من حكمة الله عز وجل في ستر المرأة أن الستر سبيل أكيد لإيجاد مجتمع تسوده الحشمة والعفاف، فمهما تحدثنا عن العفة ـ وهي كلمة يحترمها جميع الخلق ـ مع وجود التهتك في الملبس، والمجون في المحادثة فإننا نجمع بذلك المتناقضات والمتخالفات. ولابد لهذا اللباس أن يكون بعيداً عن الإثارة وتهيج الغريزة، فكم من لباس تفوق الإثارة فيه على العري بدرجات إذا كان هلهالاً سخيفاً، ومن هنا شرع الله لباساً ذا صفات مخصوصة ولم يترك ذلك لرأي البشر، ولا لتخرصات الفِكَر، فذكر الله الجلباب، وذكر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم معه المروط وغيرها من الألبسة السائدة في مجتمعه، ونهى عن الثياب التي تفسد أكثر مما تحمي المرأة من أي شر وضرر.
فلابد للمرأة المسلمة ـ وكذلك الرجل ـ من اختيار اللباس الذي يتطابق مع ما قررته الشريعة، وأن تحذر من (تقليعات الموضة) الخبيثة، واختيارات الغربيين لنا ما يروق لهم، مع أننا مع اللباس الجميل، والثياب الأنيقة، كل ذلك منطلق من الثقافة الإسلامية المعروفة بالمحافظة على الحشمة، ولابد من مقاطعة دور الأزياء الغربية ومقلدتها من الدور العربية المنساقة في ركابها التي تصمم الألبسة الفاضحة، والثياب الخليعة، ليس ذلك اقتناعاً، بل انسياقاً واتباعاً.
ولئن سألت المرأة المقلدة لثقافة الغرب وما يتبعه من لباس وغيره من سر اختيارها لهذا النوع من الثياب لما وجدت من جواب إلا أنه موضة العصر، وهذا ما يخطر ببالها قبل أي اعتبار من الجمال والتناسق، وهذا ما ينطبق على (البنطال) الذي ساد في هذه الأيام، وما أشنع الفساد إذا ساد، وقد كان من عدة سنوات لباساً ممجوجاً موغوباً عنه، تُعاب لابسته وتنسب إلى فساد الاختيار وسماجة الذوق، حتى البدينة من النساء أحبت أن تركب هذه الموجة ليكون لها نصيب من هذه الموضة، ولا تسلني عن قبح منظرها ـ مع أن النحيفة كذلك تشابهها في القبح ـ وهي تلبس البنطال الضيق، حتى إن النساء من بني جنسها جعلنها أضحوكة يتندرون بها، أكذلك الموضة تعمي البصر؟
وإذا أردت أن تعرف شيئاً عن المجتمع الإسرائيلي وعزوفه عن صرخات الموضة فاعلم أن أكثر نسائهم ـ إن لم أقل كلهن ـ بمعزل عن ذلك، فهن يلبسن (الفستان) أو (التنورة)، نعم إنه مجتمع لا يعرف الموضة بل يعرف القتال. ومن المؤسف حقاً أن تفرض بعض الدول العربية الإسلامية لباس البنطال على بنات المدارس، وهو دعوة سافرة لخلع المسلمة من احتشامها وحيائها، وهذا مسوغ كافٍ في رفض هذا العِلْم الذي يأتي مقترناً بلباس كافر لا يمت إلى أصالتنا بصلة، و
ليتهم إذ لم يرعوا حق الدين راعوا حق الأعراف والتقاليد، والتمسك بها ـ حقاً ـ غير معيب، ولا خجَلَ منه، لكن العيب هو التنكر للباس الأجداد، والأخذُ بلباس قوم ليسوا منا ولسنا منهم، ولقد رأيت طالبات اليابان زيهم ليس بعيداً عن لباس أسلافهم، يلبسن التنورة لا يتعيرن بها، فهل كان لباسهن حائلاً بينهن وبين تفوقهن؟ ومتى كانت الحشمة حائلاً بين المرأة والعلم.
نعم.. ويل للمغلوب من الغالب ـ كما قال الحكيم ابن خلدون ـ إن كان المغلوب منهزماً من الداخل، لأن المغلوب المفْلس يحاول تقليد غالبه في كل أموره. هذا ما حدث في صقلية مثلاً، فقد كان النورمان النصارى الذين خلفوا حكم المسلمين في جزيرة صقلية يقلدون المسلمين في زيهم وفي كل شؤونهم، ملوكاً كانوا أم شعباً، فالكل يرى في الحياة الإسلامية التي حكمت هذه الجزيرة قرون مثلاً رائعاً يحتذى. وبما أننا نتحدث عن اللباس الضيق عامة فهذا الدكتور فارس علوان يعرض لنا أضراراً للبنطال على الرجال والنساء، وهي:
ـ يمنع استرخاء العضلات وانبساطها بالشكل الصحيح المفيد خلال القعود على الأرض لشده عليها وضغطها.
ـ يؤدي ويخدش منطقة الشرج والعجان عندما يطول القعود لوجود حلاف من ثنيات القماش المخاطة على الخط المتوسط الخلفي منه، ويضاف إلى ذلك الضيق والشد الذي يسببه البنطال على الثنيات الجلدية في هذه المنطقة، وبخاصة الثنية الأليوية الفخذية اليسرى فيسبب احتقانات واعتلالات مختلفة مع تسلخات والتهابات جلدية أحياناً.
:(:(:(:(

@@@@المثقفه@@@ @almthkfh_1
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

شجرة الامل
•
بارك الله فيك


الصفحة الأخيرة