ام سافر

ام سافر @am_safr

عضوة جديدة

الحياة الزوجية والوجدانيات

الملتقى العام

دلفوا بقلوب تزينت بالوداد إلى مجلس سجية أهله الرشاد تجاذبوا أطراف اللطائف من الأخبار وفي غمرة سمرهم نهض أحد الأحباب مشعرا برغبته بالانصراف فبادروه أشوق إلى المحبوب؟ فلم يعِ جوابا بأن قال: أي حب تتهامسون به فقد ذهب المشيب بملح الشباب، فصاح أحد الظرفاء أليس في قلبك شوق يا ساريا في ظلمة الليل إلى سكنك الذي جعل الله بينك وبينها مودة، فطاشت عبارة من المتعجل بالسرى خرجت من فيه كهاتف تناثرت أصداؤها في مجلسنا وكأن صداها أنات في بيداء مقفرة، قال: يا صاح لم يبق في القلب من مقام لمشاعر كانت تفيض بها جوانح نصبت بمجريات الحياة، فهمهمت طائفة من السمار صدقت يا رفيق الدرب أي شوق وحنين وغرام وهوى وقد أمست بمرور الليالي حياتنا مع أهلينا إذا تلطفنا بتشبيهها قلنا حياة رتيبة مملة كئيبة، فلما رأيت أنه لا مفر لي من خوض لجج الجدل حول مسلمات تنازع الأصحاب في نفيها أو إثباتها قلت لمن عقد العزم على المسير: أي أخي أليس من وقتك نصيب لزوجتك تجوبان فيه رياض الحب وترفرف أرواحكما في واحات المودة تأنسان بحديث مزاجه طرب قلبيكما بلحن الوفاء فقالوا: يا شيخ إننا شباب وشيب خبرنا الحياة الزوجية فألفيناها ما بين هم نحمله وحق نؤديه، إنك يا شيخ تتطلع لعالما من الرمانسية نسمع به ولا ندركه، فقلت سبحان الله فأين إشراق التضحية بينكم وبين أزواجكم وعطر الإيثار وعبير الصبر على صنع الحياة، ألا يستحق هذا من كل واحد منكم أن ينشئ مجلسا تحابب بينه وبين زوجته ساعة كل يوم يتذاكران الجميل في حياة كلها ضياء يشع بالأمل، قالوا: إنك والله يا شيخ قد أبحرت في غياهب السراب فأي ساعة تظن أن أحدنا يمنحها زوجته ثم لو أن أحدنا جاد وتفضل فإن زوجه ستبهته بأحد أمرين، إما أن تقول تصابى زوجي وعاد يحدثني أحاديث ليالي عرسنا وذاك زمان قد انصرم، وإما أن تقول ابحث لنا يا زوجي الغالي عن باب رزق جديد فإننا في حاجة إلى مزيد من المال فذلك خير، فقلت: دعوني أشخص لكم داءكم على عجل ثم أتحفكم بدواء عاجل ستجدون بحول الله نفع الأخذ به، أحبتي الفضلاء إن المودة والرحمة والسكينة أسس لإيجاد السعادة الزوجية وأنتم تقرأون في القرآن الكريم بيان ذلك، فكل زوجين أرادا السعادة الزوجية فعليهما إحياء هذه الأسس وتفعيلها ثم إنه لا يتصور أن تقوم هذه المقومات وتثمر إلا بتواصل عاطفي حميم دائما متجدد وهذا التواصل له وسائل ومن أبرزها ما يمكن أن نسميه مجلس وداد يسمو عن الغرائز ويحلق في سماء الوجدانيات يبدأ بابتسامة ويتوسطه حديث مشوق وأخبار وملح وحوار دافئ ويتزين بسرد الزوج مناقب زوجته وهي كذلك، ويختمه الزوجان بتجديد ميثاق الوفاء والتراحم والثبات على ذلك كله ولقد كان ــ صلى الله عليه وسلم ــ خير من يقتدى به في ***** مثل هذه المجالس مع أمهات المؤمنين ومن ذلك ثناؤه على أزواجه وتودده لهن ومثل هذا كثير في حياته ــ صلى الله عليه وسلم ــ، بل كان ــ صلى الله عليه وسلم ــ يتحف بعض أزواجه بملحة تسر بها، ومن ذلك خبر أم زرع رواه البخاري ومسلم. وأقول إنه مهما تكرر هذه المجلس فلن تمله النفوس إذا صدقت القلوب في التحابب وصفت بالود والتحنن وسمت عن رواسب العتاب وظلل التشاحن، إنه مجلس مع إمكانية تكراره وحسن آثاره لا يتطلب بذل مال ولا نطق بما يخالف مراد النفس وهواها، إنه تجلي لصادق المحبة بين كل زوجين


منقول من موقع الدكتور مسعود بن بشير المحمدي.
3
465

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام سافر
ام سافر
الحياة الزوجية والوجدانياتدلفوا بقلوب تزينت بالوداد إلى مجلس سجية أهله الرشاد تجاذبوا أطراف اللطائف من الأخبار وفي غمرة سمرهم نهض أحد الأحباب مشعرا برغبته بالانصراف فبادروه أشوق إلى المحبوب؟ فلم يعِ جوابا بأن قال: أي حب تتهامسون به فقد ذهب المشيب بملح الشباب، فصاح أحد الظرفاء أليس في قلبك شوق يا ساريا في ظلمة الليل إلى سكنك الذي جعل الله بينك وبينها مودة، فطاشت عبارة من المتعجل بالسرى خرجت من فيه كهاتف تناثرت أصداؤها في مجلسنا وكأن صداها أنات في بيداء مقفرة، قال: يا صاح لم يبق في القلب من مقام لمشاعر كانت تفيض بها جوانح نصبت بمجريات الحياة، فهمهمت طائفة من السمار صدقت يا رفيق الدرب أي شوق وحنين وغرام وهوى وقد أمست بمرور الليالي حياتنا مع أهلينا إذا تلطفنا بتشبيهها قلنا حياة رتيبة مملة كئيبة، فلما رأيت أنه لا مفر لي من خوض لجج الجدل حول مسلمات تنازع الأصحاب في نفيها أو إثباتها قلت لمن عقد العزم على المسير: أي أخي أليس من وقتك نصيب لزوجتك تجوبان فيه رياض الحب وترفرف أرواحكما في واحات المودة تأنسان بحديث مزاجه طرب قلبيكما بلحن الوفاء فقالوا: يا شيخ إننا شباب وشيب خبرنا الحياة الزوجية فألفيناها ما بين هم نحمله وحق نؤديه، إنك يا شيخ تتطلع لعالما من الرمانسية نسمع به ولا ندركه، فقلت سبحان الله فأين إشراق التضحية بينكم وبين أزواجكم وعطر الإيثار وعبير الصبر على صنع الحياة، ألا يستحق هذا من كل واحد منكم أن ينشئ مجلسا تحابب بينه وبين زوجته ساعة كل يوم يتذاكران الجميل في حياة كلها ضياء يشع بالأمل، قالوا: إنك والله يا شيخ قد أبحرت في غياهب السراب فأي ساعة تظن أن أحدنا يمنحها زوجته ثم لو أن أحدنا جاد وتفضل فإن زوجه ستبهته بأحد أمرين، إما أن تقول تصابى زوجي وعاد يحدثني أحاديث ليالي عرسنا وذاك زمان قد انصرم، وإما أن تقول ابحث لنا يا زوجي الغالي عن باب رزق جديد فإننا في حاجة إلى مزيد من المال فذلك خير، فقلت: دعوني أشخص لكم داءكم على عجل ثم أتحفكم بدواء عاجل ستجدون بحول الله نفع الأخذ به، أحبتي الفضلاء إن المودة والرحمة والسكينة أسس لإيجاد السعادة الزوجية وأنتم تقرأون في القرآن الكريم بيان ذلك، فكل زوجين أرادا السعادة الزوجية فعليهما إحياء هذه الأسس وتفعيلها ثم إنه لا يتصور أن تقوم هذه المقومات وتثمر إلا بتواصل عاطفي حميم دائما متجدد وهذا التواصل له وسائل ومن أبرزها ما يمكن أن نسميه مجلس وداد يسمو عن الغرائز ويحلق في سماء الوجدانيات يبدأ بابتسامة ويتوسطه حديث مشوق وأخبار وملح وحوار دافئ ويتزين بسرد الزوج مناقب زوجته وهي كذلك، ويختمه الزوجان بتجديد ميثاق الوفاء والتراحم والثبات على ذلك كله ولقد كان ــ صلى الله عليه وسلم ــ خير من يقتدى به في ***** مثل هذه المجالس مع أمهات المؤمنين ومن ذلك ثناؤه على أزواجه وتودده لهن ومثل هذا كثير في حياته ــ صلى الله عليه وسلم ــ، بل كان ــ صلى الله عليه وسلم ــ يتحف بعض أزواجه بملحة تسر بها، ومن ذلك خبر أم زرع رواه البخاري ومسلم. وأقول إنه مهما تكرر هذه المجلس فلن تمله النفوس إذا صدقت القلوب في التحابب وصفت بالود والتحنن وسمت عن رواسب العتاب وظلل التشاحن، إنه مجلس مع إمكانية تكراره وحسن آثاره لا يتطلب بذل مال ولا نطق بما يخالف مراد النفس وهواها، إنه تجلي لصادق المحبة بين كل زوجين






أخذت هذا المقال لكم من موقع جريدة عكاظ فالذي كتبه هو الشيخ الدكتور مسعود بن بشير المحمدي.
وسلسلة مقالات الشيخ موجودة في موقعه وتنشرها جريدة عكاظ كل خميس.
قلبي مع الخزامى
جزاك الله خير
مس ديزاين
مس ديزاين
جزاك الله خير