الشرق الأوسط :GoldStar /
ينقسم العالم الى قسمين بالنسبة لدوافع الحرب المتوقعة على العراق، حيث يعتقد البعض في دولة أوروبية رئيسية، بأن غربة الولايات المتحدة في السيطرة على النفط العراقي هي الدافع وراء الاطاحة بصدام. ويتفق بعض المفكرين العرب مع هذا الطرح، وكما تعودنا دائما يشككون في الدوافع البشرية والنوايا الحسنة لهذه الحرب، وينسجون من واقع الخيال الفرضيات والاجتهادات لنتائج الحرب على الواقع السياسي والاقتصادي لمنطقتنا.
وسأركز هنا، على المنطق الاقتصادي من اجل تفنيد نظريات المتشائمين من الدول والشعوب لدواعي هذه الحرب.
يبلغ احتياطي النفط العراقي حوالي 112.5 بليون برميل، وهو يعتبر ثاني اكبر دولة نفطية بعد المملكة العربية السعودية، التي يبلغ احتياطها النفطي 261.6 بليون برميل اذا اعتبرنا أن السعر الحالي للنفط العراقي هو 25 دولارا أميركيا للبرميل، فان القيمة الحالية لاحتياطي النفط العراقي تبلغ 3.4 ترليون دولار أميركي كما يبدو لبعض المحللين (وهو مبلغ مغر مما لا شك فيه)، ولكن هذا التقييم يعتبر خاطئا من الناحية الفعلية اذا اخذنا بالاعتبار ان معدل انتاج العراق السنوي من النفط يبلغ 8 في المائة من اجمالي الاحتياطي Annual Production to Reserves، وتعتبر هذه النسبة هي الاقل Lowest Yield على مستوى الـ14 دولة المنتجة للنفط باستثناء دولة الكويت (تعادل نسبة العراق)، ويعود انخفاض هذه النسبة لعوامل جيولوجية واخرى متعلقة بتكنولوجيا التنقيب.
بلغ انتاج العراق في الربع الاخير من عام 2002، 2.6 مليون برميل في اليوم، فاذا اعتبرنا أن سعر الخام العراقي يباع بـ25 دولارا أميركيا للبرميل، فستبلغ الايرادات النفطية السنوية بحدود 23 بليون دولار أميركي، فاذا افترضنا ان تكلفة رأس المال Cost of Capital على الولايات المتحدة هي 10 في المائة فان القيمة الحالية لايرادات النفط العراقي Current Revenue تعادل اقل من 2 في المائة من الناتج المحلي للولايات المتحدة والبالغ 10.4 ترليون دولار أميركي لعام 2002 وحوالي 1/3 من ميزانية الأمن القومي للعام نفسه. وفي حال خصم تكلفة الانتاج او انفخاض سعر النفط الخام بمقدار 10 دولارات أميركية للبرميل تصبح القيمة السوقية لهذه الاحتياطات بحدود 140 بليون دولار أميركي.
اذن، السؤال هل هذا المبلغ مغر لدرجة ارسال 250 ألف جندي أميركي لتغيير النظام في بغداد، علما بأن تكلفة هذه القوات قد تصل الى اكثر من 100 مليار دولار أميركي؟
بالطبع لا، وعلى افتراض ان العراق يستطيع زيادة انتاجه بشكل كبير وهو امر مستبعد (يتطلب ثلاثة اعوام وخمسة بلايين دولار أميركي) حيث انه منذ عام 1970 لم يستطع انتاج اكثر من 3 ملايين برميل باليوم الا في عام 1979 كمحاولة لتمويل حربه ضد ايران، حيث زاد انتاج العراق عن 3.5 برميل باليوم، وفي كل الاحوال لن تحقق الزيادة في الانتاج أي قيمة اضافية تذكر على القيمة السوقية لهذه الاحتياطيات ولا على سعر النفط على المدى البعيد.
يتضح من هذا العرض انه من الاوفر للولايات المتحدة الأميركية ان تشتري النفط من العراق او فنزويلا او أي دولة اخرى، على ان تقوم بالسيطرة على منابع النفط وتغيير نظام الحكم في هذه الدول، وعلى الاخص العراق، الذي يعاني من ديون خارجية تصل الى اكثر من 60 مليار دولار أميركي، وتعويضات مفروضة عليه بموجب قرارات صادرة من الأمم المتحدة، بالاضافة الى التكاليف الباهظة لاعادة اعمار البنية التحتية للعراق، مما يجعل جزءا كبيرا من دخل العراق من النفط في المستقبل مرهونا لسداد هذه الالتزامات.
ان العمل العسكري لتغيير نظام الحكم في بغداد يفتقر الى منطق اقتصادي وهو نابع من قناعة المجتمع الدولي بضرورة ازالة هذه النظام الذي بات يشكل خطرا حقيقيا على شعبه وجيرانه وعلى استقرار منطقة الشرق الأوسط.
منقول......... علي أحمد البحر
================
لا تعليق

هــــ أم ــــيا @h_am_ya
محررة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
أخيتي في الله ...نأسف لإغلاق الموضوع لانهُ لايسمح بإدارج أكثر من موضوع واحد لليوم الواحد في نفس القسم
نشكر لكِ تفهمك