الحمل والجوالات والاشعاعات

قام بكتابة و إعداد المقال الدكتور "محمد عثمان" استشاري نساء وولادة وعلاج العقم
فى الحقيقه نحن نتعرض يومياً للكثير من الإشعاعات وبكميات كبيره جداً شئنا ذلك أم أبينا . ففرن الميكرويف والتلفزيون والكمبيوتر والجوال و الأقمار الصناعيه فوقنا وحتى اللمبات الفلورسنت تشع علينا بأنواع من الأشعاعات . معظم هذه الأشعاعات هى أشعة متوسطة المدى وبجرعات منخفضه للغايه ولكن فى مجموعها تضعفنا وتجعلنا أكثر عرضه للتأثر بأى زياده غير متوقعه فى نسبة الأشعاع ومايلى ذلك من مخاطر . تعد الجرعه اليوميه للشخص العدى جرعه أمنه وهى حوالى 300 ميجاهرتز إلى حوالى 300 جيجا هرتز وهى الجرعه التى نتعرض لها جميعاً بما فينا من أجنه فى بطون أمهاتهم . ولكن مع ثورة العلم والتقدم وظهور مايسمى بالجوال الذكى والكمبيوتر اللوحى بدأ خطر جديد على الأجنه لا يعلم مداه إلا الله.
فى عام 1988 ميلاديه ثبت بالبحث العلمى بما لايدعوا للشك بأن أشعة فرن الميكروويف هى أشعه أمنه لكل من فى المنزل ولكن بشرط مراعات عدم تجهيز كل الطعام به كل يوم . وللأسف تم إغفال تنبيه أخر صغير وهو لامانع من تسخين طعام الأطفال الرضع بالميكروويف ولكن لا يجهز طعامهم به لخطر أشعنه عليهم . فى عام 1997 بدأ سباق محموم للبحث عن أثار إستعمال الجوال على الأجنه . وكانت بداية الألفيه الثانيه الوقت المناسب لظهور نتائج هذه البحوث . وقد أجمعة كلها على أن الجوال العادى أمن للأمهات وليس له أثر على الجنين.
ولكن عدد من العلماء لم يقتنعوا بهذه النتائج فبدؤ فى متابعات طويلة الأمد مع هؤلاء الأطفال . وفعلا ظهرت النتائج منذ عام 2007 ولا تزال تظهر النتائج يومياً . فقد أظهرت الأبحاث أن كثرة إستعمال الجوال خلال الحمل تتسبب فى حدوث عدد من السرطانات فى الأجنه بنسبة 2.6% من كل السرطانات التى تحدث للأطفال فى السنه الأولى من حياتهم . ونسبة 7.2% من كل الأورام التى تحدث للأطفال فى الخمس سنوات الأولى من حياتهم . والأسوء هو أن أكثر من 85% من الأطفال الذين إستعملت أمهاتهم الجوال بكثره خلال الحمل بهم يعانون من أمراض نفسيه وعصبيه تتضح ببلوغ عمر سبع إلى ثمان سنوات . ومن هذه الأمراض مرض التوحد ومرض فرط الحركه المرضى وكذلك الأكتئاب المرضى وضعف التحصيل المدرسى وضعف الذاكره.
منذ العام 2008 بدأ ظهور أجهزة الجوال الذكيه ووجد أن كمية الأشعه التى تنتجها أضعاف الجوال العادى فبدئت حمى البحث عن أثار هذه الجوالات ومعها أجهزة الكمبيوتر الثابت واللاب توب واللوحى . مع الإنتشار الشديد لهذه الأجهزه أصبح البحث عن الأثار السلبيه لها سهل ومهىء حيث لو لم تكن تملك جهاز منها فإنك لاتبعد أكثر من 10 أمتار عن أحدها فى أى وقت خلال اليوم والليل . وهذا يظهر مدى أهمية هذه الأبحاث.
النتيجه التى توصلت لها هذه البحوث أن الجوال الذكى له نفس أثار الجوال العادى على الجنين ولكن طبيعة الأورام الناتجه عنه فى الأجنه تكون شرسه للغايه أجارنا الله وإياكم من الأورام . وكذلك تأثيرها على نفسية الأطفال و أمراضهم العصبيه تكون فى سن أصغر ومقاومه أكثر للعلاج .
ولكن فى نهاية عام 2012 إستطاعة مجموعتين بحثيه بريطانيه و كنديه من التوصل لحساب الجرعه الأمنه من الأشعه للأجنه وبتعاون من مركز الأحصاء الأوروبى وكذلك من ناسا تمكنوا من التوصل إلى حساب المده التى تستطيع المرأه الحامل فيها إستعمال الجوال أو اللاب توب أو الكمبيوتر اللوحى أو حتى الكمبيوتر الثابت . وهذا مع عمل حساب أننا محاطين بالأشعاع بكافة أنواعه من حولنا.
نتيجة هذه الدراستين أكدت أن للجوال والكمبيوتر الأثار السابقة الذكر . وأوصوا بأن لايزيد إستعمال الحامل للجوال العادى عن ساعتين يومياً . أما الجوال الذكى فلا تزيد عن ساعه واحده يومياً كمكالمات أو إستعمال للنت بل ويجب عدم حمل الجوال بالقرب من بطن الحامل ويفضل إغلاقه عند عدم إستخدامه . بالنسبه للكمبيوتر الثابت فحتى 6 ساعات لايوجد مشكله ولكن لابد من البعد عنه كل ساعتين بحد أقصى لمدة نصف ساعه . أما الكمبيوتر المحمول أو اللاب توب فينصح بعدم إستعماله أكثر من ساعتين فى اليوم مع راحه وبعد عنه لمده لاتقل عن ساعه بينهما . بالنسبه للكمبيوتر اللوحى فكان التحذير شديد منه وتم تحديد الوقت الأمن عليه تماماً مثل الجوال الذكى ساعه واحده يوميا مع راحه فى المنتصف لحوالى ساعه أيضاً ويجب عدم حمله بالقرب من بطن الحامل وهو يعمل.
أنا حاولت فى هذه المقاله جمع كل المعلومات الهامه للحامل ولكنى أقول لزوجها وأسرتها ساعدوها فى حماية هذا الجنين ولداً كان أو بنت فهم جزأ منكم وهم جزأ من هذا المجتمع . أتمنى أن تجتمع الأسره لمناقشة هذه المخاطر على الجنين القادم وإتخاذ خطوات لتحديد إستعمال التقنيه للحامل وحولها.
رزقنا الله وأياكم الذرية الصالحه وبارك لنا ولكم فى أبنائنا وبناتنا . ألقاكم فى المقال القادم وأحدثكم فيه عن مرض تكيس المبايض مع تمنياتى لكم بوافر الصحه والعافيه . وأترككم فى حفظ الله ورعايت