الحناء من تقليد شعبي للزينة إلى أحدث موضة عصرية

تعتبر الحناء من العادات والتقاليد الشعبية التزيينية القديمة ولكنها أصبحت اليوم موضة العصر يقوم بها متخصصون يمتلكون محلات مثلهم مثل خبراء التجميل في العصر الحديث.وكانت الحناء تقتصر في القديم على مناسبات الاعراس حيث تقام حفلة ليلة الحناء قبل يوم من الزفاف يدعى اليها أقارب وأصدقاء العريس والعروس وتقوم إحدى النساء المتخصصات وتسمى المحنة بالجلوس أمام العروس وحولها فتيات يغنين الأغاني الجميلة الخاصة بالحناء وتقوم بوضع الحناء على أصابع يديها وارجلها بطريقة فنية ورسوم غاية في الجمال أما حناء العريس فيختلف عن حناء العروس حيث يخلو من النقوش والزخارف.ويقول متخصص في الحناء وهو الصيدلي منصور الخطيب الذي أثر على مهنته بافتتاح محل لبيع الحناء ووصف استعمالاتها ان الحناء المتداولة في الوطن العربي مصدرها من الهند بالدرجة الأولى ومن السودان والسعودية وان أفضل أنواع الحناء في العالم هي المكية نسبة إلى مدينة مكة المكرمة ولكن هذا النوع اسعاره غالية جداً مشيراً إلى أن هناك أنواعا أخرى للحناء تستورد من سنغافورة وماليزيا يطلقون عليها اسم "ورق مريم" أو "ورق حواء" ولكنها من النوعية الرديئة وتأثيرها الدباغي ضعيف جداً.ويتحدث الخطيب عن تقاليد الزينة لمادة الحناء فيقول الحناء كانت ومازالت محببة للتزيين فلم تقتصر على الاعراس والمناسبات ولكنها توضع على الأيدي والأرجل بشكل زخارف ورسوم جميلة كالزهور والورود تزين باطن اليد وظهرها وبألوان مزخرفة.ويتابع أن معظم سكان المناطق الحارة يستخدمونها للنقش على الأقدام والأيادي وانتشرت حالياً ظاهرة إنتاج قفازات منقوشة بأشكال معينة لتوفير الوقت في النقش على اليدين مشيراً إلى أنه يوجد في العاصمة دمشق حارة تسمى حارة النقاشات التي يظن البعض أن سبب التسمية يعود إلى أن سكانها يعملون في النقش على الخشب لكن السبب الحقيقي لهذه التسمية يعود إلى اواخر العهد العثماني حيث تم استقدام نساء هنديات متخصصات بنقش الحناء مكثن في هذه الحارة وسميت بحارة النقاشات.وأضاف الخطيب أنه في حال وجود عرس يقوم أهل العروسين باستقدام واحدة من هؤلاء النقاشات لتزيينهما بنقش الحناء وهو مستخدم حتى الآن ومنتشر بشكل كبير في السودان وبالنسبة لسوريا فالفتيات يفضلن القفازات وأخذن هذه العادة في الفترة الأخيرة من فتيات سودانيات قدمن إلى البلاد منذ عشر سنوات وبالتالي بدأت تعود ظاهرة النقش على اليدين والأقدام بالحناء.وعن استعمالات الحناء الأخرى قال الخطيب "الحناء أفضل صبغة للشعر موجودة في العالم بينما كل أنواع الصبغات الصناعية ضارة كونها تحتوي على مركب "دي آمين" وهي من المركبات المسرطنة أما الحناء فهي كانت وظلت وستبقى أفضل صباغ للشعر ليس لها أي أضرار كون المادة الصبغية الموجودة في الحناء ذات تأثير مطهر والحناء عامل مضاد للجراثيم ومطهر موضعي بسبب المادة الدباغية الموجودة فيها حيث يتم وضع الحناء بين أصابع الأيدي والأقدام في حال وجود إصابات فطرية أو جرثومية.وحول ألوان الحناء يقول الخطيب تستطيع التحكم باللون عن طريق إضافة مواد نباتية فمثلاً إذا أضيف إلى الحناء الليمون أو حمضه أو البابونج يميل اللون من البني القاتم إلى الأشقر وفي حالة إضافة مواد قلوية مثل البيكربونات أو العفص أو الشاي فيصبح اللون غامقاً وينصح الخطيب باستخدام الحناء التي يتم عجنها في المنزل وفق التعليمات لأن الحناء المعلبة الجاهزة كثير منها يحتوي على مركبات كيماوية.وقال إن للحناء فوائد طبية أيضاً غير التزيينية فهي تفيد كمقبضة للعضلات الضعيفة التي تمسك شعر الرأس وتساهم في التخفيف من تساقط الشعر وتقوية عضلة الرأس ولها تأثير على الأغشية بين أصابع الأقدام والأيدي حيث تمنع تشكل التحللات التي تنشأ على الجلد الناجمة عن التعرض للمياه والغبار بدون تجفيف فهي تلعب دور المطهر وخاصة ضد الفطريات ومعروف جداً قصة القدم الرياضية التي يعاني منها الكثير من الناس بسبب الفطريات التي تنمو في الوسط الرطب للاقدام والحناء تساعد في القضاء عليها.ومن فوائدها الطبية أيضاً يقول الخطيب أن للحناء ومركباتها الخفيفة تأثيرا مقبضا للجهاز الهضمي ففي حالات الإسهال الخفيفة من الممكن استخدام الحناء كسفوف نشربها مع الماء بشرط أن تكون الحناء نقية وطبيعية غيرمخلوطة بمواد كيماوية أو أي اضافات عليها فالحناء ملونة للشعرمانعة للتقصف وتساقط الشعر ومانعة لتحللات الجلد ومطهرة له ومضادة للاسهال.

الرياض