


لم تعد العين ترى كما في السابق .. و لم تعد العقول تعي كما في الماضي ..
نظريات كثيرة تغيرت .. و مفاهيم كثيرة تبدلت .. و تطاولات في قراراتٍ لا يصح فيها التطاول ..
شعورٌ يدغدغُ كل أنثى .. إلا و هي الغيرة على زوجها .. و لكن إلا يجب أن نقف عند كل شعور نشعر بهِ ..
بحيث أن لا نبالغ بهِ .. فـ كل ما زاد عن حدهِ انقلب إلى ضدهِ .. الــــغــــــــيـــــــــــــــــــــرة ..
الغيرة شعور فطري في المرأة .. و لكن ماذا أن زاد عن الحد ..
و أخذتها الغيرة للجنون فـ تناست أنهُ امراً أباحهُ الإسلام بـ شروط ..
فـ غضبت و أخذتها الغيرة الحمقاء للتفوه بـ كلام يُحسب عليها يوم القيامة ..
لما فيه من تطاولٍ على أمرٍ أباحهُ رب السمواتِ و الأرضِ .. رب إليهِ الرجعى .. و أمامهُ الوقوف و العرض و الحساب ..
و قد تغضب أحداهن على الضرة أكثر من غضبها على المحرمات و الفواحش التي تراها أمامها ..
و تتغاضى و لا تنصح و لا تنكر حتى في قلبها .. بينما لو أتت سيرة الزواج من أخرى ..
لـ جلست لـ ساعات تناقش و تحاور و تدافع عن النساء .. و تصف الرجال بـ أنهم معدومي الوفاء و الإخلاص و العدل ..
و جمعت جميع خلق الله من الرجال في هذا الكون .. تحت هذا الوصف الجائر و الغير جائز ..
سبحان الله .. ساعات على أمرٍ أباحه الله .. و تستكثر دقائق على أمورٍ حرمها الله ..
بل أصبحت منتشرة و متفاقمة .. و تهدد البيوت و الأسر .. و المجمتع بـ أسرهِ يعاني منها و يريدُ إقصائها ..
و نحنُ النسوة ما زلنا نحترق بـ نار الغيرة المجنونة .. التي لا تسمن و لا تغني من جوع ..
فـ هذبن مشاعركن و ترفقن بها حتى لا توديكم إلا أودية جافة متفرعة ..
فـ تغرقن عند أول السيل .. و تتفرقن من حيث يصعب التجمع ..

الحقوق لكِ و عليكِ أن قصرتِ أو قصر فـ جميعكم بشر ..
تصيبون و تخطئون .. و تعترفون و تعتذرون ..
و أن كان ظلمكِ فـ أجركِ على الله و يكفيكِ أنكِ مظلومة لا ظالمة ..
و لكن لا تتظالمي حتى لا تظلمي .. انصفيه و انصفي نفسكِ ..
و هذا حال كل شراكة قائمة في المجتمع .. سواء الزوجية أو غيرها ..
و من اخلص العمل لله .. كان على خيرٍ و نعم الخير ..

و اذكر قصة لـ أحدى المعلمات ..
كانت سلفتها امرأة غشيمة و طيبة لحد السذاجة .. و طيبة و خلوقة ولا ترفض طلباً لـ أحد ..
فـ كرهت هذة المعلمة ضعفها و طيبتها الزائدة .. فـ كانت لها زميلة مدرسة مثلها عزباء ..
فـ قامت بترشيحها لـ أخو زوجها .. و وصفتها لهُ و بالغت في وصفها حتى يتزوجها ..
فـ قرر أن يتزوجها و ذهب هو و أخوه ( زوج المعلمة ) و تمت الموافقة و تحدد موعد الملكة ..
في يوم الملكة وقف العريس أمام المرآة يتزين للموعد .. فـ رأتهُ زوجته الطيبة فقالت له كأنكَ عريسٌ هذة الليلة ..
فقال لها صدقتِ اليوم هو يوم زواجِ من أخرى .. فقالت لهُ .. خبر زواجك و لا خبر وفاتك ..
فـ ضاق صدرهُ عندما سمع كلماتها .. و قال في نفسه .. من أين لي بـ زوجة أصيلة طيبة تحبني هكذا ..
فـ اتصل على أخيه و قال له اتصل على الجماعة و اعتذرهم منهم .. فـ لا أريد الزواج من ابنتهم ..
فقال له أخوه أنت تحرجني معهم و يجب أن تحضر و و .. فقال له لن أفرط و لن أجد مثل زوجتي فلانة ..
فـ ذهب الأخ ( زوج المعلمة ) و من حرجهِ الشديد قرر هو أن يتزوج من تلك المدرسة العزباء .. و تزوجها ..
في صباح اليوم التالي و المعلمات مجتمعات .. أتت المدرسة الزوجة الأولى بـ الحلوى و القهوة للمعلمات ..
و هي سعيدة تخبرهن أن مخططها نجح و قد قامت بتزويج أخو زوجها من زميلتها فلانة .. فقالت الزميلة ..
لم أتزوج أخو زوجكِ .. بل تزوجتُ زوجكِ .. :35:
