الأخوات الفاضلات ...
السلام عليكم ورحمة الله ...
كيف أنتم مع تطبيق أحاديث الحلقات السابقة ؟
اليوم بإذن الله تعالى سأبدأ بطرح الحلقة الخامسة من السلسلة على أن يتم البدء بتطبيق الأحاديث المتفق عليها في هذه الحلقة من يوم السبت الموافق 13 / 3 / 1431 هـ ، 27 / 2 / 2010 م ، وسيتم تطبيق أحاديث هذه الحلقة بجانب الإستمرار في تطبيق أحاديث الحلقات السابقة الموجودة في الرابط أدناه ..
رابط الحلقات السابقة http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=2175586
في الحلقة السابقة تحدثنا عن فضل الصلاة بشكلٍ عام ثم عن فضل الصلاة على وقتها ...
واتفقنا على أداء صلاتي المغرب والعشاء في وقتهما ...
في هذه الحلقة سنتفق على الالتزام بأداء صلاتي الظهر والعصر في وقتهما مع إحسان الخشوع والركوع والسجود ...
كَرِهَ لكم كثرة السؤال ...
هل أنت من النوع الذي يحب طرح الأسئلة على الآخرين بكثرة لا من باب التعلم بل من باب الفضول فقط ؟!!
هل سبق وأن لفت أحدهم انتباهك إلى أنك كثير الأسئلة وفضولي وأنَّ هذه عادةٌ سيئة ؟!!
هل سبق أن انفجر أحدهم في وجهك غاضباً نتيجة انزعاجه من فضولك وكثرة أسئلتك التي لم تعد مجرد أسئلة بل وسيلة لإزعاج الآخرين ؟!!
كم عدد الأشخاص الذين ضايقتهم بكثرة أسئلتك الفضولية ؟!!
هل تعتقد أن الفضول وكثرة السؤال بدون حاجة صفة سيئة تضايقك وتسبب انزعاج الآخرين منك وأنَّ عليك فعلاً التخلص منها ؟!!
كم مقدار الوقت والطاقة الضائعين في طرح هذه الأسئلة التي لا طائل منها سوى إزعاج الآخرين ؟!!
وكم مقدار الوقت والطاقة الضائعين في انزعاجك من نفسك ولومك لها نتيجة إزعاجك لأحدهم بكثرة أسئلتك ؟!!
الفضول وكثرة السؤال بدون حاجة ليس مجرد صفةٌ سيئة ...
بل أيضاً هي صفة مكروهة من قبل المولى ...
عن كَاتِب الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ : اكْتُبْ إلَيَّ بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله ، فَكَتَبَ إلَيْهِ : أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ : ( إنَّ اللّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثاً : قِيلَ وَقَالَ ، وَإضَاعَةَ الْمَالِ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ) . رواه مسلم في كتاب الأقضية / باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة ، والنهي عن منع وهات وهو الامتناع من أداء حق لزمه أو طلب ما لا يستحقه ، وفي البخاري رواية مشابهة في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة / باب ما يُكره من كثرة السؤال ومن تكلُّف ما لا يعنيه ...
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم : " المراد كثرة سؤال الإنسان عن حاله وتفاصيل أمره فيدخل ذلك في سؤاله عما لا يعنيه ، ويتضمن ذلك حصول الحرج في حق المسؤول فإنه قد لا يؤثر إخباره بأحواله ، فإن أخبره شق عليه ، وإن كذبه في الأخبار أو تكلف التعريض لحِقته المشقة ، وإن أهمل جوابه ارتكب سوء الأدب " .
إذن .. نحن هنا نتحدث فقط عن الأسئلة التي قد تزعج الآخرين وتسبب لهم الحرج ، لا عن الأسئلة العادية المطروحة على الطرف الآخر من باب التعلم منه أو تعليمه أو الاطمئنان عليه أو لإظهار الاهتمام به وبأمره ...
إذن .. المشكلة باختصار : كثرة الأسئلة الفضولية بدون حاجة ...
ما الحل ؟؟
الحل يعتمد اعتماداً كلياً عليك حيث أنه يتطلب تركيزك الذهني والتفكير المسبق قبل طرح أي سؤال ...
كيف ؟؟
أنت الآن لست في مرحلة طرح الأسئلة العادية بل انتقلت إلى مرحلة طرح الأسئلة الفضولية لمجرد الفضول ...
تريد أن تسأل سؤالاً ...
توقف لحظة ...
قبل أن تسأل السؤال أريدك أن تستخدم القاعدة النبوية ( احرص على ما ينفعك ) ...
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلَ خَيْرٌ . احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللّهِ ، وَلاَ تَعْجِزْ ، ....... ) رواه مسلم .
والآن اسأل نفسك : هل الهدف من سؤالي هو معرفة أمر ينفعني على المستوى الديني أو الدنيوي ؟؟
أم هل الهدف منه هو إيصال معلومة مفيدة للطرف الآخر ؟؟
مثال :
عنِ ابنِ عُمَرَ ، عنِ النبيِّ قال: ( إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُها ، وإِنَّها مَثَلُ المُسْلمِ ، حَدِّثوني ما هيَ ؟ ) ، قال : فوقَعَ الناسُ في شَجَرِ البَوادي ، قال عبدُ الله : فوقَعَ في نَفْسِي أَنَّها النَّخْلَةُ ، ثمَّ قالوا : حَدِّثْنا ما هيَ يا رسولَ الله ؟ قال : ( هي النَّخْلة ) . رواه البخاري .
إذن كان الغرض من السؤال في هذا الحديث هو إيصال معلومة مفيدة للطرف الآخر ...
أم أنَّ الهدف هو معرفة معلومة قد تساعد في حل مشكلة الطرف الآخر الذي جاء ليطلب مساعدتي في حلها ؟؟
أم الهدف من سؤالي هو إقناع الطرف الآخر بوجهة نظر معينة ؟؟
إذا كانت إجابة جميع الأسئلة السابقة هي ( لا ) فهذا يعني أنه لا هدف مهم يكمن وراء سؤالك ، وبالتالي فهو سؤال لا حاجة لطرحه فلا تطرحه ...
صحيح أنَّ مجاهدتك لنفسك وكبحها عن كثرة السؤال دون حاجة سيكون مُجهداً في البداية ولكن مع طلبك الدائم للمعونة من المولى ثم محاولاتك الجادة في التخلص من هذه الصفة سيكون النجاح حليفك بإذن الله تعالى ...
قال تعالى : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) العنكبوت ...
في الآية السابقة يبشر المولى كل من جاهد نفسه وهواه بالهداية إلى سبيل الفوز والنجاة في الحياة الدنيا والآخرة ...
وأخيراً ...
تذكر الالتزام بالمبادئ التي ذكرناها في الحلقات السابقة عند تطبيقك لمواضيع هذه الحلقة ...
الواجب :
- أداء صلاتي الظهر والعصر في وقتهما مع إحسان الخشوع والركوع والسجود ...
- قبل طرحك لأي سؤال أريدك أن تفكر للحظة :
هل الهدف من سؤالي هو معرفة أمر ينفعني على المستوى الديني أو الدنيوي ؟؟
أم هل الهدف منه هو إيصال معلومة نافعة للطرف الآخر ؟؟
أم أنَّ الهدف هو معرفة معلومة قد تساعد في حل مشكلة الطرف الآخر الذي جاء ليطلب مساعدتي في حلها ؟؟
أم الهدف من سؤالي هو إقناع الطرف الآخر بوجهة نظر معينة ؟؟
وإجابتك على الأسئلة السابقة هي التي ستحدد إن كان عليك طرح سؤالك أو لا ...
سهام المعالي @sham_almaaaly
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ومن الهم والضيق نجاهم.....