تُقبِلُ طلائع النور.. متمهلة الخطى ..
فتلامس بأنامل الحب الرفيقة وجه الكون ..
فإذا بالحياة ينحسر عنها حجاب الظلمة..
ويتهلل بشراً محيا الفجر فيها .
:
تلثم قطرات الندى في غبش الصباح ثغر الورود بحب
فتتفتح أكمامها وتحييها بابتسامة عطر..
:
يعطف الغصن على نظيره ..
ويهمس الورق حفيفه في أذن الجدول
ويضم الطير أفراخه تحت جناحه ..
وتحضن الأم صغيرها ..
وكلها ..تتنفس لغة الحب ..
:
تصفو الحياة ، وتغتفر الزلات ..
وتقال العثرات ، وتثمر الحسنات ..
وتختصر بين القلوب المسافات ..
حيثما كان الحب
:
الحب رسالة الأنبياء ..
وهدية السماء ..للإنسانية ..
في كل زمان ومكان ..
وهو سر البقاء ..
❤️
الحب ..!
ماء الحياة ، وملحها ، ودقيقها..
فهنيئاً لمن يعرف كيف يصنع من عناصرها
خبز الحياة ..!
❤️
" لو ساد الحب مااحتاج الناس إلى العدل
ولا إلى القانون "..
هكذا قيل فيما لوأدرك الناس ..
قيمة الحب.. وحقيقته !
❤️
الحب هو روح الوجود..
وهو الدماء التي تُضخ في شريان الحياة
بيد أن هناك مايعترض تدفق دماء العافية في عروق الحياة ..
يقف على طرفي نقيضٍ من عالم الحب الجميل البنّاء..
ألا وهو عالم انعدام الحب ..
ذلك المعول الذي تحركه يد الكراهية والحقد ..
فيهدم ويدمر كل القيم الجميلة ..الخيّرة . ❤️
الحب في اللغة ~
هو انعقاد المودة ، وصفاء الحال ..
بين الحبيب وحبيبه ..
❤️
أما الحب عند الحكماء..
فمما وصفه به بقراط :
هو امتزاج النفس بالنفس كالماء بمثله ..
والنفس ألطف من الماء، وأرق مسلكاً..
دق عن الأوهام مسلكه ، وخفي عن الأبصار موضعه
وحارت العقول دون كيفية تمكنه ، غير ابتداء حركته
وعظم سلطانه من القلب ..ثم يعم الأعضاء...
❤️
وذكروه شعراً ~
الحب روح الكون لولاه لما
عاشت به الأحياء بضع ثواني
الحب ينبوع الحياة تفجرت
من راحتيه سعادة الأكوانِ...
❤️
باسم الحب ظلماً~
قيدوا الحب بيومٍ أسموه ضلالاً: عيد الحب
أريق الشرف ، وهتكت الأعراض ، وزينت الرذائل باسم الحب ..
ضربت الأوتار على جراح القلوب
وتأوهت الحناجر على وقع قيثارة الأشجان
وهيجت العواطف واستثيرت الاحزان ..
باسم الحب ..
وما أكثر الضحايا الذين وقعوا في الشراك..
التي تنادي بالحب ..
فهل هذا هو الحب ..؟!
❤️
الحب خلق قلبي ..
وكما الأخلاق تتباين عند الناس ..
فمنها الثابت الأصيل ..
ومنها المتلون وفقاً لتقلبات الأيام ..
كذلك الحب ..
فهذا حب الجوهر
وذاك حب المظهر
والجوهر ثابت ، والمظهريتغير .
❤️
نظر الإسلام إلى الحب نظرة شمولية ..
واعتبره قانون التماسك في العلاقات الإنسانية ..
ثم جمع حب الوجودكله ..
تحت مظلة الإيمان
وجعل بحر الحب كله ينبع منها..
ثم يعود إليها ..
فهي منبعه ومصبه .
❤️
نعم ..!
أعطى الإسلام ميزة عالية ومعنى رفيعاً
للوجه الحقيقي للحب ..
فهو الحب المنتظر الذي تتشوقه القلوب
والذي لن تبلغه إلا بالعمل المخلص..
هذا الحب الرائع الذي غزل خيوط جماله ، وزان أسراره
ديننا الحق.. هو الجدير بالسعي لبلوغه، و اعتناقه ، والتطلع إليه
فلا سرور ولا أمان ولا عزة إلا بهذا الحب
إنه حب الله ويتمثل في طاعته ..!
إن كنت تهواه ُ لكنت أطعتهُ
إن المحبَّ لمن يحبُّ مطيعُ
❤️
الغذاء .. الهواء ..الشمس ..
كلها عناصر خارجية
تمدنا بأسباب الحياة..
لكنها لاتمنحنا الحياة ..
القوة الوحيدة التي تمنحنا كل شيء هي قوة الله العليا
الله الأعظم والأجل .. والأقرب إلى القلب ، والروح ،والنفس ..
ليس كمثله شيء..
هو تعالى روح المحبة والحنان على عباده ..
روح الرحمة والسلام ..
بتفكيرنا بالله تعالى على هذا النحو الحبيب ..
