الاهتمام بالطفل لا يشمل الأكل والشرب واللبس فقط فإن لتشكيل خيال الطفل ضرورة عظيمة في حياته المستقبلية، بل يذهب علماء النفس إلى أن التشكيل الذهني للطفل يجعل منه إنساناً صالحاً سوياً لا يحمل مركبات نفسية تضر به أو بالآخرين ويكمن التشكيل في عدة خطوات بدايتها الحكاية أو (الحدوتة) والمداومة عليها، خصوصاً قبل النوم فإن لها مفعولاً عالياً على صحته النفسية.. ففي فترة الاسترخاء الجسدي ومع صوت الأم أو الأب تبدأ مرحلة تكوين المفاهيم الحياتية لدى الطفل من خير وشر وحب وكراهية وجمال وقبح وبالتالي تنمي لديه القدرة على التفريق بين الطيب منها والخبيث كما أنها ترسي الكثير من الأسس الإيجابية من حب لفعل الخير ومعرفة يقنية أن الحق دائماً هو المنتصر،
كذلك تنمي هذه الحكاية صفات حميدة لدى الطفل مثل الشجاعة ونصرة الخير بداخله مما يكون له مردود على حياته المستقبلية كلها.
ولسرد الحدوتة أو القصة أصول يجب على الأم بالذات اتباعها سواء كانت تقرأ للطفل من كتب أو تسرد من مخيلتها فلابد عليها أن ترفع صوتها وكذلك لا يكون هذا السرد في الظلام الدامس حتى يرى الطفل ملامح والدته فيتعرف من خلالها على الصفات التي تتكلم عليها فتجهم وجهها يعني هذا أمرا سيئا أو شخصا شريرا وسكينة ملامحها تعني أن هناك أمرا طيبا، هكذا تسقي طفلها المعلومات ليس بمجرد صوت فقط ولكن صورة أيضا، وهناك خطوة مهمة وهي إعطاء الطفل كتبا ذات صور ملونة وجميلة وبحجم كبير لكي تمنح خياله الثقة والانتباه بشكل واضح ليستوعبها (القصص) في خياله وذاكرته مما يكون له كل الأثر في تميزه على أبناء جيله فهماً ووعياً وإدراك.
هكذا تكون للحكاية (الحدوتة) الدور المهم الغائب وسط الاعتماد على التقنيات الحديثة مثل التلفزيون وبرامج الأطفال وبحجج أن الأم لا تعرف قصصا ولا تستطيع أن تحكي لأنها لا تملك هذه الموهبة فإن كانت لا تملكها لتتعلمها فإنه ليس من الكثير أو الصعب أن نتعلم من أجل أطفالنا.
الجزيرة
الوضحاء @alodhaaa
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️