إلى من يظلمون هذه الكلمة ( الرائعة ) فيدنسونها...
وينزعون عنها طهرها ونقاءها ...
إلى من يفهمون "الحب" على أنه "الرغبة" إلى من يدعونه ولم يذوقوه أبدا ، إياكم أن يفوتكم الحب الحقيقي ، سنتحدث حوله من القلب فعلا
في البداية سأسأل سؤالا هاما :-
1 - هل الحب غريزة فطريه كتبها الله على الإنسان ؟؟
2 - هل يقدر إنسان أن يعيش بغير الحب؟؟
أنتم تعرفون أننا نتكلم في الدين
وتتوقعون أن نقول أن الحب هو حبك لأبيك وأمك وأخواتك
مع أن هذا نوع من الحب والأصل في الحب هو حب الله طبعا
ولكن دعونا نتكلم عن الحب بمعناه الدارج
حب الرجل للمرأة هل يستطيع إنسان أن يستغني عن الحب ويعيش دون أن يُحِب أو يُحَب ؟؟؟
بالطبع لا
فلا يوجد من يعيش دون الحب
فهذه فطرة وغريزة ولولا أن الله خلقها فينا لما كان للبشرية أمل في الاستمرار والتناسل .
فالغريزة هي إحدى الأسباب التي جعلت العالم يستمر..
إذن فلا يمكن التفكير في قهر الغريزة ولا يمكن لنا أن نلغيها من حياتنا ، ولا يمكن أن نتجاهلها ونحن نتكلم .
لأن الغريزة بدأت منذ أن بدأت الحياة . منذ خلق آدم عليه السلام .
روي أن سيدنا آدم لما دخل الجنة استوحش - أي رغم أنه يعيش في الجنة - ولكنه أحس أن شيئا ما ينقصه..
شعر أنه محتاج لحواء ، وهذا الكلام ليس من الخيال لكنه من حديث النبي ( صلي الله عليه وسلم ) فبينما هو نائم إذ خلق الله من ضلعه حواء ؛ فاستيقظ فرآها بجواره .
قال :- من أنت ؟؟
قالت امرأة
قال: ما اسمك ؟؟
قالت: حواء
قال: ولما خلقت؟؟
قالت: لتسكن إلي ( يعني إنها رمز الاطمئنان لتسكن إليه ، ليس أنها أم له أو ملكه ) ولكن يعني أنه يا بن آدم لا سكن لك ولا اطمئنان - في الأرض إلى يوم القيامة - إلا بجوار حواء..
هذا هو ديننا وإسلامنا وفهمنا له
والعجيب أنك لو قرأت في بعض الكتب السماوية وغير السماوية في الديانات الأخرى لوجدت النظرة إلى حواء نظرة ظالمة - وآسف في الكلمة - بل تنظر إلى المرأة كأنها ليست من جنس الإنسان أي مرتبه أقل قليلا وأدنى من الرجال .
وهناك من ينظر إلى أنها السبب في معصية آدم ، وأنها سبب نزول آدم إلى الأرض وأكله من الشجرة .
لكن الحقيقة أن القرآن لم يقل هذا الكلام أبدا ، لكنه وضع الاثنين معاً في نفس الدرجة ونفس المسئولية .
ولنقرأ الآية " فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما " الأعراف 20
فسنجد أن الآيات لم تتحدث أن إبليس وسوس إلى حواء أو خدعها هي فقط ، لكنه ازلهما ، ووسوس لهما معا ، فالمسئولية مشتركة ، والاثنان أكلا من الشجرة فنزلا إلى الأرض .
وتحكي الآثار وقصص السابقين .أن آدم نزل بالهند وحواء بجده ، وربما من هنا جاء الاسم أي "الجدة" الكبرى لبني آدم..