نشعر بقربه منا وبقربنا منه ..
ولو طلبنا رضاه صادقين سالكين سبيل المحبةلأحبنا
وظللنا بأجنحة رحمته.
:
طريقنا إلى الله تعالى ممهد يسير ..
لننظر إلى أعماق قلوبنا ..نجده ..!
فهو أقرب إلينا من حبل الوريد ..
❤️
إننا نعيش الحياة بمدها وجزرها ..
تتقاذفنا تيارات الحياة اليومية
وننغمر في أمواج المادة و تتقلب بنا عواطفنا ..
بين الألم واللذة .. واليأس والرجاء ..
نرفع دعاءنا ونحن وسط هذا التيار الهائج ..
قلوبنا غائبة ، وأفكارنا القلقة بعيدة مشتتة ..
فكيف نرجو الاستجابة ؟!
❤️
الوعي السامي بالله ..
والتأمل في معرفة الله ..
في ظل السكينة العذبة..
يغسل القلب بماء السلام
هناك يستيقظ الحب العظيم واليقين الصادق
وتتصل الروح بمباركة السماء ، وتتفتح البصيرة .
وتحل الطمأنينة ، وتتنبه الملكات الخفيه ..
وتسري في الحواس مشاعر الحب والقرب الإلهي ..
❤️
الحياة تستدرجنا إلى فخاخها ..
ونحن نندفع فنقع في شركها فنفقد توازننا ..!
دعونا لانشتري بضاعة الحياة الرخيصة ثمناً لحياتنا ..!
لنختلس من يومنا زمناً نبتعد فيه عن الاحباطات التي تقلقنا
وتسلب راحتنا ..
نلوذ بركن قصي في أرواحنا ..
نتجه بقلوبنا نحو النور ونتركه ليغمرنا ..
نطلب من الله أن يهدينا إلى حياة مثمرة ويبارك سعينا
ويهدي خطانا إلى الخير ..
وأن يعيننا على انتزاع أشواك الطمع والجشع والمغريات
حتى لاتطغي على توازننا وتفقدنا لذة العيش الحقيقية
تلك التي تتربى في ظل القناعة والرضا ..
❤️
نحن في محيط الحياة الكبير تائهون ..!
إن لم نجد نقطة ارتكاز ثابتة لاتتبدل بتبدل الأزمان
ولا تتأثر بالتقلبات السريعة في عالمنا العصري
إن المرتكز الوحيد الذي ينجينا من تعقيدات الحياة
ويمسك بأيدينا ليسير بنا في طريق النجاة
والملاذ الآمن من ضربات الحياة ..
هو الله ..
فأحبوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ..يحببكم.
❤️
قيل ~
ليس العجب من حبي لك وأنا عبد فقير
إنما العجب من حبك لي وأنت ملك قدير
الحب.. ولكن ~
الحب ارتباط وبذل وعطاء..
ولكن من حقائق التعلق القلبي المؤلمة بين طرفين ..
أنه لاوجود لحب صفوٍ خالٍ من الكدر ..
لأن قلب المحب يكون ملكاً للمحبوب ..
مرهوناً برضاه ..
ينعشه وصله .. ويفرحه قربه .. ويسعده تواصله
وإن دار الزمان .. وانصرم حبل الوصال ..
وتبدل قلبه ..
ذاق الأمرين ..
وأضاع رشد قلبه ..!
فهل من منطق لتفسير هذا الحب ؟!
إنه الحب ..ولكن!
❤️
هذا جلال الرومي يصف الحب فيقول
:
إن الحب يحول المرّ حلواً
والتراب تبراً ..
والكدر صفاءً .. والألم شفاءً ..
والسجن روضة ..والسقم نعمة .. والقهر رحمة ..
وهو الذي يلين الحديد ، ويذيب الحجر ..
ويبعث الميت ، وينفخ فيه الحياة ..
إن هذا الحب هو الجناح الذي يطير به الإنسان المادي
الثقيل في الاجواء ..
ويصل من السَّمْك إلى السِّماك ..
ومن الثرى إلى الثريا ..
حياك أيها الحب المضني !
ياطبيب علّتي وسقمي ..!
يادواء تخّفي وكِبري .!
ياطبيبي النطاسي !يامداوي الآسي !
:
أليس ذلك هو الحب الكبير ..؟
الحب النابع من الإيمان ..؟
فالمؤمن وحده يحب كل مايأتي وما يصيبه
حتى أمر الامتحانات ..وأشد الابتلاءات
يتلقاها بقلب المحب ..
لأنها تزيده قرباً من خالقه ..
ولا أجمل من قربه ..
ولا اعظم من حبه ..
إنه الحب المطلق ..
من غير لكن .
جميل جدا فيضنا الحبيبة تلك الفيوض الرقيقة في علم المحبة وعالمها
سلمت يداك حبيبتي على ذلك الطرح الراقي والمتميز والقيم
وهذا عهدنا بك دائما فدمت مبدعة ودام قلمك المعطاء
ودمت بود وحب دائمين غاليتي فيض الواحة الرقراق وعطرها