في مسيرة حياتي.. واجهت عدد من المواقف التي يحتار الإنسان أمامها ..ويتعجب ..وقد يغضب
أو يأخذ منه الغيظ مأخذ آخر ...
ولكن .....متى مافكر الإنسان في الموقف الذي هو فيه ..وفي شخصية الإنسان المقابل له ..
وفي عواقب ردة الفعل أي كانت إيجابية أوسلبية ...أو ستتسع .. أو تنطفيء في مكانها....
وأهم من ذلك كله ..هو أن يرى الله سبحانه وتعالى..أمامه ..وأن كل عمل يقوم به أو ردة فعل يشعر
بها..ويعمل بها... هو محاسب عليها من الله سبحانه وتعالى ..سواء عالج المشكلة يهدوء
فسيجد الأجر والمثوبة ..وإذا.. عالجها ..بتوسعها وإثارة الفتنة ..فإنه سيظر بنفسه والآخرين معه
...وسيجازى من رب العالمين
سأذكر موقف مر بي منذ سنوات ذهبت أنا وأبنائي لإحدى المحلات الكبرى لملابس الأطفال ويوجد
بها مكان خاص لحلاقة الأطفال وكنت أود حلاقة شعر أبني ..وكان هناك عدد في الإنتظار وأخذت
رقم منذ دخولنا..ثم تجولنا قي المعرض لشراء مانوده وعدنا للحلاق ولم يأتي دورنا ..وقد بقي قبلنا أثنان
فوقفنا ننتظر ثم بقي واحد ..وفجأة أذن لصلاة العشاء فيجب على الموجودين الخروج إلى بعد إنتهاء الصلاة
وخرجنا ومكثنا في سيارتنا بعض الوقت ثم تحركنا وأخذنا جولة با لسيارة وعدنا قبل أن يفتح المعرض..
ووجدنا أن هناك سيارة أتت بعدنا وفيها رجل وإمرأة وإبنهم ...
المهم عندما فتح المعرض ذلفوا إلى الداخل ركضا واتجهو جهة الحلاق يودون أخذ رقم .
.
قال لهم الحلاق ..هؤلاء قبل..يقصدنا . قال الرجل ووجهه وعيناه يتطاير منها الغضب..نحن أول من دخلنا..
قال له ولكنهم من بعد صلاة المغرب وهم هنا ووقف الدور عليهم قبل صلاة العشاء..وطلبنا منهم الإنتظار..
ورفض الرجل رفضا قاطعا ..وكأنه أمام مواجهة جهز لها كل إمكانياته من تعابير وعبارات وصوت..
فتفاجأت بأنه يقول لن أتنازل ..ونحن أول من دخل (يقصد نفسه) ويجب أن يبدأ رقم جديد..
وزوجته معه تحادثه بصوت منخفض ..لا أدري هل تهدأه أو تحرضه للتمسك بموقفه....وللأسف الشديد تعجبت من موقفه وتصرفه ...أحسست أنه يفتقد إلى الروية ..وإلى الحلم...وإلى الصبر..وإلى فهم الموقف أولا
أو تصديق الآخرين أو إلى أسلوب الإقناع الهاديء ..وليس بالطريقة التي رأيناها..
ونحن لم نحادثه وإنما نحادث الحلاق والمسؤل عن المعرض فقط..ليحل المشكلة.
وطلبوا منا أن نحادثه أو نقنعه فرفضنا .
ولكن ...أمام إصراره وتعجبنا من موقفه وتصرفه ...وبهدوء أخذت أبنائي وغادرت المكان ..ونحن غير
راضون عن هذا التصرف...وأعتذرو لنا مسؤلين المعرض عن هذا الموقف
ولو أحد آخر كان في نفس موقفنا ولم يتنازل ..وأصر أو كانت له ردة فعل أخرى من مواجهة ورفع صوت ..وغيره
أو أصر على التشبث برايه لكان حدث مالا يحمد عقباه ...
قال الله تعالى ( الذين ينفقون أموالهم في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب
المحسنين)
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )