المرأة والحرمان العاطفي
العاطفة هي دنيا المرأة.. سعادتها، روحها، دفقها السيال لتتعاطى مع الحياة بشكل حيوي وفعال، هي على وجه الخصوص الإشباع الأنثوي الذي يضفي عليها هالة نضارة ووهجاً متميزاً
فالمرأة المشبعة عاطفياً إنسانة متوازنة تعيش سلاماً داخلياً وتناغماً ذاتياً يظهر في سلوكها وخلقها فينعكس الأثر على المحيط الذي تعيشه.
وعندما تشعر المرأة بنضوب هذه العاطفة وجفاف حياتها وأن شريكها كائن محنط يتعامل ضمن سياق الحقوق والواجبات وكأنما يعيش المناخ الوظيفي المبرمج فإن انعكاس هذا الجفاء سيكون سلبياً على المرأة المرهفة الحساسة فيختل جانبها الأنثوي وتفقد اتزانها فتميل إلى الخشونة والجلد والقسوة
ولعل من أهم مظاهر اختلال توازن المرأة نتيجة حرمانها العاطفي هو:
1- الإفراط في الطعام
فإن رد الفعل الطبيعي للمرأة الناقصة عاطفياً أنها تلتهم الطعام بشكل هستيري كي تروي ظمأها العميق وعطشها لإشباع وتأمين علاقتها العاطفية ويطلق على هذه الحالة (استبدال الحاجة)، فإذا لم تستطع المرأة أن تنال ما تحتاج إليه حقاًَ يمكنها استبدال حاجتها ورغبتها الحقيقية برغبة أخرى تبدو سهلة المنال، خصوصاًَ تلك المرأة المحرومة من التقبيل والاحتضان فإن هناك تلازما بين الحرمان من قبلة الفم والتعويض بالطعام وتدمن المرأة على الطعام فيزداد وزنها وتغرق في الإحباط كلما حاولت إنقاص وزنها، لأنها تقع في فح الريجيم ووصفات الريجيم المختلفة وتعيش في حالة صراع بين حرمانها العاطفي وحرمانها من الطعام وبالتالي تغرق في اليأس والكآبة وتعود الدائرة ذاتها تلفها في الحيرة والضيق.
2- الإفراط في الشراء
وهو نوع من التعويض عن الحرمان العاطفي إذ تلجأ المرأة إلى الشراء بإفراط وفوضوية فنراها تتسكع في الأسواق بحثاً عما هو جديد ومثير ولافت للانتباه، وهي لا تعلم أن هناك عطشاً في اللاشعور يدفعها إلى الشراء اللاواعي والاستغراق في الكماليات التي تستنزف جهدها ومالها ووقتها.
3- الإفراط في العمل
حينما تحرم المرأة من الحب تنصرف إلى الجانب الذكوري في شخصيتها وتبدأ نزعات الذكورة تظهر فيها بشراسة، فتلهث وراء الأهداف والمصالح المادية والاستقلالية والسلطة الذكورية، وتشعر بالفخر لأنها تتصرف بعقلانية ومنطق وينعكس ذلك حتى على مظهرها الشكلي إذ تتشبه بالرجال عبر الثياب الرسمية والسمت الجاد والشعر القصير وتختفي فيها الخواص الأنثوية كالنعومة والرقة والخضوع، ويتغذى عقلها الباطن على كره خفي للأنوثة، إذ ترى أنها نقصاً وضعفاً وعيباً وتتحول شخصيتها إلى الخشونة بدلاً من المرونة وإلى الفظاظة بدلاً من الإحساس المرهف وإلى الاستقلالية بدلاً من الاعتماد على غيرها فالاكتفاء الذاتي يكون سبيلها الأساسي للتكيف مع الحياة وتبتعد عن أي حوار حميم يجمعها برجل تحسب في قرارة نفسها أنه ند له.
عندما ترغب في الحديث لا المعاشرة:
إنها تميل إلى الحديث المفرط مع شريكها فتراها تسأله بكثرة وتحاوره وتناقشه وتكتشف خباياه، هناك عالم صاخب داخلها وكائن محروم يتضور عطشاً ولا يمكن ترويضه إلا بعد جلسة تعبر فيها عما يتخلج داخلها، ويجب أن يصمت الرجل ويسمع ويدعم موقفها ويتفاعل معها بكل صدق وشفافية وأن يعبر هو الآخر عن ذاته، عن مشاعره، عن ردود أفعاله لتفهم حقيقته وتحلل المواقف الخلافية بشكل دقيق.
إن من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الرجال هو الإعلان عن رغبته في المعاشرة الجسدية وامرأته ملغومة، مشحونة لأنها ستفسر موقفه تفسيراً سلبياً وتتهمه بالأنانية، وعدم الإحساس بها، وأنها مجرد وعاء مادي لا كيان ذو عاطفة وشعور فبالتالي تزداد الفجوة وتتسع الهوة.
هذه مظاهر سلوكية يمكن أن يستقرئها الزوج بشفافية ليعيد النظر في علاقته بزوجته ويفجر حمم الحرمان والغيظ المتراكمة في أعماقها قبل أن تجرف سيولها النارية العش الآمن فتحرقه.
تحياااتي منقول
هو تاج رأسي @ho_tag_rasy
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
لان كل النساء متعطشات للعاطفه بلا استثناء