الحب ليس سبباً للزواج

الأسرة والمجتمع

بالرغم من تحمس الكثيرين للحب أساساً للزواج، فإن كثيراً من الشبان والشواب لا يرى أنه سبب كاف للزواج!واتضح أن الحب الرومانسي لم يعد سبباً للزواج.

وأن معظم حالات الزواج الآن تتم بسبب الرغبة في الاستقرار والارتباط. وبالتالي فإن الحب الرومانسي لم يعد يمثل سبباً قوياً للزواج.
وأكدت الدراسة أن هذا النوع من الزواج، الذي يعتمد على العقل والمنطق دليل على بلوغ الزوجين مرحلة النضج، بحيث يحددان أهدافهما ويختاران شريك الحياة المناسب من خلال نظرة واقعية للأمور.
الحب لا يكفي:
ـ يريد الرجل أن تكون امرأته باسمة، دائمة الابتسام، تُشيع حولها جواً من المرح والبهجة والسرور، ولا ينبعث من فمها إلا كل كلام مفرح. ويكره الرجل المرأة المتجهمة العابسة المتخبطة، التي تشيع النكد أنى كانت
ـ ولا يصح أن يتزوج الرجل امرأة، لا تعجبه صفاتها، معللاً نفسه بأنه سوف يعلمها طباعه ويخلق منها المرأة التي يحلم بها. فهذه الفكرة تنذر بعدم توافق الزوجين، وصعوبة نجاح الزواج، وتؤكد أن أحد الشريكين لا يطيق الآخر بما فيه من صفات.
ـ ويوقن الرجل أنه لا يستطيع أن يتزوج امرأته، ولا يمكنه أن يلمسها أو يلامسها، إلا إذا كان يحبها حباً كاملاً شاملاً، وكانت تروقه فعلاً وتعجبه بكل صفاتها وطباعها ومحاسنها. ولذلك قد يخطبها وينسى أن يقول لها كلمة ((أحبك)). أما الرجل الذكي فيكرر لها كلمة الحب، ويفتح بها قلبها.
- ولو خُيرت شابة بين رجلين، يخطبان ودها، ويطلبان يدها لاختارت مَن يقول لها ((أحبك))، ورفضت مَن يبخل عليها بكلمة الحب. ولكن الحب وحده لا يكفي لنجاح الزواج وتوافق الزوجين.
والحب بعد الزواج أمر ممكن، وهو تطور عادي لعلاقتهما، لو سلك الزوجان سبل التفاهم والتضحية وعمل كل منهما على إسعاد الآخر.
والحب الناشئ عن المعاشرة الطيبة والود والتفاهم أمتن أنواع الحب وأصلبها وأبقاها. وهو القادر على مواجهة الحياة الزوجية، لأنه يقوم على أسس متينة للروابط، وليس على مجرد رغبات طارئة عابرة.
أن أسس اختيار شريك الحياة السليمة هي:
ـ توافر الإحساس بالاحترام المتبادل.
ـ رغبة كل من الطرفين في معرفة مزيد عن الآخر.
ـ الاعتزاز بشخصية الطرف الآخر والرغبة الجادة في الارتباط به.
ـ تقارب ظروف الإثنين في المستوى الاجتماعي والموارد المالية.
ـ التقارب في نوع الثقافة والتعليم.
ويجب على كل منهما أن يدرس شخصية الآخر دراسة موضوعية، مع محاولة التخلص من نشوة العاطفة الوهاجة المصاحبة لفكرة الارتباط، والتي قد تفسد الحكم السليم على شريك الحياة.
ومهما أتقن أحد الطرفين إخفاء حقيقته وطبيعته، تبدر لحظة انفعال تكشف الحقيقة. فواجب كل من الخطيبين أن يدرس تصرف الآخر ويكشف معاني كلماته وحركاته.
أن الجمال أمر مهم للشاب، لأن العين تألف أي منظر أمامها، كما أن التفاهم يزيد الإحساس بالجمال. وكثيراً ما تنهار صورة أحلى امرأة في العالم في عين الرجل (زوجها) بمجرد أن تخرج عن الطور ويعلو صوتها غاضباً أو منفعلاً.
ولكن لو خلت المرأة من صفات الحُسن التي يريدها الرجل، فقد يبحث عن هذه الصفات في امرأة أخرى. وقد يتطلع إلى أحضان أجمل وأحلى وأبهى بحثاً عن الجمال الذي يفتقده. وقد يصاب بعجز حسي ويحن يتكشف له خلو امرأته من الجمال الذي ظل طويلاً يحلم به.
1
473

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خوف و رجاء
خوف و رجاء
بارك الله فيك