حارث

حارث @harth_1

عضو مميز

الحوار ( 1 - 2 )

الملتقى العام

الحوار ،،،،
وفرت الاتصالات الحديثة للعالم حرية انتقال الحضارات والثقافات ، وأصبح ما كان جرماً بالأمس ، وتواريه الدول والحكومات ، وتشدد على نشره الأجهزة الرقابية في الدول أصبح متوفراً لدى الشخص العادي عبر الفضائيات المنتشرة ، وعبر الشبكات العنكوبتية .
بل وفرت هذه التقنية لغة التخاطب بين أبناء ( البشر ) في كل أصقاع الأرض ، فأصبح الواحد منا يخاطب من يشاء ومتى يشاء ، بعيداً عن سلطان الرقابة إلا مراقبته الله تعالى في نفسه
.
وحديثي هنا لن يكون عن شرور وخيرات هذا التقنية ، ولكني سأتحدث عن أمر موجود من قبل ولكنه أثير وبشكل كبير مع ثورة الاتصالات الحديثة ، ذلكم هو موضوع الحوار ،،،،،

وأعلم مسبقاً بأن كثيرين من الأخوة والأخوات لا يحبون المقالات المطولة ، ولكني أعتذر لهم عن طول مقالاتي في هذه السلسة لأن المقام يقتضي ذلك ،
ولأجل الاختصار أريد أن أقسم الكلام على نقاط مختصرة ما أمكن ، فأقول وبالله التوفيق :

أولاً- الإنسان مدني بطبعه ، يحب أن يألف وأن يؤلف ، ولذا لم يكن له أن يعيش منعزلاً عن الناس من غير ضرورة داعية لذلك ، كخوف فتنة عند تحول الزمان ، أو انتشار مرض معدٍ أو ما أشبه ذلك .
والتواصل البشري أمر أقرته الشريعة وغرس في الفطر .
ولكن تبقى تلك الأطر التي تحكم علاقة الإنسان بالإنسان ، والتي تكفل خالق الإنسان والعليم الخبير به وبما يصلح له ببيانها ووضع قوانينها .

ثانياً- مهمة الإنسان في هذا الحياة أن يعبد الله تعالى وحده لا شريك له { وما خلقت الجن والإنس لا ليعبدون } ، ولذا كان لزاماً على كل بني الإنسان أن يدخلوا الإسلام عقيدة وسلوكاً ، قال الحق تبارك وتعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه } . فدعوة الإسلام دعوة عالمية .
وعليه فإن الواجب علينا معشر المسلمين أن نخاطب ونحاور العالم كله بكافة طبقاته وفئاته بدعوة التوحيد .

ثالثاًً- ليس كل بني البشر سواء ، فهم مختلفون في كل شيء . فالأجناس متفاوتة ، والأفهام متفاوتة والعادات وسلوكيات العيش متفاوتة أيضاً . والتمازج مطلوب بين بني البشر لما فيه الصالح العام ، لكن مع الحفاظ على الثوابت كما سيأتي بيانه إن شاء الله .

رابعاً- الإسلام هو الدين الذي أراده الله تعالى للناس كلهم كما ذكرت سلفاً ، هذا الدين شامل لكافة مستلزمات حياة البشر ، وحيال ذلك ، لا بد لنا أن نعي أموراً :

أولها- وأُوجِّهها بداءة إلى العقلانيين ، الذين كثروا في هذه الأيام :
إن العقل البشري مهما كمل وبلغ من القدرة على التمييز والتفكير عاجز أمام كثير من الأمور التي تتعلق بحياته ، ولذا احتاج إلى شريعة إلهية تحكمه وتضع له ما ينبغي عليه فعله ليحقق الخير له وللآخرين في الدنيا والآخرة .
فعجز الإنسان على مدى حياته الممتدة عبر السنين عن إدراك كنه روحه وكيفيتها - وهي القوة المحركة له - ذلكم الإنسان أعجز عن إدراك ما هو خارج عن ماهيته من باب الأولى . ولذا أقول : إن إدراك عواقب الأمور وماتؤول إليه الأشياء أمر لا يستطيعه الإنسان ،
ومن هنا جاء الشرع المطهر ببيان الحلال والحرام وأمور الغيب التي لا يحيط الإنسان بحقائقها الغائية بمجرد الركون إلى قوته الذاتية . قال الحق تبارك وتعالى : { كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون } .
وهذا فرع عن مسأله التقبيح والتحسين هل هو ثابت بالعقل أم بالشرع ؟ والكلام فيها وفي مذاهب الناس قد بسطه شيخ الإسلام في كثير من مؤلفاته ، فلتراجع هناك .

وعموماً فحين ركن العقل إلى قدرته وشهواته أنتج القنبلة الذرية التي دمرت ملايين البشر ، ومارس الظلم بأبشع صوره وعلى كافة الأصعدة .


يتبع ،،،،
3
509

هذا الموضوع مغلق.

أثبـــاج
أثبـــاج
الحواربالكتابه والتعبير والحوار بالمشافهه فن من الفنون المتعددة وقليل من الناس من يجيد فن الحوار والمناقشه ....
وايظا تجد من يسيء اليه ويخرج عن حدودة ...

أكملو بارك الله فيكم ونفعنا واياكم بالعلم النافع ..
حارث
حارث
أختنا الفاضلة أثير ،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أشكر لكم المشاركة والتعقيب ،،

نعم للحوار أصوله ، وضوابطه وقواعده ،،
والحوار يختلف في لغته وأسلوبه بحسب الآخر ،،،

ولقد كان قصدي من هذه المقالة الحديث عن دعوات الحوار التي يطلقها شياطين الفضائيات ، وممولي أعمدة الصحف والمتصارعين على فتات الغرب والشرق ، ومن انبهر بهم من أبناء جلدتنا ، تحت مسميات عدة : كالعولمة ، والانفتاح على الآخر ، وقبول الآخر ، ووحدة الأديان ، وتلاقح الحضارات في مقابل صراع الحضارات . و..و.. .. الخ

وفي هذا الصدد كتب العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله رسالته النافعة ( الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان ) .

أما الحديث عن أصول الحوار بين أهل الملة ، فيختلف أيضاً بحسب الآخر إن كان طالب حق أو صاحب هوى أو جاهل أو معاند .

كما يختلف بحسب الأمور المختلف فيها ؛ إن كانت من الأمور العلمية الخبرية كمسائل الإيمان ، أو كانت من الأمور العملية كمسائل الخلاف الفقهية .
ولعلي قد أشرت إلى طرف من ذلك في موضوع ( رسالتان ) .

أشكركم مجدداً على تعقيبكم ،،
وأنا بانتظار آرائكم وتوجيهاتكم ، وآراء وتوجيهات بقية الأعضاء ،
فكل منا ينشد الحق ويسعى إليه ،،


أخوكم
حارث ،،
حارث
حارث
للاطلاع ،،
جرى رفعه ،،