النبوة هبة الله ..!
لمن اختاره من خلقه ..
هيأ لها سبحانه الشخصية القادرة..
على حمل تكاليف الرسالة..
والله أعلم حيث يجعل رسالته..!
ومحمد صلى الله عليه وسلم ..
ذلك الإنسان الفذ الذي اختصه الله بالقدرة..
على تبليغ دعوة الإسلام ..
وبعثه للناس كافة وللعالم أجمع ..
كان هو المصطفى لختم رسالات الأنبياء ..!
ليظل وحده شمس الهداية الدائمة الإشراق ..
إلى يوم تتبدل الأرض غير الارض ..
والسماوات ..!
💚
لذا كانت شخصية الرسول
أوسع من العقول والقلوب ..
فهي بحر زاخر لاتنقضي عجائبه ..
وهي شمس ساطعة تتكشف تحت شعاعها ..
ينابيع من الخيرات والبركات مالا ينتهي إلى قرار ..!
💚
وهنا الحديث عن سر العبقرية
ولا يقصد بها محمد صلى الله عليه وسلم..!
فهو قد فاق العبقرية وتبوأ بالرسالة الخاتمة مقاماً ..
كانت العبقرية فيه كنقطة في بحر ..
ولايقصد بها أيضاً معنى التفوق البشري وقوة الإبداع
في جانب من الحياة ..
بل هي الامتياز الإنساني في عمومه ..
::
وسر العبقرية ومنابع الإمتياز ..
يكشف في حديثه الخالد ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لاحليم إلا ذو عثرةٍ ، ولا حكيم إلا ذو تجربة ).
💚
( لاحليم إلا ذو عثرة ) ..
هو المفتاح الاول للعبقرية ..
ومن مكنون القول نفهم أن لاعاقل مميز بعقله ...
إلا ذوسقطة وذوعثرة..
صاحبت انطلاقه في الحياة ..!
فالسقوط والعثار يقظة للمرء من غفلته ..
وتنبيه له لإنقاذ نفسه من الدرك الذي هوى إليه..
وتبصيره بالشر الذي تمكن منه ..
وحُجب الظلام المحيطة به ..!
فيورث ذلك الشعور النفور الشديد في نفسه ..
لما هو عليه ..!
والرغبة في الخروج من الهوة المظلمة إلى النور
بهذا الإدراك يكتسب العقل سبيل التكوين ..
خلال تجربة الشر والخير ..
يذوق الخير بعد ان ذاق الشر ..
فلا يمكن لأحد أن يعلم حقيقة الخير والشر ..
إلا إذا مرّ بهذه التجربة في حياته ..
لذا فإن أشد الناس ضلالاً ..
أكثرهم هداية .. إذا تابوا وآبوا ..!
وأكثرهم سقوطاً .. أشدهم حرصاً على النجاة ..!
💚
وشخصية الفاروق عمر ..
مثالٌ رائعٌ لمن ذاق الشر والخير ..
فقد كان قبل إسلامه شاباً سادراً في لهوه ..
ممعن في كراهيته لمحمد صلى الله عليه وسلم ..
فلما كشف عنه حجاب الجاهلية وأبصر النور ..
ووقع الانقلاب بدخوله الإسلام ..
تبدلت حاله رأساًعلى عقب ..
صار أشد الناس حمية وغيرة على الدين ..
وأكثرهم حباً للرسول ..!
وبهذا تجلت عبقرية عمر ..
في تفوقه الإنساني وامتيازه ..
بعد أن نهض من سقطة الجاهلية ، ومزق حجب الظلام ..
واندفع في طريق النور ..
وأقام حكمه على الحزم في العدل ..
والثبات على جادة الصواب والطريق المستقيم .
💚
والمفتاح الثاني للعبقرية يتمثل في ..
( ولا حكيم إلا ذو تجربة )
الحياة كلها تجارب ننصهر ونتشكل بها جميعاً ..
فمن كان أعمق وأكثر تجربة..
وأشد تأثراً واستفادة ..
كان أكثر حكمة..!
كمثل الفلاسفة التجريبيون حين يتحدثون ..
فمن منطلق التجربة حديثهم ..
لذا تراهم يفسرون ما ذاقوه وخبروه من الحياة ..
بمنطقهم الواقعي .
:
وفي هذا الشطر من قول الرسول صلى الله عليه وسلم
دعوة إلى خوض التجارب واكتساب الحكمة ..!
ولاعلى الناس إن أخطأوا ..
فباب التوبة مفتوح مادام المرء حياً ..
وكل ابن آدم معرّض للخطأ ..
وخيرالخطائين من تاب قبل فوات الأوان ..!
::
إن من يتعلم كيف يستخلص من مرارة التجارب
حلاوة الحكمة ..!
وكيف يخرج من مزالق الحياة وهو أكثر قوة ومنعة ..
وكيف يتجنب الخوض في بحار الهوى ..
ويلزم شاطئ الإيمان حذراً من التيارات الجارفة ..
هو الحكيم حقاً ..
وهو العبقري في التعامل مع الحياة ..!
💚
تلك قطرة من بحار شخصية محمد صلى الله عليه وسلم
التي أُوتيت من كل شيء..
تشع في نطقه من نور قلبه الدائم اللألاء ..
كاشفة لنا في حديث قصير ..
حقائق النفوس كشفاً سريعاً..
يحمل دلالات عميقة ..
ومعاني عظيمة ..
فالصلاة والسلام عليك ياحبيب الله .
ولا يحلو الكلام الا بذكره
ولا يطيب الا في الحديث عن سيرته العطرة
احسنت غاليتي فيض وابدع قلمك مع شهر ميلاد أشرف الخلق أجمعين في طرح تلك الكلمات الطيبة
سلمت يداك غاليتي ودمت بود وحب دائمين فيض الواحة الرقراق وعطرها