لنعودَ عودًا حميدًا وفي كل برهة،
إلى الخالق..
بيينا وبين أنفسنا "عهد" ،
عهد يجب ألا نخرقه ولو بأحلك الظروف وأقساها،
إن السبب الرئيسي لوجودنا على هذه الأرض هو عبادة الله ، فلمًّ لا تكن هذه العبادة خالصة لوجه الله تعالى نؤديها بحب وإخلاص.
ولنتذكر قوله سبحانه وتعالى
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)،(الذاريات:56،75)
تمر علينا ساعات نشعر أن الشيطان يحاول إغوائنا، فيصرفنا بكافة الطرق والوسائل عن عبادة الله، ويقطعنا من مواصلة الذكر ويجعلنا نشعر بأن آفاق حياتنا ضيّقة، لا مجال للأمل أن يرتعَ فيها ويمرح..
تلك الساعات لا تمر حالكة بطيئة فحسب بل ترجعنا إيضا إلى الوراء وإلى نقطة الصفر..
فنشعر بالضيق نتيجة لإرتكاب المعاصي والذنوب ونشعر بالكبد والضغينة،
في تلك الحالة لا يوجد أمامنا سوى خيارين :
الخيار الأول الوقوع في ذلك المستنقع المليء بالحشرات والطفيليات، بما معناه أن نبقى كما نحن مقصرين بحق أنفنسا ومقصرين بحق الخالق !
والخيار الثاثي أن ننتشل أجسمانا من ذلك المستنقع ونجدد توبتنا مع الخالق ونجدد النيّة في صميمنا فنشعر بأن أول وضوء بعد التوبة يغسل خطايانا ويطهرنا ونشعر بأن نقاط الماء المتساقطة من جفوفنا تزيدنا إيمانا وقربًا.
فقد قال صلى الله عليه وسلم : (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره) رواه مسلم
عندها نشعر بأننا نخشع بذلول أمام الخالق،
ونبكي إنكسارًا وخجلا
ونستشعر رحمة الله
رحمة الله التي وسعت كل شيء..
{ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك له وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم}..(فاطر الآية الثانية)
{ ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما }
فلو تدربنا هذه الكلمات لتغير منظور حياتنا إلى الأفضل وتوكلنا على الله في كافة أمور ومجالات الحياة.
فلنجعل عبادة الله أهم وأسمى وأنبل غاية بالنسبة لنا، فلا نقتصر على الصلاة والصوم والحج فحسب، بل لنوسع آفاقنا مضيئين الأفق المظلم في حجيرات حياتنا.
لنوسع هذه العبادة بكل أمر يتعلق بحياتنا ونضعه هدفا أمامًا في كل خطوة نخطيها، عندها ستكون خطانا منيرة وراسخة لأنها تخطو نحو الصراط المستقيم..
فلتكن أفاقنا واسعة ترى كل الجوانب من الأمور ، فتتقبل السيء قبل الإيجابي لتحسنه وتصقله، وترى العتمة قبل النور لتبدد ظلامها بذكر الله.
كما أن إنتظار الفرج والرحمة من أنبل العبادات وليس ضرورًا أن تشعر بالفرج في اللحظة ذاتها، أو أن تحل مشلكة ما او ضايقة ما باللحظة ذاتها ..
فالفرج والرحمة يتشكلان بطرق مختلفة وعديدة لا نعيها نحن ولا ندركها بلا نستشعرها .. فالله وحده تعالى يعلمها ويرسلها لعباده الصالحين .
فقد قال سبحانه وتعالى (ألم تعلم أن الله يعلم مافي السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير)
فربما يبعد عنك مصيبة أو إبتلاء أو يسهل الله لك القيام في جوف الليل فتناجيه وتكون قريبًا منه وأنت ساجد..
ففي الحديث الشريف أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربهِ وهو ساجـد ..)
فلنسجد بقلوبنا
وعندها اعلم أن الله تعالى قد خصص هذه النافلة لك..
{ومن الليل فتهجد به نافلة لك}.
فلنجتب المعاصي التي لا تزيدنا سوى مقتا وطغينة ولا تبقي في قلوبنا سوى القلق والتوتر ولنتقي الله بكافة أمور الحياة بداية تجديد توبتنا ومن ثمّ يفتح الله لنا كل الطرق للتقرب منه ..
فلنقضي أوقاتا بعبادة الله فننعم بحياة رغيدة بالطاعات والسكون النفسي والأمان يتمحور في حياتنا ويعطيها ميزة خاصة ، ونكهة خاصة..
القضية ليست بما يحدث من إبتلاء ومحن وضائقة ، بل القضية هي كيفية تعاملنا مع تلك المواقف الصعبة وأن نستلخص منها العبر والقيّم والشعور بالطمأنينة الروحانية تلك الطمأنينة التي لا يذوق طعم حلاوتها سوى المسلم المؤمن، من سلم قلبه لله، سلّم قلبًا صادقًا طاهرًا ناصع البياض..
فلا ضيق مع رحمة الله ولا شعور بالحسرة ولندرك بأن ما بين طرفة عين وأخرى يغفر الله سبحانه لمن صدق واستسلم وسلم أمره لله لمن بيده ملكوت كل شيء ولنردد ورنيم كلمات الدعاء يداعب صميم قلوبنا..
" يا حي يا قيّوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"
منقوووووووول
حكايه صبر @hkayh_sbr
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
رندا...
•
الله يرد لك الغايبين يارب
الصفحة الأخيرة