السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
عرفنا أخواتي في الموضوع السابق أن من أسماء الله إسم ((المُستعان)) وليس المعين ، وأن من أنفع الدعاء هو سؤال العون من الله على مرضاته ، وأن نلزم دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام : ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) بعد التشهد الأخير وقبل السلام .
وهذا رابط الموضوع السابق .. هنا بارك الله لك
ونكمل بفضل الله تعالى علينا ..
يقول ابن القيم رحمه الله: " من أفضل ما يُسأل الرب تبارك وتعالى .. الإعانة على مرضاته ، والقسم الثاني من الناس من يسأل الله ويستعين به على حظوظه وشهواته ، لا على مرضاة ربه وحقوقه – أسأل الله لي ولكم أن لا نكون من هؤلاء - فإنه سبحانه يسأله أولياؤه وأعداؤه ويمُدُّ هؤلاء وهؤلاء ، فإن المُلك والجاه والمال والحال مُعطاة للبر والفاجر ، والمؤمن والكافر ، وأبغض خلقه عدوه إبليس ، ومع هذا فقد سأله حاجة فأعطاه إياها ومتّعه بها ، ولكن لم تكن عوناً له على مرضاته ، كانت زيادةً له في شقوته ، وبُعده عن الله وطرده عنه .. وهكذا كل من استعان به على أمر وسأله إياه ، ولم يكن عوناً على طاعته ، كان مبعداً له عن مرضاته قاطعاً عنه ولا بد .
وليتأمل العاقل هذا في نفسه وفي غيره ، وليعلم أنَّ إجابة الله لسائليه ليست لكرامة السائل عليه ، بل يسأله عبده الجاجة فيقضيها له ، وفيها هلاكه وشقوته ، ويكون قضاؤها له من هوانه عليه ، وسقوطه من عينه ، ويكون منعه منها لكرامته عليه ومحبته له ، فيمنعه حمايةً وصيانة وحفظاً لا بُخلاً ، وهذا إنما يفعله بعبده الذي يريد كرامته ومحبته ، ويعامله بلطفة ، فيظن – بجهله (أي العبد) – أن الله لا يُحبه ولا يُكرمه ، ويراه يقضي حوائح غيره ، فيسيء ظنه بربه ! وهذا حشو قلبه ولا يشعر به ، والمعصوم من عصمهُ الله ، والإنسان على نفسه بصيرة ، وعلامة هذا حمله على الأقدار وعتابه الباطن لها ، فوالله لو كشف حاصله وسره لرأى هناك معاتبة القدر واتهامه ، وأنه قد كان ينبغي أن يكون كذا وكذا ، ولكن ما حيلتي ، والأمر ليس إليّ ؟ والعاقل خصم نفسه ، والجاهل خصم أقدار ربه ؟
فاحذر كل الحذر أن أن تسأله شيئاً معيناً خِيرَتُهُ وعاقبته مغيبة عنك ، إذا لم تجد من سُؤاله بُداً ، فعلِّقُه على شرطِ عِلمِه تعالى فيه الخيرة ، وقدم بين يدي سؤالك الاستخارة ، ولا تكن استخارة باللسان بلا معرفة ، بل استخارة من لا علم له بمصالحه ، ولا قدرة له عليها ، ولا اهتداء له إلى تفاصليها ، ولا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ، بل إن وُكِل إلى نفسه هلَكَ كل الهك ، وانفرط عليه أمره .
وإذا أعطاك ما أعطاك بلا سؤال .. تسأله أن يجعله عوناً لك على طاعته وبلاغاً إلى مرضاته ، ولا يجعله قاطعاً لك عنه ، ولا مبعداً عن مرضاته (1)
(1) المصدر: النهج الاسمى – محمد الحمود النجدي .
هل عرفتي أخيتي علينا أن نحذر أن نكون ممن ؟
1- ممن يسأل الله ويستعين به على حظوظه وشهواته ، لا على مرضاة ربه وحقوقه .
2- ممن يسأل الله شيئاً معيناً خِيرَتُهُ وعاقبته غائبه عنه ... أي أخيتي لو كنت تتمني شيئا وانت تعتقدين انه خير لك ، فلا تدعي الله بأن ييسره لك لعله شرٌ لك والله أعلم به ، فإن كان ولا بد فاستخيري الله عنه ، واستخيري استخارة من لا يعلم وليس من يرغب أن يتحقق هذا الأمر ، فما حصل لك بعد ذلك فهو من الله عز وجل وهو الخير لك ".
وأي سؤال أخواتي في الموضوع أنا حاضرة بفضل من الله .. وإن لم أعرف الجواب سأسأل من هو أعلم مني بإذنه تعالى .
أسأل الله العلي القدير لي ولكم أن يُعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا
عابرة سبيل @aaabr_sbyl_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
faten28
•
جـــــــــــــــــــــــــــــــــزاك الله خيرا .......:24: :26: :24: :26: :24: :26: :24: :26: :24: :26:
أعتذر أخواتي عن التأخير ..
faten28 - الامــــــيره
أسأل الله لي ولكم العلم النافع والرزق الطيب والعمل المُتقبل والقلب السليم .. وبارك الله لكم في دينكم ودنياكم .
faten28 - الامــــــيره
أسأل الله لي ولكم العلم النافع والرزق الطيب والعمل المُتقبل والقلب السليم .. وبارك الله لكم في دينكم ودنياكم .
الصفحة الأخيرة