.. ثانيها- هذه الشريعة الخالدة احتوت على ثوابت ومتغيرات ،
أما الثوابت فهي تلك التي تتعلق بأبواب الإيمان والتوحيد والعقائد ، وأبواب الحلال والحرام والنصوص القطعية التي لا تحتمل التأويل- وأعني بالتأويل التأويل بضوابطه ، لا التأويل الذي هو أقرب إلى تحريف الكلم عن مواضعه - ،
وهناك متغيرات هي تلك التي تتعلق بحياة الإنسان وعلاقته والتي تحكمها ظروفه الآنية ،
مع العلم بأن هذه المتغيرات لا تخضع لمزاج الإنسان بل تتم ضمن ضوابط الشرع العامة والتي تسمى عندنا بالمقاصد الشرعية ، والتي لا يتحدث فيها وفي تقديرها من هب ودب ، بل لها أبناؤها المختصون من أهل العلم والخبرة والدراية والإخلاص .
ثالثها- ليس لأحد خصوصية التشريع إلا الله تعالى ورسوله المبلغ عن الله أمره ، وليس لأحد خصوصية الاتباع مطلقاً إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعليه فإن كل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم . فلا يؤخذ قول أي أحد ولو كان من كان على أنه تشريع ملزم في كل الأحوال . وأقول : إن الإنسان لا تؤمن عليه الفتنة والتغير ، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الله تعالى يقلبها كيف يشاء ، والتمسك بالحق أولى من التمسك بالأشخاص .
رابعها- الأشخاص يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالأشخاص ، والمعنى : إن المطلوب منا أن نعرض أقوال الناس على الشرع ، فإن وافقت الشرع قبلت ، وإن عارضت رفضت ، وإن احتوت على حق وباطل ، قبل الحق ورفض الباطل .
خامسها- قال لنا المعصوم صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه : (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي )) ، وقال : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي )) ، وقال أيضاً : (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) ، فكان الواجب علينا اتباع هدي الكتاب والسنة إذ هما المصدران الأصيلان اللذان لا تذهبهما الأيام إلى أن يشاء الله ذلك في آخر الزمان كما نطقت بذلك الأخبار ، وعلينا أن نقتفي آثار من سلف من خيار هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان ، اتباعاً لما أمرنا به صلى الله عيه وسلم ، والخير في الاتباع لا في الابتداع . مع اعتقادنا الجازم أن الصحابة ومن بعدهم من التابعين بشر يخطئون ويصيبون - وإن كان ذنبهم مغفور في جنب بلائهم العظيم في الإسلام - ولكننا مأمورون باتباع ما كان عليه مجموعهم وجمهورهم والذي جاء ترجماناً للكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة .
خامساً- نحن أمة مرحومة ، من الله تعالى علينا بالإسلام وجعلنا خير أمة أخرجت للناس . نحن لا ندعو إلى عنصرية عرقية ، إذ كل من دخل هذا الدين شملته هذه الخيرية بقدر تقواه { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } . نحن لا نمارس الكبت أو مصادرة الناس في عبادتهم وإن كانت باطلة ، ولكننا ندعو الناس إلى النعيم الذي نحن فيه ، فمن اهتدى فلنفسه ومن عمي فعليها ، وباب الجهاد معروف للناس كلهم سواء كان غزواً أم دفاعاً بما اشتمل عليه من أخلاقيات الإسلام .
ثم إننا لسنا متعطشين إلى التكفير أو التبديع ، لكننا في الوقت ذاته لن نتوانى عن إعلان بطلان عبادة غير الله تعالى ، ولن نتقاعس عن إطلاق الأسماء الشرعية من التكفير والتبديع والتفسيق على من استحقها بشروطها .
وماذا بعد ؟!!
من خلال هذه المنطلقات والقواعد يمكننا أن نجيب على دعوات الحوار والتقارب التي يدعو إليها كثيرون ،،،
والله من وراء القصد ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ،،
أخوكم
الحارث ،،
حارث @harth_1
عضو مميز
هذا الموضوع مغلق.
حارث
•
للاطلاع ،،
الصفحة الأخيرة