تحقيق علي الشثري وحورية الجوهر:
انتشرت مشكلة العنوسة في بلادنا انتشاراً مخيفا خلال السنوات الأخيرة حتي اصبحت تصنف في علم الاجتماع "ظاهرة" .والظاهرة تحتاج الى دراسة مستفيضة، وذلك للوقوف عليها وايجاد الحلول المناسبة للخروج منها، وعلى الرغم من طرح العديد من الحلول عبر وسائل الاعلام، الا ان اعداد العانسات في تزايد والشباب في عزوف حتى ان البعض توقع ان يقارب العدد مليون عانس خلال العشر سنوات القادمة.وحينما نرى العالم الغربي من حولنا نجده يشتكي ويتأذى من ظاهرة عدم زواج الفتيات، وهذا وهو بعيد عن الدين الاسلامي السمح فما بالك بمجتمع يعيش هذا الدين منذ ان ظهر على ارض البسيطة منذ خمسة عشر قرناً تقول دبنيلوب عالمة الاجتماع والنفس الغربية: "على الرغم من كل الضجة التي تثار حول حرية المرأة فإن 95% من النساء يعتقدن بأن الواحدة منهن تكون دون قيمة في غياب الزوج،، إن احساس المرأة بانها لا تساوي شيئاً دون رجل مشكلة تشترك فيها كل النساء ومن مختلف الاعمار والمستويات في التعليم والدخل في الديانة والتنشئة في الوظيفة والجمال والشهرة أي ان هذا الاحساس أصيل لدى المرأة وقوي ،ولذا لا تستغرب يوما ان صرخت امرأة تعمل مديرة في احدى الشركات وتحصل على راتب مرتفع وتملك بيتاً ولديها سيارة فخمة ومع ذلك تصرخ قائلة: أكاد اختنق اني اشعر في احيان كثيرة ان الانتحار يمكن ان يشكل مخرجاً من قفص الوحدة القاتلة".هذ الرأي الغربي عن العنوسة ونتائجها فماذا لدينا من رأي حولها واسبابها ونتائجها والحلول نستعرضه في التحقيق التالي:التعصب القبليس ع، الشريف العمر 49عاماً قالت نعم التعصب القبلي والاهتمام بالمظاهر المادية هو السبب في تأخر زواجي. في سن مبكرة تقدم لي الكثير من الاقارب والجيران ولكن والدي يصر على ان يكون شريك حياتي من نفس قبيلتنا وذا دخل مادي كبير وكنت للأسف أؤيد ذلك بشدة وأتمسك برأي والدي ولا اترك مجالاً لاقناع احد وتوالت الأعوام تلو الاخرى دون ان اشعر بان العمر يتقدم وان شريك العمر لن يأتي بعد ذلك وها أنا اعيش اليوم مع احد اشقائي بعد وفاة والدي ووالدتي. وأعاني من عدم الاستقرار النفسي والمعنوي واعاني الوحدة واعتبر نفسي عالة على اشقائي جميعهم بالرغم من انهم يحاولون اسعادي..أشقائي سبب عنوستياما الآنسة ف ص فهي تبلغ من العمر 45عاماً فتقول: اشقائي المتزوجون هم سبب تأخر زواجي، وذلك لاعتمادهم على دخلي المادي من حيث تحمل مسئولية والدي والدتي واخواتي فانا المسئولة الاولى عن دفع ايجار المنزل ومصاريف الاسرة ومجاملة الاقارب والاصدقاء وغير ذلك.. وكانت حجة اخواني دائماً هو التعصب القبلي، حيث انه من المفروض ان يكون شريك حياتي من نفس العائلة والقبيلة وذا دخل جيد. وان توفرت الشروط المزعومة رفضوها بحجة ان العائلة بحاجة لقربي منهم ولابد ان يكون الزوج قريباً جدا للعائلة وفي المدينة التي تعيش فيها أيضا عائلتي وقد تزوجت شقيقاتي اللاتي يصغرني سناً وكان زواجهن بعيداً عن التعصب القبلي وبعيدا عن العائلة... وقد قمت بنفسي بتجهيزهن للعرس ومازلت أقوم كذلك بالاهتمام بابنائهن وبناتهن من كافة النواحي فقد تعود الجميع علي والجميع ينظر الي بأنني المسئولة الأولى عن مصاريف العائلة وراحة الوالدين وانا بلا شك سعيدة بمثل هذا الترشيح المزعوم، ولكني اشعر بالتعاسة واليأس ايضاً من عنوستي التي باتت تشكل عائقا بيني وبين المستقبل الذي تحلم به كل شابة فإلى متى.