الحفظ وعاءُ العلم، والحفظ النافع هو ذلك الذي يكون ثابتَ الأصل، راسخَ البنيان، سريعَ الاستجلاب، قريبَ الاستشهاد، أما غير ذلك فليس إلا عبئاً مؤقتاً تحمله الذاكرة، وقد قال بعضُ السلف: (كلُّ علمٍ لا يدخل مع صاحبه الحمام فليس بعلم)!
وسبيلُ هذا الحفظ - بعد الإخلاص والاستعانة - الإقبالُ على المحفوظ بحِرص والإكثار من ترداده وتَكراره، ولا سبيل إليه إلا بالتكرار، ومما يضبط منهجية التكرار:
• أن يفرق تَكراره ويراكمه مع الأيام، مثل أن يكرر محفوظه نحواً من ثلاثين مرة، ثم إذا جاء الغد كرره مثلها وزاد عليه، ثم يكرره كل يوم عشرة مرات حتى يُتم أسبوعا على أول وِرد، فيكون قد كرر الوِرد الواحد أكثر من مائة مرة -وهي نصابُ التكرار المُثمِر -، وليتعاهده بين الفينة والأخرى، والأمر كما قال ابن الجوزي (الطريق في إحكام المحفوظ كثرة الإعادة).
• أن يكتبه في كناشة أو دفتر له، حتى يُكثر النظر فيه، ويقرب الرجوع إليه، وقد قال أبو عمرو الداني: (ما رأيتُ شيئاً إلا كتبتُه، وما كتبتُه إلا حفظتُه، وما حفظتُه فنسيته).
• أن يجهر بالتكرار ويردد الوِرد بصوت عال، كما قال الغزالي: (إذا درستم فارفعوا أصواتكم فإنه أثبت للحفظ وأذهب للنوم)، وقد أوصى أبو الزبير بن بكار ولدَه يوماً وقد رآه يحفظُ سِرّاً فقال: (إنما لك من روايتك هذه ما أدى بصرُك إلى قلبك، فإذا أردت الرواية فانظر إليها، ثم اجهر بها، فإنه يكون لك ما أدى بصرُك إلى قلبك، وما أدى سمعُك إلى قلبك).
- عثمان باموسى العمودي.

الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

هــــدوء♡
•
بارك الله فيك




الصفحة الأخيرة