الحـــــــور العيــــــــــن..............

ملتقى الإيمان

الحمد لله حمدا لا ينفذ كما ينبغي له أن يحمد وصلى الله وسلم على أفضل المصطفين محمد وعلى اله وصحبه ومن تعبد....

فإن ما نحن بصدده لا يدور في خيال ... ولا يخطر ببال .. ولا يمكن أن تناله العبارات .. أو تقربه ا
لإشارة .. إنه نعيم واحد فقط من نعيم أهل الجنة ... إنهن المخبآت عند رب العالمين ... لعباد

الله الصالحين يقول الحق تبارك وتعالى (( أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن

سمعت ولا خطر على قلب بشر )) إنهن الحور العين .. فعجبا والله لمن سمع بهن ثم هام على

غيرهن .. عجبا والله لمن اختار نساء الأرض على نساء السماء واشتغل بحور الطين عن ا
لحور العين وقدم نساء العالم الأدنى على نساء العالم الأعلى

إذا كان حب الهائمين من الورى بليلى وسلمى يسلب اللب والعقل.

فماذا عسى أن يصنع الهائم الذي سرى قلبه شوقا إلى العالم الأعلى .

نعم ..... لقد هام الهائمون وتوله العاشقون .. بليلى وسلمى ولبنى وعزة ... وهن إلى الفناء

وأما أهل الإيمان ... فقد سرت أشواقهم الى عالم السماء ... الى الحور العين الخالدات في دار

الخلود ..... قال سليمان الداراني _ أحد الصالحين الكبار : بينما أنا ساجد إذ بي النوم .. فإذا

الحوراء قد ركظتني برجلها , وقالت يا حبيبي .. أترقد عيناك والملك يقظان ينظر الى المتهجدين

في تهجدهم ..... حبيبي وقرة عيني , أترقد عيناك وأنا أربي لك في الخدور منذ كذا وكذا .... قال

سليمان : فوثبت فزعاً وقد عرقت حياءً منها, وإن حلاوة منطقها لفي سمعي وقلبي ....

تخيل ماشئت من حسن الجمال وكماله ... قلب بصر التفكر ... ويكفي أن الله قد شهد لهن

بالحسن والجمال (( قل أي شيء أكبر شهادة قل الله )). فليس فيهن شيء من الأذى الذي

يصيب نساء الدنيا .. ولا ينظرن الى غير أزواجهن لسن بطماحات ولا بلماحات ... تجالس

إحداهن زوجها تضحك اليه ويضحك اليها وتسقيه من نهر العسل بكأس الفضة وتقول : وعزة

ربي يا ولي الله ,, لا أرى في الجنة شيئا أحسن منك .. وقال سبحانه عنهن (( كأنهن الياقوت

والمرجان )) أي هن كصفاء الياقوت في بياض المرجان .. حسنا وبهاءً جمالا وصفاءً وخيرات

الأخلاق حسان الوجوه جمال الباطن والظاهر ثم هن فوق ذلك مقصورات على أزواجهن في

خيام اللؤلؤ فلا ينظر إليهن غير أزواجهن ... قال الرسول ? (( إن للمؤمن في الجنة لخيمة من

لؤلؤ واحدة مجوفة طولها ستون ميلا , فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم

بعضا )) .والحور جمع حوراء والحوراء : من كان بياض عينها شديد البياض

وسواد عينها شديد السواد ... والعين : جمد عيناء وهي من كانت واسعة العينين .. وهما

صفتان مستحبتان في نساء الدنيا لكنهما في نساء الجنة أجمل وأكمل ولا كامل الا الله قال

الرسول? (( أول زمرة تدخل الجنة صورتهم على القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا

يتمخطون .. ولا يتغوطون .. آنيتهم فيها الذهب وأمشاطهم من الذهب والفضة .. ومجامرهم

الألوة .. ورشحهم المسك .. لكل واحد منهما زوجتان يرى مخ سوقها من وراء اللحم من

الحسن ,, لا اختلاف بينها ولا تباغض ,, قلوبهم قلب واحد .. يسبحون الله بكرة وعشيا )).

وقال الرسول ? (( لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما

ولملأته ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها )). نظرة واحدة من تلك الحوراء

تضيء ما بين السماء والأرض وتملأ ما بينها عطراً .. ومنديلها على رأسها خير من الدنيا وما

فيها ... هذا شأن المنديل فكيف بصاحبة المنديل ؟؟ وقال الرسول ? (( إن أزواج أهل الجنة

ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط .. وإن مما يغنينه ( نحن الخيِّرات

الحسان .. أزواج قوم كرام .. ينظرن بقرة أعيان .. وأيضاً ... نحن الخالدات فلا يمتنه ... نحن

الآمنات فلا يخفنه ... نحن المقيمات فلا يظعنه )). ولنستمع الى قول الرسول? وهو يصف أدنى

أهل الجنة منزلة يوم القيامة ... قال الرسول ? عن آخر أهل الجنة دخولا للجنة (( .... فينطلق

يرمل في الجنة حتى إذا ما دنا من الناس رفع له قصر من درة , فيخر ساجداً فيقال له : إرفع

رأسك ما لك ؟؟ فيقول رأيت ربي فيقال له : انما هو منزل من منازلك .. قال ثم يلقى رجلا

فيتهيأ للسجود له .. فيقال له : مه ! مالك ؟؟ فيقول رأيت أنك ملك من الملائكة .. فيقول إنما

أنل خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه !!! قال

فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر .. قال وهو من درة مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلاقها

ومفاتيحها منها تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء فيها سبعون بابا كل باب يفضي الى

جوهرة خضراء مبطنة .. كل جوهرة تفضي الى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة

سرر وأزواج ووصائف .. أدناها حوراء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها

كبدها مرآته إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً عما كانت عليه قبل ذلك

وإذا أعرضت عنه إعراضة ازداد في عينها سبعين ضعفا عما كان عليه من قبل ذلك فيقول

لها : والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفاً وتقول له : وأنت والله لقد ازددت في عيني سبعين

ضعفا ...)) ومن غيرتها على زوجها ... قال ? (( لا تؤذي امرأت زوجها في الدنيا إلا قالت

زوجته من الحور العين : لاتؤذيه قاتلك الله , فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك الينا ))

وأختم كلامي بذكر قصة من قصص المشتاقين للحور العين لعلنا حين نسمع أخبارهم أن نتبع آ


ثارهم... روي أنه كان في البصرة نساء عابدات وكانت منهن أم ابراهيم الهاشمية فأغار العدو

على ثغر من ثغور المسلمين فانتدب الناس للجهاد فقام عبد الواحد بن زيد البصري وحثهم على

الجهاد ورغبهم فيه ... وكانت أم إبراهيم هذه حاضرة في مجلسه وتمادى عبد الواحد في كلامه

ثم وصف الجنة وما فيها من الحور العين وما قيل فيهن وأنشد في صفة حوراء


غادة ذات دلال ومــــــــــــــــــرح يجد الناعت فيها ما اقترح.

زانها الله بوجه جمعــــــــــــت فيه أوصاف غريبات الملـــــح.

وبعين كحلها من غنجها ونجد مسكه فيه رشــــــــــرح.

ناعم تجري على صفحته نضرة الملك ولألاء الفـرح.

فسمع الناس الأبيات وشوقهم الى الحور العين واضطرب المجلس فوثبت أم إبراهيم من وسط

الناس وقالت لعبد الواحد : يا أبا عبيد ألست تعرف ولدي إبراهيم ورؤساء أهل البصرة

يخطبونه لبناتهم .. وأنا أبخل به عليهم فقد=والله= أعجبتني هذه الجارية وأنا أرضاها عروساً

لولدي فكرر ما ذكرت من حسنها وجمالها .... فأخذ عبد الواحد في وصفها من جديد ,,, وهيج

الناس وشوقهم أيما تشويق فوثبت أم إبراهيم وقالت يا أبا عبيد قد=والله= أعجبتني هذه

الجارية وأنا أرضاها عروساً لولدي فهل لك أن تزوجه منها وتأخذ مني عشرة آلاف دينار

ويخرج معك في هذه الغزوة .. فلعل الله أن يرزقه الشهادة .. فيكون شفيعاً لي ولأبيه في

القيامة ؟؟فقال عبد الواحد لئن فعلت لتفوزن أنت وولدك وأبو ولدك فوزاً عظيماً فقامت أم

أبراهيم ونادت ولدها : يا إبراهيم ؟؟ فوثب من وسط الناس وقال لها : لبيك يا أماه !!.. قالت :

يا بني أرضيت بهذه الجارية زوجة لك ببذل مهجتك في سبيل الله وترك الذنوب ؟؟ فقال الفتى :

أي والله يا أماه ... رضيت أي رضىً فقالت : اللهم إني أشهدك أني زوجة ولدي هذا من هذه

الجارية ببذل مهجته في سبيلك وترك الذنوب فتقبله مني يا أرحم الراحمين .. فقالت لأبي عبيد

هذه عشرة آلاف تجهز به وجهز الغزات في سبيل الله واشترت لولدها فرساً جيداً وسلاحا

ودفعت اليه كفناً وحنوطا وقالت اذا أردت لقاء العدو .. فتكفن بهذا الكفن وتحنط بهذا الحنوط

وبرز إبراهيم في المقدمة وفتك بالعدو ثم قتل بعد ذلك فقال ابو عبيد لأصحابه لا تخبروا أم

ابراهيم حتى أكون أنا الذي يخبرها فلما وصلو الى البصرت خرجت أم ابراهيم فقالت هل قبلت

مني هديتي فأهنأ أم ردت على فأعزى فقال قد قبلت والله هديتك .. فخرت ساجدة لله شكراً ..

وقالت الحمد لله الذي لم يخيب ظني وتقبل نسكي مني ثم انصرفت .. فلما كان من الغد أتت الى

المسجد فقالت : السلام عليك أبا عبيد ... بشراك .. بشراك فقلت لها : لازلت مبشرة بالخير ..

فقالت رأيت البارحة ولدي إبراهيم في روضة حسناء وعليه قبة خضراء وهو على سرير من

اللؤلؤ وعلى رأسه تاج وإكليل وهو يقول لي : يا أماه أبشري فقد قبل المهر وزفت العروس ..

اللهم إنا نسألك نعيماً لا ينفذ وقرة عين لا تنقطع ونسألك الرضى بالقضاء ..


سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



المصدر : مطوية عجائب الجنه

4
562

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جواليا
جواليا
الله يجزاك الجنة أختي على
هذا الموضوع :26:
بشرى الخير
بشرى الخير
مشكورة اختي على مرورك الكريم
عائشه
عائشه
جزاك الله خيرا
rafeqat aldrb
rafeqat aldrb
جزاك الله خيرا اختي علي هذه الكلمات
جعلنا الله و اياكي ممن يدخلون الجنة يا رب العالمين