المظهر والمادة سبب عنوستيل. و العمر 34عاماً تعمل موجهة تربوية تقول: توفي والدي ويوجد بالعائلة من يكبرني سناً من اشقائي وشقيقاتي. ولكني كنت لا اقتنع بالمتقدمين للزواج فكانت لدي شروط غير مناسبة. حيث انه لابد ان يكون شريك حياتي ذا مظهر جذاب جداً ويملك دخلا ماديا مرتفعا و.. و.. وغير ذلك من الشروط التي احياناً تكون تعجيزية، وذلك لم يأت في صالحي ولم ألحظها إلا بعد وفاة والدتي يرحمها الله فقد كانت غير مقتنعة بعدم زواجي. وكانت تقدم لي النصح دائما وتحاول اقناعي بالموافقة على من يتقدم ويكون كفؤا، ولكن للاسف الشديد كنت في كل مرة اقول لنفسي المرة القادمة سيكون المتقدم افضل حتى وصلت لهذه المرحلة من العمر ومضي الآن اكثر من خمس سنوات لم يتقدم احد وبالرغم من تنازلي عن شروطي مؤخراً ولكن لا أحد.الرأي الشرعيوأكد الشيخ الدكتور ابراهيم بن صالح الخضيري القاضي في المحكمة الكبرى بالرياض ان عنصر استقرار المرأة في الحياة هو الزواج وان حصنها الحصين وقرارها المتين هو دار زوجها فهي ملكتها وعامرتها وناهيتها، ولقد شرع الله سبحانه وتعالى الزواج لحكم بليغة عظيمة ثم ان الزواج من اعظم اسباب علاج الامراض الاجتماعية الاخلاقية ومن اعظم اسباب العلاج النفسية بل هو علاج بعض الامراض الجسدية بإذن الله تعالى كما ثبت ذلك طبياً.قرار مكين للحلوقال ان (قضية العنوسة) قضية تؤرق الناس جميعاً ويمكن للدولة وفقها الله ان تتدخل بقرار مكين وعظيم لعلاج هذه العنوسة، حيث أصبحت الوظيفة والدراسة مع الاسف منطقة صراع بين الأب والزوج او الأب والأم وضحيتها البنت حول اقتناص الراتب أو اكمال الدراسة من اجل الوظيفة واشتراط ان توظف في مدينة لتكون مؤهلة للزواج والنظر للمادة البحتة فقط دون النظر الى غيرها..قضية المهروأشار الشيخ الخضيري الى ان من اعظم اسباب علاج مشكلة العنوسة قضية المهر وهي القضية الازلية التي تتجرد تلقائياً في كل سنة ويمكن للدولة وفقها الله تعالى ان تتدخل في قضية المهر عن طريق دعوة الناس من خلال العلماء والدعاةالمؤثرين وعن طريق منع الاكابر من علية القوم الذين يقيمون حفل زواج يكلف مئات الآلاف ثم ترصدها كاميرات التلفزة وكاميرات الصحافة لتقدم للناس قدوة في الاسراف يؤرقهم ويكسر قلوب الفقراء والمساكين.مشكلة كبيرةوأضاف ان مشكلة العنوسة في المملكة تكبر فبيوت كثير من الناس ملأى بالبنات، وقد كنا الى عهد قريب نرى البنت اذا بلغت عشرين سنة ولم تتزوج تعدت سن الزواج، واليوم تبلغ الخامسة والعشرين ويقال انها صغيرة، وهذا من الخطأ الكبير لان المرأة كما ذكر العلماء تنتهي صلاحيتها حيث يقول الفقهاء لا حيض قبل سبع سنين أو تسع سنين ولا بعد خمسين فالمرأة اذا بلغت خمسين عاما انقطعت عن الانجاب والمحيض واصبح الرجل يزرع في ارض سبخة، ولذلك شرع الله التعدد قال عليه الصلاة والسلام: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" فالمرأة اذا تزوجت مبكرة رزقها الله بنات وبنين.تضافر الجميعوأوضح ان علاج مشكلة العنوسة تحتاج الى تضافر العلماء ومعاونة الحكام والامراء وموافقة الاثرياء والأكابر والرحمة بالفقراء وإعانتهم من شباب وشابات وتسهيل سبل الزواج وتيسيرها، ويحتاج الأمر الى قرار سياسي يكون من صناعة الدولة ليكون في ذلك الخير. وقد بذلت الدولة جهودا تشكر في إيجاد قنوات لإعانة الشباب على الزواج، لكن هذه القنوات امام الطفرة المادية وامام الظروف الاقتصادية في المملكة لا تساوي نقطة في بحر.وأردف د. الخضيري ان من أسباب العنوسة في المملكة ما يسمى (الحجر)، وهذا النوع يمارسه بعض الظلمة ولو ان الدولة عزرت الأب الذي يمارس هذا الدور أو غيره بتعزير بليغ لكان ذلك ردعاً له ولغيره وحفظاً لكرامة المرأة وحقوقها والتي تقضي بالرجوع اليها لأخذ رأيها في هذا الموضوع.
الرياض

سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️