الحوار ،،،،
وفرت الاتصالات الحديثة للعالم حرية انتقال الحضارات والثقافات ، وأصبح ما كان جرماً بالأمس ، وتواريه الدول والحكومات ، وتشدد على نشره الأجهزة الرقابية في الدول أصبح متوفراً لدى الشخص العادي عبر الفضائيات المنتشرة ، وعبر الشبكات العنكوبتية .
بل وفرت هذه التقنية لغة التخاطب بين أبناء ( البشر ) في كل أصقاع الأرض ، فأصبح الواحد منا يخاطب من يشاء ومتى يشاء ، بعيداً عن سلطان الرقابة إلا مراقبته الله تعالى في نفسه
.
وحديثي هنا لن يكون عن شرور وخيرات هذا التقنية ، ولكني سأتحدث عن أمر موجود من قبل ولكنه أثير وبشكل كبير مع ثورة الاتصالات الحديثة ، ذلكم هو موضوع الحوار ،،،،،
وأعلم مسبقاً بأن كثيرين من الأخوة والأخوات لا يحبون المقالات المطولة ، ولكني أعتذر لهم عن طول مقالاتي في هذه السلسة لأن المقام يقتضي ذلك ،
ولأجل الاختصار أريد أن أقسم الكلام على نقاط مختصرة ما أمكن ، فأقول وبالله التوفيق :
أولاً- الإنسان مدني بطبعه ، يحب أن يألف وأن يؤلف ، ولذا لم يكن له أن يعيش منعزلاً عن الناس من غير ضرورة داعية لذلك ، كخوف فتنة عند تحول الزمان ، أو انتشار مرض معدٍ أو ما أشبه ذلك .
والتواصل البشري أمر أقرته الشريعة وغرس في الفطر .
ولكن تبقى تلك الأطر التي تحكم علاقة الإنسان بالإنسان ، والتي تكفل خالق الإنسان والعليم الخبير به وبما يصلح له ببيانها ووضع قوانينها .
ثانياً- مهمة الإنسان في هذا الحياة أن يعبد الله تعالى وحده لا شريك له { وما خلقت الجن والإنس لا ليعبدون } ، ولذا كان لزاماً على كل بني الإنسان أن يدخلوا الإسلام عقيدة وسلوكاً ، قال الحق تبارك وتعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه } . فدعوة الإسلام دعوة عالمية .
وعليه فإن الواجب علينا معشر المسلمين أن نخاطب ونحاور العالم كله بكافة طبقاته وفئاته بدعوة التوحيد .
ثالثاًً- ليس كل بني البشر سواء ، فهم مختلفون في كل شيء . فالأجناس متفاوتة ، والأفهام متفاوتة والعادات وسلوكيات العيش متفاوتة أيضاً . والتمازج مطلوب بين بني البشر لما فيه الصالح العام ، لكن مع الحفاظ على الثوابت كما سيأتي بيانه إن شاء الله .
رابعاً- الإسلام هو الدين الذي أراده الله تعالى للناس كلهم كما ذكرت سلفاً ، هذا الدين شامل لكافة مستلزمات حياة البشر ، وحيال ذلك ، لا بد لنا أن نعي أموراً :
أولها- وأُوجِّهها بداءة إلى العقلانيين ، الذين كثروا في هذه الأيام :
إن العقل البشري مهما كمل وبلغ من القدرة على التمييز والتفكير عاجز أمام كثير من الأمور التي تتعلق بحياته ، ولذا احتاج إلى شريعة إلهية تحكمه وتضع له ما ينبغي عليه فعله ليحقق الخير له وللآخرين في الدنيا والآخرة .
فعجز الإنسان على مدى حياته الممتدة عبر السنين عن إدراك كنه روحه وكيفيتها - وهي القوة المحركة له - ذلكم الإنسان أعجز عن إدراك ما هو خارج عن ماهيته من باب الأولى . ولذا أقول : إن إدراك عواقب الأمور وماتؤول إليه الأشياء أمر لا يستطيعه الإنسان ،
ومن هنا جاء الشرع المطهر ببيان الحلال والحرام وأمور الغيب التي لا يحيط الإنسان بحقائقها الغائية بمجرد الركون إلى قوته الذاتية . قال الحق تبارك وتعالى : { كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون } .
وهذا فرع عن مسأله التقبيح والتحسين هل هو ثابت بالعقل أم بالشرع ؟ والكلام فيها وفي مذاهب الناس قد بسطه شيخ الإسلام في كثير من مؤلفاته ، فلتراجع هناك .
وعموماً فحين ركن العقل إلى قدرته وشهواته أنتج القنبلة الذرية التي دمرت ملايين البشر ، ومارس الظلم بأبشع صوره وعلى كافة الأصعدة .
يتبع ،،،،

حارث @harth_1
عضو مميز
هذا الموضوع مغلق.

حارث
•
أختنا الفاضلة أثير ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أشكر لكم المشاركة والتعقيب ،،
نعم للحوار أصوله ، وضوابطه وقواعده ،،
والحوار يختلف في لغته وأسلوبه بحسب الآخر ،،،
ولقد كان قصدي من هذه المقالة الحديث عن دعوات الحوار التي يطلقها شياطين الفضائيات ، وممولي أعمدة الصحف والمتصارعين على فتات الغرب والشرق ، ومن انبهر بهم من أبناء جلدتنا ، تحت مسميات عدة : كالعولمة ، والانفتاح على الآخر ، وقبول الآخر ، ووحدة الأديان ، وتلاقح الحضارات في مقابل صراع الحضارات . و..و.. .. الخ
وفي هذا الصدد كتب العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله رسالته النافعة ( الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان ) .
أما الحديث عن أصول الحوار بين أهل الملة ، فيختلف أيضاً بحسب الآخر إن كان طالب حق أو صاحب هوى أو جاهل أو معاند .
كما يختلف بحسب الأمور المختلف فيها ؛ إن كانت من الأمور العلمية الخبرية كمسائل الإيمان ، أو كانت من الأمور العملية كمسائل الخلاف الفقهية .
ولعلي قد أشرت إلى طرف من ذلك في موضوع ( رسالتان ) .
أشكركم مجدداً على تعقيبكم ،،
وأنا بانتظار آرائكم وتوجيهاتكم ، وآراء وتوجيهات بقية الأعضاء ،
فكل منا ينشد الحق ويسعى إليه ،،
أخوكم
حارث ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أشكر لكم المشاركة والتعقيب ،،
نعم للحوار أصوله ، وضوابطه وقواعده ،،
والحوار يختلف في لغته وأسلوبه بحسب الآخر ،،،
ولقد كان قصدي من هذه المقالة الحديث عن دعوات الحوار التي يطلقها شياطين الفضائيات ، وممولي أعمدة الصحف والمتصارعين على فتات الغرب والشرق ، ومن انبهر بهم من أبناء جلدتنا ، تحت مسميات عدة : كالعولمة ، والانفتاح على الآخر ، وقبول الآخر ، ووحدة الأديان ، وتلاقح الحضارات في مقابل صراع الحضارات . و..و.. .. الخ
وفي هذا الصدد كتب العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله رسالته النافعة ( الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان ) .
أما الحديث عن أصول الحوار بين أهل الملة ، فيختلف أيضاً بحسب الآخر إن كان طالب حق أو صاحب هوى أو جاهل أو معاند .
كما يختلف بحسب الأمور المختلف فيها ؛ إن كانت من الأمور العلمية الخبرية كمسائل الإيمان ، أو كانت من الأمور العملية كمسائل الخلاف الفقهية .
ولعلي قد أشرت إلى طرف من ذلك في موضوع ( رسالتان ) .
أشكركم مجدداً على تعقيبكم ،،
وأنا بانتظار آرائكم وتوجيهاتكم ، وآراء وتوجيهات بقية الأعضاء ،
فكل منا ينشد الحق ويسعى إليه ،،
أخوكم
حارث ،،

الصفحة الأخيرة
وايظا تجد من يسيء اليه ويخرج عن حدودة ...
أكملو بارك الله فيكم ونفعنا واياكم بالعلم النافع ..