاهله تماما وهو يقبل رأسها قائلا : إذن لقد اتفقت معها علي يا لين قالت لين بمرح : لأنني أحبكم جميعا يا خالد .. فضحكت شروق وهي تمسح دمعتها بألم غير مصدقة بأنها وجدته أخيرا. في حين تابع خالد : لقد سألني صديق الطفولة عن حبي الأول والأخير أيها الآنسات والسادة وسألبي طلبه : حبي الأول هو الوطن والثاني كذلك الوطن الثالث والرابع والخ

اماني @amany_1
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️