أمونة المصونة @amon_almson
عضوة شرف في عالم حواء
~ الحب في الله من أوثق عرى الإيمان ~
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين,
سيدنا محمد إمام الصابرين وأكرم السابقين واللاحقين,
وعلى آله الطيبين الطاهرين,وعلى صحابته الغر الميامين,
وعلى من اتبع هداهم إلى يوم الدين.
وفي كبدي من فرط وجدي لوعة *** تأجج في الأحشاء نارا تحرق
تنام العيون الساليات ومقلــتي *** حتون بدمعي إن شملي مفرق
إليك إلهي الشوق فامنن برحمـة *** يسدد خطواتي خليل موفـق
يقول الباري جل وعلا :
"الآخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين".
يقول القرطبي رحمه الله في تفسيره الجامع لأحكام القرآن:
" الآخلاء يومئذ يريد يوم القيامة, بعضهم لبعض عدو أي أعداء ,
يعادي بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا.
إلا المتقين فإنهم أخلاء في الدنيا والآخرة...
وذكر الثعلبي رضي الله عنه في هذه الآية قال:
كان خليلان مؤمنان وخليلان كافران,
فمات أحد المؤمنين فقال:يا رب ,إن فلانا.
كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك,
ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر,
ويخبرني أني ملاقيك,
يا رب فلا تضله بعدي,
واهده كما هديتني,
وأكرمه كما أكرمتني.
فإذا مات خليله المؤمن جمع الله بينهما يوم القيامة ,
فيقول الله تعالى:ليثن كل واحد على صاحبه,
فيقول :يا رب,إنه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك,
ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر,ويخبرني أني ملاقيك,
فيقول الله تعالى:نعم الخليل ونعم الأخ ونعم الصاحب كان...."
انظر تفسيره الجزء16.
نفهم من هذه الآية الكريمة: أن كل أخوة وصحبة لغير الله جل وعلا تنقلب يوم القيامة عداوة إلا ما كان خالصا لوجه الله تعالى فإنه دائم بدوامه "وما كان لله دام واتصل".
وقال الخالق جلت عظمته:
( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا.
يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا.
لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا)
(سورة الفرقان).
أي يتحسر ندما وترة على صحبته السيئة,
ويتمنى لو اتخذ مع الرسول طريقا وصاحبا صالحا وأخا صادقا يتعاونان على البر والتقوى والعمل الصالح...
ولات ساعة مندم. وكما يقال:
خير الأصحاب من إذا ذكرت الله أعانك, وإذا نسيت ذكرك,
وشر الأصحاب من إذا ذكرت الله لا يعينك, وإذا نسيت لا يذكرك.
فضل المحبة في الله:
للمحبة في الله فضائل كثيرة جاءت بذلك أحاديث كثيرة تحثنا وتنهضنا لنتحاب في الله لما لهذه المحبة من قدر عظيم عند الله تعالى ,وما أعده الله من الخيرات في الدنيا والآخرة للمتحابين فيه وأقتصر على بعض هذه الشواهد لكثرتها,ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
§ يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم"ّإن الله تعالى يقول لأهم بأهل الأرض عذابا فإذا نظرت إلى عمار بيوتي والمتحابين في والمستغفرين بالأسحار صرفت عذابي عنهم".رواه الإمام مسلم عن سيدنا أنس رضي الله عنه.
§ وقال صلى الله عليه وآله وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".رواه البخاري ومسلم.
§ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى,فأرصد الله على مدرجته ملكا,فلما أتى عليه قال:أين تريد؟ قال:أريد أخا لي في هذه القرية.قال:هل لك عليه من نعمة تربها؟قال:لا, غير أني أحبه في الله.قال فإني رسول الله إليك.. إن الله أحبك كما أحببته فيه" رواه الإمام مسلم واللفظ له,والإمام أحمد في مسنده.
§ وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأله النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟قال:وما أعددت لها؟قال:لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله.قال:أنت مع من أحببت.قال أنس:فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت.قال أنس:فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحي إياهم".أخرجه الإمام البخاري وزاد:"وإن لم أعمل بمثل عملهم" والإمام مسلم .
§ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"لا تصاحب إلا مؤمنا,ولا يأكل طعامك إلا تقي" أخرجه ابن حبان في صحيحه والترمذي وقال الألباني في صحيح الترمذي حسن.وقال الأرناؤط إسناده حسن.
§ وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور,على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس,ليسوا بأنبياء ولا شهداء,قال:فجثى أعرابي على ركبتيه,فقال يا رسول الله:جلّهم لنا نعرفهم,قال:هم المتحابون في الله من قبائل شتى,وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه". قال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه الطبراني وإسناده حسن.
§ وقال صلى الله عليه وآله وسلم:"لو أن عبدين تحابا في الله واحدا في المشرق وآخر في المغرب لجمع الله تعالى بينهما يوم القيامة يقول هذا الذي كنت تحبه في". من كتاب مختار الأحاديث النبوية والحكم المحمدية.
§ وقال صلى الله عليه وآله وسلم:"ما تحابا اثنان في الله إلا كان أفضلهما أشد حبا لصاحبه".رواه البخاري عن سيدنا أنس رضي الله عنهما.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:"ما تحابا رجلان في الله إلا وضع الله لهما كرسيا فأجلسا عليه حتى يفرغ الله من الحساب".رواه الطبراني عن سيدنا معاذ رضي الله عنهما.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:"المتحابون في الله على كراسي من ياقوت حول العرش".رواه الطبراني.
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله :"...ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه" رواه الشيخان. والألف في "تحابا" اشتراكية أي تبادلا هذه المحبة فهما جسمان مختلفان والروح واحدة. وبتعبير آخر الآنية مختلفة والسائل واحد.
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله":إن الله تعالى يقول يوم القيامة:أين المتحابون بجلالي؟اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل ألا ظلي".أخرجه الإمام مسلم رحمه الله.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:"الأرواح جنود مجندة,فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأثر عن ربه تبارك وتعالى يقول:حقت محبتي للمتحابين في,وحقت محبتي للمتواصلين في,وحقت محبتي للمتزاورين في, وحقت محبتي للمتباذلين في". أخرجه الطبراني في الكبير.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن من عباد الله عبادا ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء,قيل من هم لعلنا نحبهم؟قال:هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب,وجوههم نور,
على منابر من نور,لا يخافون إذا خاف الناس,ولا يحزنزن إذا حزن الناس,
ثم قرأ قوله تعالى:
(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) سورة يونس.
أخرجه النسائي وابن حبان في صحيحه وقال الأرناؤط إسناده صحيح.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من أحب لله,وأبغض لله,وأعطى لله,ومنع لله,فقد استكمل الإيمان".أخرجه أبو داود وقال الألباني في صحيح أبي داود صحيح.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه,وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره" أخرجه الإمام مسلم.
فكل هذه الأدلة تصب في منحى واحد:مكانة المحبة,وثمرتها,وفضلها,والحث عليها... والمرء مع من أحب.
ثمرة المحبة في الله:
وأكبر ثمرة أن المرء يحشر مع من أحب,وأن من تجلس معهم في الدنيا ستجلس معهم في الآخرة,قال الإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه في نهج البلاغة:"عليكم بمعرفة الإخوان فإن لكم بكل واحد شفاعة يوم القيامة".
وكل معرفة في الدنيا بركة في الآخرة.وقال الإمام علي رضي الله عنه:" عليكم بالإخوان فإنهم عدة في الدنيا والآخرة,ألا تسمع إلى قول أهل النار:فما لنا من شافع ولا صديق حميم".
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:
كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
" أي عرى الإسلام أوثق؟قالوا:الصلاة.قال:حسنة,وما هي بها؟قالوا:صيام رمضان.قال:حسن,وما هو به؟ قالوا:الحج.قال حسن وما هو به؟ قالوا:الجهاد. قال:حسن,وما هو به؟قال:إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله,وتبغض في الله". أخرجه الإمام في مسنده بلفظ أوسط مكان أوثق.
وللمحبة ثمرات كثيرة,منها تذوق حلاوة الإيمان للحديث:
Ø -روى البخاري رحمه الله عن سيدنا أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:أن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما,وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله,وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار".
- يحيطك ربنا تبارك وتعالى برحمته ويقيك عاديات الشدائد يوم القيامة.
- تجلب لك الأمن والسرور وتعد من صفوف السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
- زيادة درجات في الجنة بجوار منازل الأبرار,على سرور متقابلين,في جنات النعيم.
- قلوب المتحابين في الله مطمئنة آمنة من الأهوال تتلألأ وجوههم نورا وسرورا على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين.
- سلوك حسن.وصحبة نافعة.خير عميم,وأجر كثير,وسيرة طيبة,وعيشة سعيدة,في أعلى العليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
يقول الأستاذ محمد عبادي:
" ماذا أفعل بك وماذا تفعل بي إذا لم نحمل هم الآخرة .
ونجتمع على الله ونتحاب في الله,
فالرابطة القلبية أمر مهم أن نستكثر من إخوان الآخرة,
في إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي حقوق الأخوة في الله
وحقوق المسلم هي أيضا منصوص عليها في كتب الفقه.
وأعلى من ذلك حقوق الأخوة في الله.
لقد كان الواحد من السلف الصالح تخبره جاريته بأن أخاه في الله قد حضر وأخذ من صرته مالا فيقول لها:
أنت حرة لوجه الله بسبب هذه البشارة التي بشرته به.كيف نعمق علاقتنا إلى هذا المستوى ؟
ابن القيم الجوزية رحمه الله يضرب مثلا لهذا الاندماج فيقول يكون أحدهم في مكان والآخر في مكان آخر فتحصل لهم نفس الأحوال.
الأجسام مختلفة والأرواح متمازجة إخوان الآخرة مشروع عظيم يستمر حتى الآخرة تصور يوم القيامة يذهب العبد إلى أمه يسألها حسنة واحدة فتأبى,
ثم يذهب إلى أبيه وأخيه,
ولا منهم من ينفعه.
ويذهب أخيرا إلى أخيه في الله فيعطيها له جودا وكرما وإيثارا,
فيكون سببا في دخوله الجنة إذ يقول له الله عز وجل :خذ بيد أخيك وادخلا الجنة).
أخي في الله:
إن أثر هذه المحبة الحسية لا نراها إلا غدا يوم القيامة,يوم ينادي منادي الله سبحانه وتعالى:أين المتحابون؟ لتعرف مكانتهم ويعرف قدرهم.الناس كلهم تحت حر الشمس والمتحابون في الله تحت ظل العرش,في سلام وأمان,والمنزلة العظمى بعد الحشر... بعدما يدخل أهل الجنة الجنة يجلسهم الباري جل وعلا عن يمينه وكلتا يديه سبحانه يمين.
فالحب في الله والتزاور في الله أمر جلل عظيم يرفع به العبد إلى أعلى درجات القرب درجة المحبوبية"حقت محبتي للمتحابين في".
سبحان الله.. بهذا العمل البسيط – المحبة – تعطى لهم هذه المكانة الرفيعة.ولهذا لما سئل صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال قال: الحب في الله والبغض في الله.نظرا لما لهذه المحبة من قدر عند الله تبارك وتعالى..والمحبة من أعمال القلب,وعمل القلب أفضل من عمل الجوارح,وذرة من عمل القلب أفضل عند الله من جبال أعمال الجوارح.
يقول الامام أبو حامد الغزالي رحمه الله في كتابه إحياء علوم الدين الجزء الثاني:
"فإن التحاب في الله تعالى والأخوة في دينه من أفضل القربات,
وألطف ما يستفاد من الطاعات في مجاري العادات.ولها شروط بها يلتحق المتصاحبون بالمتحابين في الله تعالى,
وفيها حقوق بمراعاتها تصفو الأخوة عن شوائب الكدورات ونزعات الشيطان,
فبالقيام بحقوقها يتقرب إلى الله زلفى,وبالمحافظة عليها تنال الدرجات العلى".
حقوق الأخوة في الله:
1 - أن تعمل لك ولإخوتك وتحمل همهم وتسأل عن أحوالهم وأحوال أهلهم..وأنك عندما تلتقي بأخيك ينتابك إحساس أكثر من إحساس يوم العيد تعيش فرحا وسرورا,لأن نعمة المحبة في الله من أعظم النعم...حتى تصل إلى درجة أنك تنسى نفسك عندما تكون مع إخوتك.
اتخذ في السير خلا صادقا **** ذا وفاق راغبا عن جدل
ليس بالطبع حميدا سعيه **** ليس بالواني ولا بالعجل
باكي الطرف خشوعا قلبه **** لم يرد إلا صلاح العمل
واجتنب خلا لجوجا نائبا **** خالي الفكر كثير الخلل
حظه النوم رديء خلـقه **** همه البطن حليف الكسل.
2-زيارته:
إذا حققت من خــــلّ ودادا *** فزره ولا تخف مـــــــــللا
وكن كالشمس تطلع كل يوم *** ولا تكن في زيارته هلالا.
والزيارة تكون إما أن تزوره في بيته أو عبر الهاتف أو... وأفضلها أن تزوره في كل يوم في الدعاء,معناه ان تدعو معه وله.
3- قضاء الحاجات والقيام بها,وذلك درجات:أدناها:القيام بالحاجة عند السؤال والقدرة,ولكن مع البشاشة والاستبشار.وأوسطها:القيام بالحوائج من غير سؤال.وأعلاها:تقديم حوائجه على حوائج نفسه.
4- الصفح والعفو,قال عبد الله ابن المبارك رحمه الله:" المؤمن يطلب المعاذير,والمنافق يطلب الزلات". وقال الفضيل رحمه الله:"الفتوة الصفح عن زلات الإخوان".قال أحد الصالحين رضي الله عنه:"الصفاء أن تدعو لمن أساء إليك في جوف الليل وهو نائم".. وقال آخر:"كن قنطرة يمر عليك إخوانك,كن تراب رجلهم,واصبر على اذاهم,..."
إذا أتى الحبيب بذنب واحد *** أتت محاسنه بألف شفيع.
5- ترك إساءة الظن به, لقوله صلى الله عليه وسلم:" إياكم والظن فإنه أكذب الحديث" رواه البخاري ومسلم.. أمرنا أن نحسن الظن بإخواننا وان نحمل فعلهم على الحسن مهما أمكن... وسوء الظن يدعو إلى التجسس المنهي عنه في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة,وستر العيوب والصفح من شيم الصالحين,ولا يكمل إيمان المرء حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه,وأقل درجات الأخوة أن تعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به,ولا شك أنك تنتظر منه أن يستر عورتك,وأن يسكت عن مساويك,فلو ظهر لك منه عكس ذلك اشتد عليك فكيف تنتظر منه ما لا تغرم عليه له؟.
6- على اللسان بالنطق,فإن الأخوة كما تقتضي السكوت عن المكروه,تقتضي النطق بالمحبوب,بل هو أخص بالأخوة,وفي الحديث الصحيح من رواية الترمذي:"إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه". أي تقول له أحبك في الله,ويقول لك :أحبك الله الذي أحببتني فيه أو لأجله.
وتدعوه بأحب أسمائه إليه,قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"ثلاث تثبت لك الود في صدر أخيك:أن تبدأه بالسلام,وتوسع له في المجلس,وتدعوه بأحب أسمائه إليه".
وأن تشكره كذلك على صنيعه في حقك,وأن تذبّ عنه في غيبته إذا قصد بسوء,فحق الأخوة التشمير والحماية والنصرة.
7- النصيحة:وتكون سرا,قال الإمام علي كرم الله وجهه:"لا تقطع أخاك عن ارتياب,ولا تهجره دون استعتاب"..وأثنى ربنا الكريم على المؤمنين بقوله:"إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتوصوا بالحق وتوصوا بالصبر"..فإن كانت زلته في دينه تنصحه وتزجره وتعظه فإن أبى فالمصارمة.. قال الحسن البصري:"إن أخاك من نصحك في دينك,وبصرك عيوبك,وهداك إلى مراشدك,وإن عدوك من غرك ومنّاك".
قال محمد بن أبان:
إذا أنا لم أصبر على الذنب من أخ *** وكنت أجاريه فأين التفاضل.
إذا ما دهاني مفصل قطعتــــه *** بقيت وما لي للنهوض مفاصل
ولكن أداويه,فإذا صحّ سرّني *** وإن هو أعيا كان في تحامـــل
ولعبد الله بن معاوية:
ولست ببادي صاحبي بقطيعة *** ولست بمفش سره حين يغضــب
عليك بإخوان الثقاة فإنهـــم *** قليل فصلهم دون من كنت تصحب
وما الخدن إلا من صفا لك ودّه *** ومن هو ذو نصح وأنت مغيّـــــب.
وعلامة الأخ أن يحبك في الله فإن وجدته فعض عليه بالنواجد فإنه عدة ليوم الشدة.
8- الدعاء له ومعه في حياته وبعد موته بكل ما تدعو به لنفسك.روى الإمام مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة,عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به:آمين,ولك بالمثل". فمن الأفضل يا أخي دعاؤك أم دعا الملك لك؟ ومن نسي أخاه في مواطن الذكر والدعاء فحبه له ادّعاء.
9- الوفاء والإخلاص:ومعنى الوفاء:الثبات على المحبة إلى الموت, ومن الوفاء أن لا تتغير على أخيك في التواضع,وإن ارتفع شانك وعظم جاهك.. واعلم أنه ليس من الوفاء موافقة الأخ فيما يخالف الدين.ومن الوفاء أن لا تسمع بلاغات الناس على أخيك, ولا تصدق عدو أخيك.
10- ترك التكلف والتكليف:وذلك أن لا تكلف أخاك ما يشق عليه... بل يكون قصدك من محبة أخيك الله وحده,والتبرك بدعائه,والاستمداد من نورانيته,والاستئناس بلقائه,والاستعانة على دينك والتقرب إلى الله تعالى بالقيام بحقوقه.قال جعفر بن محمد:"أثقل إخواني علي من يتكلف لي وأتحفظ منه,وأخفهم على قلبي من أكون معه كما أكون وحدي". وقال بعض الحكماء:"من سقطت كلفته, دامت ألفته,ومن تمام هذا الأمر أن ترى الفضل لإخوانك عليك,لا لنفسك عليهم فتنزل نفسك منزلة الخادم".
11- الهدية:لقوله صلى الله عليه وسلم:"تهادوا تحابوا" حديث حسن صحيح في الجامع للألباني.. والهدية تورث المحبة وتذهب الشحناء كما جاء في حديث آخر.
أخي المؤمن:من آداب المحبة :
حسن الخلق-
وتحسين الظن-
والصفح عن العثرات-
وترك الحسد-
وإظهار الفرح والبشاشة لقوله صلى الله عليه وسلم:
"لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق"
رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه.
وفي رواية:
"تبسمك في وجه أخيك صدقة".
-وسلامة القلب وإسداء النصح-
والإخلاص في المحبة-وترك الأذى
-وحسن العشرة
-وحفظ العهد والأسرار
-وعدم مخالفة الوعود
-الإيثار والإكرام
-الحمد على الثناء
-ملازمة الحياء
-معرفة اسمه ونسبه
-إقلال العتاب
-التواضع
-قبول المشورة
-ترك المداهنة:
والمداهنة هي إظهار خلاف الباطن
-احتمال الأذى
-الانبساط في النفس والمال
-مجانبة الخصال الذميمة
-أن يؤدي له حقوق الأخوة كاملة.....
-مسك الختام:
يقول الأستاذ عبد السلام ياسين:
"والحب لله والحب في الله رزق يرزقه الله من يشاء,لا يفيد في ذلك تفعل العبد إلا أن يدعو ربه(...) الجنة ممنوعة علينا ما لم نتحاب في الله,وهو تحاب يلقيه الله على هذه الأمة المرحومة,على المؤمنين المتقين,يتذوقونه وتحلو الحياة به وهي مرة(...)ومن رزق في الدنيا من المؤمنين تحابا خاصا عميقا كان له في الآخرة مكانة خاصة يقول الله تعالى يوم القيامة:
"أين المتحابون بجلالي؟اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي"-
أخرجه مسلم ومالك في الموطأ
عن أبي هريرة مرفوعا-.(...) اهرب من قرناء الغفلة, وارتمي في أحضان قوم صالحين,وابك على ربك ليرزقك محبتهم,عسى أن تنجو من ورطة الانحشار في زمرة الهالكين.فإن حب الصالحين يثمر حب الله وحب الله يثمر حب الصالحين"
كتاب الإحسان ج1.
واعلم أخي أعزك الله أن إذا صلحت النيات,
وخلصت السريرات, صلحت أصفية المودة,وثبتت المحبة,واتفقت القلوب,
واغتفرت الذنوب,وإذا فسدت النيات وخبثت السريرات,
بطل خالص الإخاء وانحلت عرى المحبة والإخاء...
وخير الأحباب من كانت محبته في الله ولله ولم تكن محبته ولا أخوته لطمع من الدنيا قليل,أو لغرض نفسي عاجل,فإذا رزقك الله تعالى محبة امرئ مؤمن فتشبث بها وكن حريصا عليها. سئل بعض الحكماء:
أي الكنوز خير؟فقال أما بعد تقوى الله فالأخ الصالح".
اللهم اجعلنا من المتحابين فيك,واجمع قلوبنا على طاعتك وطهّرها من كل وصف يباعدها عن مشاهدتك ومحبتك آمين.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
من شبكة الأحرار
13
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
توتة الرياض
•
جزاك الله أختى كل الخير .. وجعلنا الله ممن يحبون وينحبون في الله .. ورزقنا الله الفردوس الأعلى
أختي توتة الرياض:
أهلا بكِ.
نورتِ الموضوع.
أنار الله قلبكِ بالإيمان.
وسدد خطاكِ.
شكرا لكِ جزيلاً.
أهلا بكِ.
نورتِ الموضوع.
أنار الله قلبكِ بالإيمان.
وسدد خطاكِ.
شكرا لكِ جزيلاً.
حياك الله اختي الغاليه... امونه المصونه...
. جزاك الله كل خير ووفقك لما يحبه ويرضاه.
جمعني الله بكم في الجنان رياضها مجمع المتحابين وحدائقها نزهة المشتاقين
:26:
. جزاك الله كل خير ووفقك لما يحبه ويرضاه.
جمعني الله بكم في الجنان رياضها مجمع المتحابين وحدائقها نزهة المشتاقين
:26:
الصفحة الأخيرة