حين نقول أن لغة الحوار يجب أن تكون راقية ....فإننا لانعني أن نستخدم اللغة الفصحى في التعاطي مع الناس ..
فلربما كان هناك من يتحدث ويحاور بها
ولكن يفتقر إلى الأسلوب المهذب ، وهنا يخرج الحوار عن معنى الرقي
الحوار فن وعلم بذاته ...من خلاله نوصل فكرتنا
ونقنع الطرف أو الأطراف الاخرى بأيسر السبل
ولكن رب سائل يقول :
ماهي الأمور أو الضوابط التي علينا اتباعها لننجح ونصل
إلى قناعات وقلوب الناس في تحاورنا معهم ؟
❀❀❀
حين أتحاور مع شخص في موضوع ما علي أن
أركز على ما نتحاور حوله دون الخروج بأسئلة جانبية
لاعلاقة لها بالموضوع وأقطع بذلك الهدف الإساسي
وأشتت الموضوع ...!
كما أنه من الأدب مراعاة عدم تداخل الكلام بيني وبين الطرف الأخر
أعطي لمن يقابلني الفرصة بعدم مقاطعته .
❀❀❀
ويستحسن لنجاح حوارنا أن نجيب على قدر السؤال ..
مثالاً لذلك :
جوابنا على سؤال يبدأ بكلمة ( هل ) يكون ب ( نعم ) أو ( لا)
تعلمنا ذلك في الابتدائية .. ونسيناه عندما كبرنا .
أحيانا يكون لدينا أمر نناقشه مع الطرف الأخر ونشعر اننا على حق
ولكن تتحول مناقشتنا إلى كلام حاد ومعركة بالألفاظ
ثم نخرج منهزمين رغم أن الحق معنا في قضيتنا .. فلماذا؟
كيف وصلنا إلى هذا النتيجة العقيمة .. ؟!
❀❀❀
قد نسيطر مرات على الحوار ..
ويكون الطرف الآخر هادئاً صامتاً
ويخرج وهو غير مقتنع .... لأنه يريد أن نسكت
فهل هذا يعني أننا انتصرنا في حوارنا ؟!
الحوارات تنجح بالاخذ والعطاء
ومراعاة قواعد السلوك المهذب .
عزيزتي المحاورة :
حتى لاتتسببي بجرح من تتناقشين معه ،
ولا تسببي له إحراجاً
اتبعي هذه النصائح الثمينة :
لاتقاطعي متحدثك ودعيه يعرض قضيته كاملة. ...لأنك اذا قاطعتيه اثناء كلامه فإنك تحفزيه نفسياً
على عدم الاستماع اليك....
أما الانصات له جيدا يشعره بأنك تعيرين له الإهتمام
فيقابلك بالمثل .
❀❀❀
وعندما يوجه لك الطرف المحاور سؤالا تطلّعي اليه
وتوقفي لبرهة قبل الرد ...
لأن ذلك يوضح انك تفكرين وتهتمين بما قاله
ولست متحفزاً للهجوم.
لاتصري على الفوز بنسبة مائة في المائة..
وتظهري للطرف الآخر أنه مخطئ تماما في كل مايقول..
اذا اردت الاقناع فأقرّي ببعض النقاط التي يوردها
حتى ولو كانت بسيطة وبيّني له انك تتفقين معه فيها
لأنه عندها سيصبح اكثر ميلا للإقرار بوجهة نظرك.
وحاولي دائما ان ترددي هذه العبارة:
انا اقدر ماتقول واشاركك في شعورك.. أو مايشابهها من القول .
❀❀❀
اعرضي وجهة نظرك بطريقة رقيقة ومعتدلة
وابتعدي عن الانفعال والحدة ....
احيانا عند المعارضة قد تحاولين عرض وجهة نظرك
او نقد وجهة نظر متحدثك بشيء من التهويل والانفعال
وهذا خطأ ولن يصل بك إلى إقناع الطرف المحاور بوجهة نظرك
ولن يعمل برأيك.
وإذا أردت استحضار دليل على صحة وجهة نظرك
فلا تذكري رأيك الخاص ولكن حاولي ذكر رأي اشخاص آخرين،
لأن الطرف الاخر سيتضايق وسيشكك في مصداقية كلامك...
لو كان كله عن رأيك وتجاربك الشخصية
على العكس مما لو ذكرت له اراء وتجارب
بعض الاشخاص المعروفين .
وثم نقطة اخيرة عليك مراعاتها من أجل حوار مهذب وهي
أن لاتشعري الطرف الآخر بالحرج او الإهانة إذا ثبت خطأه
واتركي له مخرجا لطيفا من موقفهاذا اردت ان يوافقك ...
❀❀❀
إن الاشخاص الماهرين
والذين لديهم موهبة النقاش هم الذين يعرفون
كيف يجعلون الطرف الآخر يقرّ بوجهة نظرهم
اما الهجوم التام على وجهة نظره او السخرية منها
سيدفعه لا إراديا للتمسك بها اكثر ورفض كلامك
دون استماع له لأن تنازله في هذه الحالة..
سيظهر وكأنه خوف وضعف
وهو ما لا يريد اظهاره مهما كلّف الامر.
❀❀❀
لقد ضرب الله تعالى أروع الأمثلة في الحوار ..
عند خلقه سيدنا آدم ....
حيث أنه عز وجل حاور الملائكة انه سيخلق في الأرض خليفة لعبادته:
( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة
قالوا أتجعل فيها من يفسد فيهاويسفك الدماء
ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
قال إني أعلم مالا تعلمون ).
❀❀❀
وكذلك عمل الرسول صلى الله عليه وسلم ..
فقد اتبع أسلوب الحوار مع أصحابه في كثير من الأمور
لايستصغر احداً على الحوار ....
ومن قبله اتبعت الأنبياء نهج الحوار المقنع الهادئ .
❀❀❀
في الختام نقول :
طريقة حديثنا مع الآخرين ..
تدل على هويتنا وتعطي الانطباع عنا ..
ولذا علينا الحرص في اختيار كلماتنا ..
وتشذيب لغتنا في المحادثة
لأن الكلمة سواء كانت مقروءة أو مسموعة
فهي إما أن تصل إلى قلوب الآخرين وقناعاتهم
وإما أن تكون لاجدوى منها ..
وإما أن تنفّر الناس ..
فاحرصي على الكلام الطيب المهذب
طرحك مرجع جيد يستفاد منه للحوار الناجح
بار ك الله بك ..
وجزاك خيراً .