الحشره اللي في كوب الشاي و اللحظه !

جالسه اشرب شاي ومستمتعه بالدفىء

ارتشف (جغمه) تلو رشفه واتلذذ ..
ثم انتبهت ان حشره تطفو على سطح الشاي
حامت كبدي
قرفت
ودي ابكي
دراما العالم كلها تسكن اعماقي
حياة الفهد اللي بداخلي قاعده تتزحلق على الجدار وتبكي
اخ بس المشكله ان طعم الشاي كان لذيذ

اخ بس كيف كنت مستمتعه ومتلذذه
وكل شوي ماغير امد يدي للكوب واشرب وارجعه
وعيوني وتفكيري وحواسي بمكان ثاني
كأني مغيبه عن اللحظه وعن الواقع وتفاصيله واحداثه
وكأني عامله بلوك حظر لكل شي حولي وبس عقلي الباطن هو اللي يمشي الامور نيابة عني
اكتشفت اني اغلب الوقت غير حاضره بالوعي والتركيز والعقل والحواس في نفس اللحظه
هل في يوم لاحظتوا على انفسكم عدم حضوركم في اللحظه وعدم عيش اللحظه بكامل مشاعرها وتفاصيلها
متأكده ان كثير حصل معهم مواقف مشابهه ..


مايستفاد واللي ابي اوصله لكم
شفتوا موقف الحشره بكوب الشاي اللي ماحسيت فيه ؟
كذا يحصل لنا لما ما نكون حاضرين بكامل وعينا وفكرنا وحواسنا في نفس اللحظه

كذا يحصل لما مانكون مسيطرين ولا مركزين على الامور والاشخاص اللي في حياتنا ونعتبرها مسلمات
كذا يحصل لما ما نعطي النعمه حقها من الاعتراف بوجودها وشكر الله عليها والاستمتاع بها بدال النظر في اللي ينقصنا
كذا ببساطه نكون واقعين تحت سيطرة الاخرين والظروف المتغيره بدون مانشعر
كذا تفقد ارواحنا المتعه والجمال والسعاده
لانننا انفصلنا عن انفسنا وعن واقعنا
طول الوقت عقلنا الباطن يقلب بالافكار يمين وشمال ، وحواسنا منشغله بشي ثاني

وياما شفنا امثله ناس تكبس بالجوال منشغله فيه وتمشي ثم فجأه تصقع في باب او عمود
او ناس تمسك الاكل قدامها تاكل لقمه ورا لقمه وعيونها مركزه على التلفزيون وفجأه تلاقي نفسها اكلت الاخضر واليابس
ختاماً : عيشوا اللحظه واستمتعوا بتفاصيلها وكونوا حاضرين روح وجسد ومركزين وواعيين في كل لحظه بحياتكم عشان ماتكونون ضحايا في قبضة الظروف