حلاوة

حلاوة @hlao

عضوة شرف عالم حواء

الحجاب

ملتقى الإيمان

<FONT color="#8F00FF">تَعَبّدَ الله نساء المؤمنين بفرض الحجاب عليهن ، الساتر لجميع أبدانهن وزينتهن ، أمام الرجال الأجانب عنهن ، تعبداً يثاب على فعله ويعاقب على تركه ، ولهذا كان هتكه من الكبائر الموبقات ، ويجر إلى الوقوع في كبائر أخرى ، مثل : تعمد إبداء شيء من البدن ، وتعمد إبداء شيء من الزينة المكتسبة ، والاختلاط ، وفتنة الآخرين ، إلى غير ذلك من آفات هتك الحجاب . فعلى نساء المؤمنين الاستجابة إلى الالتزام بما افترضه الله عليهن من الحجاب والستر والعفة والحياء طاعة لله تعالى ، وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله - عَزّ شأنه - { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً } (الأحزاب / 36). كيف ومن وراء افتراضه حكم وأسرار عظيمة ، وفضائل محمودة ، وغايات ومصالح كبيرة ، منها :
حفظ العرض : الحجاب حِرَاسَةُ شرعية لحفظ الأعراض ، ودفع أسباب الريبة والفتنة والفساد .
طهارة القلوب : الحجاب داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات ، وعمارتها بالتقوى ، وتعظيم الحرمات . وصدق الله - سبحانه - {ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن }.
مكارم الأخلاق : الحجاب داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفة والاحتشام والحياء والغيرة ، والحجب لمساويها من التلوث بالشائنات كالتبذل والتهتك والسفاله والفساد .
علامة على العفيفات : الحجاب علامة شرعية على الحرائر العفيفات في عفتهن وشرفهن ، وبعدهن عن دنس الريبة والشك : {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} ، وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن ، وإن العفاف تاج المرأة ، وما رفرفت العفة على دار إلا أكسبتها الهناء . ومما يستطرف ذكره هنا ، أن النميري لما أنشد عند الحجاج قوله :
يخمرن أطراف البنان من التقى ويخرجن جنح الليل معتجرات
قال الحجاج : وهكذا المرأة الحرة المسلمة .
قطع الأطماع والخواطر الشيطانية : الحجاب وقاية اجتماعية من الأذى ، وأمراض قلوب الرجال والنساء ، فيقطع الأطماع الفاجرة ، ويكف الأعين الخائنة ، ويدفع أذى الرجل في عرضه ، وأذى المرأة في عرضها ومحارمها ، ووقاية من رمي المحصنات بالفواحش ، وإدباب قالة السوء ، ودنس الريبة والشك ، وغيرها من الخطرات الشيطانية . ولبعضهم : حور حرائر ما هممن بريبة كظباء مكة صيدهن حرام.

حفظ الحياء : وهو مأخوذ من الحياة ، فلا حياة بدونه ، وهو خلق يودعه الله في النفوس التي أراد - سبحانه - تكريمها ، فيبعث على الفضائل ، ويدفع في وجوه الرذائل ، وهو من خصائص الإنسان ، وخصال الفطرة ، وخلق الإسلام ، والحياء شعبة من شعب الإيمان ، وهو من محمود خصال العرب التي أقرها الإٍسلام ودعا إليها ، قال عنتره العبسي : وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها فآل مفعول الحياء إلى التحلي بالفضائل ، وإلى سياج رادع ، يصد النفس ويزجرها عن تطورها في الرذائل . وما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء ، وخلع الحجاب خلع للحياء .
الحجاب يمنع نفوذ التبرج والسفور والاختلاط إلى مجتمعات أهل الإسلام .
الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية ، فلا تكون المرأة إناءً لكل والغ .
المرأة عورة ، والحجاب ساتر لها ، وهذا من التقوى ، قال الله تعالى : {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير} (الأعراف / 26). قال عبدالرحمن بن أسلم - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية : "يتقي الله فيواري عورته فذاك لباس التقوى" . وفي الدعاء المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي" رواه أبو داود وغيره . فاللهم استر عوارتنا وعورات نساء المؤمنين، آمين .
حفظ الغيرة .
من كتاب حراسة الفضيلة لفضيلة الشيخ العلامة : بكر بن عبدالله أبو زيد - الطبعة الرابعة 1421 هـ
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
</FONT>
0
515

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️