ويقال أن آدم ظل يبحث عن حواء حتى التقيا عند جبل عرفات ولو انتبهتم أن عرفات أقرب إلى جده وبعيده جداً عن الهند ، إذن أن آدم هو الذي تعب جداً وظل يبحث عن حواء كثيراً حتى وصل إليها
والحقيقة تجد في كتب المفسرين كلاماً جميلاً جدا فالموضوع فيه هدوء وليس فيه التعصب الذي يراه البعض ..
فالقرطبي يذكر أن الملائكة سألت آدم أتحب حواء؟
فقال:- نعم ، فقالوا لحواء:- أتحبين آدم ؟؟ فقالت :- لا
وفي قلبها أضعاف أضعاف ما في قلبه من الحب
أنا أحكي ذلك حتى نقول أن الغريزة بدأت منذ خلق آدم وحواء ..
وأنا أطرح أفكار ومعاني حتى نصل إلى رؤية الإسلام للمرأة ..
ومن هذه الأفكار أن آدم خلق من تراب ، بينما حواء خلقت من ضلع أي من شيء حي .
لذا نجد آدم حين يتعامل في الدنيا فانه سواء كان تاجراً أو صانعاً أو محاربا أو مزارعاً فانه سيتعامل مع المادة التي خلق منها سيتعامل مع الأرض .
أما حواء فستتعامل مع الروح .. مع الإنسان ، فهي ستربي وستكون أماً أو أختاً أو زوجةً أو ابنه ، فهي تتعامل مع شيء حي ، لذا سميت "حواء" لأنها خلقت من الحياة .
طبعا هذه هي المرأة وهذا دورها وبين أيدينا علاقات جميلة جدا وراقية بين رجل وامرأة .
ولتكتمل تلك الصورة الرائعة
عن ( الحب ) في أجمل معانيه وأبهى صورة
سنعيش ( لفترة من الوقت معاً ) مع حبيبين رائعين وهما سيدنا إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة
فقد كان يحبها حباً شديداً حتى أنه عاش معها ثمانين عاماً وهي لا تنجب ، لكنه من أجل حبه كان لا يريد أن يتزوج عليها أبداً لدرجة أنه لم يتزوج من السيدة هاجر ( أم إسماعيل ) إلا حين طلبت منه سارة ذلك ، وأصرت على أن يتزوج حتى ينجب ..
هل يمكن للحب أن يصل لهذه الدرجة ؟؟ ..
ثمانين عاما لا يريد أن يؤذي مشاعر زوجته ؟؟ .. ثم بعد أن تزوج هاجر وأنجبت إسماعيل غارت سارة - وهذه هي طبيعة المرأة - فرغبت ألا تعيش مع هاجر في مكان واحد . .
فوافق إبراهيم عليه السلام وأخذ هاجر وابنه الرضيع إسماعيل إلى مكان بعيد إرضاءً لزوجته الحبيبة... فما رأيكم في هذه العلاقة الراقية السامية ؟
(( فالحب حب .. ومطلوب وجميل ولكن .. أي حب ..؟ )) هذا ما نريد أن نصل إليه...
ولنقرأ حكاية سيدنا عمرو بن العاص لما جاء للنبي صلى الله عليه وسلم في سرية اسمها ( ذات السلاسل ) فأراد عمرو بن العاص أن يكون له نصيب في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له :- من أحب الناس إليك، فقال: عائشة ) ورد معني الحديث في سنن الترمذي ..هل صادفت يوما من سأله عن أحب الناس إليه فيقول:زوجتي!!!..
أتحدى أن نفتح جريدة ونقرأ لأحد العظماء أن أكثر من يحبه في الدنيا هي زوجته .. لكن نبي الله صلى الله عليه وسلم قالها ببساطه وقالها باسمها كذلك..
وتعالوا كذلك لحب عمر بن الخطاب لزوجته
فأحد الصحابة كان يضيق بزوجته جداً ..لأن صوتها عالٍ دوما ..وتعرفون أن من النساء من لديها حنجرة دائمة الصياح ..فالصحابي من ضيقه ذهب يشتكي إلى أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب فذهب ليطرق الباب فوجد صوت زوجة عمر يعلو على صوت عمر ويصل إلى الشارع فخاب أمله ومضى
وبينما هو ينوي المضي إذا بعمر يفتح الباب، ويقول له :- كأنك جئت لي، قال:- نعم ، جئت أشتكي صوت زوجتي فوجدت عندك مثل ما عند
فأنظر إلى رد عمر وعاطفته يقول :- " تحملتـني..غسلت ثيابي وبسطت منامي ، وربت أولادي ونظفت بيتي ، تفعل ذلك ولم يأمرها الله بذلك ، إنما تفعله طواعية وتحملت كل ذلك ، أفلا أتحملها إن رفعت صوتها".. ( سبحان الله )
فهذا هو الحب والعاطفة..
الحب في الله سر الخلق
قال تعالى : ( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون )
من يقف لحظات صمت و تأمل في معنى هذه الآية الكريمة ، يجود في خاطره الكثير من الأسئلة و الأفكار ... كلها تحوم حول سؤال واحد ، ما السر في خلق الله للإنس و الجن ؟
ونرى الإجابة واضحة في قول ابن القيم _ رحمه الله _ :
" إنّ المحبة أصل كل فعل ومبدؤه ، فلا يكون الفعل إلا عن محبة و إرادة ، و كمال المحبة هو العبودية و الذل و الخضوع و الطاعة للمحبوب " .
لذلك نقول : يجب أن يكون كمال الحب الذي ذكره ابن القيم لله وحده ، فهو المختص بالعبودية لا غيره مهما كان .
فقد خُلقنا ، لكي نحب الله فنخلص في عبادته و نطيعه ، سعيا منا ، وطمعا في مرضاته ، و الخلد في جنانه . وبذلك نحظى بالحب و الرحمة و الرعاية من الله .
ومن هنا يجب علينا الإشارة إلى أمر آخر ألا وهو : أن الحب مشروع بل هو واجب علينا ، و يمكننا البوح به من دون خجل .
جاء في الحديث عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر رجل فقال : ( يا رسول الله إني لأحب هذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أأعلمته؟ ) قال : لا قال : اعلمه , فلحقه فقال إني أحبك في الله : فقال : أحبك الذي أحببتني له ) رواه أبو داوود
.و في المقابل فإن الكره مبغوض ، به تكون الحياة في ضنك وضيق ، صاحبها
معرض عن الله فهو خاسر ..
قال عزوجل : " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى " .لذا فإننا نرى المؤمن كالزهرة يعيش بالحب إن كره ذبل ... فهو محب لله و لرسوله ولأحبابهما ، كاره لأعدائهما و للطغاة منهم المحاربين دين الله الصادّين
للناس عن طريق الهداية و المانعين لنشر الدعوة .. الذين علموا دين الحق و عرفوه حق المعرفة ، فخافوا من انتشاره ... فسعوا كل مسعى ، ليخفوا حقيقته عن الناس .
لذلك علينا أن نسعى ل***** جيل سوي قائم على أساس قوي و مبدأ متين ، ألا و هو الحب في الله ، ليعرف دوره في الحياة و هو أن يحب الله و يحب كل من يحب الله ، لأن في ذلك الخير له في الدنيا و الآخرة ، و لأنه سر الله في الخلق ( الحب ) ...
يقول الرافعي :
( متى كان الرجل حقوقا فقط ، و كانت المرأة واجبات لا غير فقد خلا الرجل من العقل ، وخلت المرأة من القلب ، وخلا الإثنان من هذا المعنى الروحي الذي يُسمى الحُب ) .
ويقال :
ثلاث خصال تجتلب بهنّ المحبة :
الإنصاف في المعاشرة ، و المواساة في الشدة ، والانطواء على المودة " .
تأملوا هذه الكلمات :
" في لحظة تشعر أنك شخص في هذا العالم ... بينما يوجد شخص في العالم يشعر أنك العالم بأسره " .
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد حبيب الله و على آله و صحبه و سلم
ياسمينة حواء @yasmyn_hoaaa_1
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️