الحجاب بين طالبان وفرنسا ...!!!

بسم الله الرحمن الرحيم___
وكل عام والجميع بخير___
عندما بدأت أمريكا تهيئ الرأي العام العالمي لحربها الظالمة على أفغانستان كانت صورة المرأه الأفغانية بنقابها الأفغاني الساتر والمميز، وعباءتها الملونة أحد الركائز الرئيسية التي اعتمدت عليها لتشويه نظام طالبان، وضعت أمريكا الصور ووزعتها لتكون مصدر الهام لصحافتها هناك ولعملائها هنا، كان هذا الإلهام يستثير الكل بداء من سيدة البيت الأبيض لورا بوش التي طننت بتحرير المر أه هناك وإعطاؤها الحرية، فكانت نتيجة ذلك التحرير ارتفاع نسبة المنتحرات من الأفغانيات إلى 20% خوفا من الاغتصاب وكردة فعل لازدياد أرقام جرائم الاغتصاب حسب أحد أعداد جريدة الجزيرة، وتوسطا بمنظمات حقوق المرأه التي يتخذ أغلبها من بلاد النور مقر لها والتي باركت هذه الحرب وهنئت المرأه الأفغانية بسقوط طالبان، وانتهاء بالسقطة من العرب والمسلمين الذين اهتزت الأرض تحت أ قدامهم طربا لانتهاء حكم طالبان. كانت هذه الحملات ترتكز على الحرية الشخصية باعتبار طالبان تجبرهم على الحجاب، وكانت تستمد قوتها بالنظر إلى الحجاب على أنه شيء تافه يقدم ولا يؤخر، و يقيد ويعرقل الانطلاق إلى الفجور..!! وأشياء أخرى سخيفة تعتمد على مترجمات لأعمال الاباحيين من العرب، وبالفعل نجحت أمريكا بلفت الانتباه لهذا الأمر لدرجة أنه جعل من ضمن شروط تعمير أفغانستان أن تكون هناك امرأة ضمن كادر الوزراء للدلالة على اهتمامهم بالمرأه..!!

كان هذا منذ أكثر من عامين تقريبا عندما وقف العالم كالبنيان المرصوص مع أمريكا لتحرير المرأه الأفغانية من وجهة نظرهم..!! COLOR=sienna]أما اليوم عندما أرادت فرنسا عمل ذات الخطوة لم__ ترتكز على ذات المبررات التي ارتكزت عليها أمريكا لأنها ستدين فرنسا بكل تأكيد، فلو يممنا شطر الحرية الشخصية ففرنسا تعتدي على الحريات بهذا القرار، ولو أعتبرنا أن الحجاب شيء تافه فلماذا نطق وزير التربية هناك بهذه المقولة التي لا زلت أتعجب منها (فرنسا ستظل رمز___ للعلمانية___ ولن نسمح بشيء يهدد رمزها) سبحان الله قطعة قماش لا تتجاوز المتر تهتد رمز العلمانية، _يا لهذه القوة_ _العظمية، يا لهذا الحمم التي تتدفق منه لتغرق العلمانية في بحر الطهر، إذا هو ليس بالشيء التافه كما زعموا و إلا لما تحرك رئيس الدولة التي تعتبر الزنا حق__ شرعي للمتزوجة لحظره، وليس شيئا عاديا و إلا لما شكلت له الهيئات من الباحثين في الشؤون العربية، ولما تآمر علية عتاة المستشرقين هناك وأيدوا القرار..!!!

فعلى ماذا ارتكزت إذاً فرنسا في هذا القرار..؟!

ارتكزت على أن الحجاب شمس يخشى أن تبصرها العيون فتركض لتنعم بدفئها بعد أن أعيتها برودة العري والأجساد الرخيصة...!!
اعتمدت على احصائيات تقرع أجراس الخطر، لأن الحجاب ينتشر كالنار في الهشيم بين المسلمات سواء ذوات أصول فرنسية أو شرقية فخافت على رمز العري أن يداس بالأقدام وأن تأنفه الأجساد..!!
اعتمدت على الأرقام المفزعة لهم عن انتشار قطعة القماش الصغيرة – في نظرهم – بين طالبات المدارس الصغيرات، فخشو أن تقلدها زميلتها الفرنسية وتتخلى عن المايوة فتنهار حضارة فرنسا البهيميه ...!!
خشيت بلد الحريات أن يصبح منظر الحجاب مألوفا في الشارع الفرنسي فيزاحم الأجساد العارية...!!
لهذا وغيره حظرت فرنسا الحجاب
همسة لكل من استسهل أمر منع الحجاب في فرنسا معتبرا أن الحجاب هناك ليس بذي أهمية أو انتشار واسع، فكل ما علية أن يفعله ليحصل على الصورة كاملة أن يذهب إلى الجمعيات النسائية الإسلامية والمراكز الإسلامية والأحياء المكتظة بالعرب هناك ليرى لثام السودانية ونقاب المصرية، وتحجب الخليجية، وخمار التركية والباكستانية، وحرص الفرنسية على غطاء رأسها.

لكل من امتلئ قلبه حزنا على الحجاب هناك أو في مؤتمر جدة البائس
، لا تحزن إن الله معنا، ولا يملئن قلبك اليأس فمعركة الحجاب لم تبدأ اليوم أو أمس ولن تنتهي غدا أو بعد غد هي معركة سرمدية مادام هناك عفيف وفاجر، تقي وسفاح يعشق الزنا حد الثمالة فستسمر، ويسرني أن أسري عنك بثلاثة أمثلة: أولها الحجاب الذي لا زال موجود في تركيا رغم ما فعلة أتاتورك وأشباهه هناك، و الثاني هي ما قامت به سيئة الذكر فرنسا بلد الفجور في أحدى تجاربها في الجزائر حيث قامت بأخذ مجموعة من النساء إلى فرنسا ودربتهن على نزع الحجاب فترة ليست بالقصيرة ولما نجحت التجربة وبدأ الحفل المعد لهذا الانتصار، طلب منهن الصعود للمسرح لإثبات التجربة، فرفضن جميعا الظهور دون حجاب..!!، و أخيرا تجربتهم في أفغانستان والتي فشلت فيها أمريكا رغم ما فعلته لنزع الحجاب منهن..هذا وغيرة يدل على أننا لن نعدم رجالا مسلمين لم ولن يغرقوا في مستنقعات الدياثة، ولن نعدم أما صالحة تغني لابنتها نشيد الطهر صباح مساء، ولن نعدم بإذن الله بذرة صالحة من هما تلاعب دميتها مترنمة:
بيد العفاف أصون عز حجابي *** وبعصمتي أعلو على أترابي
وبـفكرة وقــادة وقريحة *** نقادة قد كملت آدابـي
ما ضرني أدبي وحسن تعلمي *** إلا بكوني زهرة الألباب
ما عاقني خجلي عن العليا ولا *** سَدلُ الخمـار بلمتي ونقابي
COLOR=crimson]وأخيرا:
أسأل الله لكل يد سلت قلمها للدفاع عن الحجاب أن تقطف بذات اليد من أشجار الجنة.
وأسأل الله لكل عين بكت ألما على منع الحجاب هناك بأن تحرَم على النار. _
__