حذر طبيب بريطاني متخصص من المشاكل المترتبة على نقص النوم، والتي قال إنها قد تنتهي إلى بعض التعقيدات والمضاعفات المرضية السيئة في حال تركت دون معالجة.
ويقول الدكتور مارك بورتر، حسب (بي بي سي)، إن هناك مجموعة من الحقائق التي يجب على الجميع الانتباه لها في قضية النوم. ومن ضمنها مسألة ساعات النوم، التي تتنوع بين شخص وآخر، لكنها في العموم تبلغ معدل سبع ساعات ونصف لكل 24 ساعة بالنسبة للبالغين.
لكن هذا المعدل فيه تباين شديد، إذ يحتاج الطفل الرضيع، كما هو معروف، إلى نحو 18 ساعة يوميا، في حين لا تزيد حاجة من بلغ من العمر 60 عاما أو أكثر إلى نحو ست ساعات ونصف.
ويؤكد الدكتور بورتر على أن المراهقين ليسوا بحاجة للنوم أكثر من البالغين كما قد يفهم، لكنهم في الغالب كسالى. ويقول إن الحرمان من النوم الكافي يؤدي إلى مشاكل آنية وأخرى مزمنة، فالأولى ربما تتمثل في الإجهاد والإعياء أثناء النهار، والحساسية والعصبية، وضعف الذاكرة، وتراجع القدرة على الحكم الصحيح، وقلة الجلادة الذهنية.
أما على المدى البعيد فيشدد الدكتور بورتر على أنها مشاكل ليست بالهينة، فهناك زيادة الوزن، والانكشاف على مخاطر القلق النفسي والتوتر، وتراجع القدرة على تحمل الآلام، وضعف جهاز المناعة، بل وربما التعرض لمشاكل السكري وارتفاع ضغط الدم.
ومن جانب آخر، ذكر تقرير أن النساء اللاتي لا يحصلن على قسط كاف من النوم أو يفرطن في النوم، يكن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب من غيرهن ممن يخلدن للنوم لثماني ساعات في اليوم.
وقال التقرير إن من غير الواضح السبب في أن النوم الزائد عن الحد يمكن أن يؤدي إلى التعرض لمتاعب في الشريان التاجي الذي يضخ الدم إلى القلب. وبالنسبة لقلة النوم أظهرت دراسات سابقة أنها يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم.
وتدعم هذه الدراسة دراسة سابقة، حيث حذر باحثون بجامعة بوسطن من أن النوم الكثير أو الحرمان منه يمثلان خطرا رئيسيا يهدد صحة وحياة الإنسان بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة، وأن الكثير منه أو القليل قد يسبب الوفاة.
وقد أظهرت دراستان جديدتان أجريتا في بوسطن أن البالغين الذين يحصلون على قسط وافر من النوم الليلي الجيد لمدة سبع أو ثماني ساعات يعيشون مدة أطول وأقل عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة مع الأشخاص الذين ينامون مدة أقل أو أطول، وتعارض هاتان الدراستان ما أظهره بحث سابق أن مدة حياة الأشخاص الذين ينامون أقل من ثماني ساعات أثناء الليل قد تكون أطول من غيرهم.
ووجد الباحثون في دراساتهم التي شملت 4541 رجلا وامرأة ، أن الأشخاص الذين ينامون تسع ساعات أو أكثر، كانوا أكثر عرضة للوفاة على مدى 14 عاما هي مدة الدراسة بنسبة 70% مقارنة بالذين ينامون سبع أو ثماني ساعات، بينما بلغ هذا الخطر 50% عند من ناموا لست ساعات أو أقل. وقال العلماء إن خطر الحرمان من النوم يساوي نفس خطر التدخين على صحة الإنسان.
هذا وقد أكد باحثون أن عدم أخذ قسط وافر من النوم أثناء الليل قد يعرض الأشخاص وخاصة المصابين منهم بارتفاع ضغط الدم الشرياني لخطر الإصابة بأمراض القلب.. هذا ما أكده باحثون إيطاليون في دراسة حديثة.
واعتمدت الدراسة التي أجراها العلماء من جامعة بافيا الإيطالية، على متابعة 20 رجلا و 16 امرأة من غير المدخنين المصابين بارتفاع ضغط الدم الذين لم يتناولوا أي علاجات لهذه الحالة أو الأمراض جهاز القلب الوعائي بحيث ليس لكل مشارك في الدراسة شاشة مخصصة لمراقبة ضغط الدم لمدة 24 ساعة وبشكل خاص بعد تعريضهم لحرمان من النوم من الساعة 3 إلى 7 صباحا.
وأظهرت النتائج زيادة ملحوظة في ضغط الدم ومعدل القلب خلال النهار لدى هؤلاء الأشخاص بعد قضاء ليلة غير كافية من النوم .
ويقترح الباحثون في الدراسة التي سجلتها مجلة (هايبرتنشن) الأميركية أن الحرمان من النوم قد يزيد ضغط الدم بمعدلات أكثر مما يسبب الإصابة بمشكلات خطرة فيما بعد، موضحين أن ضغط الدم العالي يسبب توترا وضغطا هائلين على الشرايين مما قد يقود إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي .
وحسب إحصائيات طبية فإن حوالي 50 مليون أميركي مصابون بارتفاع ضغط الدم ونحو 30 مليونا يعانون من نقص النوم المزمن وأكد الخبراء ضرورة أن يقضي الإنسان 8 ساعات على الأقل في النوم كل ليلة وذلك لتجنب المشكلات الجسدية والعصبية التي قد تسببها قلة الراحة والحرمان من النوم.
ومن جانب آخر كشفت دراسة طبية فرنسية أن هناك 28 إلى 41 في المائة من الفرنسيين يعانون من اضطرابات في النوم، وأن هذه الاضطرابات تسبب بها صعوبة في إيجاد النوم أو في مواصلته بشكل صحيح، وأوصت الدراسة بلزوم المراجعة الطبية العاجلة والمطالبة بالمنتجات الدوائية الحالية التي شهدت تطورات ملحوظة في هذا الشأن خلال السنوات الأخيرة.
وقام معهد النوم بباريس بإجراء هذه الدراسة الطبية ضمن حملة توعية إعلامية دعمتها مختبرات طبية مختصة في البحث عن الحلول الطبية والدوائية اللازمة لمعالجة مشاكل النوم مثل مختبرات سانوفي وأفانتيس لافون وسينتيلابو.
وبينت الدراسة أن 20 في المائة من الفرنسيين يعتبرون أنفسهم غير قادرين على النوم مما يدعوهم ذلك لاستخدام وصفات طبية مهدئة.
ويشرح البروفيسور جان دانييل غييو قائلاً "في الحالات العادية نجد أن الشخص الذي لا يستطيع النوم بشكل سهل يعي تماماً حالة الاضطراب التي يعيشها، لكنه يلاقي صعوبة في اعتبار نفسه مريضاً نتيجة لعوارض هذه الاضطرابات التي تتواصل وتزداد نتيجة هذا التقاعس، ويعيد الناس أسباب عدم النوم إلى القلق والأرق لكن قد تكون هناك أسباب صحية أخرى تسبب اضطرابات في النوم. وأضاف قائلا: "يجب اللجوء إلى الاستشارة الطبية من دون أي تردد في هذا الصدد، لا سيما أن هذه الاضطرابات قد تتحول إلى اضطرابات أساسية طبية ويصبح من الصعب تجاوزها".
وتؤكد الدراسة أن اضطرابات النوم لها تأثير مباشر على الحياة اليومية للفرد وغير مباشر على المجتمع بشكل عام، لا سيما دورها المهم في أمراض القلب والدورة الدموية وكذلك المعوية، هذا دون الحديث عن الاضطرابات النفسية المتسببة والناتجة عنها ومنها تناول الكحول إلى حد الإفراط فيه، والنوم الخفي أثناء النهار بغية تعويض الراحة للجسم والذي يؤدي إلى عدم التركيز في العمل وحوافز العصبية المتزايدة والناتجة عنه وكذلك الانتباه أثناء قيادة السيارة الذي قد يؤدي للحوادث.
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️