الحلفان بالطلاق

الأسرة والمجتمع

كلمة عليّ الطلاق أو عليّ الحرام.. هل هي مجرد كلمة لاشعورية ومحط كلام الغاية منها المزاح فقط؟ أم انها دليل رجولة أو ظاهرة وراثية يتناقلها بعض الاشخاص عن آبائهم وأجدادهم وتنحصر في منطقة معينة دون الاخرى؟

لاشك في انها عادة سيئة ينتج عنها، استهتار بالعلاقة الزوجية وإهانة للزوجة الشريكة بعد ان جمعهما رباط مقدس مبني على التعاون والتساوي والاحترام المتبادل، وكيف للزوج ان يسمح لنفسه بهذا الحق الذي هو في أساسه باطل ومرفوض. ‏

وهل اعتبر هذه الزوجة سلعة، أين الاتفاق الذي شرعه الله بينهما ووافق عليه بمحض إرادته وهو الامساك بالمعروف. ‏

وهل من حقه إهانتها والتحكم في مزاجها وعدم منحها الشعور بالثقة والاحترام، وكيف لهذه العلاقة ان تستمر طالما ان هذه الزوجة يخالجها شعور بالقلق والشك وعدم الاستقرار. ‏

يكفي هذه المرأة ما تتحمله من ارهاقات نفسية وضغوط متواصلة من الظروف المحيطة بها: بيتها ـ اطفالها ـ زوجها ـ عملها ـ عواطفها. ‏

فهي بحاجة الى الكلمة الدافئة والرقيقة وهذا بحد ذاته سلاح قوي بيد الرجل يجعل منها انسانة طبيعية ومعدومة الشكوى بدلا من الحلفان عليها بطلاق واحد أو بثلاثة.. هذا المحرض النفسي الذي يثير المشكلات ويزيد الضغوطات ويجعل هذه العلاقة مشحونة وقابلة للانفراط في أي لحظة. وكم من الزوجات عادوا الى بيوتهن بسبب هذه العادة السيئة وليس لأهل الزوجة الذين وضعوا ثقتهم وأملهم في ان يصون الامانة إلا اصلاح ذات البين ـ وحتى من الوجهة الشرعية فالحلفان مرفوض وغير مقبول ويترتب عليه التزامات وكفارات كي لايعود اليه مرة اخرى. ‏

وأما من اعتادوا الحلفان لأنهم توارثوه عن الآباء والاجداد فيجب ان يتوقفوا عنه لسببين: الاول لأنه سلوك بغيض ويترك أثرا سيئا في نفس الزوجة، والثاني لعدم انتقاله الى الاطفال ـ المقلدين الجيدين ـ الذين يتردد على مسامعهم وبذلك تستمر السلسلة دون انقطاع. ‏

في كل الأحوال العلاقة بين الزوج والزوجة لها قدسيتها ويجب ان تبنى على الارتباطات الأدبية والمعنوية، وان يكون الزوج مسؤولا عما يقوله ويردده وألا يكون عصبياً وخارج إطار السيطرة على نفسه لأن الكثير ممن قاموا بهذا النوع من الحلفان وطلقوا ثم عادوا الى رشدهم ندموا على مافعلوه، «وليس في كل مرة تسلم الجرة».

والله يهدي جميع الأزواج إن شاء الله
0
338

